منتديات وهج الذكرى

منتديات وهج الذكرى (https://www.wahjj.com/vb/index.php)
-   علوم القرآن والتلاوات (https://www.wahjj.com/vb/forumdisplay.php?f=165)
-   -   مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أم يقولون افتراه (https://www.wahjj.com/vb/showthread.php?t=28902)

الغريبة 09-05-2019 09:46 AM

مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أم يقولون افتراه
 
مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس)
3 - أم يقولون افتراه


{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ} :
كلما تليت آيات الله وأحكامه أمام المعاندين المعادين للرسالة كلما ازدادوا كفراً وعناداً وبدأوا في إلصاق التهم والأوصاف المشوهة للرسالة وحامليها.
ويكفي أن الله شهيد على عباده وعلى أفعالهم يحصيها عليهم , سواء آمنوا أم كفروا وسواء صدقوا الرسل أم كذبوهم وادعوا أنهم اخترعوا رسالاتهم.
وما محمد صلى الله عليه وسلم إلا رسول مثل من سبقه من الرسل ورسالته موافقة لما قبلها ومكملة لكل الأحكام , وهو صلى الله عليه وسلم ناقل للرسالة عن رب العزة سبحانه مبلغ ما أنزل إليه , فآمن به من آمن وصدق به من أهل الكتب السابقة من صدق و في نهاية الأمر فالله سيجمع المؤمن والمجرم ويحسم بينهم ويحكم بالعدل وساعتها سيعلم الظالم أي سبيل سلك.

قال تعالى :
{ {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ * أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلَا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئًا هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَى بِهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} } [الأحقاف 7-10]

قال السعدي في تفسيره: أي: وإذا تتلى على المكذبين { {آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ} } بحيث تكون على وجه لا يمترى بها ولا يشك في وقوعها وحقها لم تفدهم خيرا بل قامت عليهم بذلك الحجة، ويقولون من إفكهم وافترائهم { لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ } أي: ظاهر لا شك فيه وهذا من باب قلب الحقائق الذي لا يروج إلا على ضعفاء العقول، وإلا فبين الحق الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وبين السحر من المنافاة والمخالفة أعظم مما بين السماء والأرض، وكيف يقاس الحق -الذي علا وارتفع ارتفاعا على الأفلاك وفاق بضوئه ونوره نور الشمس وقامت الأدلة الأفقية والنفسية عليه، وأقرت به وأذعنت أولو البصائر والعقول الرزينة- بالباطل الذي هو السحر الذي لا يصدر إلا من ضال ظالم خبيث النفس خبيث العمل؟! فهو مناسب له وموافق لحاله وهل هذا إلا من البهرجة؟ { { أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ } } أي: افترى محمد هذا القرآن من عند نفسه فليس هو من عند الله.

{ {قُلْ} } لهم: { { إِنِ افْتَرَيْتُهُ } } فالله علي قادر وبما تفيضون فيه عالم، فكيف لم يعاقبني على افترائي الذي زعمتم؟ فهل { {تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئًا} } إن أرادني الله بضر أو أرادني برحمة { {كَفَى بِهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ } } فلو كنت متقولا عليه لأخذ مني باليمين ولعاقبني عقابا يراه كل أحد لأن هذا أعظم أنواع الافتراء لو كنت متقولا، ثم دعاهم إلى التوبة مع ما صدر منهم من معاندة الحق ومخاصمته فقال: { {وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } } أي: فتوبوا إليه وأقلعوا عما أنتم فيه يغفر لكم ذنوبكم ويرحمكم فيوفقكم للخير ويثيبكم جزيل الأجر.

{ {قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ } } أي: لست بأول رسول جاءكم حتى تستغربوا رسالتي وتستنكروا دعوتي فقد تقدم من الرسل والأنبياء من وافقت دعوتي دعوتهم فلأي شيء تنكرون رسالتي؟ { {وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ} } أي: لست إلا بشرا ليس بيدي من الأمر شيء والله تعالى هو المتصرف بي وبكم الحاكم علي وعليكم، ولست الآتي بالشيء من عندي، { {وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ } } فإن قبلتم رسالتي وأجبتم دعوتي فهو حظكم ونصيبكم في الدنيا والآخرة، وإن رددتم ذلك علي فحسابكم على الله وقد أنذرتكم ومن أنذر فقد أعذر.

{ {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ} } أي: أخبروني لو كان هذا القرآن من عند الله وشهد على صحته الموفقون من أهل الكتاب الذين عندهم من الحق ما يعرفون أنه الحق فآمنوا به واهتدوا فتطابقت أنباء الأنبياء وأتباعهم النبلاء واستكبرتم أيها الجهلاء الأغبياء فهل هذا إلا أعظم الظلم وأشد الكفر؟ { {إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } } ومن الظلم الاستكبار عن الحق بعد التمكن منه.


أبو الهيثم محمد درويش

رابط المادة: http://iswy.co/e27nl0



المقال السابق : هنــــــــا
المقال التالي : هنــــــــا

ريماس 09-05-2019 07:35 PM

جزاك الله خيراً وبارك فيك ونفع بطرحك
وجعله في ميزان حسناتك
دمت بخير

الغريبة 09-23-2019 11:43 PM


حبيبتي ريماس
وابل من الشكر والدعوات لروحك الطيبة
تواجدك بمتصفحي اسعدني كثيرا وأثرى موضوعي
وشرفت بحضورك الرائع لا حرمتك
ودي وتقديري واحترامي وجزيل الشكر والامتنان


http://wahjj.com/vb/images/smilies/200%20(31).gif

البرنس رامى 09-24-2019 12:06 PM

أحسنتي الطرح الغريبه
بارك الله فيكي وجزاكم الله خيرا

شموخ الكلمة 10-09-2019 12:12 PM

بارك الله فيك لطرحك القيم والمفيد
جزاك الله خير الجزاء
اجعلها في موازين اعمالك
55:


الغريبة 10-24-2019 11:53 PM

https://akhawat.islamway.net/forum/a...1b4ef1e2d3b921

الغريبة 12-01-2019 10:38 AM

https://upload.3dlat.com/uploads/13341504555.gif

نواره 01-23-2020 12:21 AM

موضوع رائع ومعلومات مفيدة كثيرا
ستعود بالفائدة لجميع الاعضاء
نتمنى منك مزيدا من العطاء والابداع

الغريبة 03-26-2020 03:54 PM

جزاكم الله خيرا اخوتي واحبتي في الله
سعيدة بتعطيركم لمتصفحي لا حرمتكم
ودي وتقديري واحترامي ودعواتي لكم

أدمنت قربك 03-27-2020 11:51 AM

جزاك الله خيرا


الساعة الآن 02:30 AM بتوقيت الرياض

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون