الموضوع
:
" أيها الخطأ شكرا "
عرض مشاركة واحدة
#
1
09-29-2022
اوسمتي
لوني المفضل
Cadetblue
رقم العضوية :
3925
تاريخ التسجيل :
Jan 1970
فترة الأقامة :
19868 يوم
أخر زيارة :
منذ يوم مضى (12:52 PM)
المشاركات :
12,042 [
+
]
التقييم :
250525
معدل التقييم :
بيانات اضافيه [
+
]
شكراً: 198
تم شكره 150 مرة في 91 مشاركة
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 5
" أيها الخطأ شكرا "
السلام عليكم سادتي الأكارم /
في الحياة هناك :
حيث المسابقة والتسابق نحو الوصول للكمالات التي لا تستثني ،
ولا تقصي ورود الفشل بين تدافع الخطى ، في بعض الأماكن والأوقات ،
مع وضع ذاك الاحتمال ووضع العلاج للتعافي من ذاك العارض المدان .
ما تسير عليه حياة الكثير من الناس أنهم تائهون في الحياة تصفعهم الأحداث وترديهم النكبات من غير أن يجعلوا منها نصل مناعة ،
كي لا تلتهمهم الحسرات ، وتحبسهم التحبيطات ، ولكي لا يكونوا ضحايا تنهشهم كواسر اليأس ، وتنزع روح كفاحهم مدية الانكفاء
على سيرة وتأريخ الماضي الذي فات .
"
قليل هم الذين يجعلون من الفشل والخطأ
"
سُلَّم نجاح ، به يتجاوزون ويتعالون على آهات وأنين الماضي ،
ويبتعدون بأجسادهم و أرواحهم عن جلد ذواتهم ، ولسان حالهم ومقالهم :
" ما فات مات والمرء وليد اللحظة والآن " .
ومنها :
ينطلق بجناحان يبتعد بهما عن مسرح الذكريات التي دفن فيها تلكم الأخطاء ،
ليبدأ بصفحة جديدة بعدما أضاف لرصيد حياته من التجارب والمشاهدات .
من هنا نفصل بين من :
"
يخرج من رحم الماضي المعاش الذي طوقته الأخطاء بقوة
وعزيمة لا تعرف الخضوع والمستحيل
" .
وبين من :
"
يخرج منها وهو مكلوم يثعب كيانه ،
وكنهه بالهزيمة والإنكسار
" .
ليتنا نقول :
"
يا أيها الخطأ شكرا ، فمنك تعلمنا الصواب ،
ولولاك ما عرفنا وجهتنا ولا معنى لهذه الحياة
" .
من هنا يطل برأسه السؤال :
لماذا لا نخضع أنفسنا لصدمات الخطأ ؟ ولو كان عارضا وغير مقصود ،
لنجعله وقود دفع نحو التفوق وتجاوز البكاء على الأطلال الذي على أعتابه المقام يطول ،
بدل أن نجعله سببا :
للجمود
و
الانحسار
و
الأفول !
فمن أمعن النظر في سير هذه الحياة ،
وبأنها جبلت على تقلبات ومتغيرات
يكون بين حنانيها وجانبيها السلب والإيجاب ، والحلو والمر ، والسعادة والشقاء ،
والفرح والبكاء ، لنجعل نظرتنا لها من ذاك لا يجاوز
"
تلك النكبات و الويلات
"
وذاك :
"
العويل والصرخات
" !
ونتجاهل ذاك التيار الهادر
المتدفق المنساب بالايجاب ،
وما ينبض فيه من جميل معنى للحياة
.
لتكون لتلك النظرة التشاؤمية ارتدادات وأزمات :
شعورية
و
وجدانية
و
نفسية
ليكون المحصول هزيمة نفسية ،
تهدد بقاء ووجود ذلك الإنسان !
فالحياة :
مكتظة بالغنائم والفرص ولا يعي ذلك
إلا الذكي الذي يخضع ويطوع تلك البلايا
والهزات ليحولها لتكون بداية مشوار
نحو التفوق والنجاح والسير في هذه الحياة
على وقع الكفاح .
من المحقق والأكيد :
بأن للخطأ وقع شديد ،
ومآلات ومصير وخيم !
ولكن ...
يبقى على الإنسان التعايش مع واقع الحال ،
فليس له أختيار ولا خيار غير :
"
التسليم والبوار
" .
وإما :
"
تجاوز الحال والسعي لتغيير
ذلك الحال لأفضل حال
" .
لعل كلمة " الخطأ " تحمل في طياتها المغاير لصائب الأمور ،
ولكن مالا نعرفه أنه قد يكون محفزا ودافعا لتغيير القبلة ،
وتدارك الأمر لتستقيم به الأمور ،
حين نأخذ " الخطأ " مجردا من غير أن نتبعه ببيئته
التي نشأ منها لنعرف هويته وكنهه و حقيقته !
وكلما حللنا طبيعته تيقنا بأنه " كالهواء " يتنقل ليطوف بالجميع لندرك المباين له
والذي منه ينبثق ومنه يناله التوثيق أو الانعتاق ليفارقه ولو بعد حين !
كم هو جميل :
حين نجعل من المثالب التي تصيبنا من غير قصد منا ولا تربص بها مفتاحا لنلج في ساحة نركض حولها
ونجلب معدات الإصلاح لنعيد تركيبة أنفسنا ، ونجعل من الخطأ هو وجه المقارنة والصورة المجانبة والمخالفة
التي منها وبها نعيد برمجة أقوالنا وأفعالنا ، تاركين بعض " المساحات الضيقة "
نلقي فيها فتات ما قد يتساقط من الأخطاء لنعيد تقييمها ونصلح المعوج منها .
وقفة إكبار وشكر وعرفان لذاك الخطأ العلمي :
الذي كان سببا لسبر مكامن العلم كي أزداد ،
ليكون مني ذاك الاقدام ،
والاقتحام ،
والاقحام
لكل فن وعلم تنوع مذاقه ،
وكم جنينا من ثماره ؟!
وغنمنا ما لذ وطاب .
ولك مني التحايا أيها الخطأ العملي :
فلولاك لما أدركت وتعثرت بذاتي واكتشفت
من ذاك قدراتي وعلمت حقيقة حالي .
فمن ذاك تجلت لي عظمة ما أودعها الله في ،
لأنطلق من جديد وقد ترافق وتوافق وتعانق ظاهري بباطني
وقد ولدت من ذاك من جديد .
ولا يفوتني أن أثني على الخطأ الاجتماعي :
حين اضطرني أن أعيد النظر في أمر العادات والتقاليد ،
التي ظننتها وأعددتها من الهذيان ومن بقايا
"
التخاريف
" !!
حتى أدركت بعد أن نبهني " الخطأ " بأنها تعد لنا " هوية "
بها يكون لنا معنى وهي لنا في الأصل الجذور والشرايين .
ولك الشكر ايها الخطأ الديني :
حين وجدت ذاك الانفصام ، وذاك التناقض والخصام ،
بين ما نؤديه من عبادات وبين أثره في واقع الحال !
وتلك الغربة التي لن يؤنسها غير إدراك معنى العبادة
وماذا تعني معرفة الله
.
ومن جملة الشكر لذاك الخطأ العاطفي :
بعد أن رأيت وتعلمت كيف أن القلب ، والمشاعر لا يملكها إنسان
ولا نهبها لأي إنسان وبأنها مشرعة ليس بها نوافذ ولا أبواب !
ولكن لا يسعنا حيال ذلك غير إبعادها عن مكامن الاستقطاب
والاجتذاب كي لا نذوق المر ألوان .
و بأن القدر في نهاية المطاف هو صاحب القرار ،
وما نحن غير أسباب ، منها ينفذ فينا ذاك القدر بذاك القرار .
لقد بتُّ مقتنعا أن الخطأ هو معلمي :
"
إذا جعلته لي مؤشر مراجعة به أقيم ذاتي ،
وأصلح نفسي لأسعد في هذه الحياة
" .
المواضيع المتشابهه:
جيش إسرائيل يعلن قتل ثلاث رهائن "عن طريق الخطأ" في غزة
"بلومبرغ": "أدنوك" تدرس الاستحواذ على "oci nv" التابعة لـ "ناصف ساويرس"
موضوع " شكرا ابليس"!!!!!!!!
حديث: "إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه"
"صلاة ياسر" و"أخلاق الشلهوب" و"مصحف العتيبي" تُدخل طبيب الهلال الإسلام
ريماس
معجب بهذا
زيارات الملف الشخصي :
127
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 0.61 يوميا
مُهاجر
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى مُهاجر
البحث عن كل مشاركات مُهاجر