عرض مشاركة واحدة
قديم 10-20-2018   #60


الصورة الرمزية اندبها
اندبها غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1037
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : منذ 2 أسابيع (04:18 PM)
 المشاركات : 29,396 [ + ]
 التقييم :  888890339
لوني المفضل : White
شكراً: 686
تم شكره 1,089 مرة في 578 مشاركة

اوسمتي

هل نحن من أهل السُنة والجماعة لديننا الحنيف أم تُبع لأهل البدع والتحريف ...؟ ( 13 )



[frame="1 10"]





الماتريدية
ونأتي اخوتنا الأحبة الكرام
لفرقة أو مذهب كما يُحب مُتبعية أن يُطلق عليهم
بدلاً من فرقة ليحتذوا بمذهب اهل السُنة والجماعة
وهذا المذهب شأنه شأن المذهب الاشعري يدّعي أن وسيلة
التلقي عنده هي الكتاب والسُنة
والأخذ منهم ليكون الركن الأساسي في عقيدة الماتريدية
والصحيح على قول علماء السُنة والجماعة أنهم شأنهم شأن
كل فرقة بدلت او غيرت أو
أ ضافت شيء او أولوا أمر لم يتم تأويله
عند أهل السُنة والجماعة فأبتدعوه نقلاً عن الفِرق الضالة الأخرى
فأخذوا منهم بعض النقاط وتم تبنيها والعمل عليها واعتمادها
وعلماء السُنة يقولون أن كل من يخرج عن الكتاب وسُنة النبي
صلى الله عليه وسلم وشرحاته التى نقلها صحابته الكرام
والتابعين لهم بأحسان ، فهوا من الفِرق التى حادت عن الطريق
حتى وأن خالفوا أهل السُنة في نقاط قليلة
أيضاً لا يُحسبون من ضمن الفِرق الناجية
ولمعرفة الاختلافات التى بين اهل السُنة والجماعة
وبين المذهب الماتريدي ندخل لدهاليز هذه الفِرق
وننظر ماذا قالت وماذا عملت وماذا عطلت وماذا بدلت ..
نشأتها وتكوينها وعلاقتها بالاشعرية
وأهل السُنة والجماعة
فالماتريدية تُنسب الى إمامها ومؤسسها
الأمام أبي منصور الماتريدي ، الذي ينتهي نسبه
الى الصحابي أبي أيوب الأنصاري ( رضي الله عنه )
وهي مدرسة تشابه نظيراتها من مدارس أهل الكلام
ظهرت في أوائل القرن الرابع الهجري
في ( سمرقند ) من بلاد ما وراء النهر
وكانت دعوتها الى مذهب أهل السُنة والحديث بتعديل
يجمع بين الحديث والبرهان
حيث اهتمت بأستخدام البراهين والدلائل العقلية
والفلسفات الكلامية في مُحاججة خصومها من الفِرق
الكلامية الضالة الاخرى ، مثل
المعتزلة والجهمية والملاحدة لأثبات حقائق
الدين والعقيدة الأسلامية ...
فنشأت الماتريدية في ظل الصراع الكلامي
الذي ظهر في بغداد عاصمة الخلافة العباسية ...
وفي ظل تشعب وانتشار الاراء والمذاهب فيها
وإحتدام الجدل بين رؤساء المذاهب الذي امتد
وانتشر الي بقية بقاع العالم الاسلامي في ذلك الوقت
منها ( سمرقند )
فأدى الى ولادة وظهور الطائفة الماتريدية ، بالأضافة
لأنتشار مصطلحات المناهج العقلية الفكرية
حيث ساعد هذا الجو على نشوء فكر الماتريدية
فظهرت ولادة الطائفة الماتريدية، بالأضافة لأنتشار
العقائد والمذاهب المعتمدة على المناهج العقلية
والفكرية حيث ساعد على نشوء فكر الماتريديه
والداعي الى الجمع بين الشرع
والعقل في تأويل الاسماء والصفات
وتوسيع دائرة التفكير والاستنتاج العقلية
وجعل العقل في تفسير التشريعات استبدالً للنقل...
المراحل الرئيسية للفكر الماتريدي
1 . مرحلة التأسيس ( 333 هـ )
مرت الماتريدية بأربعة مراحل رئيسية:
والتي اتسمت بشدة المناظرات مع المعتزلة،
فظهر رجل هذه المرحلة وهو
( أبو منصور الماتريدي)
وكانت له جولات كثيرة ضد المعتزلة وغيرهم
. شهدت هذه المرحلة ظهور أبو موسي الأشعري
مؤسس فكر الأشاعرة.
1. مرحلة التكوين (333 هـ - 500 هـ
وهي مرحلة تلامذة الماتريدي
ومن تأثر به من بعده، وفيه أصبحت فرقة كلامية.
2. مرحلة التأليف والتأصيل (500 هـ - 700 هـ
وامتازت بكثرة التأليف وجمع الأدلة للعقيدة الماتريدية.
3. مرحلة التوسع والانتشار (700 هـ1300 هـ
تعد من أهم مراحل الماتريدية،
حيث بلغت أوج توسعها وانتشارها وذلك بسبب مناصرة
سلاطين الدولة العثمانية
، فكان سلطان الماتريدية يتسع حسب اتساع
سلطان الدولة العثمانية،
فانتشرت في شرق الأرض وغربها، وبلاد
العرب والعجم والترك والهند والروم
اعتمدت الماتريدية في أسسها ونشأتها على
المذهب الحنفي فقهًا وكلامًا،
حتى كانت آراء أبو حنيفة النعمان
هي الأصل الذي تفرعت منه آراء الماتريدي.
أفكار وأطروحات ومعتقدات الماتريدية
طرحت الماتريدية أفكارًا ومعتقدات
ميزتها عن غيرها من الفِرق الأسلامية
كان من أبرزها:
أنهم قالوا أن مصدر التلقي في الإلهيات والنبوات
هو العقل، وأن المعرفة واجبة بالعقل قبل ورود السمع،
وفسروا الإيمان بأنه عبارة عن الإقرار والتصديق
، واعتبروا الذكورة شرطًا في النبوة ...
وقالوا بإمكان رؤية العبد لربه إلا أنهم جهلوا كيفيتها،
وعدُّوا الحُسن والقبح من اللوازم الذاتية للأشياء،
واعتقدوا بحدوث القرآن الكريم
وقالوا بعدم جواز التكليف بما لا يطاق
نظرة تاريخية على
علم الكلام
يبحث علم الكلام الأسلامي في إثبات
العقائد الدينية بالأدلة العقلية والنقلية،
فالقسم العقلي للكلام هو تلك المسائل
التي تؤخذ مقدماتها حرفًا من العقل. علم الكلام:
يعود نشأة علم الكلام منذ ظهور الكلام
في العقيدة في أواخر عصر
الصحابة ( رضوان الله تعالى عليهم )
ولم يكن بعد قد اتضحت معالمه،
وأصبح هو الأصل في تقرير العقيدة،
ولكن ظل الكلام في هذه الحقبة في بعض جوانب
العقيدة دون البعض، وموافقة أغلب المتكلمين
لأهل السنة في سائر أبواب العقيدة،
حتى إذا اجتمعت هذه الأصول التي تكلم فيها المتكلمون
ولملم شتاتها ظهر علم الكلام الذي يمثل الشق
والطرف المخالف لأهل السنة في إثبات وتقرير
العقائد ابتداء على أيدي المعتزلة
نتيجة لأسباب متعددة ظهر علم الكلام الإسلامي
، ومن هذه الأسباب
: العقائد المنحرفة التي دخلت في الإسلام
مثل الغلو والتشبيه والإرجاء وغيرها
نتيجة الالتقاء الحضاري بين الإسلام
والأمم الأخرى التي اعتنقت الدين الجديد
بعد حركة الفتوحات الإسلامية.
وظهور النزعة العقلية في الإسلام بعد حركة الترجمة
التي شملت ميادين معرفية متعددة مثل الطب والفلسفة
والمنطق هو علم يقتدر معه على إثبات العقائد الدينية
بإيراد الحجج ودفع الشبه،
قال ابن خلدن ف تعريف علم المنطق
: هو علم يتضمن الحجاج عن العقائد الإيمانية بالأدلة العقلية
وعرف أيضًا بأنه:
علم يبحث فيه عن ذات الله تعالى وصفاته
وأحوال الممكنات من المبدأ والمعاد على قانون الإسلام
، وعرفه طاش كبري زادهبأنه:
علم يقتدر معه على إثبات الحقائق الدينية بإيراد
الحجج عليها ودفع الشبه عنها،]وعرف أيضًا بأنه:
باب من الاعتبار في أصول الدين
يدور النظر منه على محض العقل في التحسين
والتقبيح والإحالة والتصحيح والإيجاب
والتجويز والاقتدار والتعديل والتحوير والتوحيد والتفكير
. سمي علم الكلام بهذا الاسم لعدة أسباب منها:
أن مسألة الكلام هي من أشهر مباحثه التي
وقع فيها نزاع وجدل بين المتكلمين،
والمقصود من مسألة الكلام هي مسألة خلق القرآن
التي تبنتها المعتزلة ونفوا صفة الكلام عن الله تعالى
وأكثروا فيها القيل والقال
وقيل لأن العادة جرت عند المتكلمين الباحثين في
أصول الدين أن يعنونوا لأبحاثهم بالكلام
وقيل لأن الكلام والمجادلة والقيل والقال
قد كثر فيه وأصبح سمة لأهله. وغيرها
مذاهب علم الكلام
أعتبر التيار النصي هو أول تيار
فكري ظهر في الإسلام، فكل دين جديد سماويًا
كان أو غير ذلك عبارة عن مجموعة كبيرة
من النصوص وبعد ذلك يأتي دور
الشراح والمفسرين في الاستعانة بالعقل
على شرح هذه النصوص وتفسيرها للمؤمنين
، لكن في الإسلام لا يقوم بتفسير النص إلا نص آخر
، فالقرآن الكريم وهو الوحي الإلهي الذي نزل
على النبي محمد، يحتوي على تعاليم دينية متنوعة
في العبادات والأحكام الشرعية والأخلاق
وغيرها والتي بدورها تفسر عن طريق السنة النبوية
التي تعتبر المصدر الثاني للتشريع الإسلامي
وهناك من يتبعها بأقوال الصحابة وأهل البيت
والتابعين وغيرهم
يعتبر القضاء والقدرأقدم مسألة كلامية خاض
فيها المسلمون وقد حدث ذلك في عهد
الخليفة الرابع علي بن أبي طالب
وبداية عهد الدولة الأموية،
وانقسمت الآراء فيها إلى رأيين:
يرى أحداها أنه ليست للإنسان إرادة فيما يفعل
بينما ذهب الفريق الثاني إلى أن الفعل الإنساني
يحدث بإرادته المستقلة، وفي طليعة هؤلاء المعتزلة
وتأثر بهم فيما بعد الزيديةوالإمامية
. كذلك تعتبر مسألة حكم مرتكب الكبيرة من ضمن المسائل
الأولى التي تم فيها الكثير من النقاش والجدل
ويصفها الكثير من الباحثين إنها كانت السبب
في ظهور فرقة المعتزلة
حيث يرون أنه اختلف واصل بن عطاء
مع أستاذه الحسن البصريفي حكم مرتكب الكبيرة
فقال واصل مخالفاً للحسن:
أنا أقول إن صاحب الكبيرة ليس بمؤمن بإطلاق
بل هو في منزلة بين المنزلتين،
ثم اعتزل مجلس الحسن
واتخذ له مجلسًا آخر في المسجد.[10]
في بداية العهد الأموي ونتيجة لاختلاط المسلمين
بسكان المناطق المفتوحة التي دخل فيها الدين الجديد
وخاصة الفرس والرومان وغيرهم
ودخول غالبية هذه المناطق إلى الإسلام،
انتشرت الأفكار الفلسفية بين المسلمين حيث كان
بالعراق والشام الكثير من المدارس الفلسفية
ذات الاتجاهات الفكرية المختلفة، كما كان لبلاد فارس
الكثير مثلها قبل الفتح الإسلامي،
وقد تعلم الفلسفة بعض العرب في هذه المدارس
كالحارث بن كلدة وابنه النضر
ولما جاء الإسلام في تلك الأصقاع
وجد من سكانها من يجيدون العلوم الفلسفية
ومنهم من كان يعلم المسلمين مبادئها،
وكان للسريان العمل البارز الظاهر في ذلك.
ونتيجة لدخول هذه الفلسفات المختلفة في الإسلام
برز في علم الكلام الإسلامي الكثير
من البحوث والمسائل العقلية
والتي لم يعرفها المسلمون سابقًا نتيجة لالتزامهم
الحرفي بالنصوص الدينية الموجودة في
القرآن الكريم والسنة النبوية
وخاصة في المسائل المتعلقة بالإيمانيات
أو ما عُرف لاحقًا بمسائل العقيدة مثل قِدم كلام الله
أو حدوثه والمسائل المتعلقة بحرية الإرادة الإنسانية
وصفات الله، وهل هي عين الذات أم منفصلة عنها وغيرها،
ونتيجة لهذه البحوث واعتناق المسلمين
لهذه الأفكار تكونت في الإسلام المذاهب الكلامية مثل
وغيرها. يعود سبب لجوء المسلمين إلى علم الكلام لظهو
ر الآراء المبتدعة في أواخر القرن الثاني و
القرن الثالث من الهجرة خصوصاً في المسائل الإيمانية (العقدية) مثل التشبيه والتجسيم وغيرها من المقالات.
في بداية القرن الثاني للهجرة
ظهر الكثير من الشخصيات الفكرية
التي أثارت الجدل بين المسلمين مثل
غيلان الدمشقي ومعبد الجهني اللذان دافعا عن اختيار
الإنسان وحريته مقابل التيار الجبري الذي أدعى أنه
لا دخل للإنسان في اختياره لعمله،
والذين كان أبرزهم الجهم بن صفوان الذي دعا إلى جانب عقيدة الجبر إلى تأويل آيات الصفات كلها والجنوح إلى التنزيه البحت
ونفى أن يكون لله صفات زائدة عن ذاته،
وقال أيضا باستحالة رؤية الله في يوم القيامة
وذهب أيضاً إلى خلق القرآن وبذلك يكون
الجهم بن صفوان من أوائل من استخدموا
المنهج العقلي في تفسير العقائد الدينية
يرى كثير من الباحثين المسلمين أن المعتزلة هم الذين
أوجدوا علم الكلام في الإسلام بسلاح
خصومهم في الدين،
ذلك أنه في أوائل القرن الثاني للهجر
ة ظهر أثر من دخل في الإسلام من اليهو
د والنصارى والمجوس والدهرية،
فكثير من هؤلاء أسلموا ورؤوسهم
مملوءة بأديانهم القديمة
وسرعان ما أثاروا في الإسلام المسائل
التي كانت تثار في أديانهم التي تسلحت بالفلسفة اليونانية
والمنطق اليوناني في مواجهتها وتنظيم طريق بحثها،
كل ذلك دعا المعتزلة إلى التسلح بالعقل
والفلسفة اليونانية لمجادلتها جدالاً
علمياً يعتمد على سلاح العقل والمنطق والبرهان، وكان
من أشهر رجال المعتزلة في
استخدام سلاح الفلسفة
أبو الهذيل العلاف وإبراهيم بن سيار النظام
والأديب الجاحظ وغيرهم.
كانت للمعتزلة الكثير من العقائد التي
خالفت السائد بين التيارات النصوصية في الإسلام
وأبرزها اعتقادهم بحدوث الكلام الإلهي
وإثبات الحسن والقبح العقليين والاعتقاد بخلق
الإنسان لأفعاله وغيرها.
حدث تحول كبير
في مسيرة علم الكلام الإسلامي وساهم في إنشاء
طائفة كلامية تشكل الأغلبية بين المسلمين اليوم،
وذلك عندما اعتكف أحد أبرز وجوه المعتزلة
واحد أبرز تلامذة أبو علي الجبائي
في منزله مدة يعيد فيها دراسة عقائد المعتزلة
ومقارنتها مع ما يذهب إليه المحدثون في أمور العقيدة،
وخرج بعدها إلى الناس يعلن فيها براءته
من مذهب المعتزلة وقال
وانخلعت من جميع ما كنت
اعتقد كما انخلعت من ثوبي هذا
ثم كتب عقيدته في كتاب
وافق فيها المحدثين في أغلب ما ذهبوا إليه في أمور
العقيدة من الاعتماد على المنهج النقلي في البحث
. وخلافًا للمحدثين كأحمد بن حنبل
فقد أجاز أبو الحسن الأشعري البحث والاستدلال
واستخدام المنطق في أصول الدين والعقيدة،
وقد دعم رأيه بأدلة من الكتاب والسنة وألف في ذلك
كتابًا عنوانه
( رسالة في استحسان الخوض في علم الكلام.)
من أبرز الشخصيات الأشعرية التي أعطت للعقل
مجالاً واسعاً في فهم النص
الذي تحدث بشكل مفصل عن المنهج العقلي
وأسسه العلمية في كتابه الشامل في أصول الدين
. شهدت المدرسة الأشعرية تحولاً كبيراً
في عهد الإمام الغزاليالذي أعطاها صبغة صوفية
وخفف قليلاً من نزعتها المتجهة إلى العقل،
ثم تغلب عليها الجانب الفلسفي على يد المفسر
والمتكلم الفخر الرازي،
ثم ظهر المتكلم والفيلسوف الشيعي
الذي أعطى لعلم الكلام صبغة فلسفية شبه كامله
وتأثر به الكثير من متكلمي الأشاعرة والمعتزلة
مثل القاضي عضد الدين الإيجي
بحيث يمكن القول إن الفكر الأشعري
بعد الطوسي ابتعد عن الخط الأصلي لهذه المدرسة
وما زال الفكر الأشعري إلى يومنا ينتقل
بين الفلسفة والنقل وبين التفويض والتأويل.
إلى جانب ظهور المذهب الكلامي الأشعري
الذي بدأ يسود الاتجاه السني في الإسلام
بعد غرب شمس المعتزلة،
برز اتجاه فكري في علم الكلام الإسلامي اتخذ موقفًا
وسطًا بين الأشاعرة والمعتزلة
ولكنه ظهر تحت مظلة أهل السنة
وهو الاتجاه الماتريدي.
وقد وافق أبو منصور الماتريدي المعتزلة
في كثير من المسائل ذات الاتجاه العقلي
العملي مثل القول بالحسن والقبح العقليين
وقبح التكليف بما لا يطاق
واعتبار الحكمة في الفعل الإلهي والعدل
ونفي نسبة الظلم عن الله تعالى
ولكنه وافق الأشاعرة في نظرية الكسب
معتبرًا الله هو خالق الفعل الإنساني
ولكنه خالفهم بالقول بحرية الإنسان بشكل تام
في قدرة الكسب وأنه هو الذي يقوم بالفعل بمحض إرادته
هو أبو منصور محمد بن محمد بن محمود
الماتريدي السمرقندي،
كان يلقب بإمام الهدى وإمام المتكلمين،
ورئيس أهل السنة والإمام الزاهد.
الماتريدي نسبة إلى ماتريد ويقال لها ماتريت
، وهي محلة قرب سمرقند،
ذكرها السمعانيوقال:
تخرج منها جماعة من الفضلاء،
والسمرقندي نسبة إلى سمرقند
وهي المدينة المشهورة ببلاد ماوراء النهر.
يحتل الماتريدي منزلة كبيرة في تاريخ الفكر الإسلامي
حيث أنه مؤسس لإحدى المدارس الكلامية
التي ذاع وانتشر فكرها في العالم الإسلامي
وهي المدرسة الماتريدية، التي أصبحت هي
والأشعرية تتقاسم العالم الإسلامي،
وفيها يقول طاش كبرى زاده
: إن رئيس أهل السنة والجماعة في علم الكلام رجلان،
أحدهما حنفي والآخر شافعي،
أما الحنفي فهو أبو منصور محمد بن محمد
بن محمود الماتريدي إمام الهدى،
وأما الآخر الشافعي وهو شيخ السنة
ورئيس الجماعة إمام المتكلمين
أبو الحسن الأشعري البصري.
للماتريدي عدة مؤلفات منها:
تأويلات أهل السنة،
وهو كتاب في التفسير،
وكتاب التوحيد:
والذي يعد من أهم مؤلفاته الكلامية،
وذلك لأنه قد قرر فيه نظرياته الكلامية،
وبين فيه معتقده في أهم المسائل الاعتقادية
، فلذلك صار كتاب التوحيد المرجع الأساسي
في معرفة عقيدة الماتريدية،
وكل من جاء بعد الماتريدي من الماتريدية اعتمدوا عليه،
كما أن الكتاب يعد من أهم المراجع الكلامية
التي ذكر فيها آراء مختلف الفرق الإسلامية
وخاصة المعتزلة، وكذلك آراء الفرق غير الإسلامية
عاصر الماتريدي أبو الحسن الأشعري،
وعاش الملحمة بين أهل الحديث
وأهل الكلام من المعتزلة وغيرهم،
فكانت له جولاته ضد المعتزلة وغيرهم،
ولكن بمنهاج غير منهاج الأشعري،
وإن التقيا في كثير من النتائج غير أن المصادر التاريخية
لا تثبت لهما لقاء أو مراسلات بينهما
، أو إطلاع على كتب بعضها
أهم آراء الماتريدي إجمالًا تتلخص في:
أنه لا يرى مسوغا للتقليد بل ذمه وأورد
الأدلة العقلية والشرعية على فساده وعلى
وجوب النظر والاستدلال
. يذهب في نظرية المعرفة إلى لزوم النظر والاستدلال
وأنه لا سبييل إلى العلم إلا بالنظر.
يوافق السلفي الاعتقاد في أسماء الله
ويرى أن أسماء الله توقيفية،
إلا أنه لم يفرق بين باب الإخبار عن الله
وبين باب التسمية فأدخل في أسماء الله الصانع
والقديم والمنشئ.
يرى أن المؤمنين يرون ربهم والكفار
لا يرونه. أثبت الاستواء على العرش وبقية الصفات
دون تأويل لها ولا تشبيه،
كما أنه يعتقد أن صفات الله لا هي هو ولا غيره
. في القضاء والقدر هو وسط بين الجبر والاختيار،
فالإنسان فاعل مختار على الحقيقة لما يفعله
ومكتسب له وهو خلق لله، حيث يخلق للإنسان
عندما يريد الفعل قدرة يتم بها،
وهذه القدرة يقسمها إلى قسمين: قدرة ممكنة:
وهي ما يسميها لسلامة الآلات وصحة الأسباب،
مراحل التطور للمذهب الماتريدي
مرت الماتريدية في رحلة تطورها
بأدوار تاريخية نتيجة النشاط الكبير
الذي طرأ على التأليف،
وأهم هذه الأدوار الدور التأسيسي:
وهو دور أبو منصور الماتريدي (257 هـ - 333 هـ
) يمتاز هذا الدور بأنه دور النشأة والتأسيس،
كما يمتاز بشدة النطاح والمجادلة بين الماتريدي والمعتزلة،
كما يظهر من تأليفات الماتريدي ورسائله،
ومن خلال نصوص الماتريدي ضد المعتزلة في كتبه
. دور تكويني: وهو دور تلامذة الماتريدي
ومن تأثر به بعده، ويمتاز هذا الدور
بأنه تكونت فيه فرقة كلامية ماتريدية
وظهرت على وجه الأرض،
كما يمتاز بوجود تلامذة الماتريدي
الذين نشروا أفكار شيخهم وإمامهم والدفاع عنه.
دور بزدوي: وهذا الدور تمديد لسابقه بالنشر والتأليف
ومن أهم شخصيات هذا الدور
ومن أهم شخصيات هذا الدور
أبو اليسر البزدوي (ت: 493 هـ)
. دور نسفي: وهذا الدور امتاز بكثرة التأليف،
وجمع الأدلة للعقيدة الماتريدية،
وهو أكبر أدوار العقيدة الماتريدية السابقة.
في بداية هذا الدور نشأ دور آخر وهو دور صابوني
: يمتاز بكثرة المناظرات بين الماتريدية وبين الأشعرية،
وأهم شخص في هذا الدور هو
أبو محمد نور الدين أحمد بن محمد الصابوني
: 580 هـ
)، اعتمد الصابوني في دراسته
لأصول الدين على كتاب تبصرة الأدلة
دور عثماني: نسبة إلى الدولة العثمانية،
وامتد هذا الدور في الفترة (700 هـ - 1300 هـ
)، وهذا الدور جمع الكثير من
الأدوار الماتريدية ومنها دور صدر الشريع
ة عبيد الله بن مسعود، دور التفتازاني:
دور الجرجاني، ودور الكمال بن الهمام،
وغيرها من الأدوار التي تتصل بالدولة العثمانية.
هذه الأدوار كلها ترجع إلى أم الأدوار
ألا وهو الدور العثماني الذي يعد أهم الأدوار الماتريدية
حيث بلغ هذا الدور أوج الكمال حيث استظل هذا الدور
بظل الدولة العثمانية وتمتع بخيراتها،
لأن الدولة العثمانية كانت دولة حنفيةالفروع
ماتريدية العقيدة،
فكان سلطان الماتريدية يتسع حسب اتساع سلطان
الدولة العثمانية وكان جل القضاة والمفتين
وخطباء الجوامع ورؤساء المدارس حنفية
الفروع ماتريدية العقيدة هذا من ناحية،
ومن ناحية أخرى كثرت في هذا الدور
تأليف أنواع الكتب الكلامية من المتون
والشروح والشروح على الشروح
والحواشي والحواشي على الحواشي
والتنكيتات، كما كان بين الماتريدية والأشعرية
ائتلاف كأنهما فرقة واحدة صعب التمييز بينهما،
وفي هذا الدور انتشرت العقيدة الماتريدية في شرق الأرض
وغربها في الهندوتركياوفارسوبلاد الروم وبلاد العرب والعجم
ثم طرت على الماتريدية أدوار حديثة النشأة تتمثل في:
الدور الديوبندي:
نسبة إلى جامعة ديوبندالتي أسسها
إمام الديوبندية،
يمتاز هذا الدور بكثرة التأليف في علم الحديث
من شروح وغيرها، والديوبندية أئمة في العلوم
النقلية والعقلية كما هم في قمة من الزهد والتأله،
للديوبندية شعبتان مهمتان:
شعبة التعليم والتدريس،
وشعبة التبليغ والتربية
وهي المعروفة بجماعة التبليغ.
دور بريلوي:
نسبة إلى زعيمهم
. دور كوثري: منسوب إلى الشيخ
دور فنجفيري:
ينسب هذا الدور إلى زعيم الجماعة الفنجفيرية
شيخ القرآن محمد طاهر بن آصف الحنفي الماتريدي الديوبندي النقشبندي، اسم هذه الجماعة هو جماعة
إشاعة التوحيد والسنة وهي فرع
للديوبندية النقشبندية الصوفية،
وهي جماعة لها دور ونشاط كبير
في نشر ترجمة القرآن الكريم. دور ندوي:
تتمثل في المدرسة الندوية الهندية،
وهي لا تختلف عن المدرسة الديوبندية
الفنجفيرية، ينسب الدور إلى إمام الندوية
انتشار الماتريدية
حققت المدرسة الماتريدية انتشارًا كبيرًا في بقاع الأرض
شرقها وغربها لعدة أسباب، السبب الأول:
وهو السبب الرئيس بل أهم الأسباب
يتمثل في اعتناق السلاطين والملوك للمذهب الحنفي،
فبسبب ذلك انتشر المذهب الحنفي في العالم الإسلامي
، وبانتشار الحنفية ونفوذ سلطانهم
انتشرت الماتريدية، لأن الماتريدية يمثلون
المذهب الحنفي عقديًا. السبب الثاني:
من المعروف في التاريخ عبر القرون
أن أية دولة إذا كانت تميل إلى فرقة ما تسهل
وتوفر لعلمائها مناصب القضاء،
والإفتاء والرئاة والخطابة والتأليف،
والتدريس، فيجدون أسبابًا كثيرة وطرقًا ميسورة
لبسط سلطانهم على القلوب والأبدان،
ونفوذ تأثيرهم على الشعوب والأوطان
وتشجعهم الدولة أيضا بإنشاء المدارس والجوامع،
وبذلك تنشر أفكارهم ويزداد نشاطهم.
في بيان سبب انتشار الحنفية:
فأي مذهب كان أصحابه مشهورين،
وسد إليهم القضاء والإفتاء، واشتهرت تصانيفهم
في الناس، ودرسوا درسًا ظاهرًا،
انتشر في أقطار الأرض، ولم يزل ينتشر كل حين
، وأي مذهب كان أصحابه خاملين،
ولم يولوا القضاء، والإفتاء، ولم يرغب فيهم الناس
اندرس بعد حين. وهكذا انتشرت الماتريدية
وعقائدها في بلاد ما وراء النهر، وبلاد الترك
والأفغان والهند والصين وما والاها.
السبب الثالث:
مدارس الماتريدية ونشاطهم الدراسي والتدريسي:
لمدارس الماتريدية دور عظيم في نشر عقيدتهم،
وعلى سبيل المثال تذكر جامعة ديوبندأكبر
جامعة للماتريدية في القارة الهندية،
ولها دور كبير في نشر العقيدة الماتريدية،
ومثلها مدارس الحنفية الماتريدية في أفغانستان
، وفي تاريخ الدولة العثمانية،
حيث خدمت الحنفية والماتريدية في آن واحد
السبب الرابع:
نشاط الماتريدية في ميدان التأليف:
للماتريدية نشاط بالغ وسعي متواصل
في ميدان التصنيف في علم الكلام،
وانتشرت هذه الكتب في مشارق الأرض ومغاربها
وبانتشارها ودرسها وتدريسها
انتشرت العقيدة الماتريدية وبسطت سلطانها
على قلوب المشائخ والطلاب.
يقول الدكتور أبو الخير محمد أيوب علي
البنغلاديشي الماتريدي:
وندرك أثر الماتريدي ونجاح طريقته
ورضاء أهل السنة بها حين نرى
الفقه الأكبر لأبي حنيفة
، والعقيدة للنسفي، والمسايرة لابن الهمام
تدرس في هذه الأيام في الجامعات الدينية
وكلياتها، والمعاهد الدينية
ومنها الأزهر وفي كثير من البلاد الإسلامية،
وقد أدرك الأزهر ضرورة دراسة المدرسة الماتريدية،
والتعريف بأبي منصور الماتريدي
فأدرج في منهج الدراسة في كليتي الشريعة
، وأصول الدين دراسة هذه المدرسة
دراسة علمية وتاريخية
. العقيدة
تقرير العقيدة
تحديد منهج الماتريدية في تقرير العقيدة
وتمييزه بين منهج المعتزلة والأشاعرة
مسألة وقع فيها خلاف كبير،
فمنهم من رأى أن منهج الماتريدية يوافق منهج
الأشاعرة قلبًا وقالبًا،
ومنهم من يرى أنه يوفق منهج المعتزلة،
وبعضهم يرى أن الماتريدية
وسط بين الأشاعرة والمعتزلة.
الدكتور فتح الله خليف
محقق كتاب التوحيد للماتريدي يقول:
برى أن الماتريدي والأشعري يلتقيان
في المنهج كما يلتقيان في المذهب،
فليس المذهب إلا تطبيقًا للمنهج،
يلتقيان في إثبات صفات الله
وفي كلامه الأزلي وفي جواز رؤيته،
وفي بيان عرشه واستوائه،
وفي أفعال العباد، وفي أمر مرتكب الكبيرة،
وفي شفاعة رسوله،
وتلك أهم المسائل التي وقع فيها
الخلاف بين فرق المسلمين،
بل إنها أهم موضوعات علم الكلام.
أما الدكتور محمد قاسم
فيرى أن منهج الماتريدية يوافق منهج المعنزلة
إلا في مسألة حكم مرتكب الكبيرة ويقول:
يظن عادة أن الأشعرية والماتريدية
يمثلان فريق أهل السنة،
وأنهما فرسا رهان يسيران جنبًا إلى جنب في
هدم آراء المعتزلة المبتدعة،
وتلك هي الفكرة السائدة،
وأن وجه الحق ينحصر في أن الماتريدية
كانوا أقرب إلى المعتزلة من الأشعرية...
إن مسألة الخلاف بين الماتريدي والمعتزلة
الحقيقي الوحيد إنما هو مسألة المنزلة بين منزلتين
ويرى الكوثريان الماتريدية
وسط بين الأشاعرة والمعتزلة
ويقول الماتريدية هم الوسط بين الأشاعرة والمعتزلة،
في كتابه تاريخ المذاهب الإسلامية:
عند الدراسة العميقة لآراء الماتريدي
وآراء الأشعري في آخر ما انتهى إليه نجد
ثمة فرقًا في التفكير وفيها انتهى إليه الإمامان،
وأنه بلا شك كان كلاهما يحاول إثبات العقائد
التي اشتمل عليها القران بالعقل والبراهين المنطقية
، وأن كليهما كان يتقيد بعقائد القران،
بيد أن أحدهما كان يعطي العقل سلطانًا
أكثر مما يعطيه الآخر
... لذلك نقرر أن منهاج الماتريدية للعقل
سلطان كبير فيه، حتى يكاد الباحث
يقرر أن الماتريدية في خط بين المعتزلة والأشاعر
العقيدة. الماتريدية
ووسائل التلقي عندهم
مصدر الماتريدية في التلقي هو العقل
وبهذا صرح الماتريدي في كتاب التوحيد إذ يقول:
أصل ما يعرف به الدين وجهان
أحدهما السمع والآخر العقل،
أما السمع فما لا يخلو بشر
من انتحاله مذهبً يعتمد عليه ويدهوه غيره إليه...
والأصل أن الله تعالى إذ لا سبيل إلى العلم به
إلا من طريق دلالة العالم عليه،
بانقطاع وجوه الوصل إلى معرفته
من طريق الحواس عليه أو شهادة السمع.
الماتريدية لا تقول بالقدرة المطلقة للعقل،
إذ أن العقل عندهم يدرك ظواهر الأشياء
ولايدرك ماهيتها وحقائقها،
ويقول الماتريدي أن العقول
أنشئت متناهية تقصر عن الإحاطة بكلية
الأشياء والأفهام متقاصرة عن بلوغ غاية الأمر
. ذهبت الماتريدية إلى أن معرفة الل
ه تجب بالعقل قبل ورد السمع
وأن الإنسان يتحمل مسؤولية هذه المعرفة
قبل بعثت الانبياء والرُسلولا يكون معذورًا بتركها،
بل يعاقب على تركه لها. صرح بذلك
الماتريدي في تفسير
(لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل)
حيث ذكر أن حقيقة الحجة إنما هي في
العبادات والشرائع التي سبيل معرفتها الرسل
، أما معرفة الله فإن سبيل لزومها العقل،
فلا يكون لهم في ذلك على الله حجة
. قال أبو المعين النسفي :
من لم يبلغه الوي وهو عاقل ولم يعرف ربه
هل يكون معذورا أم لا؟
عندنا لا يكون معذورا ويجب عليه أن يستدل
بأن للعالم صانعًا.
من القواعد والأسس المنهجية التي يقوم عليها
منهج الماتردية في تقرير العقيدة
القول بالتحسين والتقبيح العقليين،
التوحيد في المنهج الماتريدي
ذهبت الماتريدية في تصورها واعتقادها
لتوحيد الله إلى نحو قريب مما ذهبت إليه
المعتزلة والأشاعرة.
تفسير الماتريدية للتوحيد
هو اعتقاد الوحدانية التي هي
على ثلاثة أنواع الأول
: الوحدة في الذات،
ويقصدون بها انتقاء الكثرة على ذاته،
بمعنى عدم قبولها الانقسام، فيقولون:
هو واحد في ذاته لا قسيم له،
وفسروا لفظ الأحد الوارد في النصوص القرآنية
بالواحد الموجود الذي لا بعض له،
ولا انقسام لذاته. الثاني:
الوحدة في الصفات،
والمراد بها انتفاء النظير له في كل صفة من صفاته
، فيمتنع أن يكون له علوم وقدرات متكثرة
بحسب المعلومات والمقدورات،
بل علمه واحد ومعلوماته كثيرة، وقدرته
واحدة ومقدوراته كثيرة. الثالث: الوحدة في الأفعال،
والمراد بها انفراده باختراع جميع الكائنات
تقوم عقيدة الماتريدية في
توحيد الربوبية
على إثبات وجود الله وإثبات وحدانيته في ربوبيته.
يعتقدون أن الله لا يعرف إلا من طريق العالم،
والأصل أن الله إذ لا سبيل إلى العلم به إلا من طريق
دلالة العالم عليه، بانقطاع وجوه الوصول
إلى معرفته من طريق الحواس عليه أو شهادة السمع.
والعالم هو كل ما سوى الله من الموجودات
ينقسم إلى جوهر وأعراض، فالجوهر ه
و ماله قيام بذاته، والعرض نالا قيام له بذاته،
والنتيجة أن العالم بجميع أجزائه حادث،
والحادث لا ب له من محدث وهو الله
أقرت الماتريدية في باب
الأسماء والصفات
بوجوب إثبات أسماء الله،
وأن إثباتها لا يستلزم التشبيه،
بدليل أن الرسل والكتب السماوية
قد جائت بها، ولو كان في إثباتها تشبيه
لكان ذلك طعن في الرسل. ذهب الجمهور
إلى القول بالتوقيف في أسماء الله،
أي أن طريق إثبات الأسماء هو السمع،
فلا يسمى الله إلا بما سمى به نفسه وجاء به الشرع،
والقول بالتوقيف هو سمة مشتركة بين
الماتريدية أهل السُنة والجماعة. لم يفرق الماتريدية في إثبات
أسماء الله بين باب الإخبار عن الله وباب التسمية
، فأدخلوا في أسمائه أسماء كالصانع والقديم
والذات والشيء وهو وغيرها.
أما الصفات فالماتريدية
يثبتون بعض الصفات،
ويثبتون لهذه الصفات معنى حقيقي يقوم بذات الرب
، ويؤكدون على أن إثبات هذه الصفات لا يستلزم التشبيه
، إذ إنه لا شبيه بين حقيقة الخالق والمخلوق
اخوتنا الكرام الافاضل
هذه هي الفِرق التى اتخذت علوم الكلام والفلسفة
وسيلة التلقي لفهم التشريعات
فقدموا العقل على النقل ويعني انهم لايهتمون
بما نُقل عن السلف الصالح من صحابة وتابعين لهم
بل جُل اهتمامهم هو تفويض العقل والفكر في ترجمة
مايريده الشرع من تنفيذ والزام
فبدلوا وحرفوا واستنبطوا معاني وصفات
جاءت من تفسيرات لغوية وعقلية
والتى لا تحتمل ادراج الفكر الخاص الشخصي
في امور شرعية سوى في التوحيد للربوبية والالوهية
وتوحيد الاسماء والصفات ....
وقد جاء في فتوة للشيخ ابن باز رحمه الله تعالي
عن سؤال يقول
هل الاشاعرة والماتريدية من
اهل السُنة والجماعة...؟
فقال :
فقال الشيخ ( رحمه الله ) الله
الأشاعرة والماتريدية
من أهل السنة فيما وافقوا فيه أهل السنة لا على العموم
( رسائل وفتاوى الشيخ ابن باز )
وهذا يعني ان أي فِرقة خالفت اهل السُنة والجماعة
في أصل من أصول الدين ،
فلا تُحسب من أهل السُنة
نتوقف هنا إخوتنا الكرام لنواصل
بأذن الله تعالى فى الجزء القادم لأستكمال
ما تبقى من بقية مبحث الفِرق الضالة
( يرجى عدم الرد حتى يستكمل تسلسل الموضوع )
الى ذلك الوقت أقول تقديري لكم واحترامي
وجعل اللهم عملنا خالصاً لوجهه الكريم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوكم اندبها
[/frame]





 
 توقيع :

الشكر والتقدير والكثير جدا من الود والأحترام للفاضلة
حُرة الحرائر التى اهدتني هذه اللمسة الطيبة
الاخت ....( نجمة ليل )




رد مع اقتباس