ماتم بيانه عن الفِرق الصوفية
واتجاهاتها وإنحرافاتها التى أتت من ثقافات
لاتمت بِصِلة للشرع الذي أنزله الله عزوجل
على نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) فأمره بتليغ الرسالة
بالوحي المباشر عن طريق الملك جبريل ( عليه السلام )
فأكمل الرسالة ونشرها كاملة كما قال الله عزوجل:
( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي
وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا 3 ) المائدة 3
وليس كما تقول ويقول الفكر الصوفي
بأن هناك وسائل للتلقي اخرى لم يعطيها الله
للرُسل وأعطاها وخصّ بها أولياءه مثل مايطلقون عليه
تأويلاً للفظة التى أتت في القرآن الكريم
في قصة النبي موسي ( عليه السلام ) مع الرجل الصالح
( 64) فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا
وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65) ... ) الكهف 65
فيقولون أن هناك علم لَدُنّي أعطاه الله للصالحين
وحرم منه الأنبياء المرسلين ، وبالتالي
لايصل لهذه المرتبة الا من أتبع المسار الصوفي
وأيضاً إعتمادهم على وسائل التلقي والوحي
الخاص بهم وبشيوخهم للوصول لمراتب لم يصلها
حتي الاأنبياء والمرسلين ...!!!!
ويتلقون منهجهم ومسارهم وخُزعبلاتهم وهرطقتهم
من المنامات والرؤى المباشرة وحلول الارواح
ورؤية الغيبات والتحدث مع الرُسل والأخذ منهم
وصايا وتشريعات لم تُعطى للنبي ( صلى الله عليه وسلم )
أو إستكمال لرسالته ( صلى الله عليه وسلم )
وكأنهم بهذا المعتقد يعتقدون بأن الله عزوجل لم
يُكمل رسالته والنبي ( صلى الله عليه وسلم )
لم يُبلغها كاملة ، أو فيها نقص
إن صح هذا المعتقد في تكذيب آيات الله الدالة
على كمال الرسالة وأن هناك تقصير من
الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) في تبليغها للناس
فقد كفر من يقول بهذا الفكر وخرج من المِلّة ....
ويدعمون إفتراءاتهم بأنهم من أهل البيت
وأن لهم أصل شريف وبالتالي هم خارج نطاق الشك
أو الريبة أو الاتهام ، وهذا الذي
نجح فيه اليهودي ( عبد الله أبن سبأ ) حين زرع فكر
تأليه آل البيت وتعظيم شأنهم وجعلهم أصفياء خلق الله
أكثر قرباً حتى من الرُسل عليهم السلام
وهنا اجتمع الفكر الصوفي المختلط بفكر الزهد الأسلامي النظيف والتصوف الصيني الوثني والهندي والشرقي والنصراني الغربي
ولتبرير خروقاتهم ولأصباغ معتقداتهم لتكوين مصداقية
في ما يبثونه للعامة أنهم أتحدوا في نقطة واحدة
وهي أن شيوخ ومؤسسي الصوفية كلهم
من سلالة شريفة طاهرة تنتمي لآل البيت
فالكل يدعي ذلك لتكون لهم وسيلة غير متهمة
فأنتشرت الطُرق المُبتدعة وتعددت اتجاهاتها
ومعتقداتها الشيعية اليهودية الوثنية الآسيوية
نواصل اخوتنا في الله تعداد هذه الطُرق
أسسها أبو العباس أحمد بن محمد بن
المختار التجاني(ت 1230 هـ)
يزعم أنه ينتسب إلى آل البيت مثل شيوخ الصوفية
الذين يزعمون ذلك أخذ عدة طرق صوفية منها
الطريقة الرفاعية ، ثم الطريقة الخلوتية
، طرد من عدة مدن لفساده في الأرض
، ومن أشهر التجانيين علي بن حرازم (ت 1217 هـ)
وهو مؤلف « جواهر المعاني وبلوغ الأماني
في فيض سيدي أبي العباس التجاني » أهم كتب الطريقة ،
وغالب هذا الكتاب منقول من كتاب « المقصد الأحمد »
وجواهر المعاني كتب سنة 1213 هـ فبينهما قرن ( )
، ولم يشر مؤلفه إلى هذا النقل ،
وقد كان اكتشاف « المقصد الأحمد » قاصمة الظهر
للتجانيين حتى تحيروا في الإجابة عن ذلك، خاصة
أن ابن حزارم قد أمر بحرق هذا الكتاب
، وهو في هذا مثل الغزالي الذي نقل القوت ولم يشر إلى ذلك .
وتنتشر التجانية في شمال أفريقيا وغربها،
وأصول الطريقة التجانية مستقاة من
أصول الصوفية، فالتجاني درس "الحكم لابن عطاء "
، كما درس أحمد سيكرج من شيوخ التجانية ت(1363هـ)،
"الفتوحات المكية " لابن عربي،
و" الإنسان الكامل " للجيلي.
، فيحجون إلى فاس حيث قبر شيخهم
، والشرك في الربوبية، والقول بوحدة الوجود
، واستمرار النبوة والوحي لشيوخهم
، فزعموا أن كتبهم من إملاء رسول الله( صلى الله عليه وسلم )، ويقولون بالحقيقة المحمدية، والنور المحمدي
، وأن صلاة الفاتح أفضل من اركان الاسلام الاخرى
تنتسب لأبي الحسن علي بن عبد الله المغربي،
،أخرجه أهل تونس، وكتبوا إلى أهل مصر
إنه يقدم عليكم مغربي زنديق، وقد أخرجناه من بلدنا
فاحذروه، ونزل الإسكندرية وكثر اتباعه، مات سنة 656هـ.
له عدة أحزاب منها:حزب البر وهو الشهير
الورد الكامل زعم فيه أن حزبه
ما كتب من حرف إلا بإذن من الله
ورسوله( صلى اله عليه وسلم )
أبو العباس أحمد بن عمر بن علي الأنصاري
، المرسي توفيسنة 686هـ( )،
وأحمد بن محمد بن عطاء الله الإسكندري
الشاذلي،له عدة مؤلفات منها "الحكم"
وغيرها، توفي سنة 709هـ ( ).
وقع الشاذلية في الشرك الأكبر
فالشاذلي له قبر يعبدونه من دون الله تعالى،
ولهم أدعية يتوسلون فيها بغير الله تعالى
، ومنها أسماء أعجمية قد تكون أسماء للجن
ومنهم: عبد الوهاب الشعراني (ت 707هـ)،
ويوسف النبهاني ت(1350هـ)،
اللذان صرحا بالشر ك الأكبر في كتبهما،
وللشاذلي شعر ونثر فيه متشابهات
وعبارات يتكلف له في الاعتذار عنها، كما قال الذهبي
, أما ابن عطاء الله فقد جاء في الحكم
ما يثبت قوله بوحدة الوجود
كما قال ابن عطاء بالأنوار كثيرا،
التي هي الفلسفة الإشراقية،
واعتقاد الشاذلية الظاهر
على مذهب الأشعرية الكلابية
، ويدعون أن الأولياء يعلمون الغيب،
كما زعم شيخهم
أن حزبه الكبير كتب بإذن
من الله ورسوله ( صلى الله عليه وسلم )
كما يدعون مثل كل الصوفية رؤية الله تعالى في الدنيا
، والحقيقة المحمدية والنور المحمدي،
ويحثون على اللباس الحسن وترك المرقعات .
هذه أهم آراء الشاذلية العقدية
، التي ذكرها شيوخ الطريقة الكبار
، وذهب بعض الباحثين إلى أن الطريقة الشاذلية
هي أكثر الطرق الصوفية انتشاراً
، وأكثرها أتباعا
، وكثير من أعلام الصوفية المشهورين
من المتأخرين
، من فروعها الحصافية، والفيضية،
والسالمية وغيرها.
الأحمدية: أسسها أحمد البدوي.
تنسب الطريقة البدوية إلى
الشيخ أحمد بن علي البدوي
المولود في مدينة فاس بالمغرب
سنة 596هـ (1199م)؛
حيث تذكر كتب البدوية أنه نزل مع أسرته مهاجرا
من المغرب إلى مكة، إلا أنه أقام بمصر،
وتوفي البدوي في مدينة طنطا بمصر
سنة 675هـ (1276م)،
وهو عند الصوفية أحد الأقطاب الأربعة
(إضافة إلى الجيلاني، والرفاعي، والدسوقي)،
وطريقته من أكبر الطرق الصوفية في مصر،
وشارة الطريقة هي العمامة الحمراء،
والعلم الأحمر
، ويحتفل بمولد الرفاعي في ثلاثة مواسم الأشهر
منها في شهر أغسطس،
وتتوافد عليه الجموع من كل أنحاء مصر
، ويقيم الأتباع حلقات الذكر،
ويطوف الخليفة مع أتباعه المدينة،
ويعتبر مولد أحمد البدوي أكبر موالد مصر.....
وهو بالفعل كما قال البدوي وطلب من مريديه
الطواف ببيته وضريحه ، وهذا ما نقله أحد مُحبيه وعُباده
عن البدوي في قوله بالطواف حول بيته:
ألا أيها الزوار حجوا لبيتنا ....وطوفوا بأستار له لتبلغوا المنا
فهيا بني الحاجات سعيا لمنهل ....ورثناه في الدارين من فيض جدنا
والطواف على قبره وبيته وما يحدث من خلالها
من إستنجاد وإبتهال للبدوي لسد الحاجات والمعونات
والشفاء من الأمراض والعِلل وتكثير الرزق
وإنجاب الأطفال ، كل ذلك يحدث إثناء الطواف
على قبره ، وكل مصري وعربي زائر يعرف ذلك
ولا يستطيع أحد أن ينكره أو يجحد عبادة قبره
وما يحدث في أيام مولده المزعوم ...
كل ذلك يحدث ، في غياب منهج
الرسول صلى الله عليه وسلم
أصحابه الكرام ...
فنرى عُباده ومريديه يدافعون عنه
ويقولون هو دوره أنه ينشر منهج الكتاب والسُنة ...!!!!
وتكمن عقيدة البدوية شأنها شأن الطُرق الصوفية
المارقة المُبتدعة المخالفة لكتاب الله وسُنة رسوله
فهم جميعاً مشتركين في نفس الأعتقاد
، فيحجون إلى مصر حيث قبر شيخهم في مدينة
( طنطا ) لأقامة الموالد وطلب الحاجات
ومن أعتقادهم، والشرك في الربوبية،
والقول بوحدة الوجود ، والحلول
، واستمرار النبوة والوحي لشيوخهم
، فزعموا أن كتبهم من إملاء
رسول الله( صلى الله عليه وسلم )،
ويقولون بالحقيقة المحمدية، والنور المحمدي
وإستحداث صلوات خاصة
وأذكار ما أنزل الله بها
تنتشر الطريقة البدوية في جميع أنحاء مصر
، ويوجد في مدينة طنطا (شمال القاهرة) ضريح البدوي
، وتقول مصادر الطريقة إن عدد مريديها يتجاوز
المليونين، إلا أن البعض يشكك في ذلك
ويقول إن أعدادها أقل من ذلك بكثير،
وقد تفرعت منها طرق كثيرة في مصر أهمها:
الشناوية وشيخها حسن محمد الشناوي،
والمرازقة وشيخها عصام الدين أحمد شمس الدين،
والشعيبية وشيخها محمد محمد الشعيبي،
والزاهدية وشيخها حسن السيد حسن يوسف،
والجوهرية وشيخها الحسين أبو الحسن الجوهري،
والفرغلية وشيخها أحمد صبري الفرغلي،
والإمبابية وشيخها هاني محمد علي سلمان
، والبيومية وشيخها أحمد حامد فضل،
والسطوحية وشيخها علي زين العابدين السطوحي
، والحمودية وشيخها إبراهيم محمد المغربي،
والتسقيانية وشيخها أحمد إبراهيم التسقياني،
والكناسية وشيخها محمد سلامة نويتو،
والمنايفة وشيخها علي الدين عبد الله المنوفي،
والجعفرية وشيخها عبد الغني صالح الجعفري،
والجريرية وشيخها عبد الله خويطر جرير،
والحلبية، والسلامية، والكتانية، وهم بلا شيوخ الآن.
وتبدأ طقوس الانضمام بالبيعة التي يؤديها المريد
للشيخ على السجادة، لاصقا ركبتيه، ثم يقرأ عليه
الشيخ البيعة، ويطلب منه الاستغفار والتوبة،
ويردد خلفه الرضا بمشيخته،
ويقيمه المرشد مريدا على هذا العهد.
عبد العال البدوي وهو الذي أوصى
له الرفاعي بأذكاره،
والشريف حسن وهو أخو الرفاعي
الذي قدم على مص
ومن المعاصرين
الشيخ عصام الدين أحمد شمس الدين،
أنواع البِدع والأنحرافات ودرجات التصوف
التى أتت بها الصوفية وحرّفت
المنهج القويم من خلالها
فهي أنواع ودرجات
، فمنه تصوف يشتمل على بدع ،
ومنه تصوف يشتمل على عقائد منحرفة
لكنها لاتخرج من ملة الإسلام ،
ومنه تصوف يشتمل على الزندقة ،
وهذا الأخير يشتمل على عقائد تخرج الإنسان
من الملة الإسلامية ، ولهذا الأخير أسرار
، وهي من أكفر الكفر بالله تعالى ،
مثل عقائد الباطنية ، الذين يعتقدون الكفر ،
ويجعلون عقائدهم أسرارا لا تعطى إلا للخواص
، ويتمثلون بالشعر القائل
إذا أهل العبارة ساءلونـا *** أجبناهم بأعلام الإشـارة
نشير بها فنجعلها غموضا *** تقصر عنه ترجمة العبارة
ونشهدها وتشهدنا سـرورا*** له في كل جارحـة إنارة
وبالشعر القائل :
يارب جوهر علم لو أبوح به *** لقيل لي أنت ممن يعبد الوثنـا
ولاستحل رجال مسلمون دمي *** يرون أقبح ما يأتونـه حسنـا
وبهذا نعرف عن يقين أن أدنى درجات التصوف بدعة ،
وأوسطه ضلاله ، وأبعده زندقة.
وزنادقة التصوف أنواع :
منهم من يؤمن بوحدة الوجود ،
أي انه لافرق بين الخالق والمخلوق ، فالكون وما فيه ،
هو الله تعالى ، والله تعالى هو الكون ،
تعالى الله عما يقول الكافرون علوا كبيرا .
ومنهم من يؤمن بأن الله تعالى هو
محمد صلى الله عليه وسلم ،
تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .
ومنهم من يقول إن الله تعالى يتحد
مع من شاء من أولياءه ،
تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .
وبدع هؤلاء الصوفية أنواع
*منها بدع اعتقاديه : كالإيمان بأن الأولياء يتصرفون في الأكوان
، ويقسمون الأرزاق ، وان التوجه إليهم بالعبادة
من أفضل القرب ، لانهم يشفعون عند الله لمن يطوف
بقبورهم، ويسجد لها ، وينذر النذور لها ،
وهذا كله من الشرك الذي يخرج من ملة الإسلام .
*ومنها بدع قلبيه :
كالخوف من صاحب القبر الفلاني ،
ورجائه أو الخشية منه ونحو ذلك .
*ومنها بدع قوليه :
كالذكر المبتدع عند الصوفية ودعاء الموتى
والاستغاثة بالمقبورين ونحو ذلك .
ومنها بدع بدنية :
كصلاة الرغائب ، والجثو أو السجود للولي الفلاني
، وقصد المشاهد والمقامات المبتدعة
، وإقامة الموالد ونحو ذلك .
*ومنها بدع مالية :
كإخراج النذور لقبور الأولياء ونحو ذلك
أمثلة مما أحدثه التصوف من البدع
أ- أصول التلقي عند الصوفية:
نهج الصوفية في تلقِّي علومهم منهجاً خاصاً, خالفوا فيه ما أجمعت عليه الأمة الإسلامية
ترجع إلى الأمور الآتية:
1 المنامات
فمن المعروف أن التشريع ومصدره لا يكون
الا من خالق العباد عز وجل
، بأصدار التشريع والأمر بتنفيذه
فديننا الأسلامي الحنيف تشريعه أتى من الله
ليحلل به الحلال ويحرم به الحرام وينظم به حياة البشر
وأنزله على رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) ليكون
المُبلغ لهذا التشريع السماوي والمطبق له
فالحمد الله لقد أتم الله النعمة ورضي
لنا الأسلام ديناً
ففي قوله تعالى في سورة المائدة:
( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي
وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) المائدة 3
وبالتالي لاحاجة لمن يأتي بعد ذلك ويقول
رأيت مناماُ لتشريع جديد كما تفعل الصوفيّة
حيث جعلوا المنامات مقام الحقائق
وجعلوها مصدر للتشريع
وترويج بدعهم وضلالاتهم فأحلوا بها الحرام
وبدلوا بها دين العباد ...
وأضعف هؤلاء احتجاجاً قوم استندوا
في أخذ الأعمال إلى المقامات,
وأقبلوا وأعرضوا بسببها
, فيقولون: رأينا فلانا الرجل الصالح, فقال لنا
: اتركوا كذا واعملوا كذا,
ويتِّفق مثل هذا كثيرا للمتمرسين برسم التصوف.
ومذهب السلف رحمهم الله أنّ المنامات الصادقة
هي بشائر للمؤمنين, لا تثبت بها الأحكام,
ولا تشرّع بها الشرائع, قال النووي ::
إن الرائي وإن كانت رؤياه حقاً، ولكن
لا يجوز إثبات حكم شرعي بما جاء فيها"
وهو الاطلاع إلى ما وراء الحجاب,
من المعاني الغيبية, والأمور الحقيقية وجوداً وشعوراً
والكشف بهذا المعنى جعل الصوفية يزهدون
في علوم الشريعة, ويتكّلون على هذا الكشف
المزعوم في معرفة
أحكام الدّين فضلّوا بذلك ضلالاً مبيناً
قال الغزالي ( وهو من مُنظري الصوفية ) :
مقرّراً منهج الصوفية في الاستدلال بالكشف:
هم الموفقون الذين يدركون الأمور بنور إلهي لا بالسماع
, ثم إذا انكشفت لهم أسرار الأمور على ما هي عليه
نظروا إلى السمع والألفاظ الواردة, فما وافق
ما شاهدوه بنور اليقين قرروه وما خالف أوّلوه....
3 العلم اللدنّي (الإلهام(
وهو ما يلقى في الروع, بطريق الفيض
من علم من غير استدلال بآية, ولا نظر في حجّة
والإلهام عند الصوفيّة
سميّ الوحي, فلا فرق عندهم بين
وحي الأنبياء وإلهام الأولياء
ومن إنحرافات الصوفية العقائدية أن جعلوا
صحة التشريع لاتأتي بأقوال الرسول ( صلى الله عليه وسلم )
والتى سمعها الصحابة الكرام ( رضوان الله عليهم )
ونقلوها للتابعين لهم ....بل يرون أن العلم لايأتي
الا بالألهام مباشرة من الله ، وليس نقلاً ، كما قال
أبو يزيد البسطامي ( أحد كبار المتصوفة ):
"أخذتم علمكم ميّتاً عن ميّت,
وأخذنا علمنا عن الحيّ الذي لا يموت, يقول أمثالنا:
حدّثني قلبي عن ربي, وأنتم تقولون,
حدثني فلان, وأين فلان؟ قالوا: مات
4 التلقِّي المباشرة من النبي ( صلى الله عليه وسلم )
فهم يدّعون لقاءه في اليقظة,
ويعتبر الصوفية هذا المنهج في
التلقّي من أوثق المناهج
التي يستقون منها علومهم, ومصنفاتهم
تطفح بهذه الروايات
.قال الغزالي ::
ومن أول الطريقة تبتدئ المكاشفات والمشاهدات،
حتى أنهم في يقظتهم يشاهدون الملائكة
وأرواح الأنبياء ويسمعون أصواتاً ويقتبسون منهم فوائد
5 قدسية أقوال وأفعال المشايخ والأقطاب:
أضفى الصوفية على أقوال وأفعال مشايخهم صفة القدسية,
واعتقدوا فيها العصمة من الخطأ والزلل والنسيان
وجعلوها المعين الذي يستقون
منه علومهم ومعارفهم.
قال القشيري:
فإن هؤلاء ( الصوفية ) حججهم في مسائلهم أظهر
من حجج كل أحد، وقواعد مذهبهم أقوى من
إمَّا أصحاب النقل والأثر، وما أرباب العقل والفِكر
, وشيوخ هذه الطائفة ارتقوا عن هذه الجملة؛
فهم أهل الوصال،( أي متصلين بالله مباشرة )
ب- الأصول العقدية عند الصوفيّة
يجتمع غلاة الصوفية في جملة من العقائد المنحرفة, التي شابهوا فيها أهل الصلبان والأوثان,
-وهو أحد أقطاب الصوفيّة-:
وهم كانوا ( أي الصوفية )
مختلفين في المعاملات والمجاهدات
والمشاهدات والرياضيات، فإنّهم موافقون
ومتفقون في أصول وفروع الشرع والتوحيد
, وفيما يأتي ذكر لأبرز هذه العقائد:
1ـ الحلول
ومعناه: أن الله تعالى يصطفي أجساماً يحلّ فيها
بمعاني الربوبية، فيزيل عنها معاني البشرية،
وأن الله تعالى يحلّ بالعارفين من أوليائه وأصفيائه
وممّا صرّح به الصوفية في هذا المقام,
أنا الحقّ, وما في الجبة سوى الله
أنا أنت بلا شك فسبحانك سبحاني
وتوحيدك توحيدي وعصيانك عصياني
أنّه ليس في الوجود إلاّ واحد هو الله,
وكلّ ما يُرى هو أجزاء منه تتعيّن بأشكال مختلفة
وقد يقولون : أنّ العالم بكل ما فيه, إنما هو تعيينات
وتجليات لله, فلا شيء إلاّ الله, فالإنسان والحيوان
والجماد آلهة, وأرباب مقدّسة
قال الغزالي ( المتبني للفكر الصوفي ) :
جميع الموجودات مرآة للوجود الحقّ,
فالظاهر بذاته هو الله سبحانه,
وما سواه فآيات ظهوره ودلائل نوره
3ـالغلو في الأولياء
جعل الصوفية لشيوخهم مقاماً رفيعاً,
واعتقدوا فيهم القداسة والولاية والعصمة
, بل ربما جعلوا لبعضهم مقاماً أرفع من مقام النبوّة,
ومقارباً لمقام الألوهية.
واستصحب هذا الاعتقاد الفاسد جملة
من الانحرافات العقدية الخطيرة, مثل:
, وقدرتهم على المنع والعطاء والإحياء والإماتة,
ومن ذلك أيضاً تقديس قبور الأولياء,
وصرف أنواع العبادة إليها ودعاءها من دون
ومن ذلك قول أحد أقطاب الصوفية في مصر
عبد الوهاب بن علي الشعراني
في كتابه ( اليواقيت والجواهر ):
وهو أحد الأربعة الذين يتصرّفون في قبورهم
بأرض العراق, وكان أهل خرسان يستسقون به فيسقون
ويقول أيضاً عن التوحيد بمقولات كفرية شركية :
إعلم أن الموحد سعيد بأي وجه كان توحيده
وإن لم يكن مؤمناً بكتاب ولا رسول ويدخل الجنة.
ج- الأصول التعبدية عند الصوفيّة:
1- الغلو في التعبّد:
وقد تم تعريف الغلو هو ( مجاوزة الحدّ,)
وقد غلت طوائف من المتصوّفة في مجال العبادة
وحمّلوا أنفسهم ما لا تحتمل,
جمع من المشايخ كانوا يديمون الصوم في السفر
والحضر على الدوام, حتى لحقوا بالله,
وكان عبد الله بن حابار قد صام نيفاً
وخمسين سنة لا يفطر في السفر والحضر
2 ـ الابتداع في العبادة
لم يكتف الصوفية بالغلو في التعبّد
حتى شرعوا طقوساً وبدعاً ما أنزل الله بها من سلطان,
ورتّبوا لها الأجور العظيمة, والثواب الجزيل
, ومن ذلك أنهم جعلوا لكل يوم من أيام الأسبوع صلاة
نتوقف هنا إخوتنا الكرام لنواصل
بأذن الله تعالى فى الجزء القادم
( يرجى عدم الرد حتى يستكمل تسلسل الموضوع )
الى ذلك الوقت أقول تقديري لكم واحترامي
وجعل اللهم عملنا خالصاً لوجهه الكريم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته