بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
اختي الفاضلة المميزة والتى أحسبني اعرفها
من خلال تميزها في صِدق العطاء الصحيح الجاد
الغريبة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلنا اختى الكريمة في المنتدى نعلم ونعرف وتختلف معارفنا
عن الصحابة من شخص الى اخر لكن المهم في هذا الموضوع
هو التعلم في كيفية البحث والقراءة والتدقيق في صحة
الرويات المختصة بالصحابة الكرام
فهم جزء من وسائل نقل التشريع الذي وصل الينا
وبالتالي الواجب ان نعلم عنهم كل صغيرة وكبيرة
والصحابي الجليل الذي شرّفه الله بذكر اسمه في القرآن الكريم
هو زيد بن حارثة ( رضي الله عنه وارضاه )
وكما كان يلقب بحِب رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهذا الصحابي الجليل كان احد الأسباب في بيان مسألة تشريعية
تبطل ظاهرة التبني المنتشرة في ذلك الوقت
والتى لم تكن تحكمها قوانين سماوية ـ بل كانت تتبع قوانين وأعراف تم اتخاذها كمنهج وتشريع ، حتى جاء الأسلام وأبطل إلحاق المُتبني بالذي تبناه بالأسم والصفة ، ولكنه أبقى التبني في إضيق نطاق
وتدعوا الى جمع الأباء بالأبناء وإلحاقهم بهم
فحكمة الله سبحانه وتعالى اتت لتبطل أمر التبني وتنظيمه
وتفصل بين ابناء الدم الواحد والمُتبني في مسائل التوريث وإلحاق النسب....
فكان الرسول صلى الله عليه وسلم هو من سيجري عليه هذه الأمر
ليكون قدوة لبيان مسألة تشريعية ، تُبطل ماكان العرب في الجاهلية يتداولونه ويتعاملون به ....
في من سيكون هذا الأمر ....؟
سيكون في حِب رسول الله صلى الله عليه وسلم
الذي تبناه وألحقه بنسبه الشريف وبأسمه حتى اصبح يُدعى زيد بن محمد....
عندما تعرضت قبيلته لإغارة فتم استرقاقه وبيعه لحكيم بن حزام الذي اشتراه وأهداه لأم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها، والتي وهبته للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكان ابن ثمان سنين، حينها صار النبي صلوات ربي وسلامه عليه يقول: "هذا ابني وارثًا وموروثًا".
وتم تأكيد ذلك لدعوة زيد وإلحاقه به وحبه له
وذلك عندما رآه أحد أقاربه في مكة وحمله السلام لوالديه وقال له أخبرهم أني عند أكرم والد. حينها انطلق والده وقومه إلى مكة لفدائه، وسألا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأخبروه أنه في الحرم عند الكعبة، فانطلقوا إليه، وقال:
يا بن عبد المطلب يا ابن هاشم يا ابن سيد قومه أنتم أهل حرم الله وجيرانه تفكون العاني وتطعمون الأسير جئناك في ابننا عندك فامنن علينا وأحسن إلينا في فدائه.
فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
"ومن هو؟" قالو: زيد بن حارثة. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
" فهلا غير ذلك "!
قالو: وما هو قال:
" ادعوه فأخيره فإن اختاركم فهو لكم وإن اختارني
فوالله ما أنا بالذي أختار على من اختارني أحدا ". قال
: قد زدتنا على النصف وأحسنت فدعاه فقال:
" هل تعرف هؤلاء " قال: نعم. قال: من هذا قال: هذا أبي. وهذا عمي. قال: " فأنا من قد علمت ورأيت صحبتي لك فاخترني أو اخترهما "
. قال زيد: ما أنا بالذي أختار عليك أحدا، أنت مني مكان الأب والعم. فقال: ويحك يا زيد! أتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك وعمك وعلى أهل بيتك!
قال: نعم قد رأيت من هذا الرجل شيئ. ما أنا بالذي
أختار عليه أحدا أبد. فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذلك أخرجه إلى الحجر فقال: "
يا من حضر. اشهدوا أن زيدا ابني يرثني وأرثه".
فلما رأى ذلك أبوه وعمه طابت نفوسهما فانصرف.
كان هذا الامر قبل أن يتم تحريم التبني
وفيما بعد أصبح زيد يدعي بأسم ابيه
وهو زيد بن حارثة
بعد نزول آيات القرآن الكريم حيث قال تعالى:
(ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ)
وكذلك الله سبحانه وتعالى اراد أن يُبطل هذا الامر وهو التبني
ويكون ذلك في كسر وتحطيم أن زوجة المُتبني لاتحل لوالده من التبني
فجاءت قصة زيد بن حارثة مع زوجته
فمن حب النبي لزيد ابن حارثه أن النبي صلى الله عليه وسلم قد زوجه من ابنة عمته "زينب"، وقبلت زينب الزواج حياءً من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ولكن لم تدم العشرة بينهم وسرعان ما دبت الخلافات فانفصلا، وزوج النبي حارثة بزوجة جديدة هي "أم كلثوم بنت عقبة"، وتزوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم "زينب" بعد انقضاء عدتها.
وحينها انتشرت في المدينة تساؤلات كثيرة:
كيف يتزوج النبي مطلقة ابنه زيد؟
فأنزل الله سبحانه وتعالى قرآنًا يتلى إلى يوم الدين:
{مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} ..
بل ذكر الله سبحانه وتعالى اسم زيد صراحة في القرآن الكريم،
وهو الصحابي الوحيد الذي ذكر اسمه في القرآن، يقول تعالى:
{فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ
حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّـهِ مَفْعُولًا}.. [الأحزاب: 37].
شهد الصحابي الجليل زيد بن حارثة العديد من الغزوات مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فشهدغزوة بدر وأحد والخندق والحديبية وخيبر، حتى استشهد
في موقعة مؤتة، سنة ثمانية للهجرة، وكان عمره خمس وخمسين سنة.
ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خبر استشهاد زيد بن حارثة، مع جعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة، قام وذكر شأنهم فبدأ بزيد فقال:
"اللهم اغفر لزيد، اللهم اغفر لزيد، اللهم اغفر لزيد".
تقديري وامتناني لكم اخوتنا الكرام
والسؤال التالي لمن يريد أن يتنشق عبير وعبق
وجمال سيرة الصحابة الكرام
من هو الصحابي الجليل الذي اخذ الرسول الكريم بأذنه وهمس له
قائلا ( وفّت اذنك وصدّقت ربك )
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم ...اندبها