منتديات وهج الذكرى

منتديات وهج الذكرى (https://www.wahjj.com/vb/index.php)
-   ❦ وهـج القصص والخيال ❦ ❧ (https://www.wahjj.com/vb/forumdisplay.php?f=14)
-   -   عندما يبكي الرجال .... لمن يفهم... (https://www.wahjj.com/vb/showthread.php?t=23224)

الصقر 10-15-2017 08:51 PM

عندما يبكي الرجال .... لمن يفهم...
 
بسم الله الرحمن الرحيم




(( قصه طويله ولكني واثق بأنها تستحق القراءة ))

في ذاك المستشفى الذي تتحرك إليه خطواتي سريعة ً متثاقلة
ترقد على سرير ٍ أبيض نظيف بهي ولكنه جدا ً مزعج لنفسي وراحة بالي
ترقد صغيرتي ذو السبع سنوات ..صغيرتي ذات الشعر الأسود المنسدل كالحرير على كتفيها الصغيرين

والعيون ذات اللون األأسود الصافي وتلك البشرة النضرة تخللها خدين صغيرين وأنف ٌ صغير
دخلت عليها حزينا ً أُظهِر لها الفرحة في كل ما أملك من حواس إلا العينين
فلما رأت محيا أبيها صرخت صغيرتي ذات اللسان اللدغ


قالت : بابا حبيبي
فانكببت أقبل تلك الوجنات والعينين واليدين كالعاشق الولهان على صغيرتي

فأخذت بالضحك ، ضحك ٍ طفولي ينعش القلوب قائلة


قالت : بابا متى تكف عن تقبيلي بابا

اجبتها : صغيرتي والله وددت أن أقضي بقية عمري أقبلُ حبيبتي الصغيرة

قالت : بابا إني أخجلُ من تقبيلك لي وخاصة إن كان أحدٌ من ( الناث ) حولي

فضحكت وكم كنت اضحك من تلك الثين في لسانها لما تضفي عليها من طفولة وبرائة وجمال

نظرت إليَّ صغيرتي قائلة : بابا
فقلت
صغيرتي ماذا ؟

قالت: بابا لديَّ ( أثــئلة ) عندما غبت عني فأحبُ أن أطرحها عليك

تفضلي صغيرتي فكلي لك أذانٌ صاغية

قالت: بابا

فقلت : صغيرتي
قالت
: متى الإنــثان يكون في ثــعادة ؟

اجبتها عندما يكون قلبه خاليا ً من هم الدنيا ومشاغلها

قالت : وكيف يكون ذلك ؟

قلت : لا يكونُ أبدا ً ، فالدنيا همها أكبر من سعادتها

قالت : وما الحل ُ يا أعز َّ حبيب ٍ لي ؟

ترقرقت الدموع في عيني من قولها ،
فقلت : الصبر على البلوى ، وسؤال ربنا المولى


فقالت : بكل لهفة وعفوية
بابا .. بابا....بابا


ماذا يا صغيرتي ، ما الأمر يا حبيبة أبيك ومهجة فؤاده ؟

قالت : هل يبكي الرجال يا بابا ؟

إستغربت ُ سؤالها ، وصمت مني اللسان لحظات ، وكأن نفسي أوجست شيئا

فقلت : صغيرتي ما دعاك لهذا السؤال ؟

قالت : لا شئ بابا ، ولكنه ثــؤال ورد في ذهني فجأة وأريد الإجابة عليه إذا ثـمحت
اجبتها : لكِ هذا يا صغيرتي ، نعم يبكي الرجال أحيانا ً

قالت : كبكاء النــثاء بابا

قلت : لا ، فالنـــثاء أقصد النساء ...........

ضحكت صغيرتي بقوة حتى كاد قلبي أن يقف خوفا ً عليها ، ضحكت صغيرتي على أبيها عندما أخطأ

فأخذت تقول وهي تقهقه

قالت : بابا لقد أثــبحتَ مثلي ، تأكلُ حروف الكلام


فضحكت من قولها

فبادرت تقول: أكمل بابا

قلت : أها ، حاضر ، نعم يبكي الرجال ولكن ليس كالنساء فالنسوة في طبعهن الحنوُ والحنان ،

يثير قلبها الحاني أي موقف مؤثر وإن لم يكن هذا فيها أو في أحد تعرفه

قالت :إذن متى يبكي الرجال ؟

قلت : يا حبيبتي ، يبكي الرجال في مواقف شديدة وخاصة عندما يعجزون عن التصرف فيها أو لا تكون
لديهم حيلة في هذا الأمر أو ذاك


قالت : متى أرى دمعة الرجل بابا ؟

قلت : ترينها يا صغيرتي في صرخة مقهور ، وجرح كبير , ونار الغيور ، وعند فقد العزيز ، .....

قالت : بابا ، ماذا تـقـثد بالعزيز ؟

قلت : عندما يفقد الرجل أحب ما في الكون لفؤاده

قالت : هل بكيتَ أمي يا بابا ؟

بنيتي يتيمه ، فقد فقدت أمها وهي في السنة الأولى من عمرها ولم أتزوج خوفا ً على
بنيتي الصغيرة من الضيم والظلم لإمرأة الأب

وسؤال تلك الصغيرة فاجأني وبعد صمت طويل وترنح فؤادي للذكريات وعيون صغيرتي ترقب ُ الإجابة َ مني

قلت : نعم يا حبيبتي ، بكيتُ كالطفل الرضيع على ماما ،

بكيتُ كثيرا حتى أحسست أني سأموت من الحزن

قالت : بابا

قولي يا أعظم ما في حياتي وأمنيتي

قالت : بابا ، أرجوك يا بابا

ما الأمر يا غاليتي ؟

قالت : بابا ، إن فقدتني في يوم من الأيام فلا تبكي يا بابا

صدمت ، بل صعقت
وبسرعة البرق حملتها من سريرها الى حضني صارخا ً

لماذا تقولين ذلك بنيتي ؟ هل تشعرين بشئ ؟ هل يؤلمك أمرٌ ما ؟

قالت وإبتسامة ترتسم على وجهها المزخرف بجواهر الحب والحنا ن والبرائة كم احبك يا بابا عندما تهتم بي بجنون

وأخذت الإبتسامة في الإتساع ورددت قائلة :

لا تخف يا بابا ، والله ما فيني شئ غير حبٌ أملكه
ويتملكني لك يا بابا


قلت : إذن لما قلتي ما قلتي ؟

قالت : بابا إني أثــمعُ ممن حولي من أعمام وأخوال وأثــحاب يقولون إن أبيك لذو طيبة ورجولة في
شكله وفعله ...

فأحببت أن يكون بابا كما هو مهيبا ً كما تعود الــناث منه ذلك ، فلا تهتز ثــورته الرائعة عند الناث

قلت : صغيرتي ، لقد والله قتلتني بكلمتك وقد خفت كثيرا

قالت : بابا عدْني ألا تبكي يا أبتي

صمتُ لحظات ......

فقالت : بابا يا بابا عدني أرجوك ، قل لي أنك لن تبكي إن فقدتني أرجوك قلها


اجبتها لا عليك سأفعل ما تحبين صغيرتي

قالت : عدني بابا

قلت :إن شاء الله حبيبتي

قالت : بابا عدْني بابا

قلت : أعدك يا بنيتي ولكن لا تعودي لهذا الكلام مرة أخرى

قالت :أعدك ألا أتكلم مرة ً أخرى إلا شيئا ً أريد قوله فهل تـثمح لمن دللتها ودلعتها أن تقوله

قلت : قولي ما تشائين

قالت :بابا ، إني أرى أمي أمامي ، تنادي قائلة
( تعالي يا ثغيرتي )

بابا ، ما أجمل أمي وما أحلاها ، بابا أمي تناديني يابابا ، بابا أريد ماما
بابا أريد ماما ، تلك ماما ، ماما ، ماااااااااااااماااااااا


صرختُ
لا ، لا ، لن أتركك تذهبين ، لا يا صغيرتي ، لا تتركي أبيك ، لا بنيتي لا

لا يا حبيبتي لا ، أرجوك ، يا رب يا الله بنيتي ، يا رب ليس لي غيرها
يا رب أرجوك يا حبيبي


قالت : بابا وعدتني ألا تبكي
بااااااااابا كم أحبك يا أبي ، بااااااااااابا كم أحبك يا أبي

