عرض مشاركة واحدة
قديم 04-18-2013   #22


الصورة الرمزية بسمة روح
بسمة روح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 09-13-2014 (01:00 PM)
 المشاركات : 12,175 [ + ]
 التقييم :  53790370
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي



ولكي تكون قراءة القرآن في الصلاة روحا ونورا لا بد من تطبيق مفاتيح تدبر القرآن العشرة ، والاجتهاد في ذلك غاية الاجتهاد والصبر والمثابرة إلى أن يصل المصلي إلى مرحلة يذوق فيها حلاوة القرآن ولذة مناجاة الرحمن بكلامه.
والبيان العملي لذلك مفصل في كتاب مستقل بعنوان : (مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة) ، لكن أذكِّر هنا بأمور منها:
أولا: الصلاة عمود الدين، والفاتحة عمود الصلاة ، فالفاتحة إذا عمود عمود الدين ، وجاء في الصحيح : لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ، فيجب العناية بقراءة الفاتحة في كل ركعة
في كتاب (القراءة بقلب) تدريب: (الفاتحة مفتاح النجاح في الحياة) فاحرص على هذا التدريب ليفتح الله لك أبواب الخيرات والبركات في الدنيا، وتنال أعظم الدرجات والمنازل العالية في الآخرة، على المصلي أن يستثمر هذا التكرار اليومي لسورة الفاتحة في إحياء القلب وزكاة النفس وجعل الصلاة تعين على الحياة.
ما شرعت قراءة الفاتحة في كل ركعة من كل صلاة إلا لخطورتها وشدة حاجة العبد إليها ، ومن تأمل في معانيها تبين له ذلك.
ثانيا: قراءة القرآن في صلاة الليل بتحزيب وجهر وتكرار وترتيل وربط من أهم الأمور التي تعين على تحقيق مفاتيح إقامة الصلاة ذلك أنها تعمق تأثير القرآن في القلب فيزداد علمه ويقينه ويزداد خشوعه وإخباته.
ثالثا: يجب أن تكون قراءتك مفسرة حرفا حرفا كما ورد هذا في وصف قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وقراءة صحابته رضي الله عنهم ، وهذا يكون بتقطيع القراءة آية آية ، التوقف عن القراءة تماما عند رأس كل آية أو جملة تامة ثم التفكر في معاني ما قرأت، تتفكر فيها من جميع وجوهها،تحاول أن تتذكر ما تعرفه من معانيها، تحاول أن تربطها بما دلت عليه قدر استطاعتك وعلى حد علمك، تكلم نفسك وتجيبها كأنك تفسر الآيات لشخص آخر ، تفسر القرآن آية آية، جملة جملة، تفسره لنفسك حسبما يفتح الله به عليك، وما أشكل فتراجع تفسيره بعد الصلاة.
رابعا: إذا مررت بآية فيها تسبيح قف وسبح الله تعالى وعظمه ، وإذا مررت بآية فيها وعد ورحمة فقف واسأل الله من فضله ، وإذا قرأت آية فيها وعيد فقف وتضرع إلى الله تعالى أن يعيذك من هذا العذاب، وهكذا في كل القراءة.
من يقرأ بهذه الصفة يزيد تدبره وعمق فقهه لما يقرأ ، ويناجي الله بقراءته فيزداد قربه منه سبحانه فيكون حريا بأن يعطى ما سأل وأن يعاذ مما استعاذ منه.
خامسا: لا يكن همك آخر السورة ولا آخر الوجه أو آخر الموضوع والقصة بل همك فهم وفقه ما تقرأ حرفا حرفا، كلمة كلمة، لا تلزم نفسك بإنهاء السورة أو الوجه أو المقطع قبل أن تركع، بل اقرأ القرآن آية آية وحيثما انتهى الوقت المخصص للقراءة في الركعة فاركع حيثما كنت وأينما وصلت.
قد يقول قائل إذا كنت سأقرأ بهذه الطريقة فسوف يطول بي المقام ولن أستطيع ختم القرآن إلا في سنة أو أكثر ، فنقول: أولا: ليس المهم ختم كل القرآن وإنما المهم فقه القرآن وتدبره ، وثانيا: نقول ليس الأمر كذلك بل هو يسير على من يسره الله عليه ، وحين يتعود القلب على هذه الطريقة تسهل عليه ويمكنه الجمع بين القراءة وبين التدبر والتسبيح والدعاء ، لكن ربما في البداية يكون الأمر صعبا على البعض.
قد وجد من يشكك في حديث حذيفة وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ ذات ليلة بسورة البقرة والنساء وآل عمران في ركعة وأنه إذا مر بآية فيها تسبيح سبح ، وإذا مر بآية فيها وعد وقف يسأل ، وإذا مر بآية فيها وعيد وقف يستعيذ، والحديث في صحيح مسلم، ويتعجب كيف قرأ النبي صلى الله عليه وسلم هذه السور الطوال في ركعة واحدة بهذه الطريقة فالجواب ما ذكرت وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .
سادسا: كلما كثرت قراءة القرآن في الصلاة كانت أعظم بركة وأكثر نورا وروحا وأقوى في تحقيق العبودية لله تعالى، وقوة تثبيت ذكره سبحانه في القلب وأقوى في تقوية الإيمان واليقين.
سابعا: يجب ألا يكون طول القراءة وكثرتها على حساب التدبر والتفكر بل يجب تطبيق كل مفاتيح التدبر.
ثامنا: لا يصح أن يكون طول القراءة على حساب الركوع والسجود بل يجب التسوية بينها فلكل ركن نصيبه ، فالصلاة بهذا الترتيب: أولا القرآن وما يثمره من العلم التفصيلي العميق بالله واليوم الآخر ، ثم الركوع لتعظيم الرب وإجلاله وتقديسه امتثالا لما جاء في القرآن وتطبيقا له وعملا به، ثم التضرع في السجود افتقارا إلى الله واستغاثة بالله تعالى وطمعا في حصول مرضاته، أما الميل إلى أحد هذه الجهات الثلاث دون غيرها فيحدث نقصا في الصلاة وتشويها لها وتقليلا لثمرتها وفائدتها ونفعها.
تاسعا: كل ما ورد عن السلف في تحزيب قراءة القرآن فهو قراءته في صلاة الليل وما ورد عنهم سوى ذلك فهو زيادة على هذا الأصل ، أما الاقتصار على تحزيب قراءة القرآن خارج الصلاة فهو من فعل بعض المتأخرين ممن خفي عليهم العلم بهذه المسألة ، أو بسبب الكسل عن قراءة القرآن في الصلاة.





 
 توقيع :


رد مع اقتباس