الذات البشرية .. وجرحها النرجسي
 

الذات البشرية و جرحها النرجسي
في مقال نشره فرويد عام 1917 تحت عنوانصعوبة أمام التحليل النفسي تحدث مؤسس
علم اللاشعور عن جرح نرجسي فريد في نوعه يصح أن نسميه الجرح النرجسي الكوني.
إذ قد نشأ هذا الجرح عن الإذلال الذي تعرّضت له كبرياء البشرية و عزة نفسها الكونية ثلاث
مرات على التوالي من جرّاء تقدّم العلم و توالي كشوفة.

الجرح الكسمولوجي :
وهو ذاك الذي أحدثته نظرية كوبرنيكوس عندما قلبت معادلة الجاذبية الكونيّة و بدّلت قطب
المركزيّة في النظـام الفلكي و قررت الحقـيقة المؤلمة بالنسبة إلى عزة النفـس البـشرية
و هي أن الأرض هي التي تدور حول الشمس، و ليست الشمس هي التي تدور حول الأرض.

الجرح البيولوجي:
وهو جرح تسببت به نظرية انقلابية ثانية هي نظرية داروين، التي قرّرت حقيقة جارحة أخرى
للنرجسية البشرية الكونية: فالإنسان الذي طالما افتخر و تباهى بأصله السماوي و تصوّر
نفسه مخلوقاً من روح الله و على صورته و مثاله، وجد ذاته مكرهاً تحت ضغط البرهان العلمي،
على الاعتراف بأن السلالة البيولوجية التي تحدّر منها هي السلالة الحيوانية.

الجرح السيكولوجي :
جاءت من كاتب المقال نفسه، فرويد، فالتحليل النفسي مثّل هو الآخر نظرية انقلابية. فكما
أن الأرض لم تعد مع كوبرنيكوس مركز الكون، و كما أن الإنسان الإلهي لم يعد مع داروين
مركز سلالته، كذلك فإن النفس مع فرويد لم تعد مركز ذاتها، فتحت سطح الوعي يكمن
أوقيانوس اللاشعور. و قرارات الإنسان الذي طالما تباهى بحيازة مَلَكة الوعي، كثيراً ما
تكون متعيَّنة بالعمق اللاشعوري أكثر منها بالسطح اللاشعوري

للكاتب الرائع :جورج طرابيشي

مساء الخير شمس الأصيل

الـجرح السيـكولوجي هـو ما يمـكن أن أسمّيه العلامة الفارقة في التحليل
النفـسي، وهـو ليـس جـرح بـقدر ما هو جـواب لأطـنان من الأسـئلة حـول
اختلافات البشر رغم امتلاكهم كمية مماثلة و أحياناً متطابقة مـن المعرفة،
اكـتـشاف الـعقل الـلا واعـي هـو ما أبــجّلـه قـيـاسـاً بالـجـرحـيـن الآخـريـن.

سلمت يمناك على ما قدمته لنا

تقبل مروري البسيط

مرور مشرِّف سيدتي احساس انثى

شكرا لك