عرض مشاركة واحدة
قديم 12-30-2013   #2


الصورة الرمزية بسمة روح
بسمة روح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 09-13-2014 (01:00 PM)
 المشاركات : 12,175 [ + ]
 التقييم :  53790370
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي






خيال

ثمة آفاق أخرى طرقها الكاتب متعلقة بجوانب النفس البشرية من بينها الخيال والموهبة، ضمن توثيقه لمشاهداته حول رحلة الذات، معتبرا ـ على سبيل المثال ـ أن أولى خطوات التغيير هي التخيل، فما وراء الأبواب المغلقة يسبقك إليه الخيال، مشيرا إلى أن الخيال يقوم باستدعاء تجارب وصور الماضي لبناء تركيبات جديدة فهو إبداعي وبنَاء. وذلك لأن الخيال هو الأداة التي تحول المعرفة إلى واقع.
يقول العودة: إنَّ أحلام المنام "ضرب من الخيال، ما زال الإنسان يدأب حتى حقق معظمها، فطار في الفضاء، وأبدع وابتكر وذلل الصعاب وقهَر المستحيل.الحلم فوق الطموح"، مبيِّناً أنَّ الهدف حلم مؤقت له مدة ينتهي إليها؛ أما الحلم فهو شوق دائم متصل بنبض القلب وخفق الروح وتطلع العقل وسبح الخيال.

خجل

يرى الكاتب، ضمن رحلته ـ أن الخجل مرض يحتاج إلى علاج، حتى أن شركة "لوندبك" أعلنت عن أقراص لعلاج مثل هذه الحالات، والتغلب عليها تدريجيًّا، مشيرا إلى أن الخجل بات سمة ظاهرة عند شريحة كبيرة من الأطفال، خاصة وأن الكثيرين لا يفرقون بين "الخجل" و"الحياء".
وأوضح "الحياء: خلق فاضل في النفس، يبعثها على تجنب ما يعيبها، ويحميها من التقصير في أداء الحقوق. وهو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم: "الحياءُ لا يأتي إلاَ بخير"، أما الخجل فهو: "حالة انكسار ودهشة وتحرير، تتلبس بالنفس، فلا يُدرى معها كيف المخرج، فينكمش صاحبها عن كل شيء". والفرق بينهما يتضح من الفرق بين طفل يرحب بأضيافك، ويسلم عليهم ابتداءً، وآخر يخجل ويحمر وجهه، وينكمش من مجرد سؤال الآخرين".
يشير العودة إلى أن إن نسبة (10 - 15% ) من الأطفال يولدون ولديهم ميول واستعداد للخجل، يساعد على تنميتها أو استفحالها عوامل كثيرة، مثل: العامل الوراثي، القسوة، التدليل، الخلافات الأسرية، العيوب الخلقية، الضعف الدراسي، الفقر، الغربة، تطلب المثالية وتضخيم الأخطاء، مشددا على ضرورة العلاج السريع من خلال عدة أمور من بينها الإصغاء لمشاعر الطفل وأفكاره وآرائه، وعدم إهماله؛ محذرا من نتائج العكسية للسلطوية في التعامل.

إدمان

ينتقل الدكتور العودة إلى المشكلة الأكثر خطورة في العالم كله وهي قضية "الإدمان"، معتبرا أن الإدمان حالة نفسية وعضوية لا ترتبط بالتدخين أو الكحول أو المخدرات فقط وإنما تمتد لممارسات أخرى من بينها العادة السرية والأفلام الإباحية بل ووسائط التقنية الحديثة.
واعتبر أن الإدمان يرجع في الأساس إلى بحث الإنسان عن السعادة والرضا، فإذا لم يحصل عليها في دنيا الحقيقة يطلبها في عالم الأوهام، وبقدر ما تصعب الفرص الحياتية وتتعقد أو تستحيل يبحث الإنسان عن الأسهل.
بعد أن يعرض الكتاب عددا من العلاجات لمختلف أشكال الإدمان من خلال نظريتي "التدرج" أو "الترك الحاسم" يؤكد العودة أن المسألة تتطلب فقط استخراج الإرادة الكامنة داخل النفس البشرية لقهر المستحيل قائلا: "تخيل أنك أصبت بمرض، وكنت في خيار بين ترك الإدمان أو بتر ساقيك أو الموت!. وأشار إلى أن الدعاء والإلحاح بصوت يسمعه الداعي، شديدُ التأثير في برمجة إيجابية تحفز قوى النفس للاستجابة.

موهبة

يرى العودة أن أعظم موهبة هي الأخلاق، وأعظم الأخلاق هي ما تعاملت به مع نفسك. وكلُّ إنسان هو موهوب بشكل ما، وهو نسخة أصلية، وليس "صورة كربونية"،أو "كرتونية!"، المهم أن يكون الإنسان نفسه، وليس شخصًا آخر، أن يكون "أصليًّا " وليس "تقليدًا"، معتبرا ـ أيضا ـ أن الموهبة تحتاج إلى صحة نفسيَة ناضجة تقدرها، وتعرف شكر واهبها، وتتخيل نهايتها.

طاقات مهجورة

يؤكد العودة أيضا ـ في ثنايا الكتاب ـ أن النفس تحتاج أيضا إلى البحث عن مواهبها الدفينة واستكشاف كنوزها مشيراً إلى أن داخل كل نفس بشرية أسرار ومعجزات ومواهب وقدرات، إلا أن هذه الطاقات مهجورة ومنسية وعليها ركام، يتطلب منا أن ننفض غبارها، ضاربا مثالا على ذلك بـ" شحّاذ اعتاد أن يجلس بجانب الطريق اما يزيد عن ثلاثين سنة. ذات يوم مرَ به رجل غريب، فطلب الشحاذ منه بعض القطع النقدية الصغيرة، إلا أن الرجل بادره بالسؤال عن الصندوق الذي يجلس عليه؟ فأجابه الشحاذ "إنه مجرد صندوق قديم أجلس عليه منذ زمن بعيد"، فطلب منه الغريب أن يلقي نظرة عما بداخله، وحينما استجاب الشحاذ لطلب الرجل شاهد بدهشة أن الصندوق كان مليئًا بالذهب!"
يقول العودة "عليك أن تنظر داخل صندوق نفسك؛ فأنت تحتوي على كنز هائل.- أنت ذاتك الإنسان المكرم المختار المتميز عن بقية المخلوقات لا يجدر بك أن تمد يدك لآخر، وتغفل عن كنوزك الذاتية"، وإذا كانت معظم الرذائل ناتجة عن "توثين" الذات، فإن معرفة النفس سلمٌ لتحقيق الإيمان.





 
 توقيع :


رد مع اقتباس