الهروب من النقاش
 

كل من يهرب ويتملص من النقاش ولا يكمله فهذا دليل على نضوب ما عنده..
فكلما تحاور اثنان وانسحب واحد فالمنسحب هو المهزوم أو أنه موشك على الهزيمة..
إلا لعذر خارج عن الإرادة أو إساءة أدب من الطرف الثاني..
ما مدى صحة هذا القول؟

********

اخوتي السؤال المطروح هو:
هل تفضل الهروب أم المواجهة؟؟؟
وهل فكرت مرة في الهروب لضعف حيلة أو قلة علم؟؟؟
الصراحة مطلوبة هنا.

الأخت الفاضلة مي محمد ..
أشكرك جدا على الموضوع الجاد والحيوي ..
فعلاً هناك كثير من الذين ينسحبون من النقاش هم فعلاً مفلسون فكرياً..
أو ممن يتصنعون المعرفة .. ووضَعهم النقاش في موضع حرج فانسحبوا متقهقرين ..
وذلك حين وجدوا أن الآخر لديه القدرة على النقاش ويمتلك كثيراً من المعرفة غير المزيفة!
إلا أنه توجد حالات أخرى .. ليس ضروريا فيها أن الانسحاب من المناقشة عمداً فلساً فكرياً :
ففي كثير من الأحيان انسحب من المناقشة عمداً حين أجد أن الآخر مُتعنداً إلى حد لا يجعله متقبلاً كلامي أصلاً ..
وأجده يقاطعني في الحوار بشكل يجعلني أتوقف عن الكلام ..
أو حين أجد من أمامي قد صادر على رأيي من البداية ..
أو غضب حين وجدني اختلف معه في الرأي دون تعصب مني أو غضب !
أو حين أجد من أمامي لا يعلم شيئاً عن الموضوع ولكنه يريد فقط التصنع ولفت الانتباه !
فيرفع من صوته .. ويُلوح بيديه .
وأجد المناقشة الفكرية الهادئة لربما قد تتحول إلى شيء من الفلسفة الاستعراضية !
في هذه الحالات وغيرها ( مثل ما ذكرت من الخروج عن نطاق الأدب )
انسحب عمداً وبهدوء ..
حتى لو ظن الآخر أن انسحابي نصراً له ..
فأنا أرى أن انسحابي عمداً في هذه الحالات فوزاً لي!
فما سوف يقوله لن يثري معارفي ..
وما لن أقوله .. لن يفقره!