منتديات وهج الذكرى

منتديات وهج الذكرى (https://www.wahjj.com/vb/index.php)
-   وهج الثقافة والادب (https://www.wahjj.com/vb/forumdisplay.php?f=164)
-   -   العاطفة الورقيه ( الرسائل الأدبيه) (https://www.wahjj.com/vb/showthread.php?t=29004)

وارفة البيان 09-19-2019 01:21 PM

العاطفة الورقيه ( الرسائل الأدبيه)
 
فن ازدهر في أوائل القرن الماضي، وهوالرسائل الأدبية، وكانت الرسالة قطعة أدبية لأن الأديب يكتبها وهو في حالة صفاء ذهني فتخرج العبارات أنيقة غاية في التجويد والاتقان وأبسط تعريف للرسالة الأدبية إنها عبارة عن نص نثري سهل يوجه إلى قارئ مخصوص ويمكن أن يكون الخطاب فيها عاما، فهي صياغة وجدانية مؤنسة، وللأسف فإن هذا الفن الجميل فقد بريقه وأوشك على الاندثار بسبب التقدم المذهل في وسائل الاتصالات الحديثة من حاسب آلي وإنترنت ومحمول وغيرها.

وللأسف أيضاً إن ما نشر من رسائل الأدباء يعد ضئيلاً مقارنة بما لم ينشر، لأن تلك الرسائل تحتوى على أسرار لا يجوز إفشاؤها لما يسببه نشرها من حرج لمرسلها علاوة على أن معظم الأدباء يرون أن نشر المؤلفات وتدبيج المقالات أهم من نشر الرسائل التى قد تجلب عليهم بعض المشكلات مع أصدقائهم ولا تعود بالفائدة على القارئ.

وهناك من يطالب بإعدام الرسائل الأدبية باعتبارها «أوراقاً خاصة»، من هذا الفريق وديع فلسطين الذى يقول مذهبى الذى لا أريد أن أغيره أن البريد الأدبى حتى وإن تناول شئونا أو شجونا عامة، فهو فى النهاية مكاشفة شخصية بين صديقين لها خصوصيتها الحميمة الذى لا يسعنى تجاهها إلا الدعوة إلى طى هذا البريد ودفنه بإكرام.

وهناك من يرى خلاف ذلك مثل نقولا يوسف الذى يقول: «لست من القائلين بإعدام هذه الرسائل باعتبار أنه لم يقصد بها النشر، فهى بعض من آثاره لا يقل قيمة عن ملابسه المحفوظة فى المتاحف مثلاً ومازلت أرى فى نشر ما لدى من رسائل الأدباء فوائد أدبية للدارسين والنقاد والقراء جميعاً.

ومن أشهر الرسائل الأدبية فى العصر الحديث، الرسائل المتبادلة بين الأستاذ مصطفى صادق الرافعى وتلميذه محمود أبورية فقد امتدت المراسلة بينهما أكثر من عشرين عاماً، وقد عهد «أبورية» بعد رحيل أستاذه إلى نشر تلك الرسائل فى كتاب بعنوان «من رسائل الرافعى» صدرت طبعته الأولى عام 1950، ثم أعيد طبعه عام 1969 بعد أن أعاد ما حذفه فى الطبعة الأولى من عبارات جارحة كان قد كتبها الأستاذ الرافعى فى بعض حالات ضيقه وتبرمه من الناس والحياة، وقد أحسن «أبورية» صنعاً حينما طبع تلك الرسائل الثمينة فى كتاب حفظها من الضياع أو الاندثار فبقيت شاهداً على بلاغة وأسلوب الرافعى الذى أفاض فى الحديث عن أسرار حياته وأحوال معيشته ومؤلفاته المطبوعة والمخطوطة.

ويعتبر جبران خليل جبران من الأدباء الذين أثروا فن المراسلة عند العرب بما تركه من رسائل لفتت نظر الباحثين وأثارت فضولهم فولجوا عبرها إلى عالم جبران الملىء بالرموز والأسرار، لقد فتح جبران فتحاً جديداً ورائعاً فى دنيا الأدب العربى عندما تحول من التأليف بالعربية للتأليف بالإنجليزية، وقصته مع «مى زيادة» مثال رائع للحب الفريد فى تاريخ الأدب وسير العشاق، ومثال للحب النادر المتجرد من كل ما هو سطحى ومادى، لقد دامت هذه العاطفة بينهما زهاء عشرين عاماً دون أن يلتقيا إلا فى عالم الفكر والروح والخيال الضبابى فكان جبران فى مغارب الأرض مقيما، وكانت مى فى القاهرة، لم يكن حب جبران وليد نظرة فابتسامة فسلام فكلام، بل كان حباً نشأ ونما عبر مراسلة أدبية طريفة ومساجلات فكرية روحية ألفت بين قلبين وحيدين وروحين مغتربين ومع ذلك كان أقرب قريبين وأشغف حبيبين. فمن إحدى الرسائل المتبادلة بينهما رسالة مى لجبران.

