الموضوع: الصدق مع الله
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-09-2021   المشاركة رقم: 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية روح الأمل

إحصائية العضو






  روح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond repute
 



التواجد والإتصالات
روح الأمل غير متواجد حالياً

المنتدى : نفحــات ايمانيـة
افتراضي الصدق مع الله

د. سعد الله المحمدي


الصدق فضيلة ونجاة، وطمأنينة وراحة بال، وهو منبع الفضائل وأصل المروءة، والصدق مع الله من أرفع مقامات العبودية والطاعة، ومن أفضل الفضائل وأجل الأعمال، ويكون بتصفية السرائر وإخلاص العمل لله تعالى وتنقيته من الرياء والسمعة، وموافقته للسنة.



يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: "ليس للعبد شيء أنفع من صدقه ربه في جميع الأمور مع صدق العزيمة، ومن صدق الله في جميع الأمور صنع الله له فوق ما يصنع لغيره"؛ [فوائد الفوائد: 328].



وقد مدح الله تعالى النبيين عليهم الصلاة والسلام بالصدق والصديقية؛ فقال تعالى: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا ﴾ [مريم: 54]، وقال: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا ﴾ [مريم: 41].



ومن مقتضيات الصدق التحري في قول الحق في السر والعلانية، والإخلاص في النية والعمل، والوفاء بالعهود والعقود، وعدم تعدي الحدود، ويتحقق بالاتباع لا بالابتداع، وبالسنة لا بالبدعة، وبالطاعة لا بالمعصية؛ قال وكيع بن الجراح رحمه الله: "هذه بضاعة لا يرتفع فيها إلا صادق".



وكان الصدق إحدى الصفات التي عُرف بها نبينا صلى الله عليه وسلم قبل البعثة: ((إنك لتصدق الحديث))، كما أمر الله المؤمنين أن يكونوا مع الصادقين؛ فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119]؛ أي: في أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم، الذين أقوالهم صدق، وأعمالهم وأحوالهم لا تكون إلا صدقًا، خالية من الكسل والفتور، سالمة من المقاصد السيئة، مشتملة على الإخلاص والنية الصالحة، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة؛‏ [تفسير السعدي: 481].



والصدق في الصوم يتمثل في مراعاة أحكامه وآدابه، والقيام بواجباته، واستثمار أوقات رمضان بالذكر والدعاء والعبادة، وقراءة القرآن، والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، والمبادرة إلى فعل الخيرات، والتحلي بالفضائل ومكارم الأخلاق، واجتناب المنكرات وسوء الأقوال والأفعال.



كما يعني الرجوع إلى الله تعالى عن كل ما يعيق الإنسان عن عبادة ربه ومناجاته، والتلذذ بالسجود له، وتمريغ الجبهة له، وذكره وتسبيحه آناء الليل وأطراف النهار، ولا يعني بذلك ترك الدنيا نهائيًّا، أو التفريط في حقوق الآخرين من الأهل والأولاد والوالدين والأقارب، ولكن إعطاء كل ذي حق حقه، واستثمار رمضان في مرضاة الله وطاعته خير استثمار.



شمعة أخيرة:

قال معروف الكرخي رحمه الله: "ما أكثر الصالحين، وما أقل الصادقين!"، وقيل: صاحبُ الصدق مع الله لا تضره الفتن.



أعاذنا الله وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن.












توقيع :



شكرا نجمتنا لا عدمتك :

عرض البوم صور روح الأمل   رد مع اقتباس