منتديات وهج الذكرى - عرض مشاركة واحدة

اوسمتي · #1 12-04-2022

أظنُّ أن أعظم ما قد يُقدمه الآباء لأبنائهم أن يمنحوهم طفولة سعيدة، تفاصيلها دافئة، ملامحها مُبتسمة، وهذه السعادة لا تُشتَرى بكثرةِ الألعاب، أو كلمة "بس انتَ عارف اني بحبك.. مش كدة؟" التي تُقال ختامًا بعد "علقة موت" على سبيل التأديب.
ولا تأتي برحلة عائلية ترفيهية في نهاية عام مليء بالسبِّ والشتم

لا تكون بتوفير أفخم منزل، وأغلى معيشة، وأرقى مدرسة.

إنما تكونُ بتوفير بيئة هادئة، صالحة لتكوين طفل سوي نفسيًا، مُشَبَّع داخليًا بمعاني الأمان والحُب.

عندما يكبرُ المرء، ويتخبّطُ بين أركان الحياة، تختلطُ عليه الأوجه، ولا يبقى غيرَ وجهه الملائكي الطفوليّ وهو مُبتسم، تُمحَق الصور في ذاكرته، ولا يظلُّ غير صورة والده وهو يلاعبه، وأمه وهي تحتضنه، يسير مُتلحِّفًا بها، مُتئكًا عليها في أصعب لياليه وأكثرها سوادًا.

الأمومة والأُبوَّة، أمور أجلّ من أن تُبتَذل تحت أقدام ما اعتدنا عليه، وكما رُبِّينا فإننا نُربِّي، إنما هي جذور تُغرَس يخرجُ منها نبات صالح قويم، أو خائر سقيم.. فتهيَّئوا لهذا المقام العظيم.

المواضيع المتشابهه:

ريماس ,اميرة الحب ,انسان و ملاك معجبون بهذا