منتديات وهج الذكرى

منتديات وهج الذكرى (https://www.wahjj.com/vb/index.php)
-   وهج القسم العام (https://www.wahjj.com/vb/forumdisplay.php?f=21)
-   -   الحنان قرية ماء في صحراء واسعة (https://www.wahjj.com/vb/showthread.php?t=27845)

شموخ الكلمة 05-03-2019 03:12 PM

الحنان قرية ماء في صحراء واسعة
 
الحنانُ قِرْبَةُ ماءٍ في صحراءَ واسعة

...........................................


وظلٌّ وارفٌ تأنَسُ إليه الروحُ الظَّمأى عندما تنالُ الرَّمضاءُ

من رقَّتها وعذوبتها وقتَ الهاجرة ما تنال،

وعندما تسومُ الأحاسيسَ الرقيقةَ أعاصيرُ الهجرِ العاتية،

وعندما تُزَجُّ المشاعرُ في قفصٍ ضيِّق يسدُّ المهاربَ عليها،

ويَكبتُ تغريدها، ويحبسُ بوحَها.

الحنانُ أنشودةُ الأملِ على أوتارِ النفس،

وقطراتُ الندى على خميلةِ الفكر،

وامتدادُ الأفقِ في بؤبؤ العيون الحالمة.

وهو أثرٌ من آثارِ الخالقِ حيث أودعهُ في صدرِ الأم لبناً خالصاً،

وفي راحتَيها دفئاً، وفي قلبها واحةً من الأمان،

فعندما يُذكرُ الحنان يقفِز إلى الذهنِ صورةُ الأمِّ

التي أعلى الإسلام قَدرَها، وعظَّم شأنها..


الحنان بحرٌ


من الحبِّ يحملُ في طيَّاتِ أمواجِهِ تباشيرَ الغَيث،

وفي قعرهِ يسكنُ اللؤلؤ والألماس والمرجان.

ومن رحمة الله الواسعة إيداعُ الحنانِ ليس في قلوب البشَر فحسب

بل في قلوبِ البهائم أيضاً؛ إذْ تحنو على أولادِها،

وتُرضعُهم اللبن،


وتحرسُهم وتوفِّرُ لهم أسبابَ الحماية..

وأودعَهُ في نُسوغ الأغصان التي تُمدُّ ثمارَها بالغذاء


حتى ترتويَ وتَنضَج..

وأودعه في الزهور التي تمنحُ الرحيقَ للنحل


ليقدِّمه عسلاً نافعاً لبني البشَر.


الحنانُ مفتاحُ النَّفس


فإذا ما هَمَس إليها، ودغدغَ أحاسيسَها،

وحرَّك أوراقَ زهورِها فإنها تسعدُ، وتستفيقُ،

ثم تتوقَّد وتبتسم، فتصوغ عطراً يملأُ الآفاق،

فيداعبُ خيوطَ الشمس الفضيّة تارةً،

ويرتمي في أحضان النسيم تارةً أخرى،

ليرسلَه هديَّة جميلةً للخمائلِ والأفنان،

فتصحو البلابلُ والعصافيرُ من طيبِ الأريج،

وتغرِّدُ فرحةً جَذلى فيطربُ الكونُ وتبتسمُ السُّحب البيض.

الحنانُ يتمثَّل في كلمة حقٍّ، ونُصرةِ مظلوم،

ومواساةِ مُبتلى، ولمسةٍ حانية على رأس مَعوق،

وهمسةِ حبٍّ في أذن مجروح.


الحنانُ يتمخَّض عن الحق تمخُّضَ العسل عن الرحيق،


وتمخُّضَ النُّبلِ عن الأخلاق.


الحنانُ تضحيةٌ كتضحيةِ الأبِ العَطوف في سبيل الأبناء،


وتفاني المعلمِ المخلص في الصفِّ من أجل التلاميذ،

وتضحيةِ الأحرار ذَوداً عن دينهم وأوطانهم.


الحنانُ يولِّدُ الأخوَّة بين الناس،


لأنه إذا ما حطَّ رحالَه المباركة على ضفَّتَي قلب طيِّب،

فإنه يُسخِّنُ ماء هاتين الضفَّتَين بدفئه، فيعلو نُبلهما،

ليُشكِّل سحائبَ الخير التي تَهمي على الدنيا فُيوضاً من العَطاء.