صمتت بنيتي عن الحديث فجأة ، ولكنها مبتسمة
فهززتها أصرخ
صغيرتي ، صغيرتي ، أرجوك يا صغيرتي

آآآآآآآآآآه ، يا ويلي ، ماتت بنيتي ، ماتت صغيرتي ، ماتت حبيبتي
ماتت اليتيمة

ماتت اليتيمة ويتمتني

آآآآآآآآآه
أعلم من مرضك الخبيث أنك سوف تموتين ولكن ليس الآن
آآآآآه ٍ يا صغيرتي



فانهمرت الدموع من عيني


وأنا وعيني نتسابق على إنهمارها ومسحها لأني وعدت ُ صغيرتي

فوقعت دمعة على خدها الجميل الشفاف البرئ


فمسحتُ الدمعة وقلت ُ لبنيتي الصغيرة

سامحيني صغيرتي ، لا أستطيع وقفَ دموعي ، سامحيني حبيبتي

فأخذت تلك الجوهرة الثمينة الى حضني ودموعي تنهمر بغزارة ولكن بلا صوت


أقول في نفسي

( هنا يبكي الرجال )

هنا يا صغيرتي هنا يا حبيبتي يبكي الرجال العتاة القاسية قلوبهم أشباه الجبال
هنا يبكي الرجال
وداعا ً يا صغيرتي ، وداعا ً يا صغيرتي

وداعا ً الى الأبد



وداعا ً يا صغيرة َ أبيها

وداعا ً يا مهجة حانيها

وداعا ً يا ثمرة ْ لم أجنيها

وداعا ً ...........

وداعا ً يا برائة الطفولة

وداعا ً يا سؤالي وحلوله

وداعا ً يا نسبي وأصوله

وداعا ً ..........

سأفتقد تلك البسمات

والجدائل الصغيرة الناعمات

وحروفٌ تحولت لثائات

وداعا ً ..........

وداعا ً وداعُ مودع يودع

وداعا ً يامن للموت تجرع

وداعا ً صرخة فيها أُسمِع

وداعاً .........

وداعا ً يا أجمل يتيمه

يا إغنى وأغلى قيمه

يا نظر العين وديمه

وداعا


كتبتها من سنين وكنت اظنها تدمع العين ليست قصة حدثت معي بل مع صديق لي وانا رويتها بتصرف
ولكن الان وبعد مشاهدتنا مايحدث في العالم ألأسلامي الحبيب بأطفاله ونسائه وشيوخه لن تكون هناك قصص تبكي

بل علينا ان نبكي على امة نامت على احلامها















فَنآر 10-15-2017 09:06 PM

لقد قلبتَ المواجِع يا صقر سامحكَ الله

كم مِن براءةِ طفلة .. لوثها مرضٌ جائر

وكم مِن رجُلٍ سويّ .. إبتلاهُ الله بـ مُصابٍ قاهِر

عِندما يبكِي الرجال ..||

تتوقف حواسُ النبض لدى حواء ..

و البُكاء ليس مقياساً كونهُ رجل

يجب ألّا يبكِي .. لا أُحب هذا التحليل

أصبح حالنا كـ حال ذاك الطفل الّذي علمتهُ أمهُ

أن البُكاء لـ النساء .. وقال لهُ والدهُ أن الضحك

ليس لـ الرجال (فـ أستقامت شفتيه) ..

صقر ..||

قصة مريرة لا تحتملها الأرض

وكانت حقيقية .. جبر الله قلب والدها ..

وما أجمل الإحساس فيك يا صقر ..

محبتي دهراً ..

نجـ سهيل ـم 10-15-2017 11:15 PM

قالت : متى أرى دمعة الرجل بابا ؟

قلت : ترينها يا صغيرتي في صرخة مقهور ، وجرح كبير , ونار الغيور ، وعند فقد العزيز ، .....
،
ابكيتني ايها الصقر..
:sm124:
اشكرك على الطرح القيم...

ريماس 10-16-2017 02:06 AM

يعطيكَ العافيه علي القصه المميزه
بتميز وروعه انتقائك
لا تحرمنا جديدك
تقبل مروري واحترامي

هيام 10-16-2017 03:12 PM

قصه جميله وهادفه
الله يسعدك الصقر سلمت ع النقل


الساعة الآن 11:42 PM بتوقيت الرياض

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون