عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 01-26-2018
الغريبة غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 2186
 تاريخ التسجيل : Apr 2016
 فترة الأقامة : 2946 يوم
 أخر زيارة : 07-12-2022 (05:49 PM)
 المشاركات : 13,322 [ + ]
 التقييم : 6639
 معدل التقييم : الغريبة has a reputation beyond reputeالغريبة has a reputation beyond reputeالغريبة has a reputation beyond reputeالغريبة has a reputation beyond reputeالغريبة has a reputation beyond reputeالغريبة has a reputation beyond reputeالغريبة has a reputation beyond reputeالغريبة has a reputation beyond reputeالغريبة has a reputation beyond reputeالغريبة has a reputation beyond reputeالغريبة has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 3,941
تم شكره 1,897 مرة في 1,149 مشاركة
ما نال شرف الفتح الإسلامي من مدن إقليم كالابريا




ما نال شرف الفتح الإسلامي من مدن إقليم كالابريا
صفحات مَنْسِيَّة من تاريخ الإسلام في إيطالِيَّة (10)


لقد فتح المسلمون العديد من مدن إقليم كالابريا، وتملكوها لعُقود، ومن هذه المدن:

مدينة ريدجو كالابريا:


وهي تُسَمَّى في المصادر الإسلامية بمدينة رَيُوْ[1]، وتقع على الضفة الأخرى من جزيرة صِقِلِّيَّة؛ حيث تُطِلُّ على مَضيق ميسينا، وتقابل مدينة ميسينا بصقلية التي تَسَمَّى المضيق باسمها من الجهة الأخرى، والتي تُسَمَّى في المصادر العربية باسم مسيني، وتُعَدُّ ريدجو كالابريا أقدم مدن إقليم كالابريا، وأكبرها في الوقت الحالي، وإن كان الإدريسي في نزهة المشتاق[2] قد وصفها بأنها مدينة صغيرة.



وقد غزا أبو العباس عبد الله بن إبراهيم بن أحمد الأغلبي مدينة ريو سنة ثمان وثمانين ومائتين من قِبَل البحر إلى، ففتحها عَنْوَة، وشَحَن مراكبه بغنائمها[3]، واستأمنت له حُصون، وأعطوه الجِزْية[4].



وذكر الكتاني[5] أن الأغالبة قد هاجموا رية[6] - أي ريو - سنة 838 م[7].



وهاجم الحسن الكلبي - رأس الأمراء الكلبيين في صقلية - بجيشه مدينة ريو سنة أربعين وثلاثمائة، وانبثت سراياه في أرض قِلَّوْرِيَة، فانهزمت الروم، وعاد الحسن إلى ريو في العام الذي يليه بعد معارك مع الروم بصقلية، وقِلَّوْرِيَة، وامتلك ريو، وبنى بها مسجدًا كبيرًا في وسط المدينة، وبنى في أحد أركانه مأذنة، وشَرَط على الروم[8]: أن لا يَعْرِضوا له، وأن من دخله من الأسرى، فهو آمن، سواء كان مرتدًا، أو مُقيمًا على دينه، وإن أخرجوا حَجَرًا منه، هُدِمَت كنائسهم كلها بصِقِلِّيَّة، وإفريقية، فوَفَّى الرومُ بهذه الشروط كلها، ذِلَّةً، وصَغارًا، وعاد[9].



ولما توفي الحسن الكلبي سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة، وَلِي ابنُه أحمد إمارة صِقِلِّيَّة - وكان أبوه يستخلفه عليها ويشركه معه في التدبير والحكم والحروب - فاجتاز البحر إلى قِلَّوْرِيَة، فأحرق في ريو أُسْطولًا للروم، وأرسل إلى بلاط المُعِزِّ العبيدي في المَهْدِيَّة عددًا من كبار الأسرى[10].



وقد ذكر أرشيبالد لويس[11] أن المسلمين لما أغاروا على مدينة بيزا سنة 1004 م، رَدَّ أهل بيزا -فيما يبدو - بغارة من جانبهم على مَعاقل المسلمين في مدينة ريو.



فهذا يدل على تَحَوُّل مدينة ريو - في الفترة الزمنية المذكورة - لمَعْقل إسلامي حَصين لمدة من الزمن، وكانت صقلية وجنوب إيطاليا في الفترة المذكورة تحت حكم الكلبيين، التابعين سياسيًا للعُبَيْدِيِّين في شمال إفريقية.



وكان العُبَيْدِيِّون يحرصون على تقوية قواعدهم البحرية في سواحل كالابريا، وخاصة مدينة ريو[12].



وقد كانت مدينة ريو إحدى المدن التي هاجمها المجاهد ابن عَبَّاد، الثائر على النورمان الغُزاة لصِقِلِّيَّة، وذلك في سنة 1084م وعاد ظافرًا منها كما تقدم [13] .



كوزنسا:

وهي تُسَمَّى في المصادر العربية بكُشنتة أو كُسنتة[14]، وقد عبر إبراهيم بن أحمد الثاني تاسع أمراء الأغالبة بعد أن أتم فتح صقلية إلى كلابريا، وغزا جنوب إيطاليا، حتى بلغ كشنتة[15]، وحاصرها، فطلبوا منه الأمان، وأداء الجِزْيَة له، فأبى، ولم يُجِبْهم، وحَلَّت به عِلَّتُه التي مات منها، فاشتغل بنفسه، وزادت العِلَّة، فمات آخر سنة تسع وثمانين ومائتين، لثمان وعشرين سنة مضت من إمارته، فوَلَّى أهل العَسْكر عليهم حفيده أبا مُضَر؛ ليحفظ العساكر والأمور، إلى أن يصل ابنه أبو العباس - وهو يومئذ بإفريقية - فأَمَّن أبو مُضَر أهل كُشنتة قبل أن يعلموا بموت جَدِّه، وقَبِل منهم الجِزْيَة، وأقام قليلًا، حتى تلاحقت به السَّرايا من النَّواحي، ثم ارتحل، وحَمَل جَدَّه إبراهيم، فدفنه في بَلِرْم، وقيل: بل حمله إلى القيروان، فدفنه بها[16].



وقد اعتبر أرشيبالد لويس[17] حملة إبراهيم الأغلبي تلك - والتي وافقت بالتاريخ الميلادي عام 902م - بمثابة الضربة الأخيرة للأغالبة ضد بيزنطة، ووصفها بأنها كانت حملة بحرية، وبَرِّيَّة كبيرة، انطلقت من العاصمة بلرم ضد المواقع المملوكة لبيزنطة في صِقِلَّيَّة، مثل طبرمين، والجهات المحيطة بها، وأسقطت المنطقة كلها في أيدي المسلمين، سوى موضع واحد استعصى عليهم هو طبرمين الجديدة، فاستمر إبراهيم بن الأغلب في انتصاراته، فعبر المضيق إلى قِلَّوْرِيَة.



وعَدَّ أرشيبالد الوفاة المفاجئة لإبراهيم الأغلبي في كوسنزا بمثابة طَوْق نجاة، حَرَّر إيطاليا من هَوْل ما تَعَرَّضَت له طبرمين - على حد تعبيره وهي آخر معاقل النصارى في صِقِلِّيَّة - فانسحب الجيش الإسلامي عائدًا إلى صقلية.



وفي سنة خمس وستين وثلاثمائة: حاصر أميرُ صِقِلِّيَّة، أبو القاسم ابن الحسن بن علي بن أبي الحسين الكلبي كُشنتة أيامًا، وكان معه في عساكر المسلمين جماعة من الصالحين والعلماء، فسأل أهلها الأمان، فأجابهم إليه، وأخذ منهم مالًا، ورحل إلى غيرها، وكان ذلك ضمن حملة له على قِلَّوْرِيَة[18].



وقد ذكر أرشيبالد في القوى البحرية[19] أن كوسنزا[20] قد هاجمها جيش إسلامي عام 987 م، فيبدو أنه عنى غزوة أبي القاسم الكلبي تلك، وذكر[21] أن المسلمين أغاروا على قلورية سنة 1009 م، واستولوا في تلك السنة على مدينة كوسنزا.




الخريطة رقم (2) عن كتاب أطلس تاريخ الإسلام للدكتور حسين مؤنس رحمه الله (ص163).




------------------------------
[1] هكذا ضبطها ياقوت في معجم البلدان (3/116).

[2] نزهة المشتاق (ص293) حيث قال: وريو هذه مدينة من بلاد قِلَّوْرِيَة، على ضفة المجاز إلى صقلية، وبين ريو ومدينة مسينى من جزيرة صقلية سبعة أميال، وذلك سعة المجاز بين المدينتين،انتهى. وانظر: الروض المعطار (ص280).

[3] تاريخ ابن خلدون (4/204،203).

[4] البيان المغرب لابن عذاري (ص80). وقد وقع فيه: وفي سنة 288هـ أخرج إبراهيم بن أحمد ولده أبا عبد الله في جيش كثير إلى الزاب، وفيه أغزى أبو العباس صاحب صقلية، فدخل مدينة رية عنوة، وغنم فيها غنائم كثيرة،انتهى. وانظر: الروض المعطار (ص102) فكلامه موافق لكلام ابن خلدون.

[5] المسلمون في أوروبا وأمريكا (ص155).

[6] وقعت تسميتها هكذا في بعض المصادر، ومنها ما نقلناه في الهامش (31) عن كتاب البيان المغرب لابن عذاري.

[7] هذا التاريخ الميلادي سابق - والله أعلم - على تاريخ فتح أبي العباس الأغلبي لها المذكور بالهجري، وهو 288 هـ.

[8] الشروط الآتية منقولة عن الكامل لابن الأثير، وتاريخ ابن خلدون، ومن الواضح أن ثمة خلل في النسخة المطبوعة لكل منهما، وقد حاولنا ضبط العبارة بما يوافق سياق الكلام.

[9] انظر: الكامل لابن الأثير (7/225،224)، وتاريخ ابن خلدون (4/209)، والأعلام للزركلي (2/201).

[10] انظر: الأعلام (1/110).

[11] القوى البحرية والتجارية (ص308).

[12] انظر: أطلس تاريخ الإسلام (ص291).

[13] انظر: العرب في صقلية (ص132،131).

[14] وقعت في المطبوع من تاريخ ابن خلدون (كنسة).

[15] انظر: أطلس تاريخ الإسلام (ص180،179).

[16] انظر: الكامل لابن الأثير (6/257)، وتاريخ ابن خلدون (4/204،203)، والروض المعطار (ص512). وقد وقعت في الموضع المذكور من الروض باللام بدلًا من الكاف (لشنتة)، وهو خطأ من المُصَنِّف، لا من الناسخ؛ لأنه أوردها في حرف اللام، وكان قد ذكرها قبل ذلك عند الحديث عن بلرم (ص102)، وعن طبرمين (ص385)، وعن قلورية (ص471) باللام أيضًا كما نبه عليه مُحَقِّق الكتاب في حواشي المواضع المذكورة، وكرر في تلك المواضع قصة فتح إبراهيم بن أحمد الأغلبي لها، وذكر عند الحديث عن بلرم قصة توبة إبراهيم المذكور من المظالم واللهو، كما بين طبيعة العِلَّة التي أصابته في الحصار.

[17] انظر: القوى البحرية والتجارية (ص221).

[18] انظر: الكامل في التاريخ (7/362).

[19] (ص307).

[20] هكذا وقع في النسخة المترجمة من المصدر المذكور.

[21] (ص308).



رابط الموضوع: http://www.alukah.net/culture/0/25082/#ixzz51Sny1ONC

المواضيع المتشابهه:



 توقيع :



[media]https://www.youtube.com/v/ewzNjWgnLqw[/media]






رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ الغريبة على المشاركة المفيدة:
 (03-19-2018)