منتديات وهج الذكرى

منتديات وهج الذكرى (https://www.wahjj.com/vb/index.php)
-   ❀ ✿ وهج الحضارة والتأريخ❀ ✿ (https://www.wahjj.com/vb/forumdisplay.php?f=111)
-   -   الإسلام في أفريقيا (https://www.wahjj.com/vb/showthread.php?t=28776)

وارفة البيان 08-24-2019 09:18 PM

الإسلام في أفريقيا
 
الإسلام في أفريقيا
الإسلام في كل مكان وصلَ إليه قصة؛ تحكى جهود الأجداد في نشر الإسلام في ربوع الأرض، وبين كل البشر، ليعم الخير، وينتشر العدل، وتشرق الأرض بنور ربها. ومن بين البقاع التي نعمت بنور الإسلام في وقت مبكر، تلك الأرض الممتدة على الساحل الشرقي للقارة الإفريقية والأراضي القريبة منها كذلك، والتي تضم اليوم مجموعة من الدول هي إريتريا وإثيوبيا والصومال وكينيا وتنزانيا وأوغندا وجيبوتي وموزمبيق ومدغشقر وملاوي وزامبيا وزيمبابوي وبوروندي ورواندا وجزر القمر وموريشيوس وسيشيل وقد كان يطلق على الأراضي الساحلية منها أرض الزنج . قبل أن نخوض في العلاقات الوثيقة بين الإسلام وشرق القارة السمراء، نغوص معًا في أعماق التاريخ لنبدأ القصة من أولها، ولنكشف الستار عن الأحداث التي مهدت لهذه العلاقات الوطيدة التي جاء الإسلام ليثَبِتها ويوطدها، لا ليبتدئها أو ينشئها.


بداية العلاقات العربية الأفريقية

كان الحضارم - عرب جنوب شبه الجزيرة العربية - أول الشعوب العربية التي أتت إلى الساحل الشرقي لإفريقيا بغرض التجارة لا الغزو، وعلى الرغم من أنهم وفدوا في أعداد قليلة إلا أنهم داوموا في تجارتهم، واختلطوا بأهل الساحل، وتزوجوا منهم، وأقاموا محطات تجارية، وفي منتصف الألف سنة التي سبقت ميلاد المسيح بدأ الطابع العربي يظهر على طول الساحل، ولم يفقد هذا الساحل شخصيته المميزة، إذ كان يدعم بشكل دائم بالوافدين من جزيرة العرب والخليج العربي.

ويذكر مؤرخو الإغريق القدماء عن "الزنج" الذين كانوا يعيشون في سواحل شرق إفريقيا، أنهم شيدوا مدنًا ساحلية كانت على علاقات جارية راسخة مع شبه الجزيرة العربية والهند. ومن المرجح أن يكون عرب جزيرة العرب - خاصة عرب الجنوب - هم أقدم الشعوب العربية اتصالًا بالسواحل الشرقية الإفريقية، بحكم الجوار الجغرافي، وساعدهم على قيام هذه الصلات نظام الرياح الموسمية، والتي كانت تمكن السفن الشراعية الصغيرة من القيام برحلتين على الأقل في العام؛ ففي الخريف تدفعها الرياح الموسمية الجنوبية الغربية من خليج عمان وسواحل الجزيرة العربية نحو الساحل الإفريقي، وفي فصل الربيع تدفعها في اتجاه الشمال الشرقي، حيث تمكنها من العودة إلى قواعدها، وفي خلال دورة الرياح يتم التعامل التجاري. كانت تلك إذن هي بدء العَلاقات بين سكان شبه الجزيرة العربية وبين شرق القارة الإفريقية، وقد مهَّدَ هذا الأمر لوصول الإسلام ثُمَّ نَشْرِهِ بعد ذلك في تلك الأماكن.

بعد ظهور الإسلام، أدى توسع والفتوحات إلى تشريد أتباع الديانات الإفريقية التقليدية إما عن طريق التحول بالقوة أو الغزو. وقد أثرت الديانات الإفريقية التقليدية على الإسلام في أفريقيا،[1] ويعتبر الإسلام أكثر شيوعًا مع الديانات الأفريقية التقليدية،[2] ولكن حدثت أشكال من الصراع، خاصةً بسبب الموقف التوحيدي للإسلام وصعود الإصلاحيين المسلمين مثل أسكيا محمد. في منطقة سينيجامبيا، أصبحت قومية السيريريون الذين ربطوا "صلة قوية بماضيهم الديني القديم"،[3][4] أهدافًا للجهاد الإسلامي والاضطهاد منذ القرن الحادي عشر إلى القرن التاسع عشر، مما أدى إلى معركة فاندان - ثيوتيون. استوعب معظم أتباع الديانات التقليدية الإسلام في بداية انتشاره في أفريقيا،[5] ولكن في غرب أفريقيا، فقط مع ظهور الاستعمار بدأ للإسلام جاذبية جماهيرية، حتيث تحولت الجماعات من العداء التاريخي للهيمنة الإسلامية نحو الإنضمام إلى المجتمعات الإسلامية. وفي العديد من الحالات، اختارت الجماعات المتصارعة الانحياز إلى جيوش المسلمين ضد مجتمعات أفريقية أخرى.[6]

