عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04-16-2017
الغريبة غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 2186
 تاريخ التسجيل : Apr 2016
 فترة الأقامة : 2919 يوم
 أخر زيارة : 07-12-2022 (05:49 PM)
 المشاركات : 13,322 [ + ]
 التقييم : 6639
 معدل التقييم : الغريبة has a reputation beyond reputeالغريبة has a reputation beyond reputeالغريبة has a reputation beyond reputeالغريبة has a reputation beyond reputeالغريبة has a reputation beyond reputeالغريبة has a reputation beyond reputeالغريبة has a reputation beyond reputeالغريبة has a reputation beyond reputeالغريبة has a reputation beyond reputeالغريبة has a reputation beyond reputeالغريبة has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 3,941
تم شكره 1,897 مرة في 1,149 مشاركة
شرطي المرور والتعامل مع الناس







السؤال

♦ الملخص:
ضابط مرور يجد الكراهة والخوف في وجه مَن يوقفهم من السائقين، ويسأل: هل عملي يُعدُّ ترويعًا للناس؟!

♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أعمَل ضابط مرور، مُشكلتي التي تؤرِّقني هي: أنني عندما أقوم بتحرير مُخالفة لأحد السائقين، أو أقوم بتوقيف سيارة لتفتيشها أو لمراقبة أجهزة السلامة فيها، أجد في وجْهِ مَن أُوقفُه الكراهة أو الانزعاج أو الخوف.

أصبحتُ كلَّما أُوقفُ سائقًا أقول في نفسي:
إنه سوف يدعو عليَّ، وإن الرسول صلى الله عليه وسلم نَهَى عن ترويع المسلمين،
وأتساءل في حيرة:
هل عملي كضابط مرور ليس من الأعمال المحبَّذة شرعًا؟
أفيدوني وجزاكم الله خيرًا



الجواب

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فجزاك الله خيرًا أيها الابن الكريم على تلك المشاعر النبيلة، والتي هي نادرة في زماننا هذا، وأشدُّ ندرةً عند رجال الشرطة نظرًا للطبيعة المهنية، فكن دائمًا حريصًا على الأخلاق العالية، وراقبْ نفسك وحاسِبْها، فإنَّ ترْكَ العمل بمُوجب الحق يُطفئ ذلك النور في قلب المؤمن حتى تتداخل القيم وتَلتبِس الأمور.

وقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرفق والصبر والحلم
وملاطفة الناس، وحضَّنا على التخلُّق بهذا كله، وبيَّن أنها سبب
كل خير، وذمَّ الشدة والعنف والمُخاشَنة ما لم تدْعُ حاجة إليها؛
ففي الصحيحَين عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((إن الله يحبُّ الرفق في الأمر كله))،
وعنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((إن الله رفيق يحبُّ الرفق، ويُعطي على الرِّفق ما لا يُعطي على العنف، وما لا يُعطي على ما سواه))،
وعنها أيضًا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((إنَّ الرفق لا يكون في شيءٍ إلا زانه، ولا يُنزَع مِن شيء إلا شانه))،
وعن جرير بن عبدالله رضي الله عنه قال:
سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَن يُحرَم الرِّفق يُحرم الخير كله))؛
رواها جميعًا مسلم في صحيحه.

ولتعلَم سلَّمك الله أن سنَّ القوانين التي تُنظِّم حركة المرور
مِن أجل ضبط حركة الشوارع والطرقات من الأمور المشروعة،
بشرط ألا تَشتمل تلك القوانين على ظُلم أو تعسُّف في التطبيق،
وكل عاقل يُدرك أهمية رجل المرور، وأن بدونه تَسود الفوضى،
وتَكثر الحوادثُ التي تعود بالضرر البالغ على الأنفُس
والأموال العامة والخاصة، وكذلك العمل على تنفيذ تلك
القوانين المُروريَّة واجبٌ شرعيٌّ؛ لما فيها مِن المصالح
التي لا تتقاطَع مع الشريعة الإسلامية، بل مَن تأمَّل الشرع
وجدها مُندرجة تحت نصوص الشرع العامة الآمِرة بحفظ
النفوس والأموال، ومِن ثَمَّ كان تنفيذُ القوانين المنظِّمة والعمل بها لا حرَج فيه.

إذا تقرَّر هذا سلَّمك الله فما تقوم به مِن عملٍ وتطبيق المُخالفات
على السائقين المخالفين سواء للإشارات الضوئية،
أو تجاوز السرعة المحدَّدة، أو عدم مُراعاة قواعد السير
والوقوف والاستِدارة، وغيرها، كلُّ هذا جائز مشروع لك،
ولا تتحرَّج منه، وهذا لا يُنافي أن تكون رحيمًا رفيقًا بالناس في توجيههم،
وما يَلحق السائق مِن غرامات وعقوبات هم مَن جلبوها
لأنفسهم بعدم مراعاتهم للقوانين فجنوا على أنفسهم،
أو كما قيل في المثل:"على أهلها جنَتْ براقش"،
وقيامك بدفْع هذا الضرر لتحقيق مصلَحة حِفظ الأنفس والأموال
واجبٌ عليك، سواء كَرهوا العقوبة أم قبلوها، وأنت لم تَظلمهم
وإنما طبَّقتَ عليهم القانون وحسْبُ، وأخذت على أيديهم
حفاظًا عليهم وعلى بقيَّة أفراد المجتمع.

فاحرِص دائمًا أيها الابن الكريم على أن تتقي الله تعالى
في أفراد المجتمع، ولا تتعسَّف معهم في تطبيق القانون وفي العقاب،
وابتسم في وجوههم ولاطفهم عند الإيقاف والتفتيش حتى يطمئنوا إليك،
ويُغيروا وجهة نظرهم فيك وفي رجال الشرطة عامة،
وكن على حذر مِن أن تَظلمهم،
((فإن الظلم ظلمات يوم القيامة))
؛ كما في الحديث المتفق على صحَّته.
إذا فعلتَ هذا فلا يضرَّك دعاء مَن دعا عليك بعد ذلك؛
لأنه دعاءٌ بغير حق، وتعدٍّ في المسألة
وفَّقك الله وقدَّر لك الخير حيث كان


الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي

الألوكة - الفتاوى والإستشارات




المواضيع المتشابهه:



 توقيع :



[media]https://www.youtube.com/v/ewzNjWgnLqw[/media]






رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ الغريبة على المشاركة المفيدة:
 (09-20-2017),  (09-01-2017)