جبران

لقد كتبت كل هذه الصفحات لأتخير كلمة الحب، إن الذين لا يتاجرون بمظهر الحب ينمى الحب فى أعماقهم قوة ديناميكية رهيبة

ما معنى هذا الذى أكتبه؟.. إنى لا أعرف ماذا أعنى به؟.. ولكنى أعرف أنك محبوبى وأنى أخاف الحب أقول هذا مع علمى بأن القليل من الحب كثير.. الجفاف القحط واللاشىء بالحب خير من النذر اليسير كيف أجسر على الإفضاء إليك بهذا.. وكيف أفرط فيه؟.. لا أدرى.. الحمد لله أننى أكتبه على ورق ولا أتلفظ به.. لأنك لو كنت حاضراً بالجسد لهربت خجلاً بعد هذا الكلام.. ولاختفيت زمناً طويلاً، فما أدعك ترانى إلا بعد أن تنسى.. حتى الكتابة ألوم نفسى عليها أحياناً لأنى بها حرة كل هذه الحرية

رد جبران

ما ألطف قول من قال

يا مى عيدك يوم.. وأنت عيد الزمان

ما أغرب ما تفعله كلمة واحدة فى بعض الأحيان.. إنها تحول الذات الخفية فينا من الكلام إلى السكوت، تقولين إنك تخافين الحب؟.. أتخافين نور الشمس؟.. أتخافين مد البحر؟.. أتخافين طلوع الفجر؟.. أتخافين مجىء الربيع؟.. لماذا يا ترى تخافين الحب؟

أنا أعلم أن القليل فى الحب لا يرضيك، كما أعلم أن القليل فى الحب لا يرضينى، أنت وأنا لا ولن نرضى بالقليل نحن نريد الكمال.. الكثير، كل شئ لا تخافى الحب يا رفيقة قلبى، علينا أن نستسلم إليه رغم ما فيه من الألم والحنين والوحشة ورغم ما فيه من الالتباس والحيرة.

والحقيقة أن الرسائل المتبادلة بين الأدباء والشعراء والمثقفين ذات قيمة تاريخية فهى تعد من وجهة نظر المؤرخين من المصادر المهمة فى كتابة التاريخ وحبذا لو اهتم الشباب بمثل هذه المصادر من خلال جمعها وتوثيقها ودراستها

نبض صامت 09-19-2019 01:59 PM

يا لجمال الحب قديمآ كان يسوده الأدب والأخلاق والحكمه والرزانه
هلا الحب ليس حبآ وإنما إستعراض لكلماته بطريقه منحدره
رسائل الأدب وارفه كانت معطره بعطر الأخلاق والرزانه
خواطر الحب الأن تشبه بعضها فلا ماهيه لكاتبها قط
والأحاسيس والتعابير اقتصرت علي معناها القريب
المعنى البعيد والكنايات اندثرت وان وجدت لها
تشبيهات تحويها فهي عقيمه لا رحم لها
أصبح الجميع كتااب وأدبااء وشعرااء
بدون معرفه بأدنى قواعد اللغه
ولا ألماء بتعاليم الأدب
انبطست كتير هنا
دومتي بروعتك
احترامي
ودي

وارفة البيان 09-19-2019 02:28 PM

لا عدمنا تواجدك
وبصمتك المميزه
اهلا بك إخي نبض صامت

عاشق القصيد 09-19-2019 03:52 PM

يعطيك العافيه على هذا
الموضوع الجميل لطالما كانت مواضيعك متميزة
لا عدمنا التميز و روعة الاختيار

وارفة البيان 09-19-2019 04:05 PM

شكرا لك عاشق
على التواصل والحضور العذب
لا عدمناك أخي

ريماس 09-19-2019 08:13 PM

كالعادة ابداع رائع
وطرح يستحق المتابعة
شكراً لك
بانتظار الجديد القادم
دمت بكل خير

وارفة البيان 09-23-2019 02:26 PM

شكرا لحضورك والرد ريماس

شموخ الكلمة 02-08-2021 09:19 PM

رد: العاطفة الورقيه ( الرسائل الأدبيه)
 
تسلم اناملك لروعـة طرحك وآختيارك
يعطيك العافيــة
اعطـر تحيــــة 000icon43000icon43

وارفة البيان 03-12-2021 01:20 AM

رد: العاطفة الورقيه ( الرسائل الأدبيه)
 
تشرفت بوجودك شموخ
شكرا لكِ

النايفه 03-29-2021 11:18 AM

رد: العاطفة الورقيه ( الرسائل الأدبيه)
 
https://www10.0zz0.com/2021/03/29/11/588143291.gif


الساعة الآن 12:05 AM بتوقيت الرياض

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون