عرض مشاركة واحدة
قديم 12-08-2012   #56


الصورة الرمزية بسمة روح
بسمة روح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 09-13-2014 (01:00 PM)
 المشاركات : 12,175 [ + ]
 التقييم :  53790370
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي



التزامات رقيق الأرض
كان وجود رقيق أمرًا سببه نشوء النظام الإقطاعى الذى تبلور فى صورته المعروفة بأوروبا فى القرن التاسع ، وبلغ ذروته إبان القرون الوسطى، وتحديدًا فى القرن الثالث عشر . وكان الرقيق يمثلون الأغلبية الساحقة من سكان أوروبا باستثناء الملوك والنبلاء ورجال الدين .
بدأ نظام الإقطاع بمنح الملوك والأمراء مساحات من الأراضى لمن يدينون لهم بالولاء ، مدى حياتهم ثم أصبح ذلك أمرًا وراثيًا ، فأمير الإقطاعية هو الحاكم المطلق فى إقطاعيته ، هو المالك لكل شىء والباقون عبيد ، ولا يملكون الانتقال من إقطاعية إلى إقطاعية .
ولم تكن مساوىء النظام الإقطاعى فى الجانب المالى فحسب ، بل كان للإقطاعى سلطات أخرى . والمدهش حقًا هو تلك القائمة الطويلة من الواجبات التى يؤديها الرقيق للمالك ، فضلا عن خضوعه المطلق لسلطته وارتباطه المحكم بإقطاعيته و منها:
1- ثلاث ضرائب نقدية فى العام .
2- جزء من محصوله وماشيته .
3- العمل سخرة كثيرًا من أيام السنة !!.
4- أجر على استعمال أدوات المالك فى طعامه وشرابه .
5- أجر للسماح بصيد السمك أو الحيوان البرى !! .
6- رسم إذا رفع قضية أمام محاكم المالك !! .
7- ينضم إلى فيلق المالك إذا نشبت حرب .
8- يفتدى سيده إذا أُسر .
9- يقدم الهدايا لابن المالك إذا رُقى لمرتبة الفرسان.
10- ضريبة على كل سلعة يبيعها فى السوق !! .
11- لا يبيع سلعة إلا بعد بيع سلعة المالك نفسه بأسبوعين !! .
12- يشترى بعض بضائع سيده وجوبًا .
13- غرامة إذا أرسل ابنه ليتعلم أو وهبه للكنيسة !! .
14- ضريبة مع إذن المالك إذا تزوج هو أو أحد أبنائه من خارج الضيعة !!.
15- حق الليلة الأولى وهى أن يقضى السيد مع عروس رقيقه الليلة الأولى!! وكان يسمح له أحيانًا أن يفتديها بأجر، وقد بقى هذا فى بافاريا إلى القرن الثامن عشر !!! .
16- المالك هو الذى يرث كل ممتلكات الرقيق إذا مات .
17- ضريبة سنوية باهظة يدفعها الرقيق للكنيسة ، وأخرى يدفعها للقائد الذى يتولى الدفاع عن المقاطعة .

الديانات السابقة
كان الرق شائعًا فى عهد أبى الأنبياء إبراهيم عليه السلام .. ومن المعروف تاريخيًا أن فرعون مصر أهدى السيدة "سارة" زوجة إبراهيم جارية هى "هاجر"، وهبتها بدورها لزوجها عليه السلام لعلها تلد له ابناً ، إذ كانت "سارة" عجوزًا عاقرًا. وولدت السيدة "هاجر" سيدنا إسماعيل على نبينا وعليه السلام . وإذا كان النصارى واليهود يؤمنون بإبراهيم عليه السلام مثلنا ، فلماذا يعيبون علينا السماح بملك اليمين فترة من الزمن إلى أن يتم لهم التحرر بوسائل شتى ، ولا يرون بذلك بأساً عند إبراهيم ثم أولاده وأحفاده ؟!! أم أنه الحقد و التعصب ضد الإسلام ؟!!
وكذلك عاشر " يعقوب " جاريتين ، أهدتهما إليه زوجتاه ابنتا خاله " لابان " - " ليا " و"راحيل "- بملك اليمين أيضاً ، وأنجب من الحلائل الاربع أولاده الإثنا عشر يوسف وإخوته .. ولا يجد المستشرقون هنا أيضاً أية غضاضة ، ولا فى إمتلاك داود وسليمان عليهما السلام لأعداد كبيرة من العبيد والجوارى !! تقول مصادر أهل الكتاب أن سليمان عليه السلام كانت له 300 زوجة و 700 سرية ، فهل سبعمائة جارية بالعدد القليل ؟!! و كان الرق معروفًا فى عهد يوسف عليه السلام.. إذ تعرض هو نفسه لمحنة الرق ، بعد أن ألقاه إخوته فى الجُب صغيراً، وعثرت عليه قافلة ثم باعوه بمصر حيث اشتراه كبير وزرائها فى ذلك العهد .كما كان استرقاق السارق موجودا فى شريعة ابراهيم واسحاق ويعقوب ويوسف عليهم السلام، واستخدم يوسف حيلة لاظهار أخيه بنيامين كسارق لاستبقائه معه. وقد بسط القرآن الكريم القصة كاملة فى سورة يوسف.(10)

الرق عند اليهود
كان اليهود دائماً وأبداً من أكبر المتاجرين بالبشر فى كل العصور . فالقوم ينطلقون من عقيدة أساسية عندهم هى أنهم شعب الله المختار، فمن الطبيعى –عندهم - أن يكون الآخرون من كل أجناس الأرض الأخرى عبيداً لهم ، يمارسون ضدهم أبشع أنواع القهر و الاستعباد و الاستغلال ، إن لم يفتكوا بهم بلا أدنى رحمة !! وهكذا حسم اليهود أمرهم مبكراً بتلفيق نصوص فى التوراة الموجودة بأيديهم الآن ، لتعطيهم صراحة الحق إما فى استرقاق الآخرين كما يحلو لهم ، وإما إبادتهم بالكامل إن أرادوا !!! حيث يزعم الإصحاح الحادى عشر من سفر الخروج فى العهد القديم أنه :"لكى تعلموا أن الربَّ يُميِّز بين المصريين وإسرائيل ، فينزل إلىّ جميع عبيدك هؤلاء ويسجدون لى .." 7-8 (!!) . وطبقاً لهذه النظرية فإن اليهود كانوا دوماً من أكبر وأشهر التجار فى أسواق النخاسة فى كل أنحاء المعمورة ، فمعبودهم الأول والأخير هو الذهب ، الذى لا يتورعون- فى سبيل الحصول عليه- عن امتصاص دماء الآخرين ، وبيعهم فى الأسواق كالبهائم سواء بسواء !! وحتى الأطفال و البهائم والأمتعة لم تنج من بطش أحفاد القردة و الخنازير الذين يطبقون نصوص البطش و الإجرام الملفقة !!
تقول التوراة المحرفة التى بأيدى اليهود اليوم فى الإصحاح العشرين من كتاب الثنية المزعوم :
(حين تقرب من مدينة لكى تحاربها استدعها إلى الصلح . فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير وتستعبد لك. وإن لم تسالمك بل عملت معك حربًا فحاصرها ، وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف ، وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما فى المدينة وكل غنيمتها فتغنمها لنفسك وتأكل غنيمة أعدائك التى أعطاك الرب إلهك . هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدًا التى ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا . أما مدن هؤلاء الشعوب التى يعطيك الرب إلهك نصيبا فلا تستبقى منها نسمة ما بل تحرّمها تحريمًا...) . والويل كل الويل للمدن التى لا تعبد إله إسرائيل, فإنها كما جاء فى الإصحاح الثالث عشرمن سفر التثنية: "فضرباً تضرب بحد السيف وتحرّم بكل ما فيها مع بهائمها بحد السيف, تجمع كل أمتعتها إلى وسط ساحتها, و تحرق بالنار المدينة وكل أمتعتها كاملة للرب إلهك، فتكون تلاً إلى الأبد لا تُبنى بعده.."!!!.
أما الإصحاح الحادى و العشرين من سفر الخروج فإنه ينص صراحة على جواز شراء العبيد : (إذا اشتريت عبداً عبرانياً فست سنين يخدم) ثم إن "أعطاه سيده امرأة وولدت له بنين و بنات فالمرأة وأولادها يكونون للسيد ، وهو يخرج وحده ، ولكن" إذا قال العبد : أحب سيدي وامرأتي وأولادي لا أخرج حرّاً ، يقدمه سيده إلى الله ، ويقربه إلى الباب أو إلى القائمة ، ويثقب سيده أذنه بالمثقب يخدمه إلى الأبد"، هذا إن كان عبرانياً. أما استرقاق غير العبراني فهو عن طريق الأسر والتسلط ، لأنهم يعتقدون أن جنسهم أعلى من غيرهم ، ويصطنعون لهذا الاسترقاق سنداً من توراتهم فيزعمون : إن حام بن نوح – وهو أبو كنعان – كان قد أغضب أباه ، لأن نوح سكر يوماً ثم تعرى و هو نائم فى خبائه !! فأبصره حام كذلك فلما علم نوح بهذا بعد استيقاظه غضب ، ولعن نسله الذين هم كنعان ، وقال – كما فى التوراة فى سفر التكوين إصحاح 9/25 -26 – ملعون كنعان عبد العبيد يكون لإخوته ، وقال: مبارك الرب إله سام وليكن كنعان عبداً لهم .!! وفى الإصحاح نفسه / 27 / :
"ليفتح الله ليافث فيسكن فى مساكن سام ، وليكن كنعان عبداً لهم". !!
وقد اتخذت الملكة "إليزابيث" الأولى – ملكة بريطانيا قديمًا - من هذا النص الملفق سنداً لتبرر تجارتها في الرقيق التى كانت تسهم فيها بنصيب الأسد .

موقف النصرانية من الرقيق
جاء الدين المسيحى فأقرّ الرق الذى أقرّه اليهود من قبل . فليس فى الأناجيل المحرَّفة الموجودة الآن نص يحرمه أو يستنكره. والغريب أن حاقدا مثل المؤرخ "وليم موير" يعيب على نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم أنه لم يبطل الرق حالاً ، مع تغاضيه عن موقف الإنجيل من الرق ، حيث لم ينقل عن المسيح ، ولا عن الحواريين ولا عن الكنائس شيئاً فى هذه الناحية (!!!)
وزعم القديسون أن الطبيعة جعلت بعض الناس أرقاء !!
وفى المعجم الكبير للقرن التاسع عشر : "لا يعجب الإنسان من بقاء الرق واستمراره بين المسيحيين إلى اليوم ، فإن نواب الدين الرسميين يقرون صحته ويسلمون بمشروعيته" . وفيه "الخلاصة أن الدين المسيحى ارتضى الاسترقاق تماماً إلى يومنا هذا ، ويتعذر على الإنسان أن يثبت أنه سعى فى إبطاله" .
وجاء فى قاموس الكتاب المقدس للدكتور "جورج يوسف": إن المسيحية لم تعترض على العبودية لا من وجهها السياسى ولا من وجهها الاقتصادى ، ولم تحرض المؤمنين على منابذة جيلهم فى آدابهم من جهة العبودية ، حتى ولا المباحثة فيها ، ولم تقل شيئاً ضد حقوق أصحاب العبيد ، ولا حركت العبيد لطلب الإستقلال ، ولا تحدثت عن مضار العبودية ، ولا قسوتها ، ولم تأمر أبداً بإطلاق سراح العبيد حالاً!! وبالإجماع لم تغير النسبة الشرعية بين العبد والمولى بشيء ؛ بل على العكس أثبتت الرق وأيدته" (11). بل مضى المدعو "بولس" شوطاً أبعد فى تكريس الاستعباد والظلم ، إذ أمر العبيد بطاعة سادتهم كما يطيعون السيد المسيح . فقال فى رسالته إلى أهل أفسس :
"أيها العبيد ! أطيعوا سادتكم حسب الجسد ، بخوف ورعدة فى بساطة قلوبكم كما للمسيح ، ولا بخدمة العين كمن يرضى الناس ، بل كعبيد المسيح عاملين بمشيئة الله من القلب خادمين بنية صالحة كما للرب ليس للناس عاملين" . وأوصى مدعى الرسالة بطرس بمثل هذه الوصية ، وأوصى بها آباء الكنيسة ، لأن الرق كفارة عن ذنوب البشر يؤديها العبيد لما استحقوا من غضب السيد الأعظم !!!.
ولم يُنص على منع الاسترقاق ، لذلك أقرته جميع الكنائس على اختلاف أنواعها ولم ترفيه أقل حرج .
ولم ير من جاء من باباوات النصارى ولا قديسيهم حرجًا من إقرار الرق حتى قال باسيليوس فى كتابه- القواعد الأدبية - بعد أن أورد ما جاء فى رسالة بولس إلى أهل افسس : "هذا يدل على أن العبد تجب عليه طاعة مواليه تعظيمًا لله عز وجل". إن الطبيعة - هكذا قال بولس – قضت على بعض الناس بأن يكونوا أرقاء، واستشهد على نظريته – كما يرى هو- أى بولس - بالشريعة الطبيعية و الوضعية والإلهية (!!!) .
وقال القسيس المشهور بوسويت: " إن من حق المحارب المنتصر قتل المقهور فإن استعبده واسترقه فذلك منه ُمِنّة وفضل ورحمة" !!!.
وأما القدِّيس توما الأكوينى فإنه قد زكَّى "الرق" مثلما فعل أستاذه "أرسطو"-كما سبق- لأنه يزعم أنه حالة "فطرية" خُلق عليها فريق من الناس, لأن عقولهم أقل ذكاء من الأحرار، فهم مجرد "آلات ناطقة"!! ولا ندرى كيف يُسمون "توما" هذا "قديسًا" مع هذا الذى يقوله ؟!! وإذا كان هذا هو "القدِّيس" عندهم فمن يكون الشيطان؟!! وقد كان كبار الباباوات فى كل العصور فى أوربا وغيرها من كبار تجَّار الرقيق ، وكانت الكنائس نفسها تمتلك آلاف العبيد للخدمة فيها وزراعة المساحات الواسعة من الأراضى والحدائق التى تمتلكها تلك الكنائس .. وعلى سبيل المثال كان القس "لاس كاساس" أكبر تجار الرقيق فى البرتغال ، وفضحه صديقه القس "فرناندو دى إليفييرا" فى كتاب وضعه عام 1551 بعنوان "فن الحرب فى البحر" أدان فيه صاحبه لاس كاساس باعتباره أحد مبتدعى جرائم "خطف" وتهجير ثم "بيع" الرجال الأحرار المسالمين كما تُباع وتشترى الوحوش والمواشى !!.
وكانت الكنائس الأوروبية على مر العصور تتقاضى عمولات عن صفقات النخاسة ، وتقوم بمباركة "خطف واسترقاق" الناس وتعميد العبيد بإسم ربهم المزعوم يسوع !!! "كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً" (الكهف : 5).




 
 توقيع :


رد مع اقتباس