عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 09-30-2022
ناطق العبيدي غير متواجد حالياً
Iraq     Male
اوسمتي
الحضور المتالق مسابقة ديني هو حياتي تكريم اكتوبر قلم وهج المميز 
لوني المفضل Aqua
 رقم العضوية : 3638
 تاريخ التسجيل : Sep 2020
 فترة الأقامة : 1331 يوم
 أخر زيارة : منذ 8 ساعات (06:01 PM)
 الإقامة : بغداد
 المشاركات : 13,208 [ + ]
 التقييم : 1197149679
 معدل التقييم : ناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 0
تم شكره 2,993 مرة في 1,694 مشاركة

اوسمتي

افتراضي تفسير أيات سورة الفرقان/2



بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

السنة تنطق بغير هذا، كان عليه الصلاة والسلام إذا سار كأنه ينحط من صبب وكان عمر رضي الله عنه يقول: تقول عنه السيدة عائشة: رحم الله عمر، ما رأيت أزهد منه كان إذا سار أسرع، وإذا أطعم أشبع، وإذا قال أسمع، وإذا ضرب أوجع.
هنا الآية:
﴿ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً ﴾
العلماء قالوا: معنى:
﴿ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً ﴾
ليس أن يسير بطيئاً، ولكن هو يرفض أن تستهلكه الدنيا، في إنسان يفتح عينيه على هموم الدنيا، ويغمضهما مساءً على هموم الدنيا، كأنها عجلة تدور بلا توقف، يفاجأ بأن ملك الموت ينتظره، يصعق، أما المؤمن يمشي:
﴿ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً ﴾
يعني يفكر في سر وجوده، أين كان قبل أن يأتي؟ أين سيكون بعد إذ أتى؟ ما مهمته في الحياة الدنيا؟ يعني يمشي:
﴿ هَوْناً ﴾
يفكر في حقائق الكون، في كليات الكون، في أسرار الخلق، يمشي
﴿ هَوْناً ﴾
لا يسمح للدنيا أن تستهلكه، لا يسمح لمشكلات الحياة أن تنهي وجوده الديني، لا يسمح لقضيةٍ خلافيةٍ أن تعطله عن مبدئه.
يعني هناك عوام الناس يتدين فترة، يتألق، لسبب تافه جداً، يعني إنسان يسيء له من الجامع، يترك الصلاة فوراً، يقول لك الدين باطل، سذاجة مضحكة، معنى يمشي
﴿ هَوْناً ﴾
يتريث، يتأمل، يدقق، يحقق، يفكر، يعني يمشي:
﴿ هَوْناً ﴾
يقتطع وقتاً من وقته الثمين لطلب العلم، يمشي:
﴿ هَوْناً ﴾
يقتطع وقتاً من وقته الثمين لتربية أولاده، يمشي
﴿ هَوْناً ﴾
يقتطع وقتاً من وقته الثمين للدعوة إلى الله، يقتطع وقتاً من وقته الثمين للأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، يقتطع وقتاً من وقته الثمين لتعلم العلم الشرعي، ما في عنده ما لي فاضي، مشغول، مشغول، معنى ذلك لا يمشي:
﴿ هَوْناً ﴾
هو صار حلقة بسلسلة، لا ترحمه، يمشي:
﴿ هَوْناً ﴾
يعني يفكر، يدرس، يبحث، يمحص، يتأمل، يضع كل شيءٍ في مكانه الصحيح، ينظم حياته، لا يسمح لنشاطٍ أن يطغى على نشاط، يقول لك، والله أنا أخرج قبل أن يستيقظ الأولاد، وأرجع بعد أن يناموا، وظن نفسه عمل عملاً طيب، النبي عليه الصلاة والسلام يقول:
(( كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت ))
[ أخرجه بن حبان، والحاكم، عن: عبد الله بن عمرو بن العاص ]
يطعمه، يسقيه، يلبسه، لكن ضيع دينه.
﴿ قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ ﴾
[ سورة الفرقان الآية: 77 ]
لولا أن الله دعاكم إلى معرفته، دعاكم إلى طاعته، دعاكم إلى جنته، أنتم من أنتم؟
﴿ إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴾
[ سورة إبراهيم ]
عنكم:
﴿ يَعْبَأُ بِكُمْ ﴾
لأنه دعاكم للجنة،
﴿ يَعْبَأُ بِكُمْ ﴾
لأنه أراد أن يسعدكم في الآخرة، لولا أنه أراد إسعادكم لما عبأ بكم، تجد الله عز وجل يعالج، يؤدب، يخوف، يحذر يضيق، يقنن، عنده أمراض، عنده شدائد، عنده فقر، عنده مشكلات لا تنتهي، هذه لماذا يفعلها الله؟ لأنه يعبأ بنا.
أنت تصور أن أب ماشي بالطريق، رأى ثلاث أولاد يدخنون، أحدهم ابنه، والثاني ابن أخيه، والثالث لا يعرفه، ما الذي يفعله الأب؟ يمتلء غضباً من ابنه، وقد يضربه، التعنيف أقل لابن أخيه، أما هذا الذي لا يعرفه يقول له: اذهب، اذهب عنا، إذاً التعنيف يتناسب مع الحب، التعنيف، والتشديد، والتضييق يتناسب مع الحب أقام على ابنه النكير، وعاتب ابن أخيه وترك الثالث، من هو ابنه؟ إذا واحد واقف يراقب يعرف ابن المعنف من شدة التعنيف يعبأ الله بنا لأنه يحبنا، يعبأ الله بنا لأنه أراد هدايتنا، يعبأ الله بنا لأنه خلقنا للجنة.
﴿ يَعْبَأُ بِكُمْ ﴾
﴿ قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ﴾
لولا أنه دعاكم إلى معرفته، وطاعته، وجنته لما عبأ بكم، ما الذي يدل على أن الله يعبأ بنا؟ معالجته لنا، تربيته لنا، يعني مثلاً لو أن الله سبحانه وتعالى وهو قدير، ألغى المرض من الدنيا كلها، ألغى المرض، ألغى الفقر، ألغى قوي وضعيف، ممكن الله عز وجل:
﴿ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾
[ سورة الحشر ]
تتعلق قدرته بكل ممكن، لو ألغى المرض، وألغى القوة، وألغى السيطرة، وألغى التفاوت، وألغى الفقر، معنى ذلك أنه لم يعبأ بنا، أما لأنه عبأ بنا.
أيام الأب إذا عنده ابن مقصر، يعنفه، يؤدبه، يضع له أستاذ خاص، يدرسه بنفسه، لو عنده ابن زوجة يقول لك: ما فيه خير، عقله مغلق، لا يعالجه أبداً، ابن زوجته لأنه هذا، ليس ابنه، دقق أن تعبأ بإنسان فإنك تحبه، تحبه حباً شديداً، الآية دقيقة جداً:
﴿ قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً ﴾
[ سورة الفرقان ]
تعذيبكم، لذلك إذا أحب الله عبداً ابتلاه، فإن صبر اجتباه، وإن شكر اقتناه، إذا أحب الله عبداً جعل حوائج الناس إليه، الله عز وجل قادر.
مرة أخ تبرع ببيت لجمعية خيرية، ثمنه ثماني ملايين ليرة، صار الآن مشغل الحمد لله، مشغل لتدريب الفتيات الفقيرات على الخياطة، أقيمت حفلة تكريم لهذا الإنسان المحسن، ما من واحد إلا وأثنى على هذا المحسن، إلا أخ كريم من إخوانا، ذكّر هذا المحسن بأنه كان من الممكن أن تكون أيها المحسن الكبير أحد المنتفعين بجمعيتنا، ونعطيك راتباً شهرياً لا يزيد عن ألفي ليرة، لكن الله مكنك أن تكون غنياً، وأن تعطي.
فلما إنسان يعطي، هذا من فضل الله عز وجل، جعله هو المعطي، إذا أراد ربك إظهار فضله عليك، خلق الفضل، ونسبه إليك.
إخوانا الكرام: الدنيا فيها كل شيء، فيها قصور جميلة جداً، فيها بساتين، فيها حدائق، فيها مناصب، فيها متع رخيصة، وغير رخيصة، يقول الله عز وجل سيأتي يومٌ:
﴿ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ* إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾
[ سورة الشعراء ]
إلا ومن أتى ونفسه زكيةٌ طاهرة، هذا مقياس، الفلاح أن يكون قلبك سليماً، وهذا رأس مالٍ كبير، آخر آية:
﴿ فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آَخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ ﴾
[ سورة الشعراء ]
أحد أكبر العذاب النفسي، والشقاء النفسي، والخوف، والقلق، وأمراض النفس، أن
﴿ تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آَخَرَ ﴾
بالمعنى المخالف إذا كنت موحداً فأنت من السعداء، ولن
﴿ تَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ ﴾
﴿ فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آَخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ* وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ* وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾
[ سورة الشعراء ]
والحمد لله رب العالمين
جزا الله تعالى كل الخير للشيخ الفاضل
محمد النابلسي
والاخوة القائمين على هذا العمل الطيب وتقديمه لاخوانهم المسلمين


المواضيع المتشابهه:



 توقيع :





رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ ناطق العبيدي على المشاركة المفيدة:
 (12-04-2022)