مقدمة
حين وقع هذا الكتاب في يد أحد المصابين في النخاع الشوكي ، دهش على قدر ما فرح. دهش لأنه لم يكن يعتقد أن هناك كتاباً موجهاً إليه ، يحدثه عن مشاكله ويقترح لها الحلول بكل صراحة ووضوح . . وفرح لأنه أدرك أن هناك من يهتم بحاله ويبحث في التفاصيل الدقيقة التي لم يعده منها أحد.
اكتشف الآن أنه ليس وحده بل هناك من يحاول أن يساعده، ويبين له ما لا يعرفه . فهو لم يزود ، حين أصيب ، بالمعلومات الكافية ليستطيع التعامل مع وضعه الجديد. وكثير من الأسئلة التي وردت الى ذهنه لم يطرحها حياء، ولم يحظ بالجواب الشافي إن هو تجرأ أو طرحها.
ولأن الحياة هبة يجب المحافظة عليها فإنه من الأفضل عيشها على أحسن صورة ممكنة، وإبتكار الوسائل لذلك. أن الجهل والارتباك قد يؤديان الى اليأس والانهيار ، فيما المعرفة والعلم يزيحان ستار الغموض والحيرة ويهبان الرجاء والأمل.
كان لا بد من ترجمة هذا الكتاب الذي يتحدث من مشكلة يفتقر مجتمعنا الى الكثير من وسائل التعامل معها والى توعية اجتماعية بشأنها. والمكتبة العربية
في أشد الحاجة الى أمثاله.
ولا نبالغ حين نقول أن الكثير من المهنيين المعنيين في مجتمعنا لا يملكون معلومات كافية لاعطائها للمصابين وذويهم ، ولا يملكون سوى التشجيع والمواساة حين تكون الحاجة الى الخطوات العملية اشد.
لذلك كان هذا الكتاب.
إنه دليل سهل ومبسط للمصابين ولكل من يتعامل معهم ، إذ إنه يقدم المعلومات سهلة مفهومة لكل المستويات ويذكر كل ما توصل اليه الطب من حلول لمضاعفات الإصابة. ولا يكتفي بذلك بل يتطرق الى النواحي الاجتماعية والعائلية التي تتأثر بالإصابة والتي يجب التعامل معها في أثناء فترة التأهيل.
هذا مرجع للمصاب نفسه إذا أراد معرفة موضوع ما، . للمعالج اذا حيرته ظاهرة ما، وللمستشفى إذا دخلها احد المصابين ولم يكتشف أطباؤها العلة بسبب تداخل الأمراض.
إن ترجمت هذا الكتاب هي خطوة أولى، يجب أن تتبعها خطوات أكبر وأشمل ، على المؤسسات المختصة أن تقوم بها.
قاسم الصباح