عرض مشاركة واحدة
قديم 05-17-2019   #4


الصورة الرمزية اندبها
اندبها غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1037
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : منذ 3 أسابيع (05:32 PM)
 المشاركات : 29,396 [ + ]
 التقييم :  888890339
لوني المفضل : White
شكراً: 686
تم شكره 1,089 مرة في 578 مشاركة

اوسمتي

حصريات المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( أمانة تربية الأبناء )



[frame="1 10"]



( أمانة تربية الأبناء )




( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ،

وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ،
مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً

وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ

إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ
هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا
وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ
وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي،

ابن ماجه، أحمد، الدارمي )

أحبتي في الله
لابد لنا من أن نعيد ونكرر ونؤكد أن إيماننا
لايصلح ولا يُنتفع به إلا إذا آمّنا بالله رباً وبالأسلام ديناً
وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً
وبسُنتهِ طريق ومذهب ومنهج نسير به وعليه
فلا نسمح للمشارب والدروب والمسارب
أن تأخذنا الي حيث تريد
فنضيع في متاهات نحن في غنى عنها
فقط إن أتبعنا رسولنا الكريم في كل شيء
نعم أحبتي في الله ...في كل شيء
في كل مناحي حياتنا بدء بقول لا اله الا الله
محمد رسول الله وانتهاء بأماطة الأذى عن الطريق
مروراً بتعاملاتنا اليومية مع كل من نقابله
ونتعامل معه ونصافحه ونُسلم عليه

،حتى وإن رأيناه
لأول مرة ...فهناك معاملة خاصة به

وهي الرد على سلامه
ومروراً بتعاملاتنا في بيوتنا ...مع من له الحق علينا
في رعايته والمحافظة عليه وإرشاده وإيصاله لبر الأمان
وحتى في داخل حجرات نومنا ومُداعباتنا لزوجاتنا....
كل ذلك لم يهمله التشريع ولم تهمله سُنة
رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
وسُنة وهدي صحابته الكرام
حتى نلتجيء لسُنن وتشريعات من لا دين لهم
فتعالوا معي أحبتي في الله نتعلم ونتصفح
ونبحث عن الوسيلة المُثلى في تربيه ابناءنا
وكيف نصل بهم لمرحلة أن نفتخر بما أنجزوه
ليس الأفتخار بمقدار الدرجات

والتقييمات التي يتحصلون
عليها من جلوسهم في أروقه المدارس

والكليات والمعاهد
كما يفعل الكثير من الناس
وهذا من حقهم على أبناءهم أن يتم الفرح بهم
بل نفرح بما آلت له أخلاقهم وتربيتهم الحسنه
وعلاقتهم بالله عز وجل وبتشريعاته ، بالأضافة لذلك
نجاحهم في الدنيا وعلومها وتقييماتها ....
ولكن ما مصير الأخلاق والتربية والتنشئة المُصاحبة
لهذا النجاح الأكادييمي التعليمي .....؟
فهل أحبتي في الله نفرح بنتائجهم المدرسية
من ناحية ومن ناحية اخرى يتملكنا الهم والغم
والشرود والبحث عن وسيلة لأصلاح الجانب الاخر ....؟
فهل دقق الأب أخوتي في الله كيف حصل ولده أو أبنته
على درجات وتقييمات كبيرة وهو يعرف مُسبقاً أن
أبنه أو أبنته ليس لهم حظ كبير في إستيعاب وفهم المناهج....؟
هل فكرت الأم أو فكر الأب كيف
لأبنته التى تدرس في الجامعة....
أو أبنهم الذي يجلس الدقائق الطوال أمام
المرآة ليصفف شعره ويضع عليه جميع أنواع الكريمات
والتى مُعضمها لايعرف حتى من أين صُنعت
وكأنه أو كأنها ذاهبون لحفل زفاف وليس
للجلوس على مُدرجات يتلقون فيها العلم والمعرفة.....؟
فهل هذا حرص بالفعل على النظافة فقط
أو أن الأمر ليس كذلك بل هو الأستعداد للقاءات
وجلسات ثنائية وأحيانا ثلاثية تحت ظلال الأشجار
بعيداً عن أعين المارة الأخرين ...؟!!!!!
وماهي المفاهيم الجديدة والأفكار والمصطلحات
التى يقولونها في تعاملاتهم العامة ومع العائلة خاصةً...؟
وهل احبتي واخوتي في الله
ننظر لهذه التقييمات والممارسات والتصرفات
والسلوكيات الغريبة المشبوهه
ونجعلها هي الأساس في التربية
او نراها أنها وسيلة تحفيزية تشجيعية للمضي قُدماً
لممارسة الحياة والمعيشة بطريقة مريحة محترمة ...؟
وهل إشترط الأب أو الأم على أبناءهم
وبناتهم إن تحصلوا على درجات وتقييمات كبيرة
في أن يشكروا الله ويسجدوا له سجود شكر
على ما أنعمه الله عز وجل عليهم من نجاح
أم قاموا بتحفيزهم والأشتراط عليهم
بالهدايا والأحتفالات والشموع المضيئة فرحاً بنجاحهم...؟
وهل علموهم أن كل ماتم تعلمه
لايساوي شيء مع معرفة الله ومعرفة رسوله
وفهم المنهج الرباني والتوحيد الخالص لله....
وأن الأساس الحقيقي هو التربية وخلق الأنسان
من ذكر وانثى يكون قادر
على ممارسة الحياة بالوجه
الذي أراده الله له وبيّنه الرسول صلى الله عليه وسلم
ونفذه وطبقه صحابته الأبرار رضوا ن الله تعالى عليهم
في أبناءهم وأولادهم وبناتهم
حتى وصلت لنا معارفهم وعلومهم وأدبهم مع
الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
ومع خلق الله الأخرين....
وهل التربية الأسلامية الصحيحة المبنية على
كتاب الله وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم
التى فهمها وطبقها وعاشتها القرون الاولى
من حياته صلى الله عليه وسلم
لاتصلح لان تكون
هي الفيصل والأساس والقاعدة الأولى
لبناء الأنسان وتربيته تربية صحية
تساعده على النجاح والتقدم والأنطلاق
نحو غايات وأهداف ونقاط وصول تساعده في حياته...؟
أم أن التربية الدينية تعتبر هي الهدف الثاني
والوسيلة الثانية او الهامشية بعد التربية العصرية
والحداثة والعلمنة وإتباع سُبل وطرق التربية
الحديثة والتى لاتعترف بحدود منطقية للتعامل بمدأ
الطاعة والتنفيذ للأوامر بدون نقاش والتى تصدر من الأبوين
أو من له الولاية والسلطة الأدبية في التربية
فتدعوا وتُرغِّب المؤمنين بها أن ينطلقوا ولا يلتفتوا
للوراء للأخذ من مناهل من سبق في أصول التربية....؟
فلا مانع من أخذ المباديء الأولى من الكفار
والنصارى في طريقة تربية أبناءهم وبناتهم
حتى وإن تعلموا منهم بعض المفاسد والسلوكيات
التى لا تنطبق وديننا وشريعتنا ومجتمعاتنا العربية المسلمة
فهذا ليس بمهم في نظر مؤمني هذا الطريقة
فعندهم إتباع الكفار من نصارى ويهود واللا دينيين
أفضل للنشأ الجديد لكي يصل لمراتب علمية كبيرة
فلا بأس إن كفر أو تمرد أو رفض النواهي والزواجر
التى أتى بها الله سبحانه وتعالى على لسان
رسوله صلى الله عليه وسلم

ويكفي أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوضح
وأخبر أنه سيأتي على أُمته قوم يتبعون حياة ومعيشة
الكفار والنصارى حتى وأن دخلوا لجحر ضب لحقوا بهم
ففي الحديث عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ
حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ
قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ:
فَمَنْ"( وهل هناك غيرهم ) ......
أخرجه البخاري في صحيحه
إخوتنا المؤمنون
هل تعلمون لماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم
وشبه الذين يتبعون اليهود والنصارى
كالذي يتبع خطوات الضب الى جحره
ولماذا الضب بالذات ....؟
لقد راود هذا السؤال الكثير من العلماء،
فما ينطق به النبي صلي الله عليه وسلم
هو وحي مبلغ له عن جبريل عن رب العزة،
فلماذا اختار الله جحر الضب ولم يكن جحراً لحيوان آخر
من المشهور عنهم الحياة داخل الجحور، لماذا؟
والسؤال هنا إستفهامي لمعرفة مالذي يميز جحر الضب
عن غيره ......حتى يتم ذكره في هذا الحديث ....؟
فقد قام أحد البُحاث بالبحث في موضوع الضب
وجحره وما المميز فيه ، فوجد أن الضب من أقذر
الزواحف والحيوانات وذلك أنه يحفر جحر
ولايجعل فيه مخارج اخرى للتهوية او للخروج
إن حدث خطر عليه او الهجوم على جحره
فيقتصر على فتحة او مدخل واحد فقط للدخول وللخروج فقط
فقام هذا الباحث مع مجموعة ممن يصطادون الضب
فسألهم عن الكيفية في اصطياد الضب
فقالوا له أنه أسهل حيوان يتم اصطياده بسهوله
وذلك بأغراق جحره بالماء فيخرج
الضب من مخرج الجحر الوحيد
وبالتالي يتم اصطياده بسهوله والقبض عليه...
حيث أن الضب يقوم بعمل فتحة واحدة للجحر

بعكس بعض الحيوانات التي تعمل عدة فتحات
للجحر بغرض التهويه والتمويه للهروب من الأعداء.
إذن جحر الضب هلاك، مميت لمن بداخله،

فلو قام أحد بغلق هذه الفتحة عليه
لم يستطيع الخروج ومات مدفوناً بداخلها،
أو يغمره بالماء فيضطر للخروج أمام أعدائه
ويمسكونه كما هو حال صيده من داخل الجحر
. كما أن جحره عفن فاقد للتهوية
فكما قال أهل المعرفة بالأجحار
أن جحر الضب يجمع بين القذارة الشديدة والضيق الشديد،
الأمر الذي لا يدع لعاقل مجالاً لرؤية
أي جماليات فيه، فلا نجاة فيه
ولا جمال فيه يجذب من يدخله.


ومن هنا أخوتنا الكرام نعلم ونستشف من حديثه
صلى الله عليه وسلم ، كأنه يريد أن يقول لنا
إنكم ستتبعون سُنن وأفعال الغرب من نصارى ويهود
وتسيرون على خطاهم خطوة خطوة ،
حتى وأن كان الذي تتبعونه فيه الهلاك لكم ستتبعونه
بالرغم من وضوح الهلاك والخُبث فيه تماماً كجحر الضب
وهذا أخوتنا في الله أكثر وضوح

في كثير من القضايا والتى أثبتت فشلها في الغرب
فتم تصديرها لنا بالرغم من فشلها عندهم
إلا انهم رغبونا فيها وفي اتباعها تماماً
مثل قوانين الأسرة والزواج المدني المنتشر في بلادنا
وأمراض الشذوذ التى أصبحت تلاقي القبول والرضى
في مجتمعاتنا....وكذلك الموضة القاتله وقوانين
العلاقات الأسرية وتحرر الفتيات
من الولاية بعد سن البلوغ
وحرية الزنا علناً وغيرها ....
كل هذا العفن وجدناه وأنغمسنا فيه عندما
أتبعنا الغرب لجحورهم والتى شبهها
بجحر الضب المليء بالقذارة والعفن
لذلك صدق من قال
أن نبؤة رسولنا صلى الله عليه وسلم علينا صدقت
فأتبعنا الغرب شبراً شبراَ وذراعاً ذراعاً لجحورهم
فظهرت علينا مفاهيم وجدت القبول في عالمنا الأسلامي
وهي عبادة غير الله مثل عبادة الشيطان
وأحتسبوها حرية شخصية وفكر شخصي خاص بالفرد
اخوتنا في الله

ألم تعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال الله عز وجل عنه :
( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ
مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ...) التوبة128
فمن رأفته ورحمته على المؤمنين

أنه صلى الله عليه وسلم أرشدهم ونصحهم
وأعلمهم بان يتبعوا منهجه وسُنته وطريقته
حتى أنه أقسم بالله أن لا أيمان لمن لايكون
هواه وطريقته وعبادته لله تبعاً لما جاء به
الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ....
كما ورد في الحديث :
والذي نفسي بيده ، لا يؤمن أحدكم حتى
يكون هواه تبعا لما جئت به
" ولهذا شدد الله عز وجل في خلاف ذلك ، فقال:

وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا
، كقوله تعالى
فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة
أو يصيبهم عذاب أليم
....النور : 63
فكل هذه الآيات تدل بوضوح وجوب اتباع مايقوله ويفعله
ويأمر به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
في احاديثه الصحيحة ، والتى صححها العلماء
والصحابة الكرام والسلف الصالح والتابعين لهم ....
هو مايجب اتباعه والاخذ به وليس أقوال الذين يوأولون
ويبدلون مفاهيم القرآن الكريم في الامر بأتباع
منهج رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم
من احداث التأويلات والبِدع والتحريفات للمنهج القويم
وإتباع طُرق ومناهج الكفرة النصارى في التربية
والحداثة والعلمنة والأنفتاح الفكري الضال
فإن إتبعتم التأويلات والتحريفات في الدين والتشريع
فإن الله جل وعلا حمّلكم مسؤولية ذلك،
وسيسألكم عن ذلك يوم الوقوف بين يديه،



ففي الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم :
(إن كل مولود يولد على الفطرة، وأبواه يهودانه
أو ينصرانه أو يمجسانه ) أخرجه البخاري.
، فعلينا أن نراجع أنفسنا في هذا الصدد، وهذا الأمر
ونزنه ونقارن تربيتنا في هل تتطابق وماجاء به الله ورسوله
أم إنحرفنا لأتجاهات أضرت بأنفسنا وأهالينا ومن ثم أبناءنا
فعندما يقول الحق سبحانه وتعالى:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ
نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ( التحريم: 6
فكيف تكون الوقاية....؟!
وكيف يكون العلاج.....؟!
، ويقول الحق سبحانه وتعالى في هذه الآيات
المحافظة على وقاية أنفُسنا وأهالينا
من الوقوع في الزلات التى نتيجتها نار وقودها الناس والحجارة
والوقاية هنا هي الحماية والوقاية
من كلّ قبيح وتجنب كل تقصير،
والآية الكريمة تتعلّق بوقاية النفس والأهل،
الوقاية من النار وليست نار اليوم،
إنها نار يوم القيامة التي وقودها الناس والحجارة.
إن حسن التربيَة هي أمانة كبيرة وعظيمة
، هذه الأمانة العظمى ،
وهي أمانة تربية الأبناء فإن الكثير
منا تخلى عنها بالكلية، وأحلّ محلها
واستبدل مكانها الإضاعة والإهمال،
فنتج عن ذلك أن الأبناء أصبحوا في حِلٍّ،
فهي بكل بساطة بالقيام على التربية أحسن قيام،
وهذه التربية إنما تكون بحفظهم في دينهم
وفي دنياهم، فالوقاية كما قٌلت أنفاً
هي القيام عليهم بتربيتهم
وحفظهم في دينهم وفي أخلاقهم وفي دنياهم،
فإن الله جل وعلا حمّلكم مسؤولية ذلك،
وسيسألكم عن ذلك يوم الوقوف بين يديه،
ففي الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه
عن النبي: ( إن كل مولود يولد على الفطرة،
وأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه )
أخرجه البخاري.
فمعني هذا الحديث إخوتنا المؤمنين
أن سلوك أبناءنا وبناتنا هو النتيجة النهائية لنجاحنا
أو فشلنا في تربيتهم وهم ( أي أبناءنا ) الثمرة الأخيرة
لجهدنا في التربية والعناية والرعاية والوقاية
فإن وجدنا خيراً في ما أجتهدنا فيه من تربية لهم
فنحمد الله على ذلك ونعتبر أننا نجحنا مؤقتاً في أولى
خطوات التربية الصحيحة ومازال هناك خطوات أخرى
مُكملة في التربية
وإن وجدنا غير ذلك من نتائج تسوء وجوهنا
فنعلم حينها أنها نتيجة طبيعية لتربيتنا لهم
فلا مناص لنا الا أن نلوم أنفسنا ونتحمل تبعات تربيتنا لهم
في الدنيا وفي الأخرة سوف نُسأل في ضياع الأمانة
نعم أخوتنا الكرام نُسأل في لماذا ضيعنا
أمانة تربية اولادنا وبناتنا
خيانة عظمى في تربية الأبناء، خيانة
للأبناء في تربيتهم،
خيانة للمجتمع في أن تقدِّم له من النسل ما ينفعه،
خيانة للأمانة التي حمّلك الله إياها،
خيانة لنفسك في تربية أبنائك،
والمصطفى صلى الله عليه وسلم يخبرنا:
( إنه من ما عبد يسترعيه ربه رعية فيموت
وهو غاش لها إلا لم يجد رائحة الجنة )
رواه البخاري ومسلم من حديث معقل بن يسار

فالذي يؤلم اخوتنا الكرام
هو عندما نرى نتائج تربيتنا لأبناءنا غير صحيحة
نقول نعم لقد ساهمنا في اضاعة الوقت
ولم نهتم بتربية ابناءنا تربية صحيحة
ولكن اقول هنا هل الفُرصة انتهت ام هناك محاولة
أخرى ربما تنجح في إعادة فلذات اكبادنا للطريق الصحيح
هنا يكمن تحدي وجهد الأباء والأمهات ومدى أصرارهم
وتحديهم لكل ظرف من شأنه أن يبعدهم
عن تربية ابناءهُم تربية صحيحة .......
فكيف يكون ذلك ....؟
يكون اخوتنا الكرام بأتباع منهج من سبقنا
من صحابة وأتباع التابعين لهم الذين أخذوا أصول التربية
من المُعلم والمُربي الأول صلى الله عليه وسلم
وننظر في الطريقة والوسيلة الناجعة لتربية فلذات
أكبادنا لنربحهم في الدنيا والاخرة
ولا نخسرهم في الدينا والأخرة
فلننظر اخوتنا الكرام في أقوال وأفعال
رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
والأصول المُفترض إتباعها في تربية الأبناء
وهي عِدة نقاط مهمة تكون الأساس في التربية
فالتربية يعتبرها الكثير من الدارسية لأصول التربية
أنها من الأعمال الشاقة والتى تحتاج لسِعة الصدر والحنكة
ومحبة من ستقوم عليه أصول التربية ،
وهي جهد يحتاجُ إلى وقت،
وكذلك هي مهمةٌ ليست جديدة،
وهي عملٌ عظيم ومهم وتبرز أهمية
بأتباع المنهج الذي رسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم
وجعل المسلم ، لا يكون مُسلماً ألا إن عرف دينه كاملاً
بمختلف تشريعاته وحدوده
مُبتدأً بالتوحيد لله سبحانه وتعالى ومعرفة
ما للعبد تجاه ربه من عبادة وتبجيل

لذلك اخوتنا الكرام
طالما أننا نمتلك المنهج والقدوة لتطبيق المنهج
فلماذا لا ننطلق ونتبع ونقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم
والصحابة من بعدهم من السلف الصالح في تربية أبناءهم
ومعرفة الكيفية في هذه التربية
وبمعرفةِ كيفيةِ تربيتهم لأبناءهم
يتمُ التعرف على كيفية تربيتنا لأولادنا.
فالتربيةُ بأختصار هي الوسيلةٌ للوصول بالأبناء
إلى المُثل العليا، كالإيثار والصبر وحبِّ الخير للآخرين.
وهذا أخوتنا الكرام لايتأتا وينجح
الا أن تمت تنشئة المسلم وإعداده إعداداً
كاملا من جميع جوانبه،
للحياتين الدنيا والآخرة في ضوء الإسلام،
وليس في ضوء التربية الحديثة المستوردة
من مجتمعات لاترى في القيم الروحية الدينية
اهمية بحيث يتم وضعها كأساس للتنشئة والتربية
وكما قال أحدهم في وصف التربية الحقيقة بقوله:
هي الصياغةُ المتكاملةِ للفرد والمجتمع
على وفقِ شرع الله.
بالتربية يتمُ إيجادُ الحصانة الذاتية لدى الولد، أو البنت
فلا يتأثرانُ بما يقابلهُم من شهوات وشبهات؛
لأنَّها تقوى مراقبته لله
ولا يتأثرُ بالشهوات التي تزينت في هذا العصر
تزيناً عظيماً فأصبحت تأتي للمسلم ولو لم يأتها،
ولا بالشبهات التي قد تطرأ على عقله.
تتبين أهميةُ التربيةِ من خلالِ وجودِ الحملةِ الشرسة،
لإفسادِ المجتمعِ من قبل أعداء الإسلام
الغرب الكافر ومن بني جلدتنا العرب المسلمين
الذين يقدسون أساليب التربية النصرانية ويفضلونها
وينشرون تعاليمها ويجعلوها مُضادة ومُنافسة
للتربية الأسلامية الحقيقية المُتبعة لمنهج النبوة
، فوجودُ هذه الحملة لابد أن يُقابل
بتربيةٍ للأولادِ حتى يستطيعوا دفعها عن أنفسهم ومجتمعهم
التربيةُ تحققُ الأمنَ الفكري للولدِ،
فتبعدهُ عن الغلو، وتحميهِ من الأفكارِ
المضادةِ للإسلام، كالعلمانية وغيرها
التربيةُ مهمةٌ لتقصيرِ المؤسساتِ
التربويةِ الأخرى، في أداء وظيفتها التربويةِ
كالمدرسة والمسجد.
إن وُجود بعضُ الأمراضِ التي انتشرت
في الأمةِ سببهُ التقصيرُ في التربية
أو إهمالها، فالسفور والتبرجُ والمخدرات
والمعاكسات وغيرها انتشرت
بسبب الإهمال في التربية أو التقصير فيها
فنجد الأباء والأمهات سوى بقصد
أو من غير قصد يُعلمون أولادهم وبناتهم
السفور للبنات والتقليعات الغريبة للأولاد
فينشأ هذا الجيل وهو مُحب لِما تعلمه وهو صغير
وهنا يأتي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
في قوله :
( إن كل مولود يولد على الفطرة،
وأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه )
أخرجه البخاري.
نعم اخوتنا الأحبة ...أبواه يهودانه أو يُنصرانه
أو يُمجسانه والقصد هنا أن الطفل يولد
على الفِطرة بنقاوتها فأبواه هم من يزرعون
فيه حُب أضداد الأشياء فيغيرون من
فكره واتجاهاته كما يرونها هُم
وليس كما يراها هو او هي بعد أن يصلوا
لسن تسمح لهم بالأنفراد بالتفكير والتوجه



والأسلام اخوتنا الكرام
أعطى لموضوع التربية وبناء الأنسان
كل الأهتمام والرعاية
لقد حثَّ الإسلامُ على تربيةِ الأبناء
، ومحاولة وقايتهم من النارِ فقال تعالى:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً )،
وقال تعالى:
( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا )
وقال عز وجل:
( يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ ). .
ومدح الله سبحانه وتعالى عبادُ الرحمن بأنَّهم يقولون:
( رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ
وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً ).
ومن السنة يقولُ - صلى الله عليه وسلم :
الرجل راعٍ في أهله ومسؤولٌ عن رعيته،
والمرأةُ راعيةً في بيتِ زوجها ومسؤولةٌ عن رعيتها
البخاري ومسلم. وفي الترمذي:
مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع ...... الحديث.

وقد أهتم ديننا الحنيف بتشريعاته
وبسُنن نبيه صلى الله عليه وسلم ، بأساسيات التربية
أي من البداية حتى قبل أن يولد الطفل
فبيّن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
أن نعمل بالأسباب ونبدأ
من الأصل في بناء الأسرة
ويكون بالأتي :
1 ـ أختيار الزوجة الصالحة وكذلك الزوج الصالح
هو الخطوةُ الأولى للتربية السليمة،
ففي الحديث المشهور يبين ذلك
إذا أتاكم من ترضون دينهُ وخُلقه فزوجوه،
وحديث إختيار الزوجة الصالحة
فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال :
تنكح المرأة لأربع : لمالها ، ولحسبها ، ولجمالها ،
ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك....
فأختيار الزوجة الصالحة لبناء الأسرة وتربية
الأبناء مهم جداً لانه بصلاحها وتقوتها تحافظ
على نسيج اسرتها وأصول تربية ابناءها
فلا تنحدر بهم لمشارب وطُرق تربية تم إستيرادها
من العالم النصراني العلماني الذي لاينظر للقيم الروحية
بمنظار هو الأساس في التنشئة والتربية
وكذلك تكون العين الساهرة على فلذات أكبادها
وليس كما نرى اليوم أن الزوجة او الأم هي من
تُسهم في إفساد ابنتها من خلال إدخالها
في مجالات لاتتناسب وعمرها
فنراها تُشركها في حفلات الزفاف وهي لازالت طفله
لم تبلغ الحلم بعد ، فتُلبسها ملابس فاضحة شبه عارية
وتُصبغ وجهها الطفولي بأصباغ
فاقعة وكأنها أحدى غواني الشوارع
بل وتزيد على ذلك بأن تفتخر بها أمام النساء
بأنها تستطيع أن ترقص وتتمايل وتبرز براعتها
في الرقص .......
هنا أخوتنا الكرام نجد الأم
تثني على أبنتها وتشكرها وتفرح لأفعالها
لا أن تمنعها وتحافظ على براءتها
بل تستعرض بها أمام النساء في الحفلات
هنا ماهو مصير هذه الطفلة التى تعودت أن تذهب
مع أمها لمثل هذه الحفلات الماجنة وتلبس ملابس
ليس لمثل سٍنها وعمرها وتضع الأصباغ على وجهها
مصيرها واضح وهو أنها سترفض أي أمر
من أمها في أن تمنعها في المستقبل
ولن تكون هناك الجرأة من الأم في أن تنصح
أبنتها بعدم الأبتذال في لبس الملابس أو وضع المساحيق
لانها هي من علمتها ذلك وأستعرضت بها أمام الناس
لذلك ستنهار مصداقية الأم أمام أبنتها
فتتمرد البنت وتفعل ماتشاء دون حسيب أو رقيب
وفي الأخير تندم الأم وتقول نعم لقد أخطأت في التربية
وهذا أمر أراده الله وليس لي فيه حيلة ولا دخل
هنا أقول لمثل هؤلاء النسوة
نعم هو امر الله ولكن قد أعطاك الله العقل والحكمة
من خلال التشريعات والسُنن والتنبيهات
من أن التربية تأتي من الأساس ....
وأن المنهج المرسوم للتربية موجود وتحت يدك
فلا تبحثي عنه في ثقافات النصارى والمنحلين
من بني جلدتنا الذين تهافتوا على ثقافات الغير
وأتهموا تشريعاتنا وثقافتنا الأسلامية
بأنها تشد للوراء وفيها من الرجعية الشيء الكثير
وهنا يأتي حٍسن أختيار الزوجة من الأصل
وعدم أختيارها لصلاحها وتقوتها
ستكون السبب في إفساد تربية نشأ والزج به
لحلقات ومدرجات الكُره والتمرد والعصيان وعدم الأيمان
يحكى أن رجلاً ذهب إلى أحد العلماء يسأله :
كيف تكون التربية ؟
فسأله العالم كم عمر ابنك الآن ؟
فقال أربعة أشهر،
فقال العالم لقد فاتتك التربية؛
لأن التربية يُبدأ بها منذ اختيار الزوجة،
ومن هنا نعلم أن التربية لا تبدأ مع ولادة الطفل،
أو بعد مضي سنوات من عمره الأول،
بل نلاحظ هنا أن التربية تسبق الإقدام على الزواج،
وذلك بالتروي في اختيار الزوجة الصالحة؛
لأنها هي المدرسة الأولى للطفل في حمله،
وبعد ولادته، والأم هي
الفاعل الأساسي في العملية التربوية،
وهي المربي الأسبق قبل الأب؛ وذلك لالتصاقها بالطفل،
ولأن الطفل قطعة منها، ولأن عاطفة الأم أقوى من
عاطفة الأب والأم المسلمة هي نواة البيت المسلم؛





كذلك الأمر اخوتنا الكرام
عند إختيار الزوج
2 ـ أختيار الزوج الصالح كما
قال صلى الله عليه وسلم
: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه
فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة
في الأرض وفساد كبير.....رواه الترمذي
والرسول صلى الله عليه وسلم يخبرنا أن
في عدم إختيار الزوج الصالح لكي يصبح قدوة
لأولاده فيقتدون به وبصلاحه وتقوته وينهلون منه
ما شاء الله أن ينهلوا فيستفيدون بوصولهم لبر الأمان
في الدنيا والأخرة
وهو سيستفيد بالأجر والثواب العميم لانه لم يخون
الأمانة التى أأتمنه الله عليها وهي الأبناء وتربيتهم
أما إن كان غير صالح فسيسهم في فساد وإفساد
أسرته وأبناءه بطريقة مباشرة أحيانا ً وغير مباشرة أحياناً اخرى
الطريقة المباشرة لأفساد أبناءه وبناته
هو في فتح لهم مجالات تُسهم في إفساد ثقافتهم
وإبعادهم عن مايقوله الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
فنرى الأب يبذل قصار جهده في أن يوفر لأبنته كل ماتحتاجه
من ملابس وعلى حسب رغبتها ويشجعها على فعل ذلك
ولا يرى غضاضة في أن يمنعها أو يقلل من قيمة
الألتزام الديني امامها ويكون بأتهام الملتزمات أمامها
ووصفهم بأوصاف الرجعية والتخلف وعدم التحضر
وأن الدين في القلب وليس في السلوك العام الجوارح
فتنشأ هذه البنت وهي تتبع خطوات والديها ومفاهيمهم الخاطئة
أما الأبن الذكر ، فنرى الأب يفتخر به أمام أترابه
ويعلمه كيفية لتعامل مع الناس بطريقة جافة حادة
يغلب عليها القسوة والغِلظة وأن الرحمة والرأفة
هي من صفات النساء وليس الرجال
وأن الفخر مهم في اللبس والأكل والتعامل مع الاخرين
فنجد الأب يحرض أبنه على عدم التعامل مع من هم أقل منه
مستوى إجتماعي ( فقراء وبسطاء )
فينشأ الأبن متعالى مُتعجرف يحتقر الأقل منه منزلة
وهنا الأبن سيتعلم ذلك
أما إن إلتزم الأب والأم بما
يساعدهم على حُسن التربية والتوفيق فيها
وهو عمل الأسباب مثل:
الدعاءُ بأن يرزقهُ اللهُ ذريةً صالحة،
وهذا قبلَ أن يُرزقَ بالأولاد
( رب هب لي من الصالحين ).
أ ـ التسميةُ عند الجماعِ للحديث
( لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال:
بسم الله، اللهم جنبنا الشيطانَ وجنب الشيطان
ما رزقتنا، فإنَّهُ إن قُضي بينهما
ولدٌ لم يضره الشيطان أبداً ).
ما يفعلهُ إذا رُزق بمولودٍ من مثل:
ب ـ الأذانُ في أذنِه وتحنيكه وحلقُ رأسه،
واختيارُ الاسم الحسن له،
والعقيقةُ عنهُ وختانه.
الدعاءُ للأولاد بالصَّلاحِ بعد وجودهم،
وقد كان الأنبياءُ يهتمون بذلك، فإبراهيمُ يقول:
( وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ
(رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي
( رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً ).
ويقول زكريا:
( رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء )
وعندما يصلوا لمرحلة التعلم وجب
على الأب والأم كذلك تعليم طفلهم أو طفلتهم
غرسُ العقيدةِ والإيمانِ في نفسه؛
وذلك بما يلي:
أ‌- تعليمهُ أركانَ الإيمان وأركان الإسلام،
ب‌- والإيمان بالأمورِ الغيبيةِ،
ت‌-كالقبرِ ونعيمه وعذابه،
ث‌- وأن هناك جنة ونار.
ج‌- تعليمهم الصلاة وتحبيبها لأنفسهم
ح ـ تنميةُ المراقبة لله عنده
خ ـ تنبيههُ للخطأِ برفقٍ ولين، وعدمُ معاقبته
إذا أخطأ أول مرة.
د - الاعتدالُ في محبةِ الولدِ،
بأن تُشعرهُ بمحبتهِ مع عدم التدليل الزائد.

كل ذلك أخوتنا الكرام وأكثر
هذا إذا أردنا من أبناءنا الوصول بهم لبر الأمان
وأن يكونوا كما أمرنا الله سبحانه وتعالى
في أن نقيهم ناراً وقودها الناس والحجارة
أخوتنا وأحبتنا في الله
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

الخطبة الثانية
الحمد الله وكفى
وصلى اللهم على نبيه الذي أختاره وأصطفى
وأشهد أن لا اله الا الله
وأشهد أن محمد عبده ورسوله ...
اخوتنا في الله
نصل بخطبتنا هذه الي مشارفها
بعد أن نبين وبإيجاز كيف كان الصحابة
الكرام يتعاملون مع أبناءُهم وبعض من مواقفهم
ومن المعلوم أن أولاد الصحابه كانوا متفردين
بأستجابتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتنفيذ
أوامره..... ففي صحيح البخاري ومسلم
عن أنس أبن مالك رضي الله عنه أنه قال:
أتى عليًّ رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأنا غلام، فسلم علينا، فبعثني في حاجته.
وخدم أنس رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو طفل صغير، عمره عشر سنين،
لمدة عشرة أعوام.
وجاء ابن الزبير وهو ابن سبع سنين أو ثمان؛
ليبايع الرسول صلى الله عليه وسلم ،

وأمره الزبير بذلك، فتبسم
رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآه مقبلاً وبايعه.
الصحابي الجليل أبن عمر مع أبيه
رضوان الله تعالى عليهم
وهذا الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه
يُطبق أصول التربية على أبنه
الصحابي عبد الله أبن عمر رضي الله عنه
ويفتخر به ويشجعه على أن يتعلم ويتقن
ويفتح مداركه حتى في وجود الصحابة الكبار
فقد ورد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم
في صحيح مُسلم أنه قال:
قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ:
يَوْمًا لأَصْحَابِهِ: أَخْبِرُونِي عن شَجَرَةٍ،
مَثَلُهَا مَثَلُ المُؤْمِنِ فَجَعَلَ القَوْمُ يَذْكُرُونَ
شَجَرًا مِن شَجَرِ البَوَادِي. قالَ ابنُ عُمَرَ:
وَأُلْقِيَ في نَفْسِي، أَوْ رُوعِيَ، أنَّهَا النَّخْلَةُ،
فَجَعَلْتُ أُرِيدُ أَنْ أَقُولَهَا، فَإِذَا أَسْنَانُ القَوْمِ،
فأهَابُ أَنْ أَتَكَلَّمَ، فَلَمَّا سَكَتُوا،
قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: هي النَّخْلَةُ.
قال: فذكرت ذلك لعمر قال:
لأن تكون قلت هي النخلة أحب إلي من كذا وكذا.
أخرجه مُسلم في صحيحه
( أي ذكرها لأبيه عمر بن الخطاب أنه كان يعرف الأجابة
وهي النخله ولكنه لم يجيب على سؤال
الرسول صلى الله عليه وسلم
لانه صبي وأستحى من أن يتكلم

في وجود الصحابة الكبار
فقال له أبوه رضي الله عنه :
لأن قلت أنها النخلة أحب اليّ من كذا وكذا ....)
لا أن يفتخر الأب بما ينجزه أبنه حتى وأن كان معصية
ويضن أن دعم الأبناء في كل شيء
والصحيح هو أن دعمهم فقط في مايرضي الله
وأذكر اخوتنا الأحبة
أنه حدث موقف لي شخصياً مع أحد معارفي
قديماً ، فجلسنا نتكلم عن ذكاء الأطفال ومواهبهم
في الكتابة والشعر والتعبير وما الي ذلك
فقال لي إن أبنتي لها صوت يشابه صوت أم كلثوم
وهي تحفظ الأغاني بشكل مميز
وأتمني لم اتعرف على أحد الملحنين ليكتشف أبنتي
لتصبح مُطربة تُسعد الأخرين بصوتها الجميل
لأفتخر بها أمام الناس .....
فقلت له اتقي الله يااخي أترضى
أن تصبح أبنتك مطربه
فقال لي ولما لا ....
فلم يقبل النصيحة في الأبتعاد عن هذه الأمور
عندها عرفت أن ثقافة الأب الضارة تكون السبب
في ضرر الأبناء بصورة مُباشرة ...
أبناء الصحابة يحفظون أحاديث رسول الله
وكان أبناء الصحابة يحفظون
أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم
.ففي صحيح البخاري عن

سمرة بن جندب رضي الله عنه قال:
كنت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاماً،
فكنت أحفظ منه
ما يمنعني من القول إلا ها هنا رجالا هم أسن مني.
الصحابة يكافؤن أبناءهم لحفظهم الأحاديث
وكان السلف يعطون مكافآت للأطفال
على حفظ الأحاديث النبوية،
والمكافآت حقيقة أمر تربوي في التشجيع على التعليم.
قال إبراهيم بن أدهم: قال لي أبي:
يا بني اطلب الحديث، كلما سمعت حديثا
وحفظته فلك درهم، فطلبت الحديث على هذا.
وكان أطفال السلف يرحلون في طلب العلم.

فهذا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم الحافظ
الجواد الثقة قال الذهبي:
اعتنى به أبوه، وارتحل، ولقي الكبار، وطال عمره، وتفرد.
وهذا الإمام شيخ الإسلام سيد العلماء العاملين

طلب العلم وهو حدث باعتناء والده، قال سفيان:
ينبغي للرجل أن يكره ولده على العلم، فإنه مسؤول عنه.
وبنات السلف كن يحفظن حديث

النبي صلى الله عليه وسلم ، قال الزبيدي:
كان للإمام مالك ابنة تحفظ علمه،
يعني الموطأ، وكانت تقف خلف الباب،
فإذا أخطأ التلميذ، نقرت الباب.
وكان عروة بن الزبير يسمع الحديث
على خالته عائشة وهو غلام،
وكان السلف يعلمون أبناءهم المغازي والسير.
فعن إسماعيل بن محمد بن سعد بن

أبي وقاص رضي الله عنه قال:
كان أبي يعلمنا المغازي، والسرايا، ويقول:
يا بني إنها شرف آبائكم، فلا تضيعوا ذكرها.
وكان أطفال الصحابة يحفظون

أوصافه الشريفة صلى الله عليه وسلم ،
فعن صالح بن مسعود التابعي، قال:
قلت لأبي صحيفة رضي الله عنه
وهو من صغار الصحابة
حدثني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال:
كان رجلاً أبيض، قد شمط عارضاه.
أما تعليم القرآن فهو أصل راسخ من أصول التربية،
وترسيخ العقيدة، قال الحافظ السيوطي:
تعليم الصبيان القرآن أصل من أصول الإسلام،
فينشؤون على الفطرة،
ويسبق إلى قلوبهم أنوار الحكمة،
قبل أن تتمكن الأهواء منها،
وقبل سوادها بفعل المعصية والضلال.
وقال ابن خلدون:

تعليم القرآن الولدان شعار من شعائر الملة،
أخذ به أهالي الملة،
ودرجوا عليه في جميع عصورهم؛
لما يسبق إلى القلوب من رسوخ الإيمان وعقائده،
بسبب آيات القرآن ومتون الأحاديث،
وصار القرآن أصل التعليم.
وانطلق السلف والصحابة يعلمون
أولادهم القرآن وينشئونهم على حبه وتلاوته،
حتى إنه من شدة حرصهم على ارتباط أبنائهم بالقرآن
وحصول البركة لأولادهم يطبقون
ما روى الطبراني عن أنس ابن مالك
أنه كان إذا ختم القرآن جمع أهله وولده ودعا لهم.
قال الشافعي حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين،
وحفظت الموطأ وأنا ابن عشر.
وحفظ سهل بن عبد الله القرآن
وهو ابن ست سنين، وغيرهم كثير.
عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال:

كان يعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أبناء الصحابة فيلحق من أدرك منهم،
فعرضت عاما، فألحق غلاما وردني،
فقلت: يا رسول الله، لقد ألحقته ورددتني،
ولو صارعته لصرعته، قال:
فصارعته فصرعته، فألحقني.
وروى الحاكم في مستدركه عن
زيد بن حارثة رضي الله عنه

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استصغر ناسا يوم أحد،
منهم زيد بن حارثة، والبراء بن عازب،
وزيد بن أرقم، وسعد، وأبو سعيد الخدري،
وعبد الله بن عمر، وجابر بن عبد الله.
وروى سعد بن أبي وقاص قال
رأيت أخي عمير بن أبي وقاص رضي الله عنه
قبل أن يعرضنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوم بدر يتوارى، فقلت: مالك يا أخي؟ قال:
إني أخاف أن يراني رسول الله فيستصغرني فيردني،
وأنا أحب أن أخروج لعل الله يرزقني الشهادة.



وكان الصحابة يصطحبون أبناءهم في
المعارك حتى يشبوا على معاني الجهاد والشجاعة.
أخرج البخاري عن عروة بن الزبير رضي الله عنه قال:

في الزبير ثلاث ضربات،
إحداهن في عاتقه، وإني كنت أدخل أصابعي وألعب بها
ومن معالم التربية الهامة، التربية على تعظيم أمر الله، وطاعته، والتأدب بأدب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
عن أبي الحوراء قال: قلت للحسن:
ما تذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال :
أذكر أني أخذت تمرة من تمر الصدقة،
فجعلتها في فيَّ فنزعها رسول الله صلى الله عليه وسلم
بلعابه فجعلها في التمر، فقيل له: يا رسول الله
ما كان عليك من هذه التمرة لهذا الصبي قال:
إنَا آل محمد لا تحل لنا الصدقة.
وقال عليه الصلاة والسلام لعمرو بن أبي سلمة
وكان يأكل معه:
يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك.
ومن حرص السلف كانوا يرسلون أولادهم

إلى حيث ينهلون الأدب،
ولذا كان يقال للمعلم:
المؤدب (ولا خير في علم بلا أدب).
وهذا الذي نحتاحه أخوتنا المؤمنون
نعم نحتاج لتعلم الأدب قبل العلم
فقديما ً كانوا يقولون على المعلم ينادونه ب ( المؤدب )
فعن سعيد بن عقير حدثنا يعقوب
عن أبيه أن عبد العزيز بن مروان
بعث ابنه عمر إلى المدينة يتأدب بها،
وكتب إلى صالح بن كيسان يتعاهده،
وكان يلزمه الصلوات، فأبطأ يوما عن الصلاة، فقال له:
ما حبسك قال: كانت مرجلتي تسكن شعري فقال:
بلغ من تسكين شعرك إن تؤثره على الصلاة!
وكتب بذلك إلى والده فبعث عبد العزيز بن مروان
رسولا إليه فما كلمه حتى حلق شعره.
وكان صلى الله عليه وسلم يتحبب للأطفال،
ويهش لهم،

أحبتي في الله
إنه مما يُحزن القلب أننا مسلمين ولنا منهج
وقدوة نقتدي بها في كل شيء
ولكن لا نبالي بها ونسعى جاهدين لأستبدالها
بمخلفات الضب من جحره
فننغمس في القذارات التى وجدناها في جحر
من لحقنا بهم واتبعناهم شبر بشبر وذراع بذراع
وهم اليهود والنصاري
فتعلمنا منهم أساليب التربية والأنحلال
وتركنا المنهج الرباني لأسعاد أنفسنا وأبناءنا
وأنقاذهم من هول النار ولهيبها
اخوتنا المؤمنون
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
وأنتبهوا لأبناءكم وأحسنوا تربيتهم ليكونوا لكم ذخراً
ومكمن للأجر والثواب والاعمال الصالحة بعد الممات
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث:
صدقة جارية، أو علم ينتفع به،
أو ولد صالح يدعو له، رواه مسلم،
نعم ولد صالح ....وصلاحه لا يأتي إلا إن قمنا
بتربيته وتنشأته بالطريقة والوسيلة التى يرضى
الله بها عنه وعن والديه .....

اللهم تقبّل منّا الصيام والقيام والأعمال الصالحة
وبارك لنا في أهالينا
وأجعلهم ذّخراً لنا لا علينا
وبارك لهم ولنا في ديننا ورضاك عنّا يا رب العالمين
اللهم اقسم لي من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغني به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به على مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت،

ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا من لايخافك فينا ولا يرحمنا.
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبيك ورسولك صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم .....اندبها
[/frame]

الرابط الاصلي للموضوع

http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=28857
المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( أمانة تربية الأبناء )



 
 توقيع :

الشكر والتقدير والكثير جدا من الود والأحترام للفاضلة
حُرة الحرائر التى اهدتني هذه اللمسة الطيبة
الاخت ....( نجمة ليل )



التعديل الأخير تم بواسطة الغريبة ; 09-01-2019 الساعة 08:14 AM

3 أعضاء قالوا شكراً لـ اندبها على المشاركة المفيدة:
 (05-18-2019),  (12-24-2021),  (05-17-2019)