قصة سابقين انتظر
بدا له كلُّ شيءٍ مُتآمرًا ضدَّه؛ الطَّقس الحارُّ، طِفْله المشاكس، إصبَعُه المُلتهب، وتلك الأوراق النَّقدية القابعة في حافِظَته، والتي لا تصل إلى عدد أصابع يديه، حتَّى هي، لا تزال بين آونةٍ وأُخرى تَطْلب منه السَّماح لها بالعمل كـأنَّها تريد أن تقول له: لست قادرًا على كفايتنا، وإن كانت تقولها له بِلُغة أرقى: دعني أساعِدْك.
أخرج أوراقه النقديَّة المتبقِّية، عدَّها أكثر من مرَّة، وذِهنُه شارد بعيدًا، جلسَتْ إلى جانبه، وطلبت منه أن يذهب إلى الطبيب؛ لعلاج إصبعه قبل أن تسوء حالتُه أكثر؛ فالالتِهاب الذي أصابه مضى عليه عدَّة أيام، وقد يفسد إذا لَم يعالج سريعًا، لكنَّه نظر إلى صغيره الَّذي لا يكفُّ عن المشاكسة نظرةً فهمت منها مرادَه، إنَّه يفضِّل شراء حذاء جديدٍ له بعد أن اشتكَتْ قدَمُه من تعدُّد فتحات حذائه، وبعد أن أحرجَه بالأمس زوجُ أخته قائلاً للصغير: لك عندي حذاء جديدٌ يا أنس. وصل إلى مكتبه صباح اليوم التالي مبكِّرًا كعادته، ولكنه فوجئ باستدعاء مديره له، والذي قال له في برود: لقد تسبَّب خطَؤُك في مشروع الشَّركة السابق إلى خَسارتنا خسارةً مادية كبيرة، نحن مُضْطرُّون إلى إبلاغك أنَّ الشركة قد استغنَتْ عن خدماتك. شعر بالإهانة، وشَعر معها بأنَّه غير قادرٍ على الردِّ أو الحديث، انسحبَ مِن أمامه وهو يُحَوقل؛ فقد كان يَعْلم في قرارة نفسه أنَّ خطأه لَم يكن كبيرًا إلى هذا الحدِّ، وإنَّما جعَله كبيرًا رغبةُ المدير المبيَّتة في إنهاء خدمته؛ ليتسلَّم وظيفته قريبُه حديث التخرُّج. في طريقه إلى بيته، حاول أن يبتلعَ مرارة الصَّدمة، وأن يبدو متماسِكًا؛ كي لا تسأله زوجتُه؛ فقد قرَّر ألا يخبرها الآن؛ لأنَّه لن يتحمَّل أن يسمع شيئًا منها، أو من غيرها في هذا الوقت العصيب. حينما جلسَتْ إليه وقد أعدَّت له كوب الشاي، نظرَتْ في عينيه، فابتعد كثيرًا عنها، سألَتْه: أوَقد حدث شيء؟ لَم يُجِبها، شعرت بأنَّ قلبه يبكي، أخذَتْ كفَّيه بين يديها، وقبَّلتْهما وهي تقول: أوتذكر يا زوجي الحبيب، كيف كان حالنا في بداية زواجنا، ثم كيف صار الحال بعدها؟ كادت أن تُغرِقَنا الدُّيون، وكنت في بداية حملي بصغيرنا أعاني كثيرًا، وأحتاج متابعة مستمرَّة، ثم جاء فرَجُ الله حين فُزت بالمسابقة التي أقامَتْها الشركة لموظَّفيها، وأخذت الجائزة المادية المقررة، أيها الحبيب، إذا اشتدَّت المصائب فأبشِرْ بفرَج الله. ظلَّ مبتعِدًا عنها بوجهِه، لكنَّه فوجئ بصغيره يرتمي على صدره وهو يقول: أبي، أمي تردِّد وتقول: سيأتي قريبًا، فمَن سيأتي يا أبي؟ نظر إليها مبتسِمًا، واحتضن صغيره في حب. 🔳▫️🔳▫️🔳▫️🔳▫️ مما قرأت |
رد: قصة سابقين انتظر
ربي يسلمك ايديك على روعة طرحك المميز الله مايحرمنا منك في انتظار جديد مواضيعك ربي يسعدك ويعافيك |
رد: قصة سابقين انتظر
قصة رائعه جداً
أشكرك عليها حبيبتي ربي يسعدك ويحفظك |
رد: قصة سابقين انتظر
يعطيكـ آلعآفيه ع مجهودكـ
لطالما كانت مواضيعكـ متميزة لا عدمنا التميز و روعة الاختيار دمت لنا ودام تالقكـ الدائم |
رد: قصة سابقين انتظر
يعطيك العافيــة على سرد القصــة
سلمت الآيـــادي 000icon43000icon43 |
رد: قصة سابقين انتظر
ملكة
همس ريماس شموخ الكلمة اسعدني مروركم العذب أجمل وأرق التحآيا لكم http://www11.0zz0.com/2022/12/05/10/603107533.gif |
رد: قصة سابقين انتظر
طرحك في منتهى الابداع والجمال
سلمت أناملك التي طرحت وابدعت تحياتي والورد |
رد: قصة سابقين انتظر
قصة فيها من العبر والدروس الكثير جُزيت خيرا طرح راقي وثري وجهد مميز سلمت الايادي سوسنتي الحلوة احمد الحلو |
الساعة الآن 01:16 PM بتوقيت الرياض |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By
Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون