منتديات وهج الذكرى

منتديات وهج الذكرى (https://www.wahjj.com/vb/index.php)
-   لعلوم السنة والسيرة والتاريخ الاسلامي (https://www.wahjj.com/vb/forumdisplay.php?f=108)
-   -   واحة الخُلق العظيم // الفصل الثاني // (1) " رفقاً بالقوارير " (https://www.wahjj.com/vb/showthread.php?t=30231)

الغريبة 06-25-2020 09:41 AM

واحة الخُلق العظيم // الفصل الثاني // (1) " رفقاً بالقوارير "
 
https://upload.3dlat.com/uploads/3dl...21d5a8e511.gif
https://up.graaam.com/img/a025ae21ce...4d662dcf8c.gif

بسم الله والحمد لله

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم النبيين

ورحمة الله للعالمين .. الرحمة المهداة .. والنعمة المسداة

محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه


أما بعد


إخواني الأعزاء .. أخواتي الفضليات

أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد والعون من رب العباد

هذا هو الفصل الثاني من هذي الواحة العظيمة

في رحمته صلى الله عليه وسلم بالنساء وهذا هو المبحث الأول منها

تحت عنوان {{ رفقاً بالقوارير }}

مستعينة بالله متوكلة عليه بادئة باسمه سبحان

أبدأ كتابتي


https://sl.glitter-graphics.net/pub/...rgr1muugeb.gif


المبحث الأول

رفقا بالقوارير


من هي المرأة ؟! ...


إنه العالم الغريب الذي به كدر الحياة وصفوها

هذه هي المرأة كما خلقها الله تبارك وتعالى ،

وتلك هي قدراتها التي وهبها الله عز وجل

فهي سكن وملاذ ، وفيض شعور ، وتوقد عاطفة

وغُلٌ حريري الملمس ، حديدي الوثاق

فإن كانت صالحة فاضلة ، طيبة المنبت والمروي

كان غُلها التُقى والرشاد ، والوقوف على حدود

الله تبارك وتعالي ، فتسلك بمن ورائها طريق

النور والفلاح .


https://sl.glitter-graphics.net/pub/...rgr1muugeb.gif


" وما أصبغ الله على امرئ نعمة أعظم أثراً

ولا أسنى خطراً ، ولا أجمع لشتات النعم ،

ولا أجلب لنعم الحياة من المرأة الصالحة ،

هي عدة في الشدة ، وزينة في الرخاء ، هي منار أمل

الرجل ، منها يستمده ، وبها يستفيده ، وإليها يعود به

( المرأة العربية في جاهليتها وإسلامها )


https://sl.glitter-graphics.net/pub/...rgr1muugeb.gif


أما إن كانت علي غير ذلك ، كان غُلها شيطاني

النزعة ، وخُطاها مُظلمة الدروب ، فَضَلت وأَضَلت ،

وساقت أسراها إلي جُبِّ الضياع السحيق ،

ومن هنا كانت المرأة " دعامة الكون "

لا يزال ناهضاً مكيناً ما نهضت به ، فإن هي وهنت دونه

وتخاذلت عنه ، تهاوت عمده وتصدعت جوانبه –

(المصدر : المرأة العربية في جاهليتها وإسلامها )


https://sl.glitter-graphics.net/pub/...rgr1muugeb.gif


إذن للمرأة من دقة الحس ، وقوة العاطفة ، وبُعد الخيال

فوق ما للرجل فهي لا تبرح الدهر بين خاطرٍ مُتوثب ،

ووجدانٍ مُتأثر ، لا تكادُ تسمعُ خبراً أو تلمح منظراً ،

أو تطيفُ بها ذكرى حتي ينال ذلك من أعماق نفسها ،

وأسرار وجهها ، وشئون عينها ... مثل تلك الطبائع في نفس المرأة

إن وُفِقَتْ إلى من يتعاهدها ويُصلح نهجها ويُزيل العوائق من دونها

كانت سبيل الكمال المطلق ، والخير الصريح إلى الأمم ،


https://sl.glitter-graphics.net/pub/...rgr1muugeb.gif


وإن مُنِيتْ بمن يموه لها الباطل ويُزَيّنُ لها صفحة الشر

ويُجنبُها طريق السداد انعكست آياتها ، وانتكست حالتها ،

وهاجت الداء الدوي والشر العُقام ، وإن هي تركت أمرها ،

وخليت سبيلها كان شأنها كشأن دفائن الكنوز

في قِفرٍ من الأرض ، تتحول الأزمنة ، وتتبدل

الأمم وهي على حالها ، لا خير فيها ولا أثر لها

( المصدر السابق )


https://sl.glitter-graphics.net/pub/...rgr1muugeb.gif


لهذا كان اهتمام الشرع الحنيف بكل أمور المرأة

وحرصه عليها ، وتربيته لها ، والتأكيد على خطرها ،

ومدى تأثيرها سلباً وإيجاباً في مصائر الأمم ،

من هنا كان تعهُد رسول الله صلى الله عليه وسلم

لها بالتربية والتعليم والتوجيه والزود عن حقها

ولئن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم

رفيقاً رقيقاً رحيماً بالرجال ،

فلهو بالنساء أرق وأرحم وأرفق ، وذلك أن المرأة

بطبيعتها شديدة الحساسية ، سريعة الإنفعال

زئبقية المشاعر ، سهلة الإنكسار صعبة الإنجبار ،

قلما يبرأ جُرحها بسهولة ،

لذا كان الرفق بها أليق ، والرحمة بها أوفق .

وهذا ما كان يُدركه رسول الله صلى الله عليه وسلم حق الإدراك ،

فكان عظيم الرحمة بها حريصاً علي مشاعرها أشد الحرص ،

مُدركاً طبيعة تكوينها ، متعاملاً معها من هذا المنطلق


https://sl.glitter-graphics.net/pub/...rgr1muugeb.gif


وها هو أنس بن مالك رضي الله عنه يُمِيط

غطاء بوتقته قليلاً فتفوح شذاً يرتسمُ علي

وَجَنَاتِ الأفق ، صورة رائعة من صور رحمته

صلى الله عليه وسلم بالنساء فيقول :


" أتى النبي صلى الله عليه وسلم

على بعض نسائه ، ومعهن أم سُليم

وهي أم أنس

ويحك يا أنجشة ، رفقاً بالقوارير " ..


صحيح البخاري ، باب ما يجوز من الشعر

والزجر والحداء ، كتاب الأدب



https://sl.glitter-graphics.net/pub/...rgr1muugeb.gif


كان رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا همَّ بسفرٍ

يُقرعُ بين زوجاته ( يقترع بينهن ) ، فمن سعدت

بفضل الله منهن خرجت معه ، والآن يصطحبُ رسول الله

صلى الله عليه وسلم في إحدى رحلاته المباركة

بعض زوجاته الطاهرات على رواحلهن ، يحدو بهِنَّ

أنجشة الحبشي . الغليظ الملامح الداكن اللون ،

الخشن الملمس غير أنه رقيق النبرة ، شفيف المشاعر ،

يحفظ الأشعار ويُجيدُ العزف بها علي أوتار القلوب

قلبه قلب شاعر يرفرف بسحر القريص في عالم علوي

الآفاق ممتد رحيب ، وصوته عزف قِيثار رقيق بديع ..

يجد الرجل من شاعريته وعذوبة نبرته ،

رفيقاً يطوي به طول الدروب ومَعيناً على الحُداء ،

وها هي الإبل تطرب له فتشق خُطاها على نغمات الصوت

العذب الرقيق ولربما كان الشعر حماسياً ، يبعثُ في النفوس

القوة والإقدام ، فتندفعُ الإبل سريعة الحركة حماسية الخُطَا ،

مما قد يعود على ربات الهوادج المباركات بالإنزعاج والمشقة ،


https://sl.glitter-graphics.net/pub/...rgr1muugeb.gif


ولربما كان الشِعرُ رقيقاً أنيقاً فتتمايل الإبل تمايُل الثَّمِلُ

النَّشوان ، وتطرب الراكبات لرقة الشعر وبديع

الصوت وإيقاع الخُطَي فينشغلن بعض الوقت

عن الذِّكر والتسبيح ، وهذا ما يأباه عليهن

رسول الله صلى الله عليه وسلم حرصاً عليهن

ولهذا فقد طلب من الحادي الترفق بالقوارير

كيف إذاً بمن يترك أهله أمام التلفاز

والفضائيات ليل نهار ؟


وكفى بها مصيبة لقتل الوقت ونقص الإيمان .


