عرض مشاركة واحدة
قديم 11-06-2013   #26


الصورة الرمزية شهاب الليل
شهاب الليل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 179
 تاريخ التسجيل :  Mar 2011
 أخر زيارة : 08-05-2023 (03:58 AM)
 المشاركات : 17,012 [ + ]
 التقييم :  165345
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 340 مرة في 170 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



درجات الولاية
الولاية على درجات تبدأ مع الإسلام .. ثم ترقى مع الإيمان .. ثم تعلو مع التقوى وتصل إلى الذروة مع الإحسان .
فالأولياء منهم المسلم فقط الذي يقتصر في الطاعات .. ويرتكب بعض المعاصي والسيئات .. وهذا هو الظالم لنفسه .. في أدنى درجات الولاية يدخل فيها ولا تطلق عليه .
ومنهم المُقتصد الذي يؤدي الفرائض .. وإن قصّر في النوافل ويترك المُحرمات وإن وقع في المكروهات .. وهو مسلم أيضا لا يوصف بإيمان مُطلق .. وكذا لا يطلق عليه اسم ولي .
ومنهم المؤمن الذي يؤدي الفرائض والنوافل .. ويترك المُحرمات .. وكذا المكروهات فهذا مؤمن ولي .. يُطلق عليه اسم ولي .. كما يُطلق عليه اسم مؤمن .
ومنهم التقي المُحسن الذي يؤدي الفرائض ومعها النوافل .. يلتزم بالورع .. ويترك المُحرمات وكذلك المكروهات .. ويبتعد عن المتشابهات .. ويُحول العادات إلى عبادات .. ويجعل المُباحات طاعات .. وهذا الصنف هم السابقون بالخيرات وهم الذين قال الله فيهم : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖفَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ (35) فاطر 32-35
فالآية الكريمة بيّنت أن الله تعالى أورث كتابه من اصطفى من عباده .. والله تعالى يصطفي رُسلا كما قال : (اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ) الحج 75 .
وكذلك يجتبي أولياء كما قال تعالى : (الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب ) الشورى 13 .
ولذلك فطريق النبوة لا يكون إلا اصطفاء فلا يكون اكتسابا .
وأما الولاية فلها طريقان : الاجتباء ويكون منحة .
والإنابة : وتكون اكتسابا .
هؤلاء المصطفون من العباد درجات : أعلاهم درجة الأنبياء والرسل (أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ).. والأنبياء والرسل هم أولياء من باب أولى .. فكل نبي ولي .. وليس كل ولي نبيا .. كما أن كل رسول نبي .. وليس كل نبي رسول .
وهذه الدرجة للأنبياء والرسل قد وصلوا فيها إلى القمة والهداية .. كما أن لهم العصمة التي ليست لغيرهم من الأولياء .. فالولي ليس معصوما بخلاف النبي .
وهذه الدرجة تُعرف بالدرجة العُليا .
ودونها الدرجة العالية لمن أدى الفرائض والسُنن .. وابتعد عن الحرام والمكروه .. وهذه الدرجة للصديقين والشهداء والصالحين .. فهاتان الدرجتان العُليا والعالية هما اللتان أشارت إليهما الآية الكريمة : (وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ ) .
وبيّنتهما الآية الكريمة : (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا * ذلك الفضلُ من الله وكفى بالله عليما ) 69 – 70 .
فاللهم اجعلنا منهم بفضلك .
ثم الدرجة الوسطى : وهم المقتصدون أصحاب اليمين كما وصفتهم سورة الواقعة وبينت جزاءهم فقالت : (وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ * فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ * وَظِلٍّ مَمْدُودٍ * وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ * وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ * وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ * إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا * لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ * ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ ) الواقعة 27 – 40 .
ثم الدرجة الدنيا : درجة الظالمين لأنفسهم الذين يُقصرون في الطاعات .. ويرتكبون السيئات .. وهذا الصنف ولي أيضا .. ولكنه في اقل درجات الولاية .. ولا يحكم عليه انه من أصحاب الشمال .. بل هو من أهل الجنة بمشيئة الله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ) النساء 48 .
وأما بالشفاعة لقوله صل الله عليه وسلم : ( لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته .. واني قد اختبأت دعوتي لأمتي يوم القيامة .. من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا ) أخرجه البخاري .
وإما أن يعذب في النار ثم يخرج منها بما بقي معه من إيمان ..لقوله صل الله عليه وسلم : ( يخرج من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ) أخرجه البخاري .
ولذلك قالت الآية الكريمة بعد ذكر هذه الأصناف : (ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا .... الآية ) فاطر 32 – 33 .
فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .
فاللهم عاملنا بفضلك وجودك وكرمك ..
آمين .



 
 توقيع :


[flash=http://up.hawahome.com/uploads/13722673011.swf]WIDTH=420 HEIGHT=220[/flash]


رد مع اقتباس