الحنانُ دواءٌ لكثيرٍ من الأدواء فإنِ استُخدِم في وقته،

وبقدرِ الحاجةِ إليه، نفعَ وأجدى،

وإن استُخدِمَ بعشوائية ومن غيرِ ضوابطَ فإنه يُضرُّ،

فهو سلاحٌ ذو حدَّين..

فما أكثرَ الآباء والأمهات الذين كانوا سبباً في تضييعِ أبنائهم

لإغراقهم إياهُم بالحنان الجارف الذي غمرَ شخصياتهم فأضرَّ بها،

كما يُضرُّ الماءُ النبتةَ إذا ما غمرها كلَّها؛

لأن النبتةَ تحتاجُ إلى الماءِ في أوقاتٍ محدَّدة،

كما تحتاج إلى الشمسِ في أحايينَ أخرى،

وفي مرَّة ثالثة قد لا تحتاج إلى هذا أو إلى ذاك،

بل تحتاجُ إلى رطوبة وهواء. وهذه هي حال الإنسان.

كلُّ واحدٍ منَّا بحاجةٍ إلى الحنان،


لأن حاجةَ النفوسِ إلى الحنان كحاجةِ الأرض إلى المطر،

وحاجةِ الشِّفاه إلى الابتسامة، والعينِ إلى الكُحل،

والأغصان إلى زقزقة العصافير، والجداول إلى همسِ النجوم.


فالحنانُ وديعةُ اللهِ في النفوس الطيبة،


ولمسةٌ نديَّةٌ من لمسات الخالق بثَّها في القُلوب الصافية،

فلا تبخَلوا بها على أرحامكم وجواركم،

وعلى الغُرباء من الناس والمبتلين،

وعلى الأيتام الذين طارَ بريقُ الفرح من عيونهم،

وتلاشى حسُّ الأمان في نُفوسهم.


ولرُبَّ همسةِ حنان واحدة فتحَتِ الآفاقَ أمامَ موهبةِ طالبٍ كامنة،

ورسمت الأملَ على شفاهِ مَكروبٍ يعتصرُه الألم،

ويُقِضُّ مضجعَه الحزنُ، وغيَّرت مسيرةَ إنسانٍ

من دروبِ الضَّياع إلى دروبِ الحقِّ والهدى.

هَبُوا الحنانَ للآخرين تُوهَب لكم المحبَّة،


وارحموا الآخرين تُظلّكم غمامة الرِّضا العلويَّة،


وبوحوا بالكلام الطيِّب، تحصدون محبَّة الناس وخالق الناس،

وعامِلوا الناس بخُلُقٍ حَسن يُقرِّبكم نبيُّ الرحمة والهداية إليه في جنات النعيم

شموخ الكلمة 05-08-2019 11:53 AM

86:86:

النايفه 05-15-2019 04:54 PM

https://www10.0zz0.com/2019/05/15/16/796676534.gif

شموخ الكلمة 05-17-2019 03:50 PM

النايفه
ممتنـــة لروعــة حضـورك
57:


خـ ـــ ااــ ــد 05-26-2019 11:45 AM

ماشاءالله
طرح بمنتهى الروعه والجمال
سلمت الايادي
الف شكر لك ع جهودك المميزه
يعطيك العافيه

شموخ الكلمة 05-26-2019 09:42 PM

خالـــــد / ممتنـــة لروعــة حضـورك
57:


ريآن 06-01-2019 12:30 AM

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:85%;background-image:url('http://img0.liveinternet.ru/images/attach/c/0/37/665/37665496_separateur2.gif');background-color:black;border:4px double silver;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:75%;background-image:url('http://i48.tinypic.com/153xjcx.gif');background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

متصفح ينساب عذوبة وشهد
جميل هو سمو ذآئقتكم
دمتم عآمرين بالعطاء
إمتناني



http://img1.liveinternet.ru/images/a...93_defne16.gif
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]


الساعة الآن 04:10 PM بتوقيت الرياض

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون