بين الصفع والصفح
شريفة الغامدي
جاء غاضبًا مُحتقن الوجه، يَستشيط غيظًا بعد شِجارٍ مع صديق له في المدرسة، حكى لي ما جرى وجسده الصغير يَرتجف انفعالاً؛ لأن صديقه قد صفَعه، وعيناه تُغالبان دموعه، حتى غلَبته وهو يتحدث، فانصرَف مسرعًا إلى غُرفته. بقي حزينًا يرفض الحديث حتى حضَر والده، فأخبرَه بما حصل وهو لا يزال على حاله من الغضب والانفعال، فقرَّر والده التدخُّل والحديث إلى ذلك الصديق، فلرُبَّما عاد إلى نفسه بعض الرضا، وكان ذلك. فتحدَّث إليه بعد الصلاة؛ حيث كان يلتقي به في مسجد الحي، وانتهى الأمر بأن تعهَّد كلٌّ منهما بعدم التحدُّث للآخر أو التعرُّض له، ولكنَّ نفسه لَم تَهدأ ولَم يذهب عنه الغضب، بل ظلَّ حانقًا ناقمًا على صديقه، يَشعر بالإهانة بسبب تلك الصفعة. في المساء ترَكناه يُعبِّر عمَّا بداخله من شعور بالغضب من صديقه، فتحدَّث بشكلٍ أكثر وضوحًا وأعمق شعورًا، وأقسمَ بأنه لن يُسامحه، وبأنه لن يعود للحديث معه مهما كان، وبأنه سيَصفعه كما فعَل، فرأينا أنه من الأنسب استغلالُ الموقف والحديث عن فضْل التسامُح والصفح، وما كان من نبيِّنا الكريم - عليه الصلاة والسلام - من تسامحٍ مع مَن أساء إليه من قومه؛ إذ قال لهم ببساطة وتسامُح: ((اذهبوا فأنتم الطُّلقاء)). حكينا له الكثير من المواقف وقَصص العافين، وحدَّثناه عن فَضْل الصفح والتسامح، وثواب الكاظمين للغيظ، مُستشهدين بآيات القرآن الكريم، وبأحاديث الحبيب - صلَّى الله عليه وسلَّم - بَقِي مُصغيًا لكلِّ القَصص والحكايات، مستمتعًا بسماعها، مستفسرًا عن جزئيَّاتها؛ مما جعَلنا نسترسل بثقة في تأثُّره وتفهُّمه لِما نقول، متيقِّنين بأنه قد غيَّر رأيه، ثم قال بصوت واثقٍ: ولكنني لن أُسامحه أبدًا، ولن أُكلِّمه، وسأَصفعه، أُصبنا بالدهشة لموقفه، والخيبة لعدم القدرة على إقناعه، فانصرَفنا تاركين له قراره، وتوقَّفنا عن المحاولة، ونام منتظرًا الصباح، مُتلهِّفًا لتلقين زميله درسًا لن ينساه، وفي الصباح وكالمعتاد توجَّه لمدرسته، عاقدًا العزمَ على إمضاء قراره الذي اتَّخذه وعجَزنا عن ثَنْيه عنه، لَم نحاول فتْحَ النِّقاش معه مُجدَّدًا، ولكنَّ وجهه كان يبدو عليه الإصرار على تنفيذ ما امتلأَ به رأسه الغاضب من رغبة في الصفع. فترَكناه يلقى نتائج قراره بنفسه ما دام قد أصرَّ على عدم الصفح، وفي أنفسنا خوف مما ستؤول إليه الأمور بينهما، وفي الثانية عشرة عاد للمنزل مُنتشيًا، تملأ ابتسامة الانتصار وجهه، صارخًا: أمي، أبي، أنا وفيصل تصالَحنا! |
رد: بين الصفع والصفح
|
رد: بين الصفع والصفح
سلمت اناملك ويعطيك العافيه علي الطرح القيم والنافع
في أنتظار المزيد من عطائك والمزيد ومواضيعك الرائعة ودائما في إبداع مستمر ودي واكاليل وردي كنت هنا اميرة الحب |
رد: بين الصفع والصفح
طرح قيم بمحتواه غاليتي
يعطيك ألف عافيه على الجهد الطيب لروحك سعادة لا تنتهي |
رد: بين الصفع والصفح
جزاكم الله خيرا شاكرة مروركم
|
رد: بين الصفع والصفح
بارك الله فيك
سلمت الايادي ولا حرمناك بشوق دائم لجديدك باقات من الجوري لروحك* |
رد: بين الصفع والصفح
وفيك بارك ونفع
شاكرة مرورك غاليتي أسعدك الله . |
رد: بين الصفع والصفح
لجهودكم باقات من الشكر والتقدير
على المواضيع الرائعه والجميلة |
رد: بين الصفع والصفح
.. عطآآآء بآذخ متصفح رائع في كل شيء ومتوج بالجمآل سلم لنآ هذآ الإبدآع لكم أرق التحآيآ وأعذبهآ http://up.3dlat.com/uploads/3dlat.com_14025248457.gif |
الساعة الآن 05:10 AM بتوقيت الرياض |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By
Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون