عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 03-18-2022
روح الأمل غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
اوسمتي
تكريم اكتوبر المراقبة المتميزة متميزين الوهج وسام 30 الف 
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 3602
 تاريخ التسجيل : Jul 2020
 فترة الأقامة : 1414 يوم
 أخر زيارة : 12-24-2022 (09:39 AM)
 المشاركات : 49,122 [ + ]
 التقييم : 1400003561
 معدل التقييم : روح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 1,699
تم شكره 3,594 مرة في 2,459 مشاركة

اوسمتي

افتراضي أسباب زوال البركة



عدنان بن سلمان الدريويش

البركة هي: النماء والزيادة، وبارك اللهُ الشيءَ وبارك فيه وعليه: وضع فيه البركة، قال تعالى: ﴿ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ ﴾ [الأنعام: 92]، قال الراغب الأصفهاني: البركة ثبوت الخير الإلهي في الشيء.



قال تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الأعراف: 96]، وفيه تنبيهٌ على ما يفيض به ربُّ العالمين من الخيرات الإلهية على الناس إذا آمنوا واتقوا.



ولو رجعنا إلى الوراء لرأينا أمثلةً كثيرةً لحضور البركة عند الناس، سواء في عهد الصحابة رضي الله عنهم، أو عهود من بعدهم، فها هو سيدنا عثمان رضي الله عنه يجهِّز جيشًا كاملًا من ماله الخاص، فيبارك الله له في ماله، فقد رُوي أنه قد بلغت ثمرة نخله مائتي ألفٍ أو تزيد، حيث بارك الله له إنفاقه في سبيله، فانظروا كيف تكون البركة.



لكن قد يلاحظ الإنسانُ أن الله عز وجل يمنَع عنه البركة في أمرٍ من أمور الدنيا من الرزق أو الولد، أو الزوجة أو العمل وغيرها، وهنا على المرء أن يسأل نفسه مرارًا وتكرارًا: ما الأسباب التي تؤدي لحدوث ذلك الأمر؟ ومن بينها ما يلي:

1- كثرة المعاصي، فللمَعصيةِ كبيرُ الأثر في مَحقِ بركةِ المالِ والعُمُر والعلم والعمَل، وهي سببٌ لهوان العبد على الله تعالى، وسقوطه من عينه، وذَهاب البركة؛ قال ابن القيِّم رحمه الله - في كتابه الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي - عن المعاصي: "وَمِنْ عُقُوبَاتِهَا: أَنَّهَا تَمْحَقُ بَرَكَةَ الْعُمُرِ، وَبَرَكَةَ الرِّزْقِ، وَبَرَكَةَ الْعِلْمِ، وَبَرَكَةَ الْعَمَلِ، وَبَرَكَةَ الطَّاعَةِ، وَبِالْجُمْلَةِ تَمْحَقُ بَرَكَةَ الدِّينِ وَالدُّنْيَا، فَلَا تَجِدُ أَقَلَّ بَرَكَةٍ فِي عُمُرِهِ وَدِينِهِ وَدُنْيَاهُ مِمَّنْ عَصَى اللَّهَ، وَمَا مُحِقَتِ الْبَرَكَةُ مِنَ الْأَرْضِ إِلَّا بِمَعَاصِي الْخَلْقِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ)، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا ﴾ [الجن: 16]".



يقولُ النبي - صلى الله عليه وسلم -: (وإن العبدَ ليُحرَم الرزقَ بالذنبِ يُصيبه)؛ رواه أحمد.



2- الغش والخداع والكذب، ولا سيَّما في البيع والشراء حتى لو كان الحالف صادقًا، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كثرة الحلف في البيع والشراء، عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: "الحَلِفُ مُنَفِّقَةٌ لِلسِّلْعَةِ، مُمْحِقَةٌ لِلْبَرَكَة"؛ رواه البخاري.



وعن حَكِيمِ بْنَ حِزَامٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال: "البَيِّعَانِ بِالخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَذَبَا وَكَتَمَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا"؛ رواه البخاري، ويُلحق به غيرهما من وجوه التعامل بين الناس.



3- التعامل بالربا، والإنسان يحسب أن فيه زيادة للمال، لكنها زيادة ظاهرية لا بركة فيها، قال تعالى: ﴿ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ﴾ [البقرة: 276].



4- الدعاء على النفس والأولاد والأموال، لذا حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من الدعاء عليها، فقال: "لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة فيها عطاء فيستجيب لكم"؛ رواه مسلم.



5- الحرص والطمع في طلب الدنيا، يرغب الإنسان للدنيا ويُحبُّ لها ويُبغض لها، ويُضيِّع ما أوجب الله عليه لها، ويرتكب ما حرَّم الله عليه لها، حتى ربما نالها من غير حلِّه لطمعه وجشعه وشدَّة حرصه، عن حَكِيمِ بْنَ حِزَامٍ رضي الله عنه قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ، فَأَعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ، فَأَعْطَانِي ثُمَّ قَالَ: "يَا حَكِيمُ، إِنَّ هَذَا المَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلاَ يَشْبَعُ، اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى"؛ رواه البخاري.



أسأل الله أن يباركَ لنا في أزواجنا وأولادنا وذريَّاتنا وفي أعمالنا وفي أموالنا وفي بلادنا، وأن ينشرَ السعادة في كل بيتٍ، وصلى الله على سيدنا محمد.

المواضيع المتشابهه:



 توقيع :


شكرا نجمتنا لا عدمتك :

رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ روح الأمل على المشاركة المفيدة:
 (03-25-2022),  (03-18-2022)