عرض مشاركة واحدة
قديم 01-15-2012   #92


الصورة الرمزية بسمة روح
بسمة روح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 09-13-2014 (01:00 PM)
 المشاركات : 12,175 [ + ]
 التقييم :  53790370
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي



-9-
ومن الأخطاء التاريخية الكبيرة التي تبناها اليهود القول :-
بأن أرض فلسطين هي أرض يهودية إسرائيلية وأن الإسرائيليين هم أول من سكنها وانهم سكانها الأصليون :
إن هذه المقولة الكبيرة والفرية العظيمة قد ابتدعها اليهود وروّجوا لها ، وحرّفوا كتب التاريخ وأخضعوها لأهوائهم ومزاعمهم ، وهذا الكلام الذي أقوله ليس مغالطة تاريخية أو حجة دفاعية كلا ، فيكفينا دليلاً أنهم حرّفوا كتب الله المنزلة وبدّلوها وغيروها حسب أهوائهم ومصالحهم وقد ذكر الله تعالى ذلك في مواضع كثيرة من القرآن الكريم ، فكيف لا يُغيرون ولا يُبدلون في غيرها من الكتب التي تُعتبر أقل أهمية ككتب التاريخ أو غيرها .
إن حقائق التاريخ الثابتة ومراجعة الصحيحة ترد مزاعم اليهود وتدحض ادعاءاتهم ، بل إن توراتهم نفسها تُقرر تلك الحقائق التاريخية ، وتُثبت أنهم ليسوا أصحاب الأرض ؛ وهذه حجة دامغة قوية يتفنّد بها كذبهم بما عندهم هم .

وقد أجمع المؤرخون الثقاة بأن سكان فلسطين القدماء الأصليون الذين أول من نزل في تلك الديار هم قبائل العرب الكنعانيين الذين نزحوا من جزيرة العرب واستقروا هناك منذ فجر التاريخ ( أي منذ عشرة آلاف سنة قبل الميلاد ) وسُميت بلادهم (أرض كنعان ) وظلت علاقاتهم قائمة ومتصلة بجزيرة العرب لم تنقطع أبداً بل واردادت إبان رحلتي الشتاء والصيف التي أشار إليها القران الكريم في عصر ما قبل الاسلام ؛ والتي كانت فلسطين جزءاً من تلك الرحلة الصيفية ، وقد ظل الكنعانيون يشكلون الكثرة العددية في البلاد خلال الهجمات الدائمة على تلك الأرض من كثير من الأمم ، ثم تعضّد وتقوّى وجودهم - بعد ذلك - بمن جاء إليهم من عرب الجزيرة العربية مع الفتح الاسلامي الذي صبغ البلاد بطابعها العربي لغة وثقافة وتاريخاً ومصيراً . وبطابعها الإسلامي ديناً وخُلقاً ونظاماً .

لقد كان للكنعانيين حضارة معروفة مميزة خاصة بهم ، وكذلك كان لليبوسيين - وهم من فروع القبائل الكنعانية - حضارتهم المعروفة ؛ وقد برزت مدينة ( يبوس ) وهو الاسم القديم لمدينة القدس برزت في عهدهم وأصبحت ذات أهمية كبيرة في التجارة والقوة .

أما العبرانيون ( اليهود ) فقد طرأوا على فلسطين في وقت متأخر جداً وبعد الكنعانيي بفترات طويلة ، فاليهود يرون أن علاقتهم بفلسطين ترجع من زمن إبراهيم عليه السلام ، وإبراهيم عليه السلام يُقرر أنه غريب عن أرض كنعان ولا يملك فيها شبراً واحداً ؛ فحينما توفيت زوجته سارة عليها السلام في قرية ( أربع ) الكنعانية نجده يُخاطب أهل الغرية قائلاً - وهذا النص منقول من التوراة - : ( إني غريب ونزيل عندكم أعطوني ملك قبر معكم لأدفن ميّتي من أمامي ) التوراة -سفر التكوين الإصحاح 4

وتذكر كتب التاريخ والسّير المُعتبرة أن إبراهيم عليه السلام هاجر من (أور) في جنوب العراق إلى فلسطين ( أرض كنعان ) سنة 1850 قبل الميلاد حيث استقر في مدينة الخيل ، ثم هاجر إلى مصر هو وأحفاده واستقروا فيها مدة من الزمن إلى أن اضطهدهم فرعون مصر ، وبعد ذلك أرسل الله تعالى نبيه موسى عليه السلام وخرج بهم من مصر متوجهاً إلى أرض كنعان ( الأرض المقدسة ) ولكنهم عصوا أمر ربهم بالدخول وحصل لهم التيه في سيناء إلى ان بعث الله تعالى لهم يوشع بن نون الذي دخل بهم أريحا في فلسطين حوالي عام 1200 ق .م ، وهذه كلها أحداث ثابته بنص القرآن الكريم .

ويتبين بذلك - مما سبق ذكره - إن سكان فلسطين الأصليون كانوا من العرب الكنعانيين وإن الإسرائيليين لما جاءوا إلى فلسطين لم تكن خالية من السكان ، بل كان فيها الكنعانيون ولما استقر الإسرائيليون هناك بدأوا بمحاربة الكنعانيين وانتصروا عليهم ؛ ولكنهم لم يستطيعوا طردهم أو إ بادتهم بل بقيت المدن الساحلية بيد الكنعانيين ، ثم قام الإسرائيليون بتأسيس دولتهم التي لم تدم طويلاً حيث انقسمت بعد موت سليمان عليه السلام إلى دولتين مما جعل الدولة الآشورية تقضي على دولتهم الأولى ( إسرائيل ) عام 722 ق.م ، وبعد ذلك تمكن البابليون من القضاء على دولتهم الثانية (يهوذا) عام 580 ق.م ، وسبُوهم إلى بابل ، ومكثوا هناك سنين طويلة إلى أن تمكنوا فيما بعد من الرجوع من السبي البابلي عام 538 ق.م ، وبعد ذلك تعرضت فلسطين لغزو اليونان ثم الرومان الذين قاموا بالقضاء على دولة اليهود مرة أخرى وقتلوا عدداً كبيراً منهم وهدموا معابدهم ، وأرسلوا أعداداً كثيرة منهم أسرى إلى روما ، وأما الباقي منهم فقد هرب إلى مصر والعراق وشمال الجزيرة العربية وإلى أقطار أخرى كثيرة ؛ فلم يبق منهم أي شخص في فلسطين بعد هذه الهجمة الرومانية وقد ظلوا يعيشون في تلك البلدان أحقاباً طويلة دامت أكثر من 1700 سنة لا تربتطهم بفلسطين أي صلة تُذكر ؛ بل ظلّوا مشتتين في بقاع الأرض ، وظلت القدس متمتعة بسلام طويل منذ طر اليهود منها عام 135 م إلى عام 614 م . وقد اصبحت فلسطين في تلك الفترة وبعد انقسام الإبراطورية الرومانية أصبحت جزءاً من الإمبراطورية البيزنطية ، وفي عام 614 م قام الفرس بهزيمة الدولة البيزنيطة واحتلوا فلسطين بعد أن انظم إليهم 25 ألف يهودي ؛ ومن ثم قاموا بإحراق الكنائس والأديرة وقتل نحو 60 ألف نصراني ، ولكن الحكم الفارسي لم يدم طويلاً ؛ إذا انتصر عليهم الروم بقيادة هرقل واحتلوا القدس عام 628 م ، كما أن الروم لم يدم حكمهم طويلاً حيث منّ الله تعالى على البشرية ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم وبعد ذلك دخلتها جيوش الفتح الإسلامي العظيم في عصر عمر بن الخطاب رضي الله عنه عام 15 هجري (636 م) .

وهكذا ترى أن الوجود العربي في فلسطين كان هو الأول وقد استمر ولم ينقطع رغم ذلك التاريخ الطويل وتعاقب الدول المختلفة والحروب والنزاعات ، بل إن الحياة العربية ظلت باقية ولم تحتجب خلال غزوات العبرانيين أو الفرس أو اليونان أو الرومان ، واستمر الشعب العربي مقيماً في بلاده فلسطين رغم كل الأحداث ؛ لأنها أرضه وموطنه فقد أقام فيها بصورة ثابتة متصلة حتى اليوم ، وإن العرب المسلمين الذين فتحوا فلسطين ثم حرّروها ما كانوا إلا فروعاً لأصولهم العربية وأخوة لأقربائهم فيها .

إن كل ذلك يدحض مزاعم اليهود القائلة بأن فلسطين أرض يهودية وليست عربية ، وتدحض مزاعمهم القائلة بأن العرب قد اغتصبوها خلال الفتح الإسلامي ، وهاهي حقائق التاريخ التي أوجزناها تثبت أن فلسطين أرض عربية دون شك أوريب .
وقد أثبت الكثير من علماء الغرب ، كما أثبت توراتهم التي كتبوها هو بأيديهم أن فلسطين ومنذ عشرات الآلاف من السنين ,وإلى اليوم هي أرض عربية .




 
 توقيع :


رد مع اقتباس