الموضوع: همس القوافي
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-22-2013   #23


الصورة الرمزية شهاب الليل
شهاب الليل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 179
 تاريخ التسجيل :  Mar 2011
 أخر زيارة : 08-05-2023 (03:58 AM)
 المشاركات : 17,012 [ + ]
 التقييم :  165345
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 340 مرة في 170 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



المرقش الأصغر
هو ربيعة بن سفيان بن سعد بن مالك بن ضبيعة. وقيل اسمه عمرو بن حرملة بن سعد بن مالك بن ضبيعة ابن قيس بن ثعلبة وقيل اسمه حرملة بن سعد. هو ابن أخ المرقش الأكبر وعم طرفة بن العبد. شاعر جاهلي من أهل نجد، من شعراء الطبقة الثانية، وهو أشعر المرقشين. من أشهر عشاق العرب وفرسانهم. كانت له مواقع في بكر بن وائل وحروبها مع تغلب. كما كان طويل العمر. كان من أجمل العرب وأحسنهم طلة.. كما كان من أشعر العرب غلب على شعره اليأس والقنوط. يصنف من الشعراء العذريين الذين يطغى على شعرهم التشاؤم والضجر من الواقع المرير فيهربون منها إلى أشعارهم التي يكثر عليها الوصف الجميل ثم ما يلبثون أن يعودوا إلى واقعهم المتشائم.
كلف بفاطمة بنت الملك المنذر وأكثر من ذكرها في شعره وكانت لدى فاطمة جارية لها تسمى هند. أحبته هند كما أحبته فاطمة بنت المنذر لكنه كان يحب هند الجارية أكثر من سيدتها وهذا واضح في شعره. يقول:
خليليّ عوجا باركَ اللـه فيكما =وإن لم تَكُنْ هندٌ لأرضِكما قَصْدا
وقولا لها:
ليس الضلالُ أجازَنا = ولكنّنا جُزنا لنلقاكمُ عَمدا
ويقول:
فمن يلق خيراً يحمد الناس أمره = ومن يغو لا يعدم على الغي لائماً
قيل أنه توفي في 50 قبل الهجرة وقيل سنة 54.


1: ألا يا اسلمي لا صرم لي اليوم فاطما = ولا أبدا ما دام وصلك دائما
2: رمتك ابنة البكري عن فرع ضالة = وهن بنا خوص يخلن نعائما
3: تراءت لنا يوم الرحيل بوارد = وعذب الثنايا لم يكن متراكما
4: سقاه حبي المزن في متهلل = من الشمس رواه رباب سواجما
5: أرتك بذات الضال منها معاصما = وخدا أسيلا كالوذيلة ناعما
6: صحا قلبه عنها على أن ذكرة = إذا خطرت دارت به الأرض قائما
7: تبصر خليلي هل ترى من ظعائن = خرجن سراعا واقتعدن المفائما
8: تحملن من جو الوريعة بعد ما = تعالى النهار واجتزعن الصرائما
9: تحلين ياقوتا وشذرا وصيغة = وجزعا ظفاريا ودرا توائما
سلكن القرى والجزع تحدى جمالهم = ووركن قوا واجتزعن المخارما
ألا حبذا وجه ترينا بياضه = ومنسدلات كالمثاني فواحما
وإني لأستحيي فطيمة جائعا = خميصا، وأستحيي فطيمة طاعما
وإني لأسحييك والخرق بيننا = مخافة أن تلقي أخا لي صارما
14: وإني وإن كلت قلوصي لراجم = بها وبنفسي، يا فطيم، المراجما
[أفاطم إن الحب يعفو عن القلى = ويجشم ذا العرض الكريم المجاشما]
ألا يا اسلمي بالكوكب الطلق فاطما = وإن لم يكن صرف النوى متلائما
17: ألا يا اسلمي ثم اعلمي أن حاجتي = إليك، فردي من نوالك فاطما
18: أفاطم لو أن النساء ببلدة = وأنت بأخرى لأتبعتك هائما
متى ما يشأ ذو الود يصرم خليله = ويعبد عليه لا محالة ظالما
وآلى جناب حلفة فأطعته = فنفسك ول اللوم إن كنت لائما
21: [كأن عليه تاج آل محرق = بأن ضر مولاه وأصبح سالما]
فمن يلق خيرا يحمد الناس أمره = ومن يغو لا يعدم على الغي لائما
ألم تر أن المرء يجذم كفه = ويجشم من لوم الصديق المجاشما
أمن حلم أصبحت تنكت واجما = وقد تعتري الأحلام من كان نائما

جو القصيدة: كان مرقش الأصغر من أجمل الناس وجها وأحسنهم شعرا، وهو صاحب فاطمة بنت المنذر، كانت لها جارية يقال لها هند بنت عجلان، أعجبت بالمرقش واتصل بها، ورأته فاطمة فأعجبت به أيضا، واحتالت حتى أوصلته إليها الجارية، فلبث بذلك حينا، وكان لمرقش صديق اسمه عمرو بن جناب بن عوف بن مالك، عاهده أن لا يتكاذبا، وكانا شديدي الشبه، غير أن ابن جناب كان كثير شعر البدن، فألح على مرقش حتى أخبره الخبر، فقال: لا أرضى عنك ولا أكلمك أبدا حتى تدخلني إليها، وحلف له على ذلك، ففعل، ودله على وساطة بنت عجلان ورسم له الأمر. وأدخلت الجارية عمرا على فاطمة، فلما أرادها أنكرت شعره، فدفعت في صدره، ودعت ابنة عجلان فذهبت به، فلما رآه مرقش قد أسرع الكرة عرف أنه قد افتضح، فعض على إبهامه فقطعها أسفا، وهام على وجهه حياء. وقد أشار إلى قطع إصبعه في البيت 23 وإلى ذكرى هذه الحادثة في البيت 6. وقد بدأ القصيدة منوها بالوفاء، وبين أثر الحبيبة في قلبه يوم الفراق، ووصف حسنها، والذكرة التي تعاوده مما فعل. ثم نعت الظعائن ورسم رحلتهن، وأشار بعد إلى استحيائه فاطمة لما سبق من القول، وتمنى لها خير الأماني، واستعطفها، وأبان لها عن قوة حبه، وأشار إلى حلف عمرو بن جناب في البيت 20 وتحدث عما تقتضيه الصداقة من تجشم المجاشم وركوب الهول. ثم وصف حاله في الوجوم كأنه حالم.
(1) الصرم، بضم الصاد وفتحها: القطع. لا أبدا: لا صرم أبدا.
(2) الضال: سدر الجبل الذي لا يشرب الماء. وفرع الضالة: أراد به القوس، كأنها رمته عنه. الخوص: الإبل الغائرة العيون من جهد السفر. نعائم: جمع نعامة أي هن في ضمرهن وجهدهن، أو في سرعتهن، يحسبن نعاما.
(3) الوارد: الطويل، عنى شعرها. متراكم: متراكب.
(4) حبي المزن: ما اقترب من السحاب. في متهلل: أي في روض متهلل. الرباب: سحاب دون السحاب الأعظم. سواجم: تسكب الماء. يريد تشبيه ريقها بماء المزن.
(5) المعصم: موضع السوار. الوذيلة: مرآة الفضة.
(6) الذكرة، بالكسر، لم تذكر إلا في اللسان والمعيار، ولها شاهد آخر في الأصمعية 29.
(7) أراد بالظعائن النساء. اقتعدن: ركبن. المفائم: الإبل العظام، أو المراكب الوافية الواسعة، واحدها مفأم، بضم الميم وسكون الفاء.
(8) تحملن: رحلن. الوريعة: مكان. اجتزعن: قطعن. الصرائم: قطع الرمل.
(9) تحلين: لبسن الحلي، وهو متعد هنا بدون الحرف، ولم يذكر ذلك في المعاجم. الشذر: اللؤلؤ، أو قطع صغار من الذهب. صيغة: قال الأنباري "فعلة من صوغ الذهب" أراد به ما صيغ منه، وهذا المعنى لم يذكر في المعاجم، وهو طريف، لأن أكثر الأدباء يتحرجون من استعماله، يظنونه عاميا. الجزع، بفتح فسكون، ويجوز كسر الجيم: الخرز اليماني، وهو من أنفس الجواهر، وانظر صفته في الجماهر للبيروني 174-181. ظفار: بلد باليمن، مبني على الكسر. توائم: اثنتين اثنتين.
(10) الجزع، بالكسر: منعطف الوادي. قو: موضع. وركنه: خلفنه وعدلن عنه. المخارم: أطراف الطرق في الجبال.
(11) المنسدلات: الذوائب المسترخية. المثاني: الحبال، شبه شعرها بها. الفواحم: السود.
(12) الخميص: الضامر من الجوع ههنا.
(13) الخرق: ما اتسع من الأرض. أي أسحييك أن تلقي مصارما لي يسبقني عندك ويتنقصني.
(14) الرجم: الرمي. الراجم المراجم: يريد أنه يدفع بناقته وبنفسه في سرعة السير.
(15) يعفو: يكثر. القلى: البغض. والمعنى أن الحب مع منع المحبوب وجفائه يزداد ويستحكم. "وحب شيء إلى الإنسان ما منعا". يجشم: يكلف على مشقة، أي: يحمله على ركوب الهول. وهذا البيت وشرحه زيادة من المرزوقي.
(16) الطلق: الذي لا حر فيه ولا قر ولا شيء يؤذي. متلائم: متلاحم موصول.
(19) يعبد: يغضب، وبابه "فرح".
(20) آلى: حلف. جناب: أراد عمرو بن جناب، سماه باسم أبيه، وهو شيء نادر في العربية. "حلفة" في المعاجم بفتح الحاء فقط، وكذلك أثبتت في الشعراء.
(21) عليه: أي على عمرو بن جناب رفيقه الذي خانه. يقول: هذا الجاني عليه كأنه نال رياسة عمرو بن هند وذويه. مولاه: صاحبه. وهذا البيت زيادة من المرزوقي ونسخة فينا، وذكره مصحح الشرح في آخر القصيدة، وأثبتناه في موضعه اللائق به تبعا لرواية ياقوت في البلدان 8: 419.
(22) غوي: من الغي، وهو الضلال والخيبة. وبابه "رمى".
(23) يجذم: يقطع. من لوم الصديق: خشية لومه وطلبا لرضاه.
(24) تنكت: يقال "نكت في الأرض" إذا جعل يخطط فيها. الواجم: الحزين. وكذلك يفعل المغتم، ينكت في الأرض بعود من الهم والفكر.



 
 توقيع :


[flash=http://up.hawahome.com/uploads/13722673011.swf]WIDTH=420 HEIGHT=220[/flash]


رد مع اقتباس