هجرة المسلمين للحبشة

هجرة المسلمين للحبشة وقد كانت التجارة بين عرب شبه الجزيرة العربية وشعوب شرق إفريقيا ما زالت مستمرَّة حين جاء الإسلام، فلمَّا اشتدَّ أذى مشركي مكة للمسلمين أذن النبي محمد لبعض أصحابه بالهجرة إلى الحبشة، حيث يوجد بها النجاشي، ولقد وصفه الرسول بأنه لا يُظلم عنده أحد، ومن ثَمَّ كان اختيار الحبشة كمكان لهجرة المسلمين ابتداءً، وكان الاستقبال الحافل والحفاوة البالغة التي تمَّ بها استقبال المسلمين كَفِيلَة باستمرارهم، وتَكَرَّرت هجرتهم مرَّة أخرى بِفَوْج أكبر من الفوج الأول، فبلغ عددهم ثلاثة وثمانين رجلًا وتسعَ عشرةَ امرأة، وقد حاولت قريش الإيقاع بين المسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة وبين النجاشي ومَن معه من النصارى، ولكن قوَّة الحُجَّة عند المسلمين وحُسْن تصرفهم حالَ دون هذه الوقيعة، وازداد تمسُّك النجاشي بهم وحمايته لهم.

وقد كان للعَلاقات الودِّيَّة بين الرسول والنجاشي، والمعاملة الطيبة التي لقيَها المسلمون المهاجرون إلى الحبشة أكبر الأثر في توثيق العَلاقات بين نصارى الحبشة وبين الإسلام، إلاَّ أن هذه الهجرات الإسلامية الأولية في عهد رسول الله Mohamed peace be upon him.svg لم تترك أثرًا في حياة البلاد، وإن كانت قد تركت أثرًا في نفوس الأحباش، وأطلعتهم على الينبوع الرُّوحي الجديد المتفجِّر بالقوَّة والحياة، ووطَّدت الصلات بين الدولة الإسلامية في عهد الرسول وبين الأحباش، وحين بلغ الرسولَ وفاةُ النجاشي صلَّى عليه هو وأصحابه؛ فعن أبي هريرة قال: نعى لنا رسول الله Mohamed peace be upon him.svg النجاشي صاحب الحبشة اليومَ الذي مات فيه فقال: "اسْتَغْفِرُوا لأَخِيكُمْ". وعنه أيضًا قال: إِنَّ النَّبِيَّ صَفَّ بهم بِالْمُصَلَّى فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا. وعن عروة بن الزبير t، عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما مات النجاشي كان يُتَحَدَّث أنه لا يزال يُرَى على قبره نور.

وفي السنة التاسعة من الهجرة، أرسل رسول الله Mohamed peace be upon him.svg الصحابي الجليل علقمة بن مُجَزِّز t على سريَّة في اتجاه الحبشة؛ لأن بعض مراكبهم كانت تقترب من مكة بحرًا، ولكنه لم يَلْقَ كيدًا كما تَذْكُر الرواية. ومن هنا كانت منطقة شرق إفريقيا أسبق بقعة في العالم القديم في استقبال الدعوة الإسلامية الخالدة

فتح الحبشة

لم تكن الحبشة ضمن الممالك التي وجَّه المسلمون إليها حملاتهم في ذلك العهد الأول الذي شهد الفتوحات الإسلامية العظيمة لنشر دين الإسلام، ويبدو أن ذلك راجع إلى عدَّة عواملَ، منها تركيز المسلمين على كسر شوكة الإمبراطوريتين المجاورتين لبلاد العرب، واللَّتين يُخشى منهما على الدولة الإسلامية الناشئة وهما إمبراطورية الفرس والإمبراطورية الرومانية الشرقية، وكذلك اعتبار المسلمين أن مصر أكثر أهمية من الحبشة لمركزها المهم وسبقها في ميدان الحضارة والعمران. ومن أهمِّ الأسباب أيضًا قُرْب عهد المسلمين بالعَلاقات الطيبة التي كان للنجاشي فيها فضلٌ مشكور، حتى يُروى أن النبي نَصَحَ بِتَرْكِ الأَحْبَاشِ وشأنهم طالما أنهم لم يبدءوا بالعدوان، ففي الحديث الشريف: "اتْرُكُوا الْحَبَشَةَ مَا تَرَكُوكُمْ".

