لاتكن ظالما
تدور أحداث هذه القصة عام 1918م ،
كان هناك تاجر معروف عنه أنه بار بكل من حوله ، معطاء ، لا يبخل على الفقير والمحتاج ، يعاون أهله ومن يلجأ إليه ، كان تاجر متوسط الثراء ، كان يعمل في بيع الأبقار في الدول العربية من العراق وحتى سوريا ، وأحيانًا كان يصل إلى مصر .
يبيع الأبقار وبثمنها يشتري الأقمشة ، ويعود إلى بلده من جديد ليبيع الأقمشة ويشتري الأبقار وهكذا ، جاء موسم البيع عام 1918م ،
وخرج مع الأبقار ومعه عدد كبير من الرجال يعاونه ،
ولكن في الطريق وقبل الوصول إلى سوريا فوجئ بهطول الثلوج .
أغلقت الثلوج الطريق وغطت الحشائش ،
ولم تستطع الأبقار تحمل البرودة والجوع فمات القطيع كله إلا أربعة أبقار ، قرر التاجر أن يصرف المعاونين له ،
ويكمل رحلته إلى سوريا ، حيث أنه كان مدين لأحد التجار .
قرر أن يذهب إلى هذا التاجر ويعطيه جزء من حقه ويطلب منه تأجيل الباقي ،
وصل التاجر إلى سوريا متأخرًا ، وكان الظلام قد حل ، في هذا الوقت لم يكن هناك أي فنادق أو مطاعم ،
كان المسافر يطرق باب أي منزل وينام فيه ويأكل مما يأكل منه أهل المنزل دون مقابل .
طرق التاجر باب أحد الدور ، وكان صاحب الدار رجل فقير معدم ،
لديه زوجة وابن واحد ، سمح للتاجر أن يدخل إلى الدار ، وجلس يتعشى مع الأسرة بعد أن وضع للأبقار بعض العلف ، كان منزل الرجل فقيرة ما هي إلا غرفتان ، واحدة ينام فيها الرجل وزوجته والأخرى ينام فيها الابن .
بعد أن تعشى الأربعة وحكى لهم التاجر قصته ، ذهب الجميع للنوم ، سأل الرجل التاجر هل يحتاج إلى شيء فشكره على المعروف ،
كان التاجر ينام على السرير الموجود بالناجية اليسرى من الغرفة وابن التاجر ينام على السرير بالناحية اليمنى من الغرفة .
ذهب التاجر لينام في غرفته ، وحينها تحدثت معه زوجته أن التاجر معه أموال ،
وأن الشتاء القاسي قادم ، وقد تحدث مجاعة ، لذا لابد وأن يسرقه فالأموال والأبقار ستنفعهم لتمضية فصل الشتاء .
رفض الرجل الفكرة لكن الزوجة أصرت وألحت
وأخبرته بأن الضرورات تبيح المحظورات ،
وزين له الشيطان الخطة ، فأخرج خنجره وذهب إلى الغرفة الأخرى لقتل الضيف وسرقته ،
لم يكن هناك في هذا الوقت أضواء إلا مصابيح الزيت ، دخل الرجل بهدوء إلى الغرفة ، يعرف طريقه نحو الجهة اليسرى من الغرفة ،
تحسس النائم ووضع سكينه على رقبته وذبحه على الفور ، كانت الزوجة تنتظر الإشارة ،
حتى تدخل وتساعد زوجها في إخراج الجثة .
كانت الخطة أن يسرقوا التاجر ويلقوا بجثته في أي بئر قريب
ولن يعلم أحد أي شيء مما حدث ، ولكن حين سحبوا الجثة إلى الخارج اكتشفوا أنها جثة ابنهما الوحيد ،
صعق الرجل وزوجته وصرخوا وسقطوا مغشيًا عليهم .
استيقظ التاجر وخرج ليجد ابن الرجل ممد في دمه
وكلًا من الأب والأم ملقى بجواره على الأرض من هول الصدمة ،
استدعى التاجر الجيران ، الذين حاولوا صب الماء على وجه الأب والأم ليفيقوا .
حين أفاقوا طلب الرجل أن يحضر أهل القرية الشرطة واعترفوا بكل شيء ، كان التاجر عاجزًا عن الكلام ولا يعرف كيف نجا مما حدث ،
فحين خرج الرجل من الغرفة ليلًا جلس التاجر يتحدث من ابن الرجل ، وكان الحديث شيقًا فجلس الولد على سرير التاجر ،
ولكن غلبه النوم فلم يشأ التاجر أن يزعجه ، فتركه وذهب لينام على السرير الأخر ، ومن هنا نجا التاجر ،
ورد الله عنه أذى الرجل الظالم وزوجته .
المواضيع المتشابهه: