عرض مشاركة واحدة
قديم 01-06-2018   #19


الصورة الرمزية همس المطر
همس المطر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2568
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 أخر زيارة : منذ 4 ساعات (11:52 AM)
 المشاركات : 223,286 [ + ]
 التقييم :  2111227722
 الدولهـ
Oman
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Rosybrown
شكراً: 12,950
تم شكره 10,861 مرة في 8,311 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



عين الكسفة بولاية الرستاق



عين الكسفة سفيرة السياحة العلاجية الطبيعية في سلطنة عمان

"العودة إلى الطبيعة هي الحل" هكذا قال سيف الزيدي وهو يخرج قدميه من مياه "عين الكسفة" في ولاية الرستاق العمانية التي وصفها له أحد أطباء جامعة السلطان قابوس لعلاج مفاصله من الروماتزم الذي ألم به مؤخرا .


ويجد الآلاف من العمانيين والسياح العلاج الطبيعي للكثير من مشاكلهم الصحية التي تتركز حول الأمراض الجلدية وألام المفاصل في العيون الكبريتية المنتشرة عند سفوح الجبال العمانية العملاقة

وإذا كانت هذه العيون تستخدم للعلاج والتداوي فإن القائمين على الشأن السياحي في السلطنة ينظرون إليها بوصفها مقوما من مقومات الجذب السياحي حيث تلاقي الكثير من الرواج بعد التأكيدات الطبية بجدوى العلاج بها .

ومن بين أشهر العيون الحارة في عُمان "عين الكسفة" التي تصل درجة حرارة مياهها إلى 45 درجة مئوية ثابتة. وتخرج المياه الساخنة في عدة "جداول" لسقاية البساتين وتشتهر مياه "الكسفة" بكونها علاجا طبيعيا لأمراض الروماتيزم نظرا لطبيعتها "الكبريتية" وكذلك علاجا للأمراض الجلدية. وتقع على مسافة كيلومتر من مركز ولاية الرستاق.



وتبعد ولاية الرستاق عن العاصمة مسقط بحوالي 120كم في اتجاه الشمال في طريق سهل وميسر وسط الكثير من الواحات الخضراء التي يعبر بها الزائر إلى الولاية .

ورغم أن "عين الكسفة" ليست أبرز المعالم السياحية في ولاية الرستاق (عاصمة الدولة اليعربية في القرن السابع عشر) فهناك قلة الرستاق الشامخة وحصن الحزم بديع المعماري العماني؛ إلا أنها بدأت تستحوذ شيئا فشيئا على صدارة السياحة في الولاية.

وفي عهد والي العباسيين على البحرين"محمد نور" الذي لقبه العمانيون بـ"محمد بور، نتيجة أفعاله النكراء بهم" تعرضت العين إلى الردم وسد فتحتها من أجل محاصرة أهالي الرستاق وإجبارهم على الاستسلام والخضوع لجيشه والدولة العباسية إلا أن الضغط القوي لمياه العين جعلها تنفجر من مكان آخر، يبعد حوالي عشرة أمتار عن العين الأصلية واستمر جريان العين من النبع الجديد فيما بقي النبع القديم عبرة وذكرى لمرحلة مهمة في التاريخ العماني. وتكثر الحكايات والأساطير حول العين، لكن جميعها تتلاشى أمام الحقائق التاريخية، والعلمية التي تنفي خطابات السحر والجن المرتبطة بالعين.
و عمدت وزارة السياحة في سلطنة عمان إلى تطوير المكان وجعله معلما سياحيا طبيا بامتياز رغم أن المواطنين والسياح يطالبون باستغلال الموقع وتطويره ليتوافق مع المتطلبات العالمية في مثل هذه الأماكن السياحية الطبية.

ويقول زوار العين من أبناء ولاية الرستاق أن على طالب العلاج من هذه العين النزول التدريجي بكامل جسمه حتى يتأقلم الجسم مع حرارة الماء ويمكث في الماء فترة من 5 إلي 9 دقائق كمرحلة أولى حتى يشعر المريض بان نسبة الكبريت بدأ تأثيرها في أماكن الألم و يشعر بارتياح وعلى المريض المواظبة على عملية تلقي العلاج بشكل مستمر على الأقل ثلاث مرات في اليوم ويفضل قبل صلاة الفجر وفي وقت العصر وقبل النوم.

يقول طالب الرفاعي (سائح بحريني لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) " أتيت قبل ثلاث سنوات إلى عين الكسفة بعد أن سمعت أنها علاجا ناجحا لمرض الروماتزم، واستفدت حينها كثيرا من العلاج حيث أقمت هنا لمدة أسبوع" ويضيف الرفاعي " قبل أسابيع عادت لي ألام المفاصل بعد أن هدأت خلال الفترة الماضية، ومنذ أيام وأنا أواصل العلاج فيها" إلا أن الرفاعي ينتقد عدم وجود فنادق في المنطقة، ووسائل ترفيه". إلا أن وزارة السياحة في عُمان ترد على مثل هذا النقد بالقول أن المنطقة أملاك للمواطنين، ومن الصعب إقامة مشاريع في أملاك المواطنين".

ولا توجد في ولاية الرستاق فنادق كبيرة إلا بعض الشقق الفندقية، إلا أن السياح يستوطنون في العاصمة مسقط ويقومون بزيارات شبه يومية للرستاق، ومنهم من يقطن في منتجع السوادي القريب من ولاية الرستاق كما هو الحال بالنسبة لطالب الرفاعي.

حمود بن ناصر الكتبي من دولة الإمارات العربية المتحدة قدم مع عائلته خصيصا للعلاج في العين، ورغم أن حمود في بداية شبابه إلا أنه مصاب بآلام في الركبة اليمين نتيجة إصابة رياضية وجرب الكثير من العلاجات كما يتحدث لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إلا أنه لم يجد العلاج التام حتى الآن ويقول" لا بأس أن أجرب الاستشفاء بالمياه الكبريتية، أعتقد أن هذا النوع من العلاج يمكن أن نسميه الطب البديل". ويقطع حمود 350 كم مرتين في الشهر وهي المسافة بين مدينة دبي والرستاق من أجل قضاء ساعتين في مياه العين، ثم التنزه مع عائلته أو أصدقائه في ربوع الرستاق. ويصحب حمود والده البالغ من العمر 70 عاما إلى العين لنفس السبب. ويروي حمود عن والده أنه جاء إلى العين في شبابه في إحدى زيارات شيوخ قبيلة الكتبي لأعيان ولاية الرستاق.

وما يميز عين الكسفة عن بقية العيون في السلطنة وجود نسبة مادة الكبريت، وهي كما يرى القائمون على العين مهمة جدا لتسريع الشفاء من أمراض المفاصل، وبعض الأمراض الجلدية. وتتواجد المسابح على امتداد الجدول المائي الخارج من العين على شكل كبائن مفتوحة للرجال ومغلقة بأبواب للنساء. وتستمر المياه بعد ذلك في جريانها لتصل إلى المزروعات والواحات الغناء التي تتميز بها ولاية الرستاق.

ويبحث بعض المستثمرين مع السلطات العمانية إقامة مصحات متطورة تقدم علاجات طبيعية تنطلق من مياه العين الكبريتية لتقدم الكثير من الوصفات الطبيعية المستخلصة من الأعشاب المنتشرة في جبال الولاية.
وتشهد العين إقبالا كبيرا من قبل السياح العمانيين والعرب فيما يصل عدد طالبي العلاج بمياه العين أكثر من 50 شخصا في اليوم، تزيد في أيام العطلات الرسمية والأسبوعية إلى 100 شخص تقريبا حسب المشرفين على العين .

وعلى امتداد الجداول التي تمر بها مياه العين يجد الزائر الكثير من الواحات الغناء التي تحيط بها السلاسل الجبلية في منظر غاية في الروعة والجمال .
ويقول سلطان المعمري وهو رجل بلغ الخمسين إنه منذ أسبوع يتردد على العين بعد أن ظهرت به الكثير من الآلام في مختلف مفاصل جسمه إلا أنه لاقى الكثير من التحسن، وينوي الاستمرار لخمسة أيام أخرى. ويؤكد سلطان أنه جاء بعد أن رأى جاره قد شفت قدماه تماما مما كانت تعانيه من آلم شديدة.

أحمد بن حمد قدم من ولاية شناص للاستشفاء من مرض جلدي ظهر في قدميه ولم تفلح العلاجات الطبية في شفائه ما جعله يقدم لتجريب الاستشفاء بالمياه الكبريتية. يقول أحمد " نصحني طبيب الولاية لتجريب العلاج بالمياه الساخنة، وفورا قدمت إلى هنا .. لا خوف من أي مضاعفات فهذه المياه طبيعية والعلاج بها إذا لم يفد لا يضر فيكف إذا ثبتت فائدته".

وبالقرب من حمامات النساء تقف ديانا في الخمسين من عمرها ألمانية الجنسية إلا أنه والدها من أصول لبنانية وهي تبتسم فرحة بالمنظر تقول ديانا " أشعر بارتياح كبير، إنه أفضل من ساعة مساج صحي، أحس أن الدماء تجري في عروقي بشكل أفضل" وتضيف " سأعود هنا ثانية .. يبدو أنني وجدت ضالتي العلاجية أخيرا".

ورغم أن المنطقة تمر أحيانا بفترات جفاف كبيرة إلا أن منسوب مياه العين لا يتغير كما أن درجة حرارة مياهها لا تتغير أيضا فهي دائما عند 45 درجة مئوية.



 
 توقيع :






رد مع اقتباس