قد تنحّيك الدنـيا من صفوفِ المتعلّمين لأسبابٕ عدة..

منها،
جهلُك بأهميةِ أن يحوي جيبُك شهادةً ترفعها في وجه الظروف وأنيابِها الفتّاكة..

ومنها،
جهل الأهل في توجيه وارشاد ابنهم/ابنتهم وافتقارهم لأسس الحوار العاقل والمتأنّي..

ومنها،
عدم القدرة المادية لدى الأهل فيؤثرون التخفيف من الأعباء المتراكمة على ظهورهم بإخراج الشاب لسوق العمل وإخراج الفتاة إلى سوق الزواج المبكر..

كثيرة هي الأسباب،
وكثيرة هي الرياح التي تعتري سماءَك فتقلب وجهةَ نجومك البراقة لتضيء على ضفّةٕ أخرى غير التي تشتهي..

ولكن يبقى الأمل في قلوب المنصرفين عن مقاعد العلم مشتعلاً مهما طال بهم العمر ومهما اشتعلت رؤوسهم شيباّ، فمنهم من يرى العِوض في أبنائهم ومنهم من لا يكفيه من الحياة إلا أن يتشبث بحلمه حتى يكون واقعاً..

هنيئاً لمن جرى وراء حلمه وأيقظ مارد التمرد على الدنيا وتشبث بالأمل..
هنيئاً لمن توارى جسده الضيئل على مقاعد الدراسة من جديد،
ليبدأ بناء أملٕ طالت غفوتُه..