لقد عجزتُ عن فهم الكثير من الأمور في هذه الحياة المُعقدة، ربما يرجع الأمر إلى الأشياء التي أُسلّم أنها من البديهيات، أو أنني أصبحتُ أقيس حركة العالم على ما أقتنع به من أمورٍ قد تكون سخيفةً وغبية .. يا إلهي !
أنا البذرة التي لا تجدُ أي أرضٍ تصلح لها، أجد أنني أصبحتُ عالقاً بين محاولة الفهم المُطلق للأمور، وفهم ماهية الناس من حولي، وبين محاولاتي المستمرة بأن أصل إلى الإستقرار الحقيقي لنفسي، نفسي التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى مِن أن تفارقني لكثرة ما أضغط عليها !
لقد أصبحتُ مثل زهرةٍ تحاول عنوةً أن تنبت في الصحراء، لا البيئة المحيطة تقبل بها، ولا هي تجد ما يمكّنها من أن تضرب جذورها الرقيقة في الأرض، وتحيا ..
لطالما فكرتُ بأنني قد اكون ولدتُ في زمانٍ أو مكانٍ غير مناسبين .. اعتزلتُ وابتعدت وتفكرت، ولكن دون جدوى حقيقية، أكثرتُ من قراءة كتب الفلسفة والكتب الروحانية والدينية، ولكنني أشعر حقيقةً أنني أكذب على نفسي،أنا أحاول تزوير حياتي، بل أيضاً أنا مصممٌ على الغوص في مستنقعٍ خطير، هذا المستنقع هو محاولتي إقناع الناس بأنني مثلهم .. لدي كيانٌ وشخصيةٌ ملائمين لأن أكون صنواً أو ندّاً لهم .

لا بأس
أعرف أنني أهرطق وأهذي، هذا هو حالي منذُ عامٍ تقريباً .. كُنت أتحدث مع صديقٍ وقال لي يومها:
أغمض عينيكَ وفكّر بهذه الكلمات التي قالها الرسول .. مع مراعاة الفاصلة ..

( فـإن لم تكُن، تراه )

#خليل_العواوده : مقتبس من ( مذكرات إنسان معاصر)