عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10-19-2021
روح الأمل غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
اوسمتي
تكريم اكتوبر المراقبة المتميزة متميزين الوهج وسام 30 الف 
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 3602
 تاريخ التسجيل : Jul 2020
 فترة الأقامة : 1388 يوم
 أخر زيارة : 12-24-2022 (09:39 AM)
 المشاركات : 49,122 [ + ]
 التقييم : 1400003561
 معدل التقييم : روح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 1,699
تم شكره 3,594 مرة في 2,459 مشاركة

اوسمتي

افتراضي أينا يرحل أولًا؟!



بندر بن عبدالله الثبيتي

"لا أستطيع أن أتخيل فكرة أنه قد يأتي يوم وأتحدث عن أمي بصيغة الماضي"! في غفلة تسارع العمر أجدني شاردًا عن هذه الحقيقة!



تنظر وتترقب أن يقر المولى عينيك بصلاح واشتداد عُودِ بنيك، لكن تقف هنالك مدهوشًا أمام خطوات أمِّك التي بدأ الزمن يقلل من تسارعها، ويكسوها العمرُ انحناء، ويصاحبها عكازها الذي ينبئك عن حقيقة تساقُطِ الحياة كأوراق الشجر! لا شيء يؤلمك وأنت تراها تفتح مخزن أدويتها، ولا تستطيع أن تعطيها من عافيتك وتكفيها أوجاعها!



كم من ذكريات تناثرت في ذكراها، صورتي وضحكاتي الطفولية التي تتكئ على عضد حنانها، لهوُ الطفولةِ الذي يرتع في ربيع ابتسامتها، تحتضنك كما لا يمكن لأي ذراعين احتضانك! وتسندك كما لا يمكن لأي قوة إسنادك! هي حصنك وحضنك وسندك وضماد جروحك التي لا يراها الناس!



بينما أنت في الساعات الأخيرة من الليل، تطفئ نور غرفتك لتبقى وحيدًا تحدِّق في متاهات الحضور والغياب فتسقط في فخ سؤالات الرحيل، ويبعثرك السؤال الذي تحاول تجاوزه: أيُّنا يرحل أولًا؟! أينا سيُكْلم ويوجَع الوجع الكبير؟!!

وإذا بكيتُ فقد بكيتُ مخافةً = من أن يكون لقاؤنا أحلامَا



أمي.. ماذا لو أخبرتك عن وحدتي الدائمة بدونك! يمضي الليل مختليًا بنفسي إلى ذلك الظلام الكحيل القاتم، مُشخصًا ببصري إلى السواد، تضج في صدري تناهيد غيابك، وصوت أفكاري وعقارب الساعة تتسابقان إلى حرماني من نومٍ دونما أن يصحبني فيه خيالك!



ارتحل إلى رزقي وأجدني مهشَّمًا في بعدك، أخوض يومي وألتمس بركات دعائك، ويصاحبني فيه اهتمامك، حين يصلني صوتك على بعد المسافة أجده جرعة أتعافى به من طعنات الزمان! أجدك في رنة هاتفي وإذْ بدعواتك وصوتك الرنان يأخذ بروحي وقلبي إلى السماء وكأن صوتك مزمارٌ يجوب الروح ينفث بتراتيله فؤادي المكلوم، وأستعيذ به من خيبات الأمل وعثرات الأماكن والوجوه! لا أقفل اللهُ لك بابًا ولا أُقفل عني إليكِ طريقًا!!!

متى أراكِ فيَومي كُلُّه نَضِرُ
يا جنَّةً من رُباها قلبيَ العَطِرُ
كتبتُ في صفحاتِ المجد رائعتي
بمثلِ نوركِ يا أمَّاهُ أفتخرُ

المواضيع المتشابهه:



 توقيع :


شكرا نجمتنا لا عدمتك :

رد مع اقتباس