طبيعة النفس البشرية إذا أعجبها
أمر ما بدأت في تأمله وتخيله كثيراً
والحرص على متابعته حتى ان لم
يستطع الحصول عليه ..

ونحن يا أخواتي مقصرين في جنب الله
كثيراً نكاد والعياذ بالله لا نتفرغ إلا للدنيا
التي هي زائلة غير باقية ولا حول ولا قوة الا بالله ..

أدعوكم لممارسة " التأمل و التفكر "
في ملكوت الله في هدوء تام وتدبر هذه العظمة
التي لا يستطيع العقل البشري الإلمام بقدرته
سبحانه وتعالى التي لم يظهر منها الكثير ..

ألم نتوقف يوماً لتفكر و تأمل شروق الشمس وغروبها
ومراحل تحول القمر بل وحركة الكواكب في المجرة
وكيف هي تمشي بأمره دون زيادة ونقصان ..

ألم نتوقف يوماً ونشاهد البحر وعظمته
والرياح وقوتها والسحاب والمطر
والرعد والبرق والنجوم وتقلب الليل والنهار
قال الله تعالى" الذين يذكرون الله قياما وقعودا
وعلى جنوبهم ويتفكرون فى خلق السماوات والارض
ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار " ..

ان الانسان الذي لا يتفكر ويتأمل في ملكوت الله
يعيش دائماً في ضنك من العيش وضيق
ذلك هو نتاج الغفلة عن الغاية من خلقه
فعلى كل انسان أن يتفكر في الغاية من خلقه
لأن ذلك له علاقة مباشرة به أولاً وبكل ما يراه حوله ..

ان التفكر والتأمل يقربنا كثيراً من الله جل وعلا
بل ويزرع فينا الخوف منه والتمسك بطاعته
والبحث عن مرضاته وحبه والتعلق به ..

لحظة تأمل وحقيقة علمية :
النجوم أفران نووية مخيفة ومهيبة يتفطر لها قلب الإنسان هولاً وخوفاً
عندما يتأمل ويتدبر ويتفكر بحجمها أو موقعها { فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ }
هل أتاك نبأ النجم الأحمر العملاق قلب العقرب Antares ؟ والذي يكبر الشمس ب ( 343 ) مليون مرة !!
ويبعد عنا ( 600 ) سنة ضوئية ( 5,676,480,000,000,000كم ) ! ..
والمخيف أنه لو افترضنا أن نجم قلب العقرب Antares العملاق حل مكان الشمس لبلع كل من عطارد والزهرة
والأرض والمريخ وما بينهما من فضاء وسماء نظير حجمه المتعاظم الذي يفوق الشمس ب ( 343 ) مليون مرة !
وأنتيرس أشد إشعاعاً من الشمس ب ( 10.000 ) مرة !!
ألم يسألكم خالقكم الله حين قال { أأنتم أشد خلقاً أم السماء }
وسأجيب بالنيابة عنكم : السماء بلا جدال ولا كلام !
أشد منا خلقاً والذي خلقها أشد منها ..


ختاماً :
الأروع من كل ما سبق أن تمتع سمعك بكلام الله تعالى ( القرآن الكريم )
وتقرأه وتحفظه اذ لا شيء أروع من ذلك ورائع أن تصغي السمع للأذان
فتشعر به يشق سكون الليل ينبعث نداء الله تعالى لعباده فيدخل القلوب
المظلمة فيضيئها وينورها ويسمو بروحه .