بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
اخي الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أكيد اخي الحبيب لاتوجد شحناء ولا بغضاء
ولا امور تسيء لأحد أو لقائل الخاطرة
فكما قلت الكل له رأيه ولايفرضه على الاخر
ولكن هناك امور وأراء التشريع والدين حكم فيها
فلا مجال لتحويلها ومعارضتها ....
لم اتهم اخي القائل خاطرته بانه خارجي
ويحرض على الخروج على الحكام
بل قلت بصفة عامة لاينبغي انتقاد الحكام
ولا السلاطين ولا الملوك على العام
لأن هذا من سياسات من يريد الخروج على الحكام
فالدعاء لهم أفضل من الدعوة للأطاحة بهم
وكرههم والبحث عن نقائصهم على العام
بل يُترك هذا الامر للعلماء ليقوموا بنصحهم وارشادهم
للطريق الصحيح وهذا يؤكد كلمة حق عند سلطان جائر
لانه ان قلت هذه الكلمة امامه ونصحته في خلوة بينك وبينه
هنا ربما يستمع اليك ويأخذ بنصيحتك
أما إن قلتها علناً وعلى المنابر
هنا الحاكم يزداد عناد وفساد وتكون انت من ساهم
في ازدياد فساده وبغيه وربما قتل من يتكلم
وهنا شرح لحديث اخر يبين
الأسلوب والطريقة لنصح الحكام
الحديث الذي ذكرته صحيح،
وليس فيه معارضة لمعتقد
أهل السنة في السمع والطاعة لولاة الأمر
في المعروف ولزوم الجماعة
وعدم الخروج عليهم وإن جاروا ،
ما لم يحصل منهم كفر بواح
والنبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم بعلم الله أنه ستحدث هذه
الامور من ولاة امر المسلمين في المستقبل فقال
في (صحيح مسلم )
وهذه أحدى فتاوي اللجنة الدائمة
والمتكونة من علماء أفاضل كبار
من اهل السُنة والجماعة
قولهم :
ما يؤيد هذا المعنى من حديث
أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
: « إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون،
فمن كره فقد برئ، ومن أنكر فقد سلم،
ولكن من رضي وتابع، قالوا: يا رسول الله،
ألا نقاتلهم؟ قال: لا ما صلوا )
أي لانقاتلهم طالما هم يصلون
ولم يمنعوا الصلاة ولم يكفروا كُفراً بواحاً
فيه دليل من كتاب الله .....
لأن المقصود بالمنابذة في الحديث
: الإنكار باللسان، كما بينه شُراح الحديث.
قال المناوي في (شرح الجامع 4 132)
: "فمن نابذهم" يعني:
أنكر بلسانه ما لا يوافق الشرع "نجا"
من النفاق والمداهنة،
"ومن اعتزلهم" منكرًا بقلبه "سلم"
من العقوبة على ترك إنكار المنكر، "
ومن خالطهم" راضيًا بفسقهم (هلك) يعني:
وقع فيما يوجب الهلاك الأخروي) ا هـ
وهنا توضيح اخي سامح
أن الأنكار على ولاة الامر وتطبيق مبدأ
وكلمة حق عند سلطان جائر
هذه الكلمة لها ضوابط شرعية منها "
منها إن كان كلمة الحق هذه تؤدي لهلاك القائل وقتله
هنا حُرمة دم المُسلم اكثر خطورة من قول الكلمة
ويكفي أن ينكر المسلم بقلبه فقط على تصرفات الحاكم
أو تكون هذه الكلمة مُعلنة وتحريضية لبث روح
المعارضة والخروج على الحاكم وبيان فساده على العام
هذه تؤدي بالنتيجة لهلاك البلاد ودخولها في اضطرابات
ودمار وقتل وتشريد كالذي حصل في بلداننا العربية
أو تكون الكلمة فقط يؤديها أهل العلم لحكامهم
وارشادهم وبيان اخطاؤهم بحق شعوبهم .....
وهذا اخي الكريم حصل
للعالم الفقيه أبن باز رحمه الله فقد كان مُقرب
من احد ملوك العربية السعودية وكان هذا العالم
محبوب ومُقرب من الملك
فهل قصّر الشيخ رحمه الله في النصيحة
ابدا بل كان يقولها بينه وبين الملك فقط...
وهذا هو الصحيح من منهج اهل السُنة والجماعة
في باب كلمة النصيحة ....
فالعالم هو المؤهل لانه يعرف الطريقة الصحيحة في النصح
وليس على المنابر وأمام العامة
لينتشر القلق والضغينة
وبعدها فساد الأمة
هذا مااردت ايضاحه
ولم آت بشيء من عندي بل هو منهج اهل السُنة
ومن أراد البحث أكثر عليه الأطلاع والاستماع
لعلماء الأمة المعتمدون في موضوع فساد الحكام
وليس شيوخ المنابر التى تصرخ ليل نهار
لأفساد الامة وتحريضها للخروج
واكتفي هنا بهذا التوضيح
وليس هناك رأي ورأي اخر
بل هناك رأي ماقاله الله
ورسوله والعلماء الثقات
فقط
ونحن نعلم مفاسد الحكام والسلاطين
ولكن لانقول الا مايرضي الله وتنفيذا لوصايا
رسوله صلى الله عليه وسلم
وانا معك أن حال الامة سيء للغاية
ولكن وجب أن نُصلح انفسنا اولاً ثم ننظر حولنا
لعل الله يحدث بعد ذلك امراً .....
في التعامل مع حكامنا ....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوك اندبها