عرض مشاركة واحدة
قديم 05-31-2019   #6


الصورة الرمزية اندبها
اندبها غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1037
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : منذ 2 أسابيع (04:18 PM)
 المشاركات : 29,396 [ + ]
 التقييم :  888890339
لوني المفضل : White
شكراً: 686
تم شكره 1,089 مرة في 578 مشاركة

اوسمتي

حصريات المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) (هل أخلصنا أعمالنا لله ...أم لغير الله ...؟ )



[frame="1 10"]
( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ،
وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ،
مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً
وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ
فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أما بعد إخوتنا المؤمنين
وأحبتنا في الله
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي
محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا
هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنَ
الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا
وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ
وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي، ابن ماجه، أحمد، الدارمي )


إخوتنا في الله ..
في هذه الجمعة والتى ستكون الأخيرة
في شهر رمضان المُبارك من هذا العام
الذي بارك الله فيه كل الأعمال من صيام
وصدقة وأمر بالمعروف ونهي عن المُنكر
وقد حدد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
أن شهر رمضان المُبارك مُقسم لثلاث أجزاء
أو مواقيت وكلها مليئة بالخير العميم
ولفضل العظيم ..من غفران للذنوب
ورحمة وعِتق الرقاب من النار ...
فالكل ينهل من معين هذا الشهر
ولكن هل الكل يُتقبل منه مايعمل
من صيام وصدقة ومعروف وذكر وتلاوة قرآن
وكتابة ونُصح وتعامل بين الناس....؟
وهل أحبتي في الله فكرنا وقررنا
أن نُضمن كل أعمالنا بأمر غاية في الأهمية
كي يكون هو وسيلتنا للرضى والقبول عند الله عز وجل....؟
وهل يكون جزاء ماقدما من جنس ماعملنا
مُتطابق تماماً مع ماعزمنا فعله وقوله والأعتقاد به ....؟
أم كان عملنا من كل شيء
من كتابة وصيام وزكاة وحج وصلاة وتعاملات بين الناس
في ظاهرها لله وباطنها لغير الله ....؟
وهل فعلنا ذلنا عن قصد وكما يُقال عن إصرار وترصد
أما فعلنا ذلك بُحسن نية وبدون قصد ....؟
وهل عرفنا الأن ماهو المُصطلح والأسم والمعنى
للذي إن وجد على حقيقته ننجح ونُسعد
ويرضى عنّا رب السموات والأرض.....؟
وإن غاب عنّا أو أهملناه وأستبدلناه بغيره
حصلنا على جزاء أعمالنا من الذين وجهنا لهم مساعينا
وفي المقابل يتم حرماننا من الجزاء الأوفر
من خالق الأرض والسماء.....؟
وأخيراً إخوتنا الأحبة
هل ميزنا وفهمنا وعرفنا الفرق بين
أن يتم قبول العمل أو المجهود عن الله
فنتحصل على الخير العميم والأجر العظيم
من الله سبحانه وتعالى فنربح انفسنا
وأيضاً من عباده الذين عرفوا وفهموا
وأستفادوا بما نعمل ....؟
وهل وضعنا كل أعمالنا سوى هنا
من خلال كتاباتنا أو عباداتنا
سوى الخاصة والتى لايعلم بها الا الله عز وجل
أو العبادات والأعمال الصالحة التى يراها الكل مثل الصيام
والزكاة والحج والعُمرة والأمر بالمعروف والنهي عن الُمنكر
وحتى تعاملاتنا مع أهلنا وأخواننا في الدين
وجيراننا وأحبتنا الذين نكن لهم كل التقدير والأحترام
فهل وضعنا كل هذا وتم وزنه ومعايرته
بما نحمل من سلاح يمرر كل ذلك لله سبحانه وتعالى
فيتم قبول هذه الأعمال وجعلها لله ...لا لسواه...؟
أم أصبحنا في هذا الزمن
ننظر لِما نقدمه للناس فنسعى بجهودنا
لنقدم لهم الأطايب والتى في ظاهرها لله
وباطنها للناس ، فنتوقف كثيراً عند كلمات الشكر
والثناء والعرفان والأعجاب لنا.....؟
حتى نصل لمرحلة الزهوا والعُجب والترفع
لاننا حصلنا على مانريد
وطبقنا مقولة الجزاء من جنس العمل
فعملنا للناس ...فحصلنا على شكرهم وثناءُهم وتقديرهم
ولم نتحصل على الاجر والثواب من الله
لاننا ببساطة لم نعمل هذه الاعمال لله ....
فهل نشعر بالحنق والغضب إن لم يشكرنا أحد
على ما نقدم .... أم نضع في إعتبارنا أننا سنرفض
ولا نهتم ولا نجري ولا نستجدي شكر الناس
وعطفهم وغزلهم ونياشينهم وأوسمتهم ...
لاننا ببساطة لانريد منهم فعل ذلك
فالاجر والجزاء الأوفر ليس منهم
بل من خالق الأرض والسماء فقط لاغير ....؟
وهل عرفنا أحبتنا في الله
بعد ماقٌلت وأوضحت وسألتكم وسألت نفسي أيضاً
وأستفسرت عن حقيقة مانعمل
في هل هو لله أو للناس وماهو المُصطلح
أو الوصف الذي أبهر كل مُتمعن في حقيقة
أعمالنا سوي الخاصة بيننا وبين الله
أو التى بيننا وبين بقية البشر
فالمعتاد إخوتنا في الله
أننا نتحرى وندقق في كل الأشياء التى ستعود
ملكيتها لنا حين ندخل للمتاجر والحوانيت لنشتري شيء معين
فلا بُد لنا ان ندقق في السعر والشكل
والمضمون وحتى الصلاحية والطعم والرائحة ...؟
وهل سيتم قبولها من قِبل من ستُهدى له
أو تُعطى له ليستعملها أويأكلها
او يتعامل معها بشتى الطُرق.....؟
فكلنا نسعى في ان تكون كاملة في كل شيء
ونفكر في هل يتم قبولها أو هي ناقصه
او هنا ماهو أفضل منها
كل ذلك نفعله لاننا أخلصنا عملنا

لمن سنقدم له هذه الهدية
أو العطية أو الفائدة .......
ولكن حين نعطي ونقدم شيء لله لانحسب له
حسابات كثيرة فقط نعطيه ولانهتم بمدى قبولها
عند الله او رفضه
أو أن هناك شُبهه ترافقه ، وربما تُفسده....
بل الذي يهمنا هو مدى قبول الناس له وما مقدار
النتائج التى تترتب على ذلك من شكر وثناء ومصلحة
وإستفادة ظرورية نحتاجها لحياتنا ....


فكل مانحتاجه إخوتنا الكرام
هو الأخلاص
والأخلاص كما عرّفه أهل اللغة هو
الإخلاص في اللغة:
مصدر أخلصَ، يُخلص، إخلاصاً، فهو مُخلِص،
يُقال: أخْلَصَ في العَمَل:
أي تَفانَى فِيه، وأخلصَه النَّصيحةَ،
أو أخلص له النَّصيحةَ:
أي أصفاها ونقَّاها من الغِشّ،
وأَخْلَصَ للهِ دِينَهُ:
ترك الرِّياءَ فيه، وأَخْلَصَ فلانًا:
أي اختارَهُ واخْتَصَّهُ
الإخلاص اصطلاحاً:
وفي الاصطلاح عدة تعريفاتٍ مختلفةٍ
في اللفظ مشتركةٍ في المعنى،
حيث إنها تدور في فلكٍ واحدٍ هو:
إفراد العبادة لله سبحانه وتعالى،
ونفي جميع النقائص عنه عزَّ وجل،
والقيام بجميع الأعمال التي ينبغي على المكلف
القيام بها لأجل الله لا طعماً بأمر آخر،
ولا خشية من أحدٍ غير الله،
قال العز بن عبد السلام في تعريف الإخلاص:
(الإخلاص أن يفعل المكلف الطاعة خالصة لله وحده،
لا يريد بها تعظيماً من الناس ولا توقيراً،
ولا جلب نفع ديني، ولا دفع ضرر دنيوي،
وقال سهل بن عبد الله:
الإخلاص أن يكون سكون العبد وحركاته لله تعالى خاصة
، وقيل: (هو تفريغ القلب لله) ويكون ذلك
من خلال صرف الانشغال عمّا سواه
إلى الانشغال بعبادته، وقيل:
(الإخلاص تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين).
فكيف يكون الحال

إخوتنا الكرام ونحن لانعرف
كيف نُخلص عملنا لله
ولا حتى الطريقة المُثلى
لتُخلصنا من براثن حُب الذات
والشُهرة والرياء وطلب الشكر والثناء
على أعمالنا وعباداتنا لله رب العالمين...؟
فلننظر معاً لأولى الوسائل المهمة
والتى هي أساس الاخلاص
الذي هو تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين
وجعله خالصاً لله سبحانه وتعالى...
فاول هذا الوسائل هي النيّة
والنيّة تم تعريفها على أنها
القصد في اللغة،
أما في الاصطلاح:
فهي تعني أن يخلص الإنسان في
عمله لوجه الله عزّ وجلّ
ولا أحد غيره، فقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم
أن الملائكة تأخذ الأعمال التي يفعلها الإنسان،
وتصعد بها إلى السماء، وتلقي بها بين يدي الله،
فيقول تعالى: (ألقوا بها، فإن عبدي لا يريد بها وجهي)
، والله قد يثيبُ العبد إذا نوى أن يعمل عملا
صالحا بدون فعل ذلك العمل،
والنيّة هي عادة من العبادات المعنوية
التي يكون محلها القلب.
فكيف تكون في القلب ..
ولا يعلمها من يحيط بصاحبها ...؟
لانه لا يمكن لأي شخصٍ أن يعلم حقيقة النيةِ
لدى شخصٍ آخر، فمهما ظهر على المرءِ
من علامات الخشوعِ والتعبُّدِ لله عز وجل،
فلا يُمكِنُنا الجزمُ بحُسنِ نيته ؛
لأن النية مكانها القلب،
والإخلاص هو من أعمال القلوب التي لا تظهر
أمام الناس ؛ ولذلك فإن إخلاصَ النيةِ أمر
متعلقٌ بين العبدِ وربه، فلا يستطيع أحدٌ
أن يشقَّ قلبَ أحد فيطلِّعَ عليهِ، فالله وحده الذي
يعلم بحقيقة نية الإنسان، ولا يستطيع أحدٌ أن يُزكي
نفسه فيزعُمُ إخلاصَ نيتهِ، بل يسعى
إلى تصفية نيتهِ لله -جل وعلا-،
دون أن يشهدَ لنفسهِ بذلك.
والدليل على ذلك أخوتنا المؤمنون
أن كثير من الناس تظهر فيهم وعليهم علامات
الأيمان والتقوى ، ولكن بدون إخلاص لله
فكل همّه أن يصِلَ إلى ثناءِ الناس ومدحهم،
فإن سمع مدح الناس شعر بالراحة والطمأنينةِ له،
وإن سمع ذماً حزِنَ واكتئب،
ولربما ترك أبواباً من الخير لا يفتَحُها،
لمجردِ أنها لا تُفضِي لمدح الناس،
كالذي يصوم ويصلى ويكتب وينصح
طلباً للشكر والثناء والتقدير
لخلق صفة و ( برستيج ) أمام الناس
وبالفعل يتحصل على مايريد
ولكن مع الله ، فلا يتحصل على شيء
فالجزاء والأجر يأخذه من الفئة التى
أخلص لها العمل ولأجلها بذل الجهد...
وقد تظهر علامات الإخلاصِ على الإنسانِ
من خلال آثار أعماله الخيِّرةِ على الناس،
ودون انتظارٍ للشكرِ أو الثناء، فيدل عليه سعيُه
وعمله وجِده واجتِهاده في الخير، بما لا يعود
بالمصلحة عليه شخصياً،
أي بمعنى لايستفيد شخصياً ووقتياً
من أي مصلحة مادية أو معنوية من الناس
ولكن عند الله سبحانه وتعالى
يأخذ كل شيء من رحمة وغفران وثواب
لأنه اخلص نيّته وعمله لله
لذلك، فإن الإخلاص أمرٌ قلبيٌ محض،
مع كونهِ الأصلَ الذي تنبني عليه جميعُ الأعمالِ
الظاهرةِ والباطنةِ، فلا يكونُ العملُ الظاهرُ
مقبولاً إلا بنيةٍ صادقةٍ تدعمهُ وتُكَوِّنُ أساسه.
فلا بد إخوتنا الكرام
أن ننتبه لمقاصد النيّة اثناء عباداتنا
أو أعمالنا الصالحة النافعة سوى هنا في المنتدى
او في أي مكان ونتعلم الكيفية
لأخلاص النيّة لله ...



فكيف نُخلص النيّة لله
في جميع أعمالنا ...؟
1 ــ قبل عمل أي عمل سوى عبادة
أو عادة لقضاء المصالح بين الناس
أو التعاملات معهم
وجب أن نتذكر أن وجودنا في هذه الدنيا
هي للعبادة فقط ...وهي إفراد الله والأخلاص له بالعبادة
والتذلل وطلب المغفرة والرضى
بالعلم والمعرفة والبصيرة والمنهج الذي أتى به
الرسول صلى الله عليه وسلم
فلا تصلح العبادة إلاّ بما جاء به وبلغه للناس
ومافهمه صحابته الكرام رضي الله عنهم والتابعين لهم
بأحسان الى يوم الدين.....وهو الأخلاص في كل شيء
وأن هناك جزاء وحساب وعقاب
منه مايكون في الدنيا ومنه مايتم تأجيله ليوم القيامة
وأن الله سبحانه وتعالى سيحاسبنا على قصدنا
ونيتنا في فعل مافعلناه من عبادة وسواها....
2. ــ يجب أن نضع في إعتبارنا أننا مكشوفين عند الله
وأن الله سبحانه وتعالى يعلم السر وأخفى
وأنه تعالى يعلم تمام العلم قصدنا ونيتنا
وسيحاسبنا على أفعالنا طِبقاً لتوجهاتنا ونيتنا في الفعل
3. ــ يجب أن نعلم عِلم اليقين أن هذه الدنيا فانية
لايبقى منها الاّ العمل المفيد الصالح
وأن الله سبحانه وتعالى لن يثيبنا على أعمالنا
إلا عندما يكون العمل خالصاً لوجهه الكريم.
فإنّ أثر النيّة مرتبط ارتباطاً
وثيقاً في صلاح العمل،
فقد قال تعالى:
( وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا (112) ... طه
، أي إن المؤمن الذي يقوم بالعمل الصالح
لا يخاف من نقصان حسناته،
وبالتأكيد، إن النيّة الخالصة لله عزّ وجلّ
هي المقدمة في اعتبار العمل صالحاً أو فاسداً.
فإذا كانت النيّة فاسدة، وليست خالصة لله عزّ وجلّ
، فإن العمل سيكون فاسداً،
وسيترتب على ذلك عدم إثابة الله لمن يقوم
بهذا العمل، فقد قال تعالى:
( وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ
الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا
وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39).. النور
، فالله لا يجزي عبده الذي عمل عملاً بنية فاسدة،
حتى لو كان هذا العمل من الأعمال الصالحة.
وبهذه الطريقة في التعامل مع النيّة
نكون قد خطونا الخطوة الاولى في طريق الاخلاص لله
في كل مناحي حياتنا وتعاملاتنا
فطالما اخوتنا الكرام أصبحنا نعلم
ان وجودنا في هذه الدنيا هي للعبادة فقط
كما قال تعالى في مُحكم تنزيله :
( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)
مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57)
إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) ...الذاريات
فيجب أن نُخلص النيّة لله في كل شيء
نعم في كل شيء نُخلص النيّة فيه لله سبحانه وتعالى
حتى نؤجر على فعله ، مهما كان بسيط
لانُلقي له بال ....فأنه عند الله مهم وعظيم
وفيه من الثواب والأجر الشيء الكثير
فقط إن أحسنّا النية والقصد
والأخلاص لله سبحانه وتعالى
فا بدون اخلاص العمل لله
لن يستفيد العبد الأجر والثواب
لاخلاص نيته لله سبحانه وتعالى
لان من يقوم بذلك أخلص النية لغير الله
وأشرك الله في ماعمله ...فجعله للناس
وهنا أضرب مثلاّ كثيراً مايصادفني
سوى من قِبل المعاندين أو المبهورين بالكفار
من نصارى ويهود ، والذين يقتدون بهم
ويعجبون باعمالهم ويدافعون عنهم بأستماته
كل ذلك لأنهم عملوا عمل إنساني أو اختراع
أو إكتشاف لتسيير الحياة في هذه الدنيا
فنراهم يثنون على مُخترع المصباح الكهربائي )
والكثير من المخترعات الكهربائية والصيناعية ...
ولسان حال المبهورين بهم من بني جلدتنا
يقول نعم يستحقون الجنة والنعيم
لانهم عملوا وعملوا واخترعوا أشياء
افادت الانسانية وحتى المسلمين أستفادوا
من هذه الاختراعات والأكتشافات
فكيف يتم حرمانهم من الجنة والرضى والقبول ...؟
فأنظر حتى للحرم المكي والنبوي
وأنظر للتقنية الضوئية والانارة كأنها نهار
في عتمة الليل ، كل ذلك من عمل هذا المخترع
حتى المسلمين استفادوا من علمه وعمله ونشاطه
فكيف نقول عنه ....كل ماعمله لايساوي شيء
وسيدخل النار مع الداخلين ....؟
نقول لهؤلاء تُبع الغرب الصليبي النصراني
نعم سيدخلون النار وبئس القرار
مهما عملوا من اعمال في ظاهرها حسنة
لان نيتهم في فعل هذه الاشياء
وقصدهم هو خدمة البشرية فقط
أي أن النية ليست لله بل للبشر
أي أنهم أشركوا غير الله مع الله
وأيضاً أنهم كُفار
فقد كفروا بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم
وجزاء الكافر هو النار وبئس المصير
فلا خلاف في ذلك ....
والأمر الثاني أن يايقدمه هؤلاء الكفرة
من مخترعات وخدمات ، نحن من يستفيد بها
لان الله سبحانه وتعالى سخر لنا حتى الكفرة
الفجرة لخدمتنا ، وبأموالنا فلا يزايدون عنّا
أو يتصدقوا علينا .....فهم في حقيقة الامر
خدم لنا لتسيير حياتنا ....
ولكن أنا هنا أتكلم عن من يثني على الكفار
بعد ما بهروه باختراعاتهم واكتشافاتهم
حتى أصبحوا يتحدثون بأسمهم ويتمنون لهم الجنة
حتى وأن ماتوا وهم كُفار ....
هنا لن تغني عنهم اعمالهم ولا أختراعاتهم
ولا إكتشافاتهم ولن تكون لهم وسيلة لدخول الجنة
الاّ إن كانت خالصة لوجه الله ...
حتى وإن أُخلصت لله فهذا يعني
أنهم مؤمنين بالله وبرسوله
أما بدون الأخلاص في عبادة الله والعمل لوجهه
فلا مناص من العقاب والعذاب الأليم ....
وهذا الرجل وهو ( توماس أديسون )
وهذا مثال على من يقدم
للبشرية وللناس باخلاص
ولكن ليس لله
وبالتالي الجزاء والاجر الذي تحصل عليه هذا الرجل
كبير وكبير جداً ولكن ممن اعطي لهم وأخترع لهم
فحصد الجوائز والنياشين والهبات المالية
وزد على ذلك قدّرته البشرية التى عمل لها
فصنعت له تماثيل وجِفان تحمل صورته
إذا هذا الرجل تحصل على الجزاء من جنس ماعمل
فحينما عمل واخترع للناس
قامت الناس وشكرته وصنعت له تماثيل وهبات ماليه
لأحفاد أحفاده مع شركات ضخمة ومزايا خاصة به
ولكن هل عمل كل هذا بنية خالصاً لوجه الله
ولخدمة البشرية .....بالطبيع لا
اذا لايستحق من الله شيء على ماعمله
لانه كفر بالله ومات وهو كافر ولم يخلص عمله لله
فكان الجزاء من جنس ماعمله .....
فحين يقابله الله سبحانه وتعالى يوم القيامة
ويحاسبه ....
هل يقول له أنا اخترعت وعملت وعملت وأستحق الجنة ..؟
بالطبيعي سيُقال له هل فعلت ذلك لمن ....لله أو لغيره
وهل أشركت أحد في ما عملت
ام أخلصت العمل لله فقط
أو الناس فقط.....؟
هنا لسان حاله سيقول انا عملت للناس وللبشرية
فيُرد عليه بالقول اذا الجزاء ستأخذه من الناس
وبالفعل اخذت كل شيء من الناس والبشرية كلها
فقد قاموا بتكريمك وصنعوا لك تماثيل
وجوائز بأسمك وجعلوا لأحفاد أحفادك مزايا وهبات
مالية وزد على ذلك يحتفلون بذكرى موتك كل عام
إذا أنت أخذت حقك من البشرية في الدنيا
فلا حاجة لك بنعم الله يوم القيامة لانك كفرت بأنعمه ....
فيرى هذا الكافر مهما كان مقامه
وعلمه وقدرته على الأختراع ومقدار خدماته للبشرية
الا انه يرى أعماله والتى يعتقد انها ستكون
بطاقة دخوله للجنة ....فيرى أعماله كلها مثل السراب
في الشكل منظور وفي اللمس معدوم
فالله سبحانه وتعالى يقول لمثل هؤلاء :
( وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ
يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا
وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ
وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39)... النور



كل ذلك أخوتنا في الله
يتلخص في كلمة واحده فقط وهي
الأخلاص .....نعم الأخلاص في كل شيء
في العبادات من فرائض وسُنن ومُستحبات
ومن تعاملات بين الناس ، سوى جيران أو خِلان
أو أخوة في الله تماماً مثل هذا المنتدى الذي يسوده
الود والحُب والرضى .....فقط إن عملنا بأخلاص لله
وليس للعباد أو للنايشين أو للشكر والثناء
أو للرفع من مستوى الى مستوى أخر أو للتقلد للمناصب
الواهية التى لاتُسمن ولاتُغني من جوع
إن تم إستغلالها أستغلال سيء فقط محبة للجلوس
على دكة المسؤلية وحُب وشوق
ورغبة في أن يُشار عليه او عليها
بالبنان بأنه أو انها مديرة أو رئيسة أو ذات مقام كبير
وهي أو هو لايفعلون شيء سوى تزيين مواقعهم
بنايشين واوسمة لم يجتهدوا في الحصول عليها
سوى تقديم أعمال يُطلب فيها الشكر والثناء وليس
الأخلاص لله سبحانه وتعالى .....
والدليل على ذلك أن كل كاتب ينظر للمشاركات
وليس للمشاهدات ، فالمشاهدات هي الأساس
لانه هناك من قرأ وأستفاد وأن الرسالة وصلت له بكاملها
ولكن لايهتم بالشكر أو الثناء أو التغزل في براعة الكاتب
والمشاركات هي التى تبين مدى براعة الكاتب
ووجة نظر القارئ لكتاباته وكمية الشكر والتقدير والاوسمة
التى ترافق المشاركات أو الردود .....
فنراه مغموم مكدور يبحث عن من يجازيه على عمله
الذي قدمه لهم وليس لله ....
فنرى الكثير يشتكي من المشاهدات الكثيرة
والمشاركات والردود القليلة او المعدومة
وهذا يبين مدى طلب الجزاء من الناس وليس من الله
فالجزاء هو من جنس العمل
فإن عملت لله فساتحصل على الأجر والجزاء من الله
وإن عملته للناس ، أيضاً ساتحصل على مااريد منهم
كذلك أخوتنا الكرام
أما أن تم العمل وباخلاص في هذه الوظائف والمكانات
سوى هنا في عالم المنتدىات أو في الحياة الحقيقة
فسيكسبون الخير الكثير في الدنيا والاخرة
فليس منطقياً ولايدخل تحت نطاق العقل
السليم والفكر السديد أن نسمح لبشر مثلنا أن يفسدوا
علينا أعمالنا ومجهوداتنا ونضالنا بكل شيء
بالكلمة المكتوبة أو المنطوقه أو بالتعاملات الملموسة
المليئة بالأطايب من نُصح وإرشاد وبيان وتبيين وعطاء
فتخرج هذه الأعمال الخاصة والعامة من نطاق
النية النظيفة السليمة الحقيقية المُخلصة لله
الى نية وهدف ومطلب وقتي وآني مُخلص ولكن ليس لله
بل للناس ......فالعاقل إخوتنا الكرام
من لايستبدل حُب الله بحُب الناس والأخلاص لله بالأخلاص للناس
فيختلط عملنا بالرياء والعُجب والسُمعة والتصنع لغير الله...
فتعالوا معي احبتنا في الله لنتعرف على الأخلاص
ومُرادفاته وشروطه ونتائجه ولمن يكون
فأصل الأخلاص هو العبودية الكاملة الغير منقوصة
و أنَّ الإخلاص ينافيه عدة أمور.
من حبِّ الدنيا ، والشهرة ،
والشرف ، والرياء ،والسمعة ، والعُجب .
والرياء :

هو إظهار العبادة لقصد رؤية الناس
فيحمدوا صاحبها..
فهو يقصد التعظيم والرغبة أوالرهبة فيمن يرائيه.
وأما السمعة :

فهي العمل لأجل إسماع الناس.
وأما العُجب :

فهو قرين الرياء ، والعُجب :
أن يُعجب الإنسان بعبادته ، ويرى نفسه بعين الإعجاب ..
وكل هذه من مهلكات الأعمال


والأخلاص اخوتنا المؤمنون

في حقيقته هو حقيقة الدين كله
ويعتبره العلماء مفتاح ودعوة المرسلين
فالمعلوم أن الجوارح هي محل العبادة الظاهرة
والقلب محل العبادة الباطنة
فإذا لم تصح العبادة الباطنة ، حبطت وفسدت العبادة الظاهرة
فالعبادة الظاهرة هي الخضوع لله وعبادته
فالعبادة هي غاية الخضوع والتذلل
والأخلاص هو غاية التوجه الى الله عزّ وجل
والباطنة هي الأخلاص له في كل شيء
ففي قوله تعالى عزوجل:
على أن الإخلاص هو سر العبادة:
) وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ )
البينة: من آية 5
فا الأمر هو العبادة
والعبادة شيء خارجي يتم بالجوارح
والنية والمقصد لابد وأن يكون الاخلاص لله
في هذه العبادة ....فأمر الله العبادة مع الاخلاص....
وقال تعالى أيضاً:

)إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ
فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (الزمر 2
وقوله: ( فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ )
يقول تعالى ذكره: فاخشع لله يا محمد بالطاعة,
وأخلص له الألوهة, وأفرده بالعبادة,

ولا تجعل له في عبادتك إياه شريكا,
كما فَعَلَتْ عَبَدة الأوثان.
وقال تعالى أيضاً:
فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (2)
أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ .....الزمر2
والله سبحانه وتعالى أمر النبي عليه الصلاة والسلام:
قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي (14)
فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ .....سورة الزمر14
وفي آية أخرى:
( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ
وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162)
لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ

وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) .....الأنعام
هذه الآيات كلها تؤكِّد أنه لا تقبل العبادة
إلا مخلصةً، و خالصةً لله عزَّ وجل.
لأن الإخلاص سر العبادة،

والإخلاص ينفع معه كثر العمل وقليله،
بينما عبادة من دون إخلاص لا قيمة لها،
لا إن كانت كثيرة، ولا إن كانت قليلة.
قال تعال
ى
(وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ
وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ )....البينة
وما أمروا إلا ليعبدوا الله، أي يخضعون له مخلصين،
عبادة الظاهر الخضوع، وعبادة الباطن الإخلاص،
والآية ثانية يقول فيها رب العِزّة :

( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى
إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ) .....الكهف
وهذه الآية لخصت دعوة التوحيد لله سبحانه وتعالى فقال:
)فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً
وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً(....الكهف
فكل عمل إخوتنا في الله
لاقيمة له إن خالطه شِرك
أي الأبتغاء بعملك لغير الله
مثلاُ للظهور والرياء والسُمعة وإستعمال
ماتُقدم من خير وعمل صالح ، للوصول
لغايات وأهداف شخصية دنيوية
كشكر الناس والثناء عليه وتبجيله
كالذي يصلي في المسجد أربعين عاماً
وفي أحد الأيام غلبته نفسه فلم يستيقظ للذهاب للمسجد
فانتبه مذعوراً يرتجف وقال:
ماذا يقول الناس عني هذا اليوم الذي غِبتُ فيه....



هنا أخوتنا الكرام
نرى لاقيمة للأعمال إن لم تكن خالصه لوجه الله
والشيء الخطير هو
ان الله سبحانه وتعالى يعلم مافي السموات والأرض
ويعلم ماتُبدي الصدور وما تخفي
فابالتالي ليس بخافياً على الله حينما تنوي عمل
وتتظاهر أنه لله وفي حقيقته هو للناس
فالله يعلم ذلك حيث قال تعالى:
)قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ
يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ
وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ....آل عمران
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إنما الأعمال بالنيّات وإنما لكل إمريٍ مانوى
فمن كانت هجرته الى دنيا يصيبها أو الى إمراة ينكحها
فهجرته الى ماهاجر إليه .....صحيح البخاري
اخوتنا الكرام

نلاحظ أن رسولنا صلى الله عليه وسلم
قد قرر وبيّن أن النية في فعل المقاصد
هي تمام ماتم العزم عليه وفعله وتقريره والتوجه به.....
وأن العمل لايُقبل
العمل لا يُقبل إلا إذا كان خالصاً لله
وفي قوله تعالى في هذه الأية :
)الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ
أَحْسَنُ عَمَلاً( ..... الملك: 2
وهذا أحد العلماء واسمه الفضيل بن عياض
سُئل عن معنى قوله تعالى:
( أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ) فقال:
فقال: ” هو أخلصه وأصوبه “.
يعني شرطان إذا توافرا كان العمل صالحاً،
لا يسمى العمل صالحاً إلا إذا توافر فيه شرطان..
قالوا: يا أبا علي ـ الفضيل بن عياض

كُنيته أبو علي ـ قالوا:
يا أبا علي ما أخلصه وما أصوبه؟

أي ما معنى أنه مخلص وما معنى أنه صواب؟.
معنى العمل الخالص لله:
أن يكون لوجه الله عزَّ وجل ؛ لا تبتغي مدحاً،
ولا ثناءً، ولا سمعةً، ولا مكافأةً، ولا تقديراً،
ولا إطراءً، لا تبتغي إلا وجه الله،
ولا يعنيك أردَّ الناس على هذا العمل بالشكر
أم بالامتنان، نوهوا أم سكتوا، أحسنوا أم أساءوا..
قال تعالى:

( إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ
مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُوراً).....) الإنسان
معنى صواباُ:
أن يكون على السُّنة، أن يكون العمل وفق السنة،
هذا الصواب،
والدليل قوله تعالى:
( فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً
وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ) ...الكهف
أي يشترط في صحة العمل وقبوله
هو صلاحه وموافقته للسُنة ولا شِرك فيه
فطالما أنني أخلصت العمل لله
فلاينبغي لأحد أن يشترك في هذا الاخلاص
فإن فعل فسيكون شِرك مع الله وهذا ينافي حقيقة الأخلاص
ففي حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم
في الحديث القدسي عن رب العِزة قال:
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
قال تعالى : أنا أغنى الشركاء عن الشِرك
من عمل عملاً أشرك معيَ فيه غيري
تركته وشركه ) رواه مسلم .
وقال صلى الله عليه وسلّم :

( من تعلَّم علماً مما يُبتغى به وجه الله عزَّ وجل
لا يتعلَّمه إلاَّ ليصيب به عَرَضاً من الدنيا
لم يجد عرف الجنة ـ يعني ريحها ـ يوم القيامة ) رواه أبو دواد .

والأحاديث في هذا المعنى كثيرة جداً .

والأخلاص أخوتنا المؤمنون
تعريفه وتوضيحه بسيط وهو أن يكون قصد الأنسان
في سكناته وحركاته وعباداته الظاهرة والباطنة
خالصة لوجه الله تعالى ، لايريد ولا يبتغي بها شيئاً
مما في أيدي الناس من حطام الدنيا من ثناء وشكر
وتقدير وتبجيل .....
وهناك من فسر معنى الأخلاص على أنه
أن تكون حركته وسكونه في سره وعلانيته
لله تعالى لا يمازجه نفسٌ ولا هوىً ولا دنيا .
لذلك أخوتنا الكرام
نلاحظ أن أداء الطاعة بدون إخلاص لله
لاقيمة لها ، وثوابها لمن اُخلصت له
وصاحبها مُعرّض للوعيد الشديد
حتى وأن كانت هذه العبادات والطاعات
من الاعمال الكبيرة الطيبة المرغوب في عملها
من صدقات وأنفاق في وجوه الخير والقتال
حتى طلب العلم الشرعي
كل ذلك يتم وزنه ومعايرته بمقدار الصدق
فيه والاخلاص لمن تم توجيهه
ويكفي الحديث الذي رواه أبو هريرة
رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلَم يقول :
(إنَّ أوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَومَ القِيامَةِ عليه
رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ، فَأُتِيَ به فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها،
قالَ: فَما عَمِلْتَ فيها؟ قالَ:
قاتَلْتُ فِيكَ حتَّى اسْتُشْهِدْتُ، قالَ:
كَذَبْتَ، ولَكِنَّكَ قاتَلْتَ لأَنْ يُقالَ:
جَرِيءٌ، فقَدْ قيلَ، ثُمَّ أُمِرَ به فَسُحِبَ علَى
وجْهِهِ حتَّى أُلْقِيَ في النَّارِ، ورَجُلٌ تَعَلَّمَ العِلْمَ،
وعَلَّمَهُ وقَرَأَ القُرْآنَ، فَأُتِيَ به فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها، قالَ:
فَما عَمِلْتَ فيها؟ قالَ: تَعَلَّمْتُ العِلْمَ،
وعَلَّمْتُهُ وقَرَأْتُ فِيكَ القُرْآنَ، قالَ:
كَذَبْتَ، ولَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ العِلْمَ لِيُقالَ:
عالِمٌ، وقَرَأْتَ القُرْآنَ لِيُقالَ: هو قارِئٌ، فقَدْ قيلَ،
ثُمَّ أُمِرَ به فَسُحِبَ علَى وجْهِهِ حتَّى أُلْقِيَ في النَّارِ،
ورَجُلٌ وسَّعَ اللَّهُ عليه، وأَعْطاهُ مِن أصْنافِ المالِ كُلِّهِ،
فَأُتِيَ به فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها، قالَ:
فَما عَمِلْتَ فيها؟ قالَ:
ما تَرَكْتُ مِن سَبِيلٍ تُحِبُّ أنْ يُنْفَقَ فيها
إلَّا أنْفَقْتُ فيها لَكَ، قالَ: كَذَبْتَ،
ولَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقالَ:
هو جَوادٌ، فقَدْ قيلَ، ثُمَّ أُمِرَ به
فَسُحِبَ علَى وجْهِهِ، ثُمَّ أُلْقِيَ في النَّارِ.... صحيح مُسلم



بعض صور الأخلاص لله
في الأعمال والعبادات ونتائجها
ومن هذا أيضاً ما رواه مسلم
عن عبد الله بن عمرو عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( لقد رأيت رجلاً يتقلَّب في الجنة في شجرة قطعها
من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين ) ،
وفي رواية :
( مرَّ رجل بغصن شجرة على ظهر طريق فقال :
والله لأنحينَّ هذا ..
والله لأنحينَّ هذا عن المسلمين لا يؤذيهم فأُدخل الجنة ) ..
بعمل بسيط أخلصه لله ربِّ العالمين

كان سبباً في دخوله الجنة .
وفي رواية بغيٌ من بغايا بني إسرائيل ( زانية )
( فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ
رسول الله صلى الله عليه وسلَّم قال:
بيْنَما كَلْبٌ يُطِيفُ برَكِيَّةٍ قدْ كادَ يَقْتُلُهُ العَطَشُ،
إذْ رَأَتْهُ بَغِيٌّ مِن بَغايا بَنِي إسْرائِيلَ فَنَزَعَتْ
مُوقَها، فاسْتَقَتْ له به،
فَسَقَتْهُ إيَّاهُ، فَغُفِرَ لها بهِ(. .....صحيح مسلم
قال شيخ الإسلام رحمه الله
معلقاً على هذا الحديث ـ
حديث البغي التي سقت الكلب ـ
، وحديث الرجل الذي أماط الأذى عن الطريق ..
قال رحمه الله :
فهذه سقت الكلب بإيمان خالص كان في قلبها فغفر الله لها
، وإلا فليست كل بغي سقت كلباً يُغفر لها .
فالأعمال تتفاضل بتفاضل ما في القلوب

من الإيمان والإجلال ..
إنه سرُّ الإخلاص الذي

أودعه الله قلوب عباده الصادقين..


من أجل ذلك فقد كان سلفنا الصالح
من أشدِّ الناس خوفاً على أعمالهم من أن يخالطها
الرياء أو تشوبها شائبة الشرك فكانوا رحمهم الله
يجاهدون أنفسهم في أعمالهم وأقوالهم كي
تكون خالصة لوجه الله تبارك وتعالى .
ولذلك لما حدَّث يزيد بن هارون بحديث

عمر رضي الله عنه : ( إنما الأعمال بالنيات )
والإمام أحمد جالس ، فقال الإمام أحمد ليزيد :
يا أبا خالد : هذا والله هو الخناق ..
هذا والله هو الخناق أن تجعل عملك خالصاً
لوجه الله تبارك وتعالى.
وقال سفيان الثوري :

ما عالجت شياً أشدّ عليَّ من نيتي
لأنها تتقلب عليَّ في كل حين .
وقال يوسف بن أسباط :



تخليص النية من فسادها أشد على
العاملين من طول الاجتهاد.
وقال بعض السلف :

من سرَّه أن يُكمَّل له عمله فليُحسِّن نيته
فإنَّ الله عز وجل يأجر العبد إذا أحسن نيته
حتى باللقمة يأكلها
قال سهل بن عبدالله التستري :

ليس على النفس شيءٌ أشقُّ من الإخلاص
لأنه ليس لها فيه نصيب .
وقال ابن عيينة :

كان من دعاء المطرِّف بن عبد الله :
اللهم إني أستغفرك مما زعمت أني أريد به وجهك ،
فخالط قلبي منه ما قد علمت .
كيفية تحقيق الإخلاص
ينبغي على المسلم القيام بعدة أمور
حتى يصل إلى تحقيق الإخلاصِ
لله سبحانه وتعالى في أفعاله وأقواله،
وذلك من خلال القيام بما يلي:
1ــ إخفاء الأعمال وعدم إظهارها
فإذا أراد المسلم سلوك طريق المخلصين
فإنَّ أول ما ينبغي عليه القيام به هو إخفاء ما يقوم به
من الصالحات ما دام ذلك ممكناً؛
حيث إن المخلص الصادق لا يرغب أن يطَّلع
أحدٌ من الناس على شيءٍ من عمله الصالح سواء
كان ذلك العمل عظيماً أم صغيراً.
2 ــ الخوف من الشُّهرة
لا أن يسعى لها ويطلبها ويقاتل الكل للوصول إليها
كما يحدث في زمننا هذا
حيث الكل ( إلا مارحِم الله ) يفعلون كل شيء
ليس لله بل للعباد إمّا ليُقال عن الفاعل
بانه خيّر ومِعطاء وكريم
أو يعطي ويُظهر عباداته للناس
للوصول لمكانة تميزه عن غيره ....
من هنا يُشترط على المسلم إن أراد أن يسلك
طريق الإخلاص أن يفرَّ من مواطن الشهرة،
فقد روي عن أبي هريرة - رضي الله عنه
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(طُوبَى لعبدٍ آخذٍ بعنان فَرَسه في سبيل الله،
أشعثَ رأسُه، مغبرةٍ قدماه،
إن كان في الحراسة كان في الحراسة،
وإن كان في السّاقة كان في الساقة، إنِ استأذن لم
يُؤذَن له، وإن شفع لم يُشفع له)...رواه البخاري.
3 ــ اتهام النفس
حيث إنَّ من أهمِّ وسائل وسُبُل تحقيق الإخلاص
في نفس المسلم أن يتَّهم نفسه بالتقصير
في حق الله مهما قام بأعمالٍ صالحة،
حتى وإن أدى ما له وما عليه،
قال الله تعالى:
﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ
أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ﴾،....المؤمنون 60
وقد جاءت هذه الآيات في معرض الحديث
عن المؤمنين حقاً، ومن صفاتهم
أنهم يصومون ويصلُّون ويتصدقون،
ثم بعد ذلك يخافون ألا يُتقبَّل ما سبق لهم من العمل.
4 ـ الزهد في مدح الناس
واستخلاصه من القلب قال ابن قيم الجوزية:
(لا يجتمع الإخلاص في القلب
ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس؛
إلا كما يجتمع الماء والنار، والضب والحوت)،
فينبغي على المسلم إخوتنا الكرام
إن أراد تحقيق الإخلاص أن يُخلص نفسه
في عمله وقوله من الطمع في قلبه
وينطلق للأفة والتى تُهلك النفس وهي المدح والثناء
فيمجهما ويزهدُ فيهما
5 ــ التعلم ومُتابعة أخبار سير
عِباد الله المُخلصين
قراءة سير الصالحين من عباد الله المخلصين
كالأنبياء والصحابة والتابعين والعلماء والفقهاء،
والاطلاع على أخبارهم وما كان منهم يشير
إلى الإخلاص في العمل،
ومصاحبة أهل الإخلاص ممن يُعاصر،
يقول الحسن البصري:
(إنْ كان الرجلُ لقد جمَعَ القرآن وما يَشعر به جارُه،
وإن كان الرجل لقد فقه الفقه الكثير وما يشعر به الناس،
وإن كان الرجل ليصلي الصلاة الطويلة في
بيته وعنده الزَّوْرُ (أي: الزائرون)
وما يشعرون به، ولقد أدركنا أقوامًا ما كان على
ظهر الأرض من عملٍ يَقدرُون على أن يعملوه
في سرٍّ فيكون علانية أبدًا،
ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء
وما يُسمع لهم صوتٌ،
إن كان إلا همسًا بينهم وبين ربهم عز وجل)
] الدعاء حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم
كان يُعلِّم أصحابه الدعاء في سبيل الإخلاص
أخوتنا وأحبتنا في الله
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

وأكثروا في هذه الأيام والليالي الباقية
من الشهر الُمبارك ، من الأستغفار وطلب الرحمة
والأكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
في هذا اليوم الجمعة


الخطبة الثانية
الحمد الله الذي جعلنا خير أُمةٍ أُخرحت للناس
تأمر بالمعروف وتنهى عن المُنكر
وأشهد أن لا إله الا الله
وحده لاشريك له
وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله
أرسله الله بالهدى ودين الحق
حيث أثني عليه وعلى من يتبعه
ووصفه بالطيبات التى يدعوا لها
حيث قال:
(156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ
الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ
يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ
وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ
فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ
وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ
أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) ...الأعراف
أخوتنا وأحبتنا في الله
هذه الأيام الباقية من شهر رمضان
المُبارك ستكون هي الفيصل
في القبول من عدمه عند الله سبحانه وتعالى
فقد قارب الشهر على الأنتهاء
وستُرفع الصحف وتطوى السجلات
وسيظهر من عقد النيّة والعزم
وأخلص عباداته كلها من صيام
وقيام وذكر وتهجد لله
أم صام ظاهراً عن الاكل والشرب
وأفطر باطناً على الكذب والزور والبهتان
والغيبة والنميمة وفعل المُنكرات
فهل تحلق حول موائد الذكر وقراءة القرآن
أم إتخذ أماكن وزوايا حول شاشات التلفزة
ليتابع المُستجدات من الفتن
وإضاعة الوقت والتلهي
بمحفزات شهر رمضان في العالم
العربي والأسلامي من مسلسلات
وبرامج ولقاءات حوارية وجلسات
( النرد والدومينوا والسنوكر والبلياردو ولعب الورق )
ومج التبغ في المقاهي والحواري والدواووين
أو التلهي بألعاب الفيديوا المنتشرة
في كل مكان ، في المنتديات والبيوت وحتى
الهواتف الخاصة لم تسلم من شر هذه الألعاب
فلم يعد ( النقال ) وسيلة اتصال
بل أصبحت وسيلة إضاعة الوقت والمال
طوال اليوم والليل وفي الايام كلها
ويكثر التركيز عليها في شهر رمضان
فلم يعد شهر رمضان
حتى النوم للأسف أصبح وسيلة
لتمرير الوقت في شهر رمضان
ففيه من ينام طول اليوم لا صلاة ولا حركة
ولاعمل ولا تعاملات بين الناس
وإن سألته يقول لك ،
من الأفضل لي أن أنام فقيام الليل ينتظرني
مع أصحابي في المقاهي والدواووين وزوايا
المباني القديمة والأزقة الضيقة ....
فلم يعد ذلك الشهر الذي ينتظره المُسلم بفارغ الصبر
ليجد الأنس والراحة وإلتحام القلوب
مع خالقها في جلسات ذكر وتعلم
بل للأسف أصبح هذا الشهر عند
بعض الناس عبء ثقيل على صدورهم
ولولا مخافة الناس وليس الله لما صاموا
ولافطروا ....وهذا بالفعل مايحصل مثل هذا
في بعض الدول العربية المُسلمة للأسف
ومن مسلمين جسداً وروحاً
، أنهم لايعرفون من شهر رمضان
الا البرامج والمسلسلات فقط
أما الصيام فهذا كما قال أحدهم
وأمام وسائل الاعلام ...
أن الصيام عادة فرعونية ونصرانية
وبالتالي لافرضية في صيامها والتركيز عليها
وختمها أحد المبهورين بالحضارة الغربية الصليبية
في مولاتهم والتقرب اليهم
والذي يدّعي أنه مُسلم
وأيضاً هو مفتي للجالية الأسلامية
لاحد تلك الدول الكافرة في قوله
ان الصيام ليس مفروضاَ على الامة
بل على الأغنياء فقط .....وهي عادة نصرانية !!!!!!
هذا هو أخوتنا الكرام الطيبين
شهر رمضان والمعاني التى تدور حوله في هذا الزمان
ولكن لازالت الدنيا بخير وهناك من المسلمين
من يترقب ويفرح ويزهوا لظهور هلال شهر رمضان
فيستقبله بالدموع وحين ينتهي يودعه بالدموع
يحيي ليلة ونهارة بالذكر وتلاوة القرآن
ويتمني لو طال ولم ينتهي ....
فأكثروا اخوتنا المؤمنون في بقية هذه الأيام
من الذكر وتلاوة القرآن والدعاء ....
والتدارس في العلوم الشرعية والتزاور ونبذ الخلافات
وصِلة الأرحام والصفح والغفران
فطالما نحن نتمنى الغفران والصفح من الله
فيجب أن نصفح ونغفر لبعضنا بعض
هذا هو ديننا وهذا هو إسلامنا
ولاننسى أن نُعقب هذا الشهر
بصيام ستة أيام من شوال ....


أخوتنا وأحبتنا في الله
إتقوا الله في ما أمر

وانتهوا عن مانهى عنه وزجر
وأتصفوا بالتسامح في مابينكم
ولينوا جانبكم وأحسنوا مُعاملتكم
وأخلصوا أعمالكم كلها لله تفوزون برضوان ربكم
اللهم تقبّل منّا الصيام والقيام والأعمال الصالحة
وبارك لنا في أهالينا
وأجعلهم ذّخراً لنا لا علينا
وبارك لهم ولنا في ديننا ورضاك عنّا يا رب العالمين
اللهم اجعلنا من المعتوقة رقابنا من النار
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ وعليكم مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت،

ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا من لايخافك فينا ولا يرحمنا.
إن الله يأمر بالعدل والأحسان وإيتاء ذي القُربى
وينهى عن الفحشاء والمُنكر والبغي
يعضكم لعلكم تتذكرون
فاذكروا الله يذكركم وأشكروه على نِعمه يزيدكم
ولذكر الله أكبر والله يعلم ماتصنعون
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم
وأجارني الله وإياكم من خزيه وعذابه الأليم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبيك ورسولك صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم .....اندبها
[/frame]

الرابط الاصلي للموضوع

http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=28859
(المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) (هل أخلصنا أعمالنا لله ...أم لغير الله ...؟ً



 
 توقيع :

الشكر والتقدير والكثير جدا من الود والأحترام للفاضلة
حُرة الحرائر التى اهدتني هذه اللمسة الطيبة
الاخت ....( نجمة ليل )



التعديل الأخير تم بواسطة الغريبة ; 09-01-2019 الساعة 08:19 AM

4 أعضاء قالوا شكراً لـ اندبها على المشاركة المفيدة:
 (06-07-2019),  (06-01-2019),  (06-04-2019),  (12-24-2021)