السكري الحملي
لا بد يا سيدتي ، أن عبارة ( سكر حملي ) قد تكررت على مسامعك أكثر من مرة ، وفهمت أنها نوع من الإصابة السكرية التي لا تظهر إلا في فترة الحمل ، ثم تختفي بعد الولادة .
… ولكن ، هل هذا النوع من الإصابة السكرية على درجة من الأهمية من الناحية الصحية ؟؟
الجواب : نعــم ، والعناية المشددة بهذه الحالة ضرورية جداً لسلامة طفلك وسلامتك أيضاً .
وتنبه الإحصاءات إلى أن 3 ٪ من الحوامل ، يصبن بارتفاع سكر الدم أثناء الحمل وتبدأ الإصابة السكرية الحملية بالظهور بين الشهر الرابع والشهر السادس من الحمل ، وفي هذه الفترة يجب إجراء الفحوص المخبرية الشاملة لمراقبة سكر الدم عند أي حامل ، وإجراء اختبار تحمل السكر .
كيف يؤثر السكري الحملي على الجنين :
أصبح من المعلوم ، أنه في السكري الحملي ،هناك ارتفاع في نسب سكر دم الحامل ، ولكن الإنسولين الذي يفرزه بنكرياس الحامل يصبح بسبب هرمونات الحمل غير فعال ، فيرتفع سكر دم الأم الحامل، وبالتالي يزداد الغذاء السكري للجنين بشكل مفرط فيؤدي ذلك إلى حدوث بدانة الجنين (ضخامة الجنين ) وهو لا يزال في الرحم بسبب توضع المادة الدهنية بسماكة كبيرة تحت جلده … مما يؤهب لإصابة الجنين بأمراض كثيرة في حياته المستقبلية ، فضلاً عن أن زيادة حجمه في الرحم قد يسبب إعطاب كتفيه عند الولادة التقليدية ، وقد يضطر غالباً إلى التوليد الجراحي (القيصرية) .
ما هي مخاطر السكري الحملي على الأم الحامل :
على الرغم من أن المشكلة السكرية الحملية تنتهي تلقائياً بعد الولادة مباشرة ، إلا أنها تحمل العديد من المخاطر على الأم الحامل ، كونها حالة سكرية يمكن تصنيفها مع النمط الأول ، إذ لا بد من حقن الحامل بالإنسولين عدة مرات في اليوم إلى أن تتم الولادة ، وبالتالي فهي معرضة لمايلي من مخاطر إن لم تلتزم بدقة بعلاج السكري الحملي :
- ارتفاع سكر الدم الشديد والسبات السكري .
- الحماض الخلوني السكري .
- هبوط سكر الدم الخطير .
- الإصابة بالنمط الثاني من السكري بعد الولادة ، وربما بعد سنوات .
- تكرر الإصابة بالسكري الحملي في كل حمل بنسبة 3/2 أي 70 ٪
- عسرة الولادة .
- الولادة القيصرية الجراحية .
- تصبح الحامل عرضة للإصابة بالإنتانات البولية والتناسلية ، مما يزيد من نسبة الخطر عليها وعلى الجنين .
معالجة السكري الحملي :
تكمن أهمية المعالجة في كونها من أجل المحافظة على حياتك وحياة وليدك ، ولذلك عليكِ أن تباشري بطلب العلاج فوراً ، وتتضمن المعالجة ما يلي :
أولاً – ضبط سكر دم المرأة الحامل الدم في المستوى المقبول 105ملغ/دل وهو الرقم الذي نجده عند كل حامل غير سكرية .
ثانياً – حقن الإنسولين أثناء الحمل وعدم التوقف عن ذلك .
ثالثاً – اتباع طريقة تعدد جرعات حقن الإنسولين في اليوم الواحد وعدم الملل منها ، لأنها بهذه الطريقة تقلد عمل البنكرياس الطبيعي مما يضمن ضبط سكر الدم وحدوث النمو والتطور الطبيعي للجنين
رابعاً – فحص سكر الدم يومياً بواسطة جهاز تحليل سكر الدم وتسجيل النتائج في دفتر خاص وإطلاع الطبيب المعالج عليه .
خامساً – تنظيم الوجبات الغذائية وتوزيعها على ست وجبات يومية ، فهذا يمنع ارتفاع سكر الدم بشدة ، كما يمنع حوادث هبوط سكر الدم
سادساً – يجب إجراء فحص يومي للبول للكشف عن خلون البول بواسطة شرائط الفحص المخصصة لذلك ، وإخبار الطبيب فوراً إذا أظهر الفحص وجود أية كمية من الخلون في البول
سابعاً – يجب مراجعة الطبيب خلال أشهر الحمل باستمرار وأسبوعياً لمراقبة النظام العلاجي للسكري، لأن هذا النظام يحتاج إلى التعديل كلما تقدمت أشهر الحمل .
ثامناً - عدم الإمتناع عن الحركة والمشي والنشاط اليومي المتوازن .
تاسعاً – مراقبة ضغط الدم
عليك أن تحافظي على اتصال مباشر مع الطبيب الذي يشرف على علاجك ومراقبة الحمل والحالة السكرية وتطور الجنين ، ويجب ألا تملّي من هذا النظام الدقيق لأنه يحميك من الولادة الجراحية ، ويمنع عنكِ الإصابة بأمراض كثيرة مرافقة للحمل كما تحمي صحة طفلك البريء طيلة حياته .
إلا أن مجرد وجود حالة من السكري الحملي ، يجب أن ينبه بقوة إلى ضرورة متابعة الحالة بعد الولادة على الرغم من زوالها التلقائي ، لأنها مؤشر قوي للإصابة بالنمط الثاني من السكري في يومٍ ما ، وأحياناً النمط الأول منه ، وعليه فهناك أسس صحية يجب اتباعها لمنع أو تأخير الإصابة السكرية في المستقبل :
- إنقاص الوزن ، إذا كان الوزن زائداً عن الحد الطبيعي المقبول(20 ٪ زيادة فوق الوزن الطبيعي )
- نظام غذائي متوازن وصحي يتضمن الفواكه الطازجة والخضراوات بكثرة ، ونسبة ضئيلة من الدهون ، وكميات معتدلة من البروتين .
- الجهد البدني المنتظم ، لأن الرياضة تجعل الحياة اليومية أكثر حركية وأقل كسلاً وخمولاً ، وبالتالي تحمي من الإصابة بالسكري من النمط الثاني..
- الاستشارة الطبية الدورية لمراقبة أي انحراف صحي .
جدول بأرقام سكر الدم الطبيعي عند الحامل السكرية لضمان سلامة الحامل والجنين واستمرار الحمل :
الصباحي على الريق
بعد الطعام بساعة
بعد الطعام بساعتين
قبل النوم
70-95 ملغ/دل
أقل من160 ملغ/دل
أقل من 140 ملغ / دل
115ملغ / دل