ولكن بعد فترة من الزمن أخذ بعض القراصنة الأحباش يهدِّدون تجارة العرب في البحر الأحمر، مما اضطرَّ الخليفة عمر بن الخطاب إلى إيفاد حملة بحرية صغيرة لتأديبهم، ولكنها لم تكلل بالنجاح. وعاود القرصان نشاطهم مرَّة أخرى في عصر الخلافة الأموية، حيث اتخذوا من خرائب ميناء "عدوليس" على جدة مأوى لهم، ودمروا السفن الراسية فيه، بل وهدَّدوا الأماكن المقدسة في مكة والمدينة، فاضطرَّ المسلمون عام 83هـ إلى اتخاذ خطوة حاسمة لوضع حدٍّ لتلك العمليات، بأن جرد عبد الملك بن مروان حملة بحرية لاتخاذ مركز حربي على الشاطئ الغربي، وتمَّ الاستيلاء على مجموع جزر "دهلك" المجاورة لمدينة "مصوع"[16]، وكان أَخْذُ المسلمين لهذا المركز الممتاز بَدْءَ استيلائهم على باقي المراكز البحرية على الشاطئ الإفريقي، وعلى الانتشار التدريجي للإسلام في شرق إفريقية.

السيطرة على دهلك

كانت السيطرة العربية على جزر "دهلك" سببًا في تطوُّرات عديدة مُهِمَّة في تاريخ المنطقة، من أهمها أنها أعطت فرصة لانتشار الإسلام من قاعدة ثابتة، فضلًا عن ارتباط حركة التجارة في المنطقة بالواقع الجديد الذي أحلَّ النظام والعدل محلَّ الفوضى والقرصنة. وتنسب الروايات تأسيس الإمارات العربية الأُولَى في شرقي إفريقيا لعهد عبد الملك بن مروان ورجاله الشاميين، وما زال اسم عبد الملك بن مروان يُذْكَر في تلك الجهات، لدرجة أن السكان قد حرَّفوا اسمه، فينطقون (عبد المالك) (ابن مرواني)، ومرُّد ذلك ضعف اللغة العربية وظهور اللغة السواحلية.

وفي أواخر عهد الدولة الأموية كانت هجرة الزُّيُود من اليمن عقب مقتل زيد بن علي زين العابدين عام (122هـ/740م)؛ فِرَارًا من اضطهاد بني أمية لهم، وعُرِف هؤلاء بالزيدية، واستقرَّت هذه الجماعات -كما أشارت المصادر- في ساحل (بنادر) الصومالي، وحكموا فيه ما يقرب من مائَتَيْ سنة، ونشروا الإسلام بين قبائل (بنادر)، كما أصلحوا الأراضي، وزرعوا بعض النباتات، بل توغَّل الزيدية إلى داخل الأراضي الصومالية ونشروا الإسلام بين قبائل (أنهار جوبا) و(شبيلي) من بينها قبائل (الجالا) التي اعتنقت الإسلام بحماسة كبيرة، بدليل أن كثيرًا من الصوماليين من أفراد هذه القبائل قد أصبحوا فقهاء ووعَّاظًا، واضطلعوا بنشر الإسلام بين القبائل الوثنية.

علي الصقور 08-24-2019 09:51 PM

بارك الله في جهودك
يا وارفة البيان
بوركتِ

وارفة البيان 08-24-2019 09:54 PM

وبارك الله في حضوركم سيدي

الود طبعي 08-24-2019 10:26 PM

جزاك الله جنة عرضها السموات والارض
بارك الله فيك

وارفة البيان 08-25-2019 06:58 PM

اهلا بالود
اللهم امين ولك مثله عزيزتي
اسعدتني ياسعاده

لجين 08-27-2019 01:50 AM

بالرغم من أن الفتوحات العربية للقارة
الأفريقية أسهمت في انتشار الدين الإسلامي،
إلا أن الإسلام انتشر فيها بشكل سلمي وليس
بحد السيف، بحسب د. حورية مجاهد. كما أن
اعتماد المسلمين على اعتبار أن كل فرد هو
داعية لدينه، دون الحاجة لتنظيم ذلك، عمل
على زيادة عدد معتنقي هذا الدين ودعاته.
وهكذا لم تحتج الدعوة الإسلامية إلى كمية
كبيرة من المبشرين المنظمين، بل كان كل
مسلم يأخذ على عاتقه نشر الإسلام من حوله.

بارك الله فيك وفي جهد مثمراً تبذلينه غاليتي

وارفة البيان 08-29-2019 09:45 AM

يقول الشيخ عبد الله بن محمد الدويش في معرض سؤاله عن العمل الدعوي في أفريقيا

تختلف طبيعة الدعوة في بلدان إفريقيا عن غيرها من أمصار العالم نظرا للطبيعة المختلفة التي تتميز بها هذه القارة بالإضافة إلى بعض العوامل الأخرى، وأولى هذه المميزات الجذور الإسلامية المتأصلة في إفريقيا، وكما هو معروف، فإن الكثير من تلك الدول كانت إما إسلامية أو تعيش تحت حكم إسلامي، فالإمبراطوريات الإسلامية حكمت أجزاء عديدة من إفريقيا، وهذه ولا شك كان لها تأثير واضح، فلم يعد الإسلام بالشيء الغريب. ثم إن إفريقيا تعتبر من أكثر بلدان العالم التي تنتشر فيها الوثنية، ولذا فإنها تعتبر بيئة جيدة للعمل الدعوي، باعتبار أن سكانها أكثر استجابة من غيرهم نظرا لهشاشة الديانة الوثنية وعدم استنادها إلى أي كتاب سماوي أو رسل. ومن العوامل التي تميز الدعوة في إفريقيا عن غيرها من البلدان الفقر المدقع الذي تعيشه معظم دول إفريقيا، وما يترتب على ذلك من مشكلات عدة تجعلها بحاجة دائمة إلى الإغاثة والمشاريع الخيرية، وهذا له أثر فعال في الدعوة إلى الله، ذلك أن العمل الإغاثي له مردود نفسي إيجابي على أولئك الذين يتلقون تلك المساعدات، ومن أسباب تأليف قلوبهم، إذ أنهم يبدؤون في التساؤل عن القائمين بهذه الأعمال الإغاثية وحقيقتهم والدوافع لمثل هذه الأعمال، وعندما يعرفون أن هذا العمل من توجيهات دين فاعلي هذا الخير يبدؤون في التساؤل عن حقيقة هذا الدين. أضف إلى ذلك أن هذا الأمر أعني الفقر - من أسباب تيسير العمل الإغاثي والدعوي بشكل عام، فكثير من الحكومات لا تمانع بصفة عامة من قيام المشاريع الدعوية، ولا تعارض جهود المؤسسات الدعوية على اعتبار أن المؤسسات الدعوية توفر خدمات اجتماعية وإنمائية تدعم الاقتصاد، وتسهم في حل بعض المشكلات لهذه البلدان. وينبغي ونحن نتحدث عن المميزات الدعوية في إفريقيا ألا نغفل دور الطلاب الأفارقة الذين درسوا في الجامعات الإسلامية الموجودة في العالم الإسلامي عامة، فهذه الجامعات خرجت عددا من الدعاة من أبناء تلك القارة، وهم وإن كانوا ليسوا على المستوى المطلوب كما ومستوى وكيفا، لكن لا شك أنهم يمكن أن يمثلوا منطلقا جيدا للدعوة وهمومها، ولا شك أن هذا له أثر كبير في تقليل التكاليف، والتخاطب مع المجتمعات والبيئات التي ينتمون إليها دون مشقة أو عناء. وأخيرا فإن وجود جهود كبيرة وعديدة من المنصرين في تلك القارة كان له أثر واضح في انتشار العمل الدعوي الإسلامي في تلك البلاد، نظرا لحصول رد فعل لدى كثير من المسلمين من خارج إفريقيا وغيرتهم على الدين وشعورهم بالمسؤولية، مما يدفعهم إلى تقديم الدعم المادي والمعنوي للبرامج والأعمال والمشاريع الدعوية

شكرا لإثراء الموضوع سيدتي لجين

ملكة الحنان 07-02-2020 01:51 AM

طررح يفوق آلجمآل ,

‎كعآدتك إبدآع في صفحآتك ,
‎يعطيك آلعآفيـه يَ رب ,
‎وبِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
‎لقلبك السعآده والفـرح ..

ريماس 07-04-2020 05:35 AM

سلمت أناملك على هذا الجمال ..
فكل الشكر لسموك ..
بإنتظآر جديدك بكل شوق ..
لروحك جنآئن الورد

وارفة البيان 07-05-2020 07:15 PM

نور الجميلات عم المكان وانتشر
هلا وغلا 57:


الساعة الآن 02:51 PM بتوقيت الرياض

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون