السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته :
إن الأمر لا يتعلق بالسلطة وبيد من تكون فإذا حصرناها في هذا المجال تصبح العلاقة بين الرجل وزوجته علاقة صراع ومحاولة كل طرف إثبات سطوته وسلطته وان كلمته هي الأولى والأخيرة فنعري قوام الحياة الزوجية من معناها الحقيقي
الأسرة هي اللبنة الأولى والأساسية في بناء المجتمع تقوم على علاقة تكاملية بين الزوج وزوجته وليس على الصراع ، فكل طرف له دور هام يقوم به لتعيش الأسرة في جو صحي سليم خال من كل شائبة تهدد كيانها والعياذ بالله عز وجل
صحيح أن زمام الأمور في يد الرجل فالرجال خصهم الله عز وجل بالقوامة والقدرة والقوة أكثر من المرأة فهو المدبر والمسير والموجه وطبعا بمشاركة الزوجة في كل صغيرة وكبيرة ، و هذا ليس انتقاصا من شأن الزوجة فهي أساس البناء وجوهره وشريكة الزوج وسنده ومهامها من أنبل المهام فهي المربية والموجهة وهي التي تحتك بالأبناء أكثر من الزوج وهي نبع الحنان والحب وهي التي تكون الأجيال وتمنحهم المهارات التي يحتاجونها لمواجهة تحديات المستقبل
فأدوار الزوجة والزوج متكاملان يقدمان أرقى المعاني حين يدرك كل طرف مكانته ودوره في الحياة
لقد دخلت على مجتمعاتنا نزعات غريبة يرى العاقل أهدافها التي ترمي الى ضرب الأساس الأول في المجتمع وهي الأسرة فعملت هذه النزعات على تصوير المرأة على أنها مظلومة مهضومة الحقوق وتخلق صدامات كثيرة بينها وبين زوجها فتتغير الموازين وتضطرب أحوال المجتمع ، في حين ان الإسلام قد ضمن للمرأة كل حقوقها وحفظ مكانتها وجعل مقامها كبيرا فهي الزوجة المثالية والأم الحنون والأخت الكريمة والبنت البارة ولكل منها مكانة كبيرة ودور راق وجميل في مجتمعها
إن تلك المظاهر السلبية التي ذكرت في موضوعك حول الزوج وزوجته لا يخلو منها المجتمع ويعود الى عدة أسباب منها ان الرجل احيانا ينقاد الى الفتاة من منطلق مادي اي انها ذات مال أو اخرى ذات جمال دون مراعاة مقاييس اهم من ذلك بكثير تتمثل في الأخلاق والتدين وهو ما يؤدي الى استعمال الزوجات لذلك كنقاط قوة للضغط على الرجل والتدلل عليه
ونجد ايضا فردا شخصيته ضعيفة دون وجود ما ذكرت آنفا ، فيسلم زمام الأمور الى زوجته والتي ربما تعامله من ذلك المنطلق فتهينه في كل مناسبة فتتغير الأدوار ويختلط الحابل بالنابل فالزوجة تحتاج لان تحس أنها تحت جناح زوجها وحمايته فتراه نبعا للأمان والطمأنينة
وربما في أحيان أخرى يأتي ذلك نتيجة الحب الزائد عن اللزوم والرغبة في إظهار الاهتمام وقوة المشاعر فلا تحسن الزوجة تقدير هذه الميزة وتحسبها دعوة الى تولي زمام الأمور والتسلط فيفقد الزوج مكانته ويتعرض أحيانا للإهانة من منطلق أن الزوجة هي الآمر الناهي وغيرها من الاسباب الاخرى
إن الذي يدرك المعنى الحقيقي للزواج ولدور الأسرة في بناء المجتمعات لا تؤثر فيه هذه المظاهر السلبية ولا يسمح لها بان تتسلل الى أسرته فتغمر الأسرة عاطفة الحب الصادقة ويؤدي كل طرف واجبه على أكمل وجه وتكون الأسرة بذلك متماسكة توفر الجو الملائم لتربية الأطفال وتكوينهم وصقل مواهبهم وعقولهم ليكونوا عناصر بناءة في المجتمع
وطبعا لا ننسى ان هناك ما يسمى بتسلط الزوج ايضا فذلك ايضا جانب جد سلبي في الاسرة لذلك يجب ان تكون العلاقة بين الزوج وزوجته مبنية على الرحمة والمحبة والعطف وان يدرك كل طرف دوره في الحياة
راق لي قراءة موضوعك واتمنى ان تتقبلي افادتي المتواضعة
كوني دوما بهذا التميز والتألق
أطيب المنى