عرض مشاركة واحدة
قديم 08-27-2017   #6


الصورة الرمزية هيام
هيام غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2288
 تاريخ التسجيل :  Jul 2016
 أخر زيارة : 08-23-2018 (01:59 AM)
 المشاركات : 7,010 [ + ]
 التقييم :  37075949
 الدولهـ
Saudi Arabia
لوني المفضل : Gray
شكراً: 347
تم شكره 531 مرة في 348 مشاركة
افتراضي



القصة الخامسة


زهر الياسمين

كانت تجلس في الشرفة ،تحمل بيدها فنجاناً من قهوة، قد تدلت ياسمينة الدار ونثرت بعضا من اجراسها هنا وهناك ، لاتنسى أنها ارسلت عطرٍ دمشقيٍّ ساحر يسرق الألباب ، ترى في عينيها بريق الصبا وهي تناظر الزقاق الضيق العابق بالمارة ،النابض بصوت الباعة.
تنهض بخفة لتلج دقائق مستقبل ٍ رسمت له الكثير الكثير .
صورةٌ ما كانت تتخيل يوماً أنها سوف تُعكر وينحرف مسار الركب ، فلم يعد الطريق وردي ولا الصبح نديّ .
كيف ?
بدأت حين صوت البراعم صدح بالحق ،
وسمع من لا يحب السمع ، بل يعشق للعباد الرق
ما لبثت أن قُتّلت البراعم و دمر الأمل.
بدأ تأريخٌ جديد ، ماقبل ومابعد ، كيف كنا و ماذا صرنا أو صيّرنا.
استوطن الظّلم واغتُصب الحُّلم، عهدٌ لم يخطر ببال بشر، نظرات الموت باتت تسري بين الازقة ، بدا على الياسمينة اليأس ،
حُزّمت الهمم وشُد الرحال، إلى أين يا زهر الياسمين ، لمن تتركين مابقي من رشفات في فنجانك?
تسارعت الخطى ، لكن شبح الموت لا يقّبلُّ الهزيمة ، سعى فخطف أحد أركان بيتها ،
والدها يُرمى صريعا ً لتصّعد روحه طاهّرة بإذن باريها .
هل هذا مسرحٌ من رعب ? ، واللّه لو كان حلماً لفزع له الوليد قبل الرشيد،
لم ينته المشوار ولم يستسلم الشبح ، فلم يزل يسابق الفارّين رغم ما ألمّهُ بهم ،
تُحّطُ الرحال بجّار يُجّارُ به ، وأخٍ يحتضّن ألمنا ،
وصديقٍ يعرف أن الزهور تنبت على صدور الشهداء.
أنا زهرة الياسمين ووالله لا تزّالُ عيناي تفورُ دمعاً ، حين اذكر تلك المشاهد وأنا وعائلتي نسابق الأرض لننّجو من القصّف والقذائف ، وواللّه لا أزال أسرق من ذاكرتي تيك النظرات التي كنت أودع بها الشام، والآن وغداً وكل حينٍّ اشّتاقك ياشام فرغم مضي السنوات ستبقين أيقونة العاشقين وإلهام الأقلام ووجهة الشعراء ،
يا شام زهر الياسمين ينتظر عودة ليعود عطراً يفوح بأرضك ويعمّرُ أرجائك ،
ووالله لو باليد حيلة ماخرجنا ولكن
قدر الله ماشاء فعل


ومضة من حياتي




 


الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ هيام على المشاركة المفيدة:
 (09-01-2017)