أناس يتحدثون
عن بر الوالدين وتتعالى أصواتهم عندما يرددون قوله تعالى
(فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما )
وعيون ابائهم تتشوق لمحة من ظلهم ..
وانوفهم تشتهي شم عطرهم
اشتاقوا حد الموت لكلماتهم ولمات ايديهم
لم يرحموا ضعف كبرهم فهجروهم وتركوهم يعانون
انهم اناس يجيدون الحديث ولكنهم لا يفعلون
..
أناس يتحدثون ... عن سعادتهم الزوجيه ...
وكيف ان ربي اكرمهم بأزواج لا مثيل لهمِ
قمّة بكل شيء ..وجدوا فيهم كل مايحتاجونه من الألفه والمحبة والعشرة الطيبة
تجدهم يملأون مجالسهم بالحث على الحقوق الزوجية وفضل العشير من زوج او زوجه
لكن ذلك كلّه ماهو الا كلام للاستهلاك وادعاء المثالية
ولو اطلعت على ايميلاتهم ووسائل التواصل الأخرى لرأيت مايندى له الجبين
انهم اناس يجيدون الحديث ولكنهم لا يفعلون
--

وأناس يتحدثون
عن الاسره .. وحمايه الابناء ويتفننون في صف الكلمات
وتنسيق العبارات وتنظيم المحاضرات
وليته يعلم من هم أصدقاء وصديقات أبنائه وماذا يدور بينهم من احاديث
وكيف يستخدمون تلك الأجهزة التي وفرها لهم , ظنا منه انه يؤدي واجباته تجاهم
انهم يتحدثون عن أحدث الوسائل لتربيه الابناء
وعن دور الام والأب في تنشئه الأسرة
وفي أركان منازلهم الأساس فيها الخادمة ...فهي ربه الأسرة ونبض حياه الأطفال
انهم اناس يجيدون الحديث ولكنهم لا يفعلون
--
أناس يتحدثون عن فضل القران
واجره وعظيم ثوابه
وهم قد ماتت افئدتهم من هجرهم لكلام الله
فهم لا ينفضون الغبار عن مصاحفهم الا كل عام " من رمضان الى رمضان "
انهم اناس يجيدون الحديث ولكنهم لا يفعلون
--
أناس يتحدثون عن العادات والتقاليد
والأخلاق والقيم ....و قبل ذلك الدين
حتى ليخيّل لك بأنهم ملائكة تمشي على الأرض
ويتنازلون عن كل ذلك بمجرد ان يغلقوا أبواب غرفهم
ويكونوا لوحدهم
او بمجرد ان يسافروا لبلد آخر
فهم يتعرون من كل تلك المبادئ وربما عرّوا أجسادهم أيضا
انهم اناس يجيدون الحديث ولكنهم لا يفعلون
--

أناس يتحدثون عن الصراحه
وانهم لا يعرفون غير الصراحة طريقا
فهم ثابتون على قيمهم لا يتغيرون ...
فالنقاء عنوانهم
تثق فيهم وبكل صراحه تبدأ تفضفض لهم وتطلعهم على اسرارك
وتتفأجا بانهم كالحرباء
يتقنون تغيير الوانهم حسب مصالحهم
انهم اناس يجيدون الحديث ولكنهم لا يفعلون