فهم بسيط لمفردات هذه الآية الكريمة لغوياً...
لعلنا نفهم اكثر كيف لم يتم ذكر الرسول
صلي الله عليه وسلم بالاسم او الصفة في الاذن بالقتال ....
لندحض فكرة ان الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم
ناشراً الدين بالقوة والعنف .....
فعندما جاء الاذن من الله لهم بالدفاع بقوله :
{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا
وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ {39}الحج
ويتضح من الآية للذي يمعن النظر أن الإسلام لا يحب القتال ،....
فالفعل ( أذن ) مبني للمجهول ،
وفاعله عندما كان مبنيا للمعلوم هو الله سبحانه وتعالى
، وقد بني الفعل للمجهول .....
أي للذي ظٌلم ...ووقع عليه الظلم ...أي كان.....
هم مظلومين فمن حقهم الدفاع ورد مظالمهم ...
والحكمة من ذلك ان الله سبحانه وتعالي لم
لم يرد أن يذكر اسمه الكريم متصلا بالإذن بالقتال .....
ثم إن نائب الفاعل محذوف تقديره
القتال ) أي أذن لهم القتال،
ولم يذكر نائب الفاعل أيضا لأنه كلمة ( القتال )
وبدل نائب الفاعل ذكر سبب الإذن وهو ....
وهذا الأمر فهمه المسلمون والصحابة الكرام تمام الفهم...
وقد دعا هذا بعض المسلمين أن يقولوا عندما نزلت هذه الآية :
إنها لا تكفي لنقاتل المشركين،....
لأن روحها تميل إلى السلم ولو أن ألفاظها تأذن بالقتال ....
ولم يبدأ القتال الحقيقي بين المسلمين
وغيرهم إلا بعد أن نزلت آية أخرى :
هي { وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ
وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ {190} البقرة
ومع أن الإذن هنا صريح إلا أنه مشروط بحالة الدفاع ،
وعدم الاعتداء ،... فالاعتداء يسبب سخط الله .....
وهكذا كان السبب الرئيسي للقتال
هو الدفاع عن النفس والعرض والمال .
وليس لنشر الدين ، كما يدعي من لا يفهم الاسلام ولا الرسالة ...
او طمعاً في المال او النفوذ او سلب من لم يمسس الاسلام او الدين اويقف حجر عثرة امام انتشاره واتساعه ....
فانتشار الاسلام لم يكن بحال من الاحوال عن طريق القتل والاكراه ....
لان المنهج القرآني يقول لا اكراه في الدين ...
{ لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ
فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ
بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {265}البقرة 265
وهنا يبدو موضوع مهم يتصل بالحبشة تلك البلاد التي ليست بعيدة عن الجزيرة العربية والتي للمسلمين بها عهد منذ مطلع الإسلام ،....
حتى أنهم هاجروا إليها قبل هجرتهم للمدينة .....