03-17-2024
|
|
مدام بوفاري
رواية " مدام بوفاري " للأديب الفرنسي " غوستاف فلوبير " المنشورة سنة 1856 .
من الروايات الخالدة في العالم و التي أسست لعديد النظريات الفلسفيية و الباثالوجييا، ك " البوفاريزم " le bovarysme اي التضارب بين الواقعي و الخيالي وضياع النفس البشرية بينهما .
تحكي الرواية قصة " ايما بوفاري " الريفية التي ترتبط بالطبيب الشاب " شارل بوفاري " .
التركيبة الفيزيولوجية لإيما بوفاري هي مناط الرواية ، امراة شابة تعشق الكتب، الموسيقى ، الفن ، ..تطمح لان تعيش واقعها كما تعيش الشخصيات الأدبية أدبها ، من بدخ و تحرر و تحلل و تسامي بالنفس البشرية عن قيود الواقع.
تتورط " ايما بوفاري" و هي على ذمة زوجها؛ في عدة علاقات غرامية، بالأخص مع " رودولف " و " ليون " ، محاولة ايجاد اشباع غريزي لشخصيتها الشبقية و التي ترزح تحت وطأة عدم تمكنها من احداث توازن بين اللاشعور و الشعور .
كما ينعكس عليها سوء التصرف و الغباء و استغلال الاخرين في التورط حتى أذنيها في ديون جمة ، تنته بها الى الحجز عن املاك زوجها المرهونة ، فانتحارها بعد تجرعها لسم زعاف، تاركة خلفها زوجا محطما و ابنة متشردة .
تتماس الرواية مع النظرية الارسطية في التطهير و اهمية الفنون بالتسامي بالنفس البشرية الى مستوى الكمال الروحي .
هذه الرواية تفتح اعيننا على اهمية الانتباه الى اهمية العوامل اللاشعورية و كيف ستنعكس على الفرد في حالة سيطرة اللاشعور على الشعور ، اي جدلية الانا و الانا الاعلى التي سيتم تحويلها الى نظرية علمية مستقبلا على يد العالم النمساوي سيغموند فرويد.
رواية بينت لنا فساد النظام الاقطاعي ، تراجع المد الديني في المجتمع الفرنسي ابان بزوغ الثورة الصناعية ، حالة الريف و البيئة المتخلفة أنذاك مقارنة بتفتح العاصمة باريس.....
ان غوستاف فلوبير و من خلال بنيته الروائية يرسم لنا معالم مختفية من الشخصية الانسانية و ينقل لنا أدبيا الصراع المستشري بين الطبيعة ( الفطرة) و الحضارة ( القوانين ، النظام ، الشرائع، الاعراف...) و هو الصراع الذي بنيت عليه حركية الانسان مذ وجدت الحضارة ، في رؤية فلسفية عميقة تضمنتها هذه الرواية الخالدة.
المواضيع المتشابهه:
|