عرض مشاركة واحدة
قديم 03-08-2020   #8


الصورة الرمزية الغريبة
الغريبة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2186
 تاريخ التسجيل :  Apr 2016
 أخر زيارة : 07-12-2022 (05:49 PM)
 المشاركات : 13,322 [ + ]
 التقييم :  6639
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 3,941
تم شكره 1,897 مرة في 1,149 مشاركة
افتراضي



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله

حول الطريقة العزمية
ــــــــــــــــــــ

الطريقة العزمية واحدة من مئات - بل آلاف - الطرق الصوفية ،
لها ما للصوفية المعاصرة - إن كان للتصوف شيء - وعليها ما عليها ،
والعزمية ينتسبون إلى جدهم الشيخ محمد ماضي أبو العزائم
- الذي كان يعمل أستاذًا في الشريعة - ،
ويقولون عن دعوتهم - كما في صدر مجلتهم التي يصدرونها
تحت عنوان " الإسلام وطن " :

" دعوتنا أفق أعلى للدعوة الإسلامية ، وآية صادقة لهدى السلف الصـالح ،
ودعوة وسطية ، لا تتبع سبيل الخوراج البغاة ؛ لأننا هداة ندعو إلى الله
بالحكمة والموعظة الحسنة ، ولا ننهج مسالك المتصوفة الغلاة ،
لأننا حماة للإسلام من دعاة الجهالة " .


وغايتهم - كما في إصدارتهم الشهرية - :
" غايتنا إعادة المجد الذي فقده المسلمون ، والـذي لن يتحقق إلا بعودة الخلافة الإسلامية ، هي الضالة التي ننشدها ، والمجد الذي فقـده المسلمون ونسـعى لتجديده " .

أما وسائلهم لتحقيق تلك الغاية فيجدونها بالإسلام - كما يقولون - :

" وسائلنا : أولاً : الإسلام دين الله وفطرته التي فطر الناس عليها .
ثانياً : الإسلام نسب يوصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ثالثاً : الإسلام وطن والمسلمون جميعاً أهله " ،
وأما شعارهم الذي يرفعونه فهو
" الله معبودنا ، والرسول مقصودنا ، والقرآن حجتنا ،
والجهاد خلقنا ، والخلافة غايتنا ، وأبو العزائم إمامنا "

ولكن ماهو التصوف ومن هم الصوفية الذين ينتمي إليهم العزمية ؟

يقول محمد صبري يوسف - في كتابه
" دور المتصوّفة في تاريـخ مصر في العصر العثمـاني ص 14 :

" هناك آراء متعددة قيلت في تعريف التصوف ، وجعلت تعريفه أمراً نسبياً ،
فقد أربت تلك التعاريف - عند مؤرخي التصوف القدماء - على الألف ،
وزادت فيمـا بعد وتضاعفت الآن ، حتى إنه يمكن القول باطمئان
أن التصوف يستعصي على التعريف الجامع المانع سواء أكان هذا
التعريف قديماً جدًّا أم معاصراً جدًّا .. " .

ويقول أيضًا ص
" لقد كان مفهوم التصوف في بادئ الأمر بسيطًا ،
ولم يخرج عن حدود القرآن والحديث ،
والتشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم والصحابة ،
وأولياء الدين والزهد والتعبد ، وتقديم الآخرة على الدنيا ،
إلا أن الصوفية - أتباع التصوف - تباينوا فيما بعد ،
وانعكس ذلك على تعريفهم للتصوف ،
وقد ظهر التباين بين صوفية فارس والعراق
وانعكس ذلك على تعريفهم للتصوف ، بل وظهر عند الصوفي
الواحد أكثر من تعريف ، فالجنيد مثلاً بلغت تعريفاته أكثر من عشرة تعريفات " .

" وكانت هذه التعريفات
- كما يقول الدكتور محمد مصطـفي حلمي في كتابه " الحياة الروحيـة في الإسلام "
- : تعبر عما ينطوي عليه التصوف من المعاني الأخلاقية ، والأحوال النفسية ،
من فناء العبد من نفسه وبقائه بربه ، ومن تحقق بالفقر والافتقار ،
واسقاط للتدبير والاختيار ، وإقبال على الذكر ،
وخضوع لسلطان الوجد ، وأخذ النفس بالأعمال التي لا تنافي الكتاب والسنة " .

وقد توسع مفهوم التصوف بالتدريج حتى اتّسع خرقه على كل راتق ،
وأصبح مطّاطاً لكل لقيـط من القول أو الفعل يدخله الصوفيه فيـه ،
وتعاظم عدد ألقاب شيوخه ، حتى زاحمت أوصاف النبوة والرسالة والولاية !!
وذهب ذلك الزمان الذي شهد بساطة التصوف والمتصوفة ،

يقول معروف الكرخي (ت : 200 هـ / 815 )
- كما نقل ذلك السهروردي في عوارف المعـارف - :
" التصوف هو الأخـذ بالحقـائق ، واليأس مما في أيدي الخلائق ،
فمـن لم يتحقق بالفقر لم يتحقـق بالتصوف " ،

ويقول ذو النون المصـري ( ت : حوالي 245هـ / 852 )
- كما نقل السهروردي أيضاً - عن الصوفية :
" هـم قوم آثروا الله تعالى على كل شيء، فآثرهم الله على كل شيء " .

نعم ذهب ذلك الزمان ، وبقينا في خلف من الصوفية آثروا
كل شيء على الله تعالى ، حتى ليصدق عليهم أن نقول إنهم
عارفون بكل شيء إلا الله عز وجل .

أما من ناحية اللغة فقد رجّح ابن تيمية يرحمه الله
- كما يقول الدكتور مصطفي حلمي في كتابه أعمال القلوب -:
" أن تكون نسبة الصوفية إلى لبسة الصوف التي كانت دأب الأنبياء عليهم السلام ،
والصديقين وشعـار المساكين المتنسكين ، لأنه لو كان نسبة
- أي صوفي - إلى الصف المقدم بين يدي الله لقيل صَفّي ،
وإذا قيل نسبة إلى الصفوة من خلق الله لكان الاسم الصحيح صفوي ،
وإذا كانت النسبة إلى صوفة بن بشر بن أد بن طابخة ،
من القبيلة المجاورة لمكة منذ الزمن القديم ـ
الذين ينسب إليهم النساك ـ
فإنه قول ضعيف ؛ لأنه لو نسب النساك إلى هؤلاء لعرف
هذا النسب في زمن الصحابة والتابعين وتابعيهم ،
كما لا يرضى صوفي أن يكون مضافاً إلى قبيــلة في الجاهلية
لا وجود لها في الإسـلام ، فالأصح إذن أن الصوفية
نسبوا إلى اللبسة الظاهرة من الصوف ، فقيل في أحـدهم صوفيّ ،
وليس طريقهم مقيّداً بلبـاس الصوف ،
ولا هم أوجبوا ذلك ولا علقوا الأمر به ، لكن أضيفوا إليه لكونه ظاهر الحال .

ويذهب - أيضاً ابن تيمية - إلى أن لفظ الصوفية لم يكـن مشهوراً في القرون الثلاثة الأولى ، وإنمـا اشتهر التكلم به بعدها ، ويعرض للاحتمالات حول الزمن الذي ظهر فيه .

وقيل إن أول من وصف باسم الصوفي هو جابر بن حيان
الكيميائي الشيعي ، وأبو هاشـم وكانا بالكوفة .


متى بدأت العزمية ومن ومن هو مؤسسها ؟

ونعود فنقول : بدأت العزمية بتأسيس شيخها لجماعة آل العزائم
سنة 1311 هـ الموافق 1893، ثم أسس بعد ذلك الطريقة العزمية
1353 الموافق 1934، ومقرها 114 شارع مجلس الشعب بالقاهرة .

أما المؤسس فهو السيد / محمد ماضي أبو العزائم ،
الذي ولد يوم الاثنين 27 رجب 1276 هـ الموافق 2/11/1869
بمسجد زغلول برشيد ، لأب حسيني وأم حسنية
- كما تذكر مصادر الطريقة - وقد عمل بالتدريس ،
وتدرج حتى صار أستاذًا للشريعة الإسلامية بجامعـة الخرطوم ،
ثم أقاله الحـاكم الإنجليزي العام من وظيفته في سنة 1915 م ،
وأسس الطريقة في سنة 1934م .

وكانت وفاته في ليلة الاثنين 27 رجب 1356 هـ الموافق 1937 م ،
ودفن بمسجده بشارع مجلس الشعب بالقاهرة ،
وعجيب أن يتفق يوم مولده ( الاثنين ) مع ليلة وفاته ( الاثنين )
وكلاهما يوافق 27 رجب
( وهو التاريخ الذي يحتفل فيه الصوفية بذكرى الإسراء والمعراج ) !!

وقد ترك أبو العزائم كتباً في التفسير وفي الفقه وعلم الكلام والتصوف
والمواجيد وغيرها ، وخلفه على الطريقة ابنه أحمد محمد ماضي أبو العزائم ،
الذي توفي في سنة 1970هـ ، وخلفه ابنه عز الدين أحمد أبو العزائم ،
وخلف عز الدين أخوه علاء الدين وهو شيخ الطريقة الآن .

ومن هذا يتضح أن العزمية بدأت بأبي العزائم ( محمد ماضي ) ،
ولا وجود لها قبله بحسب المصادر التي تعدد أصول الطرق
وفروعها وبيوتها ، فالأصول مثل القادرية ، والرفاعية ،
والأحمدية ، والبرهـانية ، والشاذلية ، والسهروردية ، والنقشبدنية ،
والحسنية ، الكشيرية ، والمدينية ، والفردوسية ، والهمـذانية ،
والطيغورية .. إلى آخر هذه الأسماء ليس فيها العزمية ،
وتفرع عن بعض الأصول فروع عديدة ، ليس منها كذلك العزمية ،

وفي بعض الطرق توجد لها بيوت مثل الرفاعية مثلاً وبيوتها ثلاثة هي :
البازية ، والملكية ، والحبيبية ، وكلها تحت شيخ واحد ليس فيها
- كما نرى - العزمية !! والفرق بين الفروع والبيوت أن الفروع
مستقلة كل فرع له شيخه ، أما البيوت فشيخها واحد .

يتبع بإذن الله ~ * ~^~ * ~




 
 توقيع :



[media]https://www.youtube.com/v/ewzNjWgnLqw[/media]







رد مع اقتباس