منتديات وهج الذكرى

منتديات وهج الذكرى (https://www.wahjj.com/vb/index.php)
-   المقال والقصه القصيره بقلم عضو سبق نشرهم (https://www.wahjj.com/vb/forumdisplay.php?f=172)
-   -   العبقُ الفردوسيُّ ! (https://www.wahjj.com/vb/showthread.php?t=46934)

عبد العزيز 02-28-2023 11:58 PM

العبقُ الفردوسيُّ !
 
لم يألف الأشمَّ والخضَمَّ –وإن وجد بهما بعضَ الأُنْسِ والسُّرورِ والبهجة- ، وظل الحنين ينازعه إلى مغاني طفولته ، وملاعب صباه !
لم يطق الصبر أكثر ، وفي إحدى الليالي ركب سيارته ويمم وجهه شطر مغاني طفولته ، وعندما تعالى الضحى كان في الشارع الرئيسي الذي عن يمينه المنازل والمغاني .
انعطف يمينًا ، عند أول منعطفٍ يؤدي إلى وسط الحي الذي كان يقطنه ، ثم ترجل من مركبته ، وبدأ السَّيْرَ متمهِّلًا ، متأمِّلًا ، متذكِّرًا ساعات أجمل ، وأنقى عهد !
عاج على منزله وخطى خطوتين إلى الداخل ، ثم وقف ونظر إلى نافذة المطبخ المطلة على الفناء الضيق ، التي يُخبِّئُ بعض لعبه فيها لعلوِّها ، ثم مضى إلى يساره مباريًا الحائط الأبيض القصير –الذي يفصل بين الفناء والممر- ، الذي يجعلونه مرمىً لكرة القدم .
دلف إلى الفناء الواسع ذي الحيطان المطلية باللون الأبيض ، والأسقف المرصوفة بالخشب المطلي باللون الأزرق والأبواب الخشبية المطلية باللون البني .
أجال ناظره في الفناء الواسع فعن يمينه المطبخ ، ثم باب خشبي يؤدي إلى غرفة النوم والصالة ، والمجلس الذي يقيم فيه مآدب النجاح ، والمناسبات السعيدة ، وضيافة أصحابه ، ثم العريش الشمالي والغربي ، الذي ينام فيه في فصل الشتاء ، ليبهج ناظره وسمعه بالبرق والرعد ، والغيث المنهمر ، والعصافير التي تخرج من أوكارها في التجويف الخشبي بأعلى العمود .
يليها غرفة التلفاز ، ثم المستودع ، ثم الدرج المؤدي إلى السطح ، توقف قليلًا ثم صعد الدرج ،ومضى إلى السطح وجال فيه ودموعه تنهمر على وجنتيه !
بجانب الباب عن يمينه مصطبة كان يلوذ بها كثيرًا عندما ينتابه الشجن ، وفي سقف الدرج كان يضع طنفسة ويمضي بعض الوقت فيها يتأمل ، ويسرح مع أحلامه وأمانيه !
صعد المصطبة ، ونظر إلى بيوت الحي ، ثم ثبَّتَ بصره على أحدها ، وقال : عندما تَهُبُّ الرياحُ أتَعَرَّضُ لها ، لعلها تَأْخُذُ بعضًا من الحنين الذي أَنْهَكَ قلبي ، لتُلقيه في قلبكِ ، لتَشْعُري بما أُكَابدُهُ من الحنين إليكِ ، فتعطفي ، وترأفي !
ثم نزل ، وجال في السطح المقسم إلى أربعة أقسام ، وجال في الغرف الثلاث فيه ، ووقف عند الغرفة الأخيرة ، وتبسم عندما تذكر عندما كان يضعُ العلمَ في آخر الزاوية منها ، وكاد يسقط ، لولا أن الله سلم !
نزل من السطح ، ونظر إلى الغرف الثلاث عن يمينه ، ثم دلف إلى الغرفة الأخيرة التي تؤدي إلى الفناء الخلفي (الغربي) ذي الثلاث نخلات ، وجوافة ، وكينة –يصطاد الطيور التي تأوي إليها- ، وتينة ، وخم دجاج وحمام ، وغرفة مسقفة بالطين والجريد !
تبسَّم ، عندما تذكر عندما غاب عن الحي بضعة أسابيع ، ثم عاد ، فاستقبله أترابه بالحفاوة والترحيب وأهدوه بعض ألعابهم !
كان يجول في المنزل ، ودموعه تنهمر ، والحنين تصطخب أمواجه مع كل ذكرى ، ولم يستطع نظم بيت ، ولو استطاع لاحتاج لمائة بيتٍ –على الأقل- لوصف ما يعتلجُ بقلبه !
خرج من الباب الأحمر الكبير ، الجنوبي الغربي ، واتجه إلى المنزل الذي أودع قلبه فيه ، ودلف من الباب الأخضر ، واتجه إلى شجرة الليمون في آخر الفناء الشمالي الشرقي ، ووقف أمامها ، ...
يتبع ...

وردة الغرام 03-01-2023 12:42 AM

رد: العبقُ الفردوسيُّ !
 
بسم الله ماشاء الله تبارك الرحمن

لديك أسلوب جميل بالكتابة والسرد اعجبتني كثيرا

وانتظر أيضاً بفارغ الصبر تكملتها أن شاء الله

تسلم الايادي على المجهود المبذول والطيب والرائع والمميز والجميل

يعطيك الف عافيه اخي الكريم عبد العزيز

همس المطر 03-01-2023 12:17 PM

رد: العبقُ الفردوسيُّ !
 
إنها الذكريات التي تحتل
الذاكرة ويليها الكثير
من الإشتياق والحنين لذاك المكان
عشت كل تلك التفاصيل والله في ذاك البيت القديم وكان كل شي أجمل وأجمل
حرفك دوماً مختلف ومُميز عما سواه
كلماتك منسقة مرتبة بشكل ملفت
القصة رائعه الجمال محبوكة بدقة
بإنتظار التكملة بإذن الله لا تطيل علينا
الختم والتقييم والرفع للتنبيه
ومكافأة الجهود(300 م + 200ت)
مع وافر إحترامي

الجوري 03-01-2023 03:58 PM

رد: العبقُ الفردوسيُّ !
 
اديبنا عبد العزيز
كنت رائعاً جداً جداً
متابعة دوماً وبانتظار التكملة
تحياتي والورد لحضرتك

اميرة الحب 03-01-2023 04:09 PM

رد: العبقُ الفردوسيُّ !
 
اخي الفاضل عبد العزيز


لديك اسلوب جميل في الكتابة وقلم مميز
سلمت أناملكويعطيك العافية لطيب الجهد وتميز العطاء
مع ارق تحية
لقبك الفرح
لك كل الود
كنت هنا اميرة الحب

http://www4.0zz0.com/2023/01/17/10/548435905.gif

ريماس 03-01-2023 05:00 PM

رد: العبقُ الفردوسيُّ !
 
كاتبنا الرائع
عبد العزيز


اشكرك على طرحك الراقي المميز
استمتعت بقراءة كل مانثرته على متصفحك الرائع
ننتظر المزيد فلاتبخل
دمت بسعاده لاتفارقك

عبد العزيز 03-04-2023 09:56 AM

رد: العبقُ الفردوسيُّ !
 
وردة الغرام : مرورٌ أبهى من تباشير الربيع (ممتنٌّ) .

عبد العزيز 03-04-2023 09:56 AM

رد: العبقُ الفردوسيُّ !
 
همس المطر : الأكسجين هناك ، فإذا شعرتُ بضيق مضيتُ إلى تلك المرابع لأملأ رئتي من عبق الماضي الجميل النقي من درن الحاضر وأوصابه .

مرورٌ تمايلتْ له أزهار السرور وهمى غيث الحبور (ممتنٌّ) .

عبد العزيز 03-04-2023 09:57 AM

رد: العبقُ الفردوسيُّ !
 
الجوري : جزيل الشكر لمروركِ العذب (ممتنٌّ) .

عبد العزيز 03-04-2023 09:57 AM

رد: العبقُ الفردوسيُّ !
 
أميرة : ممتنٌّ لإطلالتكِ البهية .


الساعة الآن 06:09 AM بتوقيت الرياض

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون