عرض مشاركة واحدة
قديم 06-23-2011   #6


الصورة الرمزية الغزال الشمالي
الغزال الشمالي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 218
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 07-10-2013 (07:01 PM)
 المشاركات : 2,111 [ + ]
 التقييم :  119
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
افتراضي



للحظات نسيت نفسي، وشعرت بحقول القرية تودعني بموكب موسيقي مهيب، كانت أنفاس
البغل العجوز تصل إلى مسامعي وهو يجر العربة متثاقلاً، وكأنه يعزف
بالبوق، والجنادب تقفز أمام قوائمه وكأنها أطفال تتراكض أمام الموكب بانتظار
أن يرمى إليها بالحلوى، ونقيق الضفادع في السواقي بمحاذاة الطريق يملأ الجو
صخباً، وكأن فرقة موسيقية تعزف على جانبي الطريق، وأبي هو المايسترو الذي
يقود الموكب الموسيقي، فكان يُحرك الحبل الذي يوجه به البغل بين الحين والأخر، وكأنه
يعطي الإشارات للموسيقيين، والنجوم كانت تشع بالسماء الصافية، لتكمل روعة المشهد الجميل.
وصلنا إلى الطريق الرئيسي، وكنت محظوظا فقد توقفت لي سيارة عابرة وأقلتني معها إلى المدينة.
كانت علامات القلق واضحة على وجه أيمن، وكان على لسانه أسئلة كثيرة، يريد أن
يعرف لها أجوبة، ولكني طلبت منه أن يُسرع لكي نلحق بالطائرة، وسوف
أخبره بكل شيء على الطريق.
كانت المرة الأولى التي أرى فيها مطاراً، وطبعاً أول مرة أركبُ فيها الطائرة، مما
جعلني أقلق بعض الشيء.
كانت الطائرة مكتظة بالركاب، وهذا ما هدأ من روعي وخوفي، وكان من بين الركاب
نساء وأطفال يضحكون ويمرحون، وكان أيمن يجلس بجانبي، وقد أرخى برأسه على
جانب المقعد، ولم أدر إذا كان نائما أو يخفي وجهه المهموم عني.
انقضت ثلاث ساعات قبل أن تهبط الطائرة في المطار، نزلنا من الطائرة، واتجهنا
إلى مبنى المطار، ومن ثم إلى شرطة الجوازات لوضع تأشيرة الدخول
كنت أمشي وراء أيمن، وكأني طفل صغير يلحق بأبيه، وصلنا إلى غرف صغيرة من
الزجاج يجلس بداخل كل واحدة شرطي، وكان للغرفة نافذة تسمح بإدخال الجواز
فقط، أعطى أيمن جوازه للشرطي، فوضع عليه الختم وأعاده إليه، ثم غادر إلى
الجانب الثاني من المبنى، ولم أعد أراه.
جاء دوري، فأعطيت الجواز للشرطي الذي فتحه، وهو يتمعن تارة في الصورة التي
على الجواز وتارة أخرى في وجهي، مما جعلني أشعر بالارتباك، ثم خرج من الغرفة
الزجاجية، وأشار لي بيده أن ألحق به، التفت يميناً ويساراً لعل أحدا يشرح لي
ماذا يريد مني الشرطي، ولكني لم أجد جواباً أو تعليقاً من أحد، كان يجب أن أعطي
جوازي قبل أيمن، كيف فاته هذا الموضوع! لحقت بالشرطي إلى غرفة جانبية من
الإسمنت، وفيها كرسي ومنضدة صغيرة.
نظرَ إليَ الشرطي، وأشار لي بأن أخلع ثيابي، فشعرت بشيء من الخوف والقلق، حاولت
إفهامه بأني لا أفهم ماذا يريد، ولكنه مرة ثانية أشار بأن أخلع ثيابي، وبدأ
يصرخ ويدمدم بكلمات لم أفهم منها شيئاً، ثم خرج من الغرفة بعد أن أشار لي
بيده أن أبقى مكاني، وأنه سوف يعود بسرعة.
لم يطل غياب الشرطي طويلاً، فقد عاد ومعه شاب أسمر، ذو ملامح
شرقية، عرفت من خلالها بأنه عربي.
تحدث الشرطي مع الشاب بضع كلمات بلغة لم أفهمها، ثم نظرَ الشاب نحوي وقال:
هذا الشرطي يريد منك أن تخلع ثيابك كي يفتشك
فقلت: ولماذا أنا لوحدي..أنا فقط.. يريد أن يفتشني، وبهذه الطريقة المهينة؟
فرد قائلاً: إنه يريد إخافتك حتى تعطيه بعض النقود، وأنصحك أن تعطيه
بدلاً من أن يطبق عليك قوانينه الدنيئة.

يتبع





 
 توقيع :
قال تعالى {وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً }النجم28

دائما النية الطيبة لاتجلب معها إلا المفاجآت الجميلة
لاتغيروا أساليبكم فقط غيروا نياتكم فعلى نياتكم ترزقون



رد مع اقتباس