عرض مشاركة واحدة
قديم 03-14-2019   #9


الصورة الرمزية اندبها
اندبها غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1037
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 03-30-2024 (04:18 PM)
 المشاركات : 29,396 [ + ]
 التقييم :  888890339
لوني المفضل : White
شكراً: 686
تم شكره 1,089 مرة في 578 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



بسم الله الرحمن الرحيم

اخي الفاضل المهدي

السلام عليكم ورحمة الله
هنا أستأذن من الاخت الغريبة في توضيح
ما تم الأستفهام عليه من قِبلك اخي الكريم
وهذا على حسب فهمي لأستفهامك
وللاخت الغريبة الحق في الاضافة او البيان الاكثر
وعليه اقول والله المستعان ...
فمن خصائص الشريعة الإسلاميّة الغرّاء
ومن النِعم التى أنعم االله بها على خلقه
نعمة الأسلام وأكتماله وعدم نقصان تشريعاته
حيث انها جاءت شريعة كاملة، اشتملت على كثيرٍ
من الأحكام والتشريعات والمسائل الفقهيّة التي تهمّ
الناس في جميع جوانب حياتهم، وإن هذه الخاصيّة
هي بلا شك من تمام الدين الذي نصّت عليه
الآية الكريمة التي تلاها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
في حجة الوداع، قال تعالى:
(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي
وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) ( المائدة: 3 )
أما ماظهر من البِدع والأبتداع والتأويل والأضافات
هي السبب في ظهور الأختلافات والأنحرافات الخطيرة في الدين
وفي التطبيق ، وكله بسبب البِدع والأبتداع وترك الأتباع
فأصل كلمة البدعة هي :
أبتدعَ
مصدرابتدعَ
ابتدعَفي .
) ففي علم الآداب ) إتيان بنماذج جديدة
)
أو استحداث منهج أو شكل .
) وفي الديانات ) إحداث بِدعة جديدة في المعتقَد ،

خلاف الأتّباع .

بدَع الشيءَ يَبْدَعُه بَدْعاً وابْتَدَعَه : أَنشأَه وبدأَه .
وبدَع الرَّكِيّة : اسْتَنْبَطَها وأَحدَثها .
ورَكِيٌّ بَدِيعٌ : حَدِيثةُ الحَفْر .
والبَدِيعُ والبِدْعُ : الشيء الذي يكون أَوّلاً .
وفي التنزيل :

قال تعالى :
( قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي
مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ

إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ
وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (9 ) ...الأحقاف

أَي ما كنت أَوّلَ من أُرْسِلَ ،
قد أُرسل قبلي رُسُلٌ كثير .
والبِدْعةُ : الحَدَث وماابْتُدِعَ من الدِّينِ بعد الإِكمال

وتعني خاصيّة شموليّة الشريعة الإسلاميّة
وكمالها أنه لا يجوز استحداث أمر أو مسألة في هذا الدين
ما لم تكن موافقة للكتاب والسنة،
وإلا كانت بدعة من البدع التي حذّرت منها الشريعة الإسلاميّة
فما هو مفهوم البدعة في الإسلام؟
فتفسير البِدعة لغوياً هي:
استحداث للشيء من غير مثالٍ سابق،
. ووفق هذا المفهوم فإنّ لفظ البدعة في حد ذاته
ونلاحظ اخي الكريم
أن لفظ كلمة البدعة في حقيقتها اللغوية هي كلمة غير مذمومة
أو مكروهه في ذاتها كمعنى لغوي
لاننا من الممكن ان نستعملها في مواضيع واماكن اخرى
ويتم قبولها وعدم الاعتراض عليها
ولكن بشرط ان لا تكون في العبادات اي مقترنه بالعبادات
ومن هنا نحكم على معناها من خلال تزامنها او أتطبيقها بالامور
والأشياء والسلوكيّات فيُقال بدعة حسنة،
أو يُقال بدعة سيئة
والبدعة الحسنة في الدين
هي ما يُستحدث من الأمور الحسنة،
والتى توافق السنة الحسنة التي تكلّم عليها
النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف،
(من سنَّ في الإسلامِ سُنَّةً حسنةً،
فله أجرُها، وأجرُ مَن عمل بها بعدَه)
(صحيح مسلم(
كما فعل عمر ( رضي الله عنه )
فرأى أن يجمعهم فجمعهم،
كما جمعهم النبي ﷺ وصلى بهم
لأنه قد أمن الآن الفرض وانقطع الوحي،
فلهذا جمعهم رضي الله عنه ،

وقال: (نعمت البدعة) يعني من حيث اللغة،
لأن البدعة في اللغة ما كان على غير مثال سابق،

وأما ما فعله عمر من جمع الناس في صلاة التراويح فهي لها مثال
سابق حيث فعلها النبي صلى الله عليه وسلم وجمع بالناس
عدة ليالي ، فخاف أن تُفرض عليهم فتركها
لان هناك وحي لازال ينزل
ولما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم
جمع عمر بالناس لثقته أن الوحى انتهى والتشريع اصبح واضح
فهذه الصلاة التي جمعهم عليها واستمروا عليها
بدعة من حيث اللغة لا من حيث الدين،
فإن الرسول قد فعلها ودعا إليها ﷺ وصلى بهم عدة ليال،
فلم تكن بدعة بل هي قربة وطاعة.

ومن المعروف اخي الكريم
ان الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم
فهموا التشريع والمقاصد الشرعية
في اي تصرف او سلوك او امر او نهي
أو فعل كان قد فعله النبي صلى الله عليه وسلم
ومنها ان الصحابي الجليل فهم لماذا توقف
النبي صلى الله عليه وسلم عن جمع الناس
في صلاة التراويح فعرف المقصد من ذلك....
بمعنى أن الصحابي الجليل لم يبتدع أمر لم تكن له
سابقه من قبل ولم يفعله الرسول عليه الصلاة والسلام
بل فعل امر كان قد فعله النبي عليه الصلاة والسلام
ولكن تركه حتى لا تُفرض على امته
وتكون هناك مشقه او يتم تثبيتها بالوحي...
لانه لو فعل امر لم تكن اساسياته كان قد
فعلها رسول الله عليه الصلاة والسلام
هنا نستطيع ان نقول ان عمر رضي الله عنه
ابتدع امر في العبادات لم تكن له اساسيات
من قبل ولم يفعلها النبي عليه الصلاة والسلام
اما قوله رضي الله عنه
في شأن ما فعله (
(نعمت البدعة) هنا استعار الصحابي الجليل

لفظة البدعة من تفسيرها اللغوي فقط
اما الحقيقي الديني فلم تكن بدعة
لان النبي فعلها من قبل
وبالتالي لم يتم استحداث امر في الدين
ليس له اصل .....
فكل امر ليس له اساس في السُنة فهو بدعة
اي استحداث امر لم يتم التطرق اليه من قبل
اما السُنن الحسنة او البِِدع الحسنة
التى لايتم استحداثها في اصول العبادات

ومن الأمثلة على السنة أو البدعة الحسنة
جمع الفاروق رضي الله عنه الناس على
صلاة التراويح في المساجد
وكذلك ترقيم التابعي الجليل يحيى بن معمر
للقرآن الكريم، ولم يكن مرقماً من قبل،
فكل عملٍ لا يخالف القرآن الكريم والسنة النبويّة الشريفة
أو الإجماع هو سنةٌ حسنة أو بدعة حسنة
. تعريف البدعة السيئة أما البدعة السيئة المذمومة
فهي استحداث أمرٍ ليس من الدين
أو يخالف القرآن الكريم والسنة النبويّة وإجماع الأمة،
وهي داخلة في معنى حديث النبي الكريم
(من أحدث في أمرِنا هذا ما ليس فيه فهو ردٌ)
(صحيح البخاري)
وكذلك تدخل في قول النبي وكل بدعةٍ ضلالة،
ومن الأمثلة على تلك البدعة السيئة ترديد المتصوّفة
للفظ الجلالة في أذكارهم بقولهم (الله .. الله )،
ومن بدع السلوك التوسّل بقبور الأنبياء والصالحين،
وأيضاً الأحتفال بالموالد النبوي الشريف
والكثير من الأمور التى لم يفعلها النبي عليه السلام
في أمور العبادات والتى تٌفسدها إن تم فعلها
وإن البدعة السيئة قد تكون مكروهة
وقد تكون محرّمة،
أو قد تُخرج الإنسان من الدين بالكليّة
والله اعلم اخي الفاضل المهدي
هذا ما حاولت أن أوصله لك من اجابات للأستفهام
ويبقى للأخت الغريبة الحق في الاضافة او البيان
او التوضيح الاكثر
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوك اندبها




 
 توقيع :

الشكر والتقدير والكثير جدا من الود والأحترام للفاضلة
حُرة الحرائر التى اهدتني هذه اللمسة الطيبة
الاخت ....( نجمة ليل )



التعديل الأخير تم بواسطة اندبها ; 03-14-2019 الساعة 11:29 PM

رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ اندبها على المشاركة المفيدة:
 (03-15-2019)