https://sl.glitter-graphics.net/pub/...rgr1muugeb.gif


{ يَا أَيُّهَا اْلَّذِينَ ءَامَنُواْ قُوآ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ

نَارَاً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارةُ عَلَيْهَا مَلَآئِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ

لَا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُم وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُون (6) }


[ التحريم : 6 ]


https://sl.glitter-graphics.net/pub/...rgr1muugeb.gif


إن إحساس الزوج بزوجته ، وإدراكه لمنعطفات

نفسيتها ، وارتسامها في حِسّهِ قارورة رقيقة

تحِس ، ناعمة الشعور ، شفيفة الوجدان ، سريعة

الانكسار ليجعله دائما رقيقاً رفيقاً رحيماً بها

حريصاً أشد الحرص على مشاعرها ، مُلاطِفاً

لوجدانها ، ينسج من حبه وعطفه وخوفه عليها

حصناً منيعاً ، يقيها ما يخدش كرامتها ، أو يُؤْلِم

مشاعرها ، فضلاً عما يُحْزِنُها ويُؤَرِقُها ، مُجتهِداً

في إبعادها عما يُنقص إيمانها أو يشغلها عن ربها


https://sl.glitter-graphics.net/pub/...rgr1muugeb.gif


والزوجة التي تستشعر من زوجها هذا الشعور

وتنعم منه بتلك الرقة وهذا الحدب عنها ، لهي له

الزوجة المحبة ، والصديقة الصدوقة ، والرفيقة

المخلصة ، والأم الرؤم ، والأخت الحانية والابنة البارة ،

والأَمة المطيعة ، والقوة التي تحدوا به دائما

نحو التقدم والنجاح والاستمرار والتألق والإرتقاء .

فهل من راغبٍ في كسب ود القوارير

تأسياً بصاحب الرحمة البالغة والرقة الفياضة

والنور المبين صلى الله عليه وسلم ؟؟!!




https://sl.glitter-graphics.net/pub/...rgr1muugeb.gif


وهنا إخوتي الكرام أصل بكم إلى نهاية هذا المبحث

أرجو الله أن ينفع به إخوتي جميعا ويكتب لنا الأجر

ويعفو عنا - لا تنسوني من صالح دعاءكم

فما أحوجني بعد رحمة ربي من دعاء إخوة لي في الله

بظهر الغيب .. ولكم بمثل وزيادة ولكل من دعا وأمّن وقرأ

وأكتفى بالقراءة والمشاهدة وأخبر غيره

جزاكم الله خيرا

موعدنا القادم بإذن الله مع المبحث الثاني من الفصل الثاني

في رحمته صلى الله عليه وسلم بالنساء

والذي سيكون بعنوان {{ فهو خير لكما من خادم }}

وبالله التوفيق .. فإلى الملتقى إن شاء الله

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد

وعلى آله وصحبه والتابعين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختكم : الغريبة

انسان و ملاك 06-25-2020 07:36 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اختي الكريمه الغريبة

بارك الله فيك وجزاكِ عنا خير الجزاء

وجعل طيب اعمالك في ميزان عملك الصالح

ان شاء الله

وكل الشكر اختي

الغريبة 06-26-2020 02:34 AM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اكرمك الله وأسعدك أخي انسان
واللهم آمين على دعاءك الطيب
ولك بمثل وزيادة سعيدة لحضورك
ومتابعتك للسلسلة اشكرك
لا حرمت الاجر .. تقديري والاحترام
x15xvvcffz

ريماس 07-03-2020 05:43 AM

جزاك الله خيراً وبارك فيك ونفع بطرحك
وجعله في ميزان حسناتك
دمت بخير

الغريبة 07-03-2020 07:43 AM

http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwa...982395_970.gif


الساعة الآن 10:16 AM بتوقيت الرياض

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون