عرض مشاركة واحدة
قديم 12-15-2010   #41


الصورة الرمزية الغسق
الغسق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 117
 تاريخ التسجيل :  Nov 2010
 أخر زيارة : 03-03-2012 (03:19 AM)
 المشاركات : 1,078 [ + ]
 التقييم :  21824
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
افتراضي



مسابقة تحفيظ القرآن للعسكريين تحت رعاية الأمير سلطان بن عبدالعزيز..
نفحة من بستان الوحي

قام فيها الصَّباحُ بعد المساءِ **** فبنى فوقها حصون الضياءِ

وأدار السِّياج حول رُباها **** فحماها من سَطْوةِ الدُّخلاءِ

ودعا نحوها السَّحاب فأعطى **** ماءه صافياً بدون غثاءِ

وَحَبا الأمن للعصافير حتى **** أمتعتْ روضَها بشدو الصفاءِ

لم يدعْها في غَيْهب الليل، لكنْ **** سكب النورَ فوقَها من حراءِ

ودعاها إلى الشموخ فسارتْ **** تتسامى بخاتم الأنبياءِ

لم يكنْ صوتُه سوى صوتِ حقّ **** أسمع الغافلينَ أحلى نداءِ

حينَها ازدانتِ الجبالُ وأحيا **** صوتُه العَذْبُ بَهْجَةَ الصحراءِ

حينَها صارت العقيدةُ أُماً **** وأباً للعبيد والضعفاءِ

دارت الأرضُ دورةً أيقظتْها **** من سُباتِ الجهالةِ الجَهْلاءِ

واستدار التاريخُ لما رآنا **** ننقش النور في يدِ الجوزاءِ

وانتشى المجدُ حين أصغى إلينا **** نتحاكى بقصَّةِ الإسراءِ

كبرياءُ الطُّغاةِ ماتت لأنا **** قد سجدنا لصاحب الكبرياءِ

ولأنَّ القرآن نَبعُ يقينٍ **** ترتوي منه أنفسُ الأتقياءِ

حين تُتلى آياتُه يَتجلَّى **** كلُّ معنىً من التُّقى والنَّقاءِ

تلتقي الأرضُ بالسماءِ لقاءً **** لم تَر الأرضُ مثلَه من لقاءِ

رفع الناس من عبادةِ صخرِ **** وترابٍ إلى مقام السَّماءِ

خرجوا من براثنِ الكفر لمَّا **** بَدَأ المصطفى بكشف الغطاءِ

نشر الحبَّ فوقهم فاستظلُّوا **** واستراحوا من قَسْوة الرَّمضاءِ

واستلذُّوا البلاءَ فيه احتساباً **** إنَّ في الحقِّ لذَّةً للبلاءِ

مََنْ أبو جهلَ، مَنْ أميَّةُ إلاَّ **** أنفسٌ غُذِّيت بشرِّ غذاءِ

صنعوا تمرَهم إلهاً أراقوا **** عند رجليه دمعةَ استجداءِ

ثمَّ جاعوا فحوَّلوه طعاماً **** فتأمَّل عبادةَ الأهواءِ

إنَّه الكفرُ يجعل الحرَّ عبداً **** ويُريه الأَمام مثلَ الوراءِ

يا رياضَ القرآنِ فيكِ احتمينا **** من لظى القيظ أو صقيع الشتاءِ

ووجدنا الأمانَ من كلَّ خوفٍ **** ولقينا الشِّفاءَ من كلِّ داءِ

يا رياضَ القرآن، نهرُكِ يجري **** صافياً في مشاعر الأَتقياءِ

لم يزلْ يمنح النُّفوسَ ارتقاءً **** عن مَهاوي الرَّدَى وأيَّ ارتقاءِ

لم يزلْ يمنح الصدور انشراحاً **** ويُريح القلوبَ بعد العَناءِ

يا أبا خالدٍ أرى النور يَهمي **** صافياً، من تلاوة القرَّاءِ

إنَّه الوحي سرُّ كلِّ نجاحٍ **** وفلاحٍ، ومُؤْنسُ الغرباءِ

حينما يلتقي كتابٌ كريمٌ **** بسيوفٍ للحقِّ ذاتِ مَضاءِ

يصبح العدلُ منهجاً للبرايا **** وغصوناً ممدودةَ الأَفياءِ

إنَّه الوحي، يصرف الشرَّ عنَّا **** ويَقينا تسلُّط الأَعداءِ

يا أبا خالدٍ، أرى القدسَ تبكي **** لها الحقُّ في شديد البكاءِ

كبَّلَ المعتدي يديها ونادى **** كلَّ لص، وقال: هذا فنائي

فخذوا كلَّ ما أردتم وذوقوا **** مُتْعة الشُرْب من دموع النساء

واستلذُّوا بقتل طفلٍ بريءٍ **** وبما تشربونه من دماءِ

أشعلوا بالرَّصاص ثوب فتاةٍ **** سجنتْ فيه موجةَ الإغراءِ

وانثروا بالرَّصَاص جَبْهةَ شيخٍ **** واستلذُّوا بمنظر الأَشلاءِ

إنَّه الغدر من سجايا يهودِ **** منذ تاهوا في لجَّة الصحراءِ

حاجةُ القدس أنْ ترى جيشَ حقٍ **** حافظاً للكتابِ صَلْبَ البناءِ

حين يتلو الأنفالَ يفتح منها **** أَلْفَ بابٍ إلى طريق الفداءِ

يرفع الحقَّ في سراديب عصرٍ **** لم يزلْ يستبيح كلَّ الْتواءِ

يا أبا خالدٍ، هنا البذلُ بَذْلٌ **** وهنا يرتقي مقامُ العطاءِ

وهنا يصبح السَّخاءُ سخاءً **** تتسامى به معاني السَّخاءِ

أنتَ أََجْرَيْتَ ها هنا نهرَ خيرٍ **** وجزاء الرحمن خيرُ الجَزاءِ

إنَّ أقوى جيشٍ على الأرض جيشٌ **** غُذِّيَتْ روحُه بوحي السَّماءِ




 


رد مع اقتباس