عرض مشاركة واحدة
قديم 05-23-2018   #84


الصورة الرمزية أمنية
أمنية غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4305
 تاريخ التسجيل :  Dec 2015
 أخر زيارة : منذ 13 ساعات (10:14 PM)
 المشاركات : 2,815 [ + ]
 التقييم :  104633405
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 8
تم شكره 84 مرة في 50 مشاركة

اوسمتي

افتراضي




عبدالله بن عمرو بن العاص
رضي الله عنه

" فهل لك إذن في خير الصيام ، صيام داود كان يصوم يوماً ويفطر يوماً "
حديث شريف
مـن هــو ؟
عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل القرشـي ، يُقال كان اسمه العاص فسمّاه الرسول صلى الله عليه وسلم عبدالله ، وقد سبق أباه عمرو بن العاص للإسلام ومنذ أن أسلم لم يعد الليل والنهار يتّسعان لتعبّـده ونسكـه ، فعكـف على القرآن يحفظه ويفهمه ، وجلس في المسجد متعبدا ، وفي داره صائما و قائما ، لا ينقطع عن الذكر أبدا ، وإذا خرج المسلمون لقتال المشركين خرج معهم طالبا للشهادة
تعبده
كان عبد الله -رضي الله عنه- إذا لم يكن هناك خروج لغزو يقضي أيامه من الفجر الى الفجر في عبادة موصولة ، صيام وصلاة وتلاوة القرآن ، ولسانه لا يعرف إلا ذكر الله وتسبيحه واستغفاره ، فعلم الرسول
صلى الله عليه وسلم بإيغال عبد الله بالعبادة ، فاستدعاه وراح يدعوه الى القصد في العبادة فقال الرسول الكريم ( ألَم أخْبَر أنك تصوم النهار لا تفطر ، وتصلي الليل لا تنام ؟ فحَسْبُك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام ) فقال عبد الله ( إني أطيق أكثر من ذلك ) قال النبي صلى الله عليه وسلم ( فحسبك أن تصوم من كل جمعة يومين ) قال عبد الله ( فإني أطيق أكثر من ذلك ) قال رسول الله ( فهل لك إذن في خير الصيام ، صيام داود ، كان يصوم يوماً ويفطر يوماً )


وعاد الرسول
صلى الله عليه وسلم يسأله قائلا ( وعلمت أنك تجمع القرآن في ليلة ، وإني أخشى أن يطول بك العمر وأن تملَّ قراءته اقرأه في كل شهر مرة اقرأه في كل عشرة أيام مرة اقرأه في كل ثلاثٍ مرة ) ثم قال له ( إني أصوم وأفطر ، وأصلي وأنام ، وأتزوج النساء ، فمن رغِبَ عن سُنَّتي فليس مني )

ولقد عَمَّـرَ عبد الله بن عمـرو طويلا ، ولمّا تقدمـت به السـن ووَهَـن منه العظـم ، كان يتذكر دائما نُصْـحَ الرسول فيقول ( يا ليتني قبلـت رُخصـة رسـول اللـه )
الكتابة
قال عبدالله بن عمرو ( كنتُ أكتب كلَّ شيءٍ أسمعه من رسول الله
صلى الله عليه وسلم أريد حفظه ، فنهتني قريش فقالوا ( إنّك تكتب كلَّ شيءٍ تسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلمورسول الله بشرٌ يتكلم في الغضب والرضى ) فأمسكت عن الكتاب ، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ( اكتب ، فوالذي نفسي بيده ما خرج منّي إلا حق )
قال أبو هريرة ( ما كان أحدٌ أحفظ لحديث رسـول اللـه
صلى الله عليه وسلم منّي إلا عبدالله بن عمرو ، فإنّي كنت أعي بقلبي ، ويعي بقلبه ويكتب )
وعن مجاهد قال دخلتُ على عبدالله بن عمرو بن العاص ، فتناولتُ صحيفةً تحت رأسه ، فتمنّع عليّ فقلتُ ( تمنعني شيئاً من كتبك ؟) فقال ( إنّ هذه الصحيفة الصادقة التي سمعتُها من رسول الله
صلى الله عليه وسلم ليس بيني وبينه أحد ، فإذا سَلِمَ لي كتاب الله ، وسلمتْ لي هذه الصحيفة ، والوَهْط -وهو بستان عظيم كان بالطائف لعبد الله- لم أبالِ ما صنعتِ الدنيا )
فضله
قال عبد الله بن عمرو بن العاص ( ابن عباس أعلمنا بما مضى ، وأفقهنا فيما نزل مما لم يأت فيه شيئاً ) قال عكرمة فأخبرتُ ابن عباس بقوله فقال ( إنّ عنده لعلماً ، ولقد كان يسأل رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن الحلال والحرام )
علمه
قال عبد الله بن عمرو ( إنّ هذا الدّينَ متينٌ فأوغلوا فيه برفق ، ولا تُبَغِّضوا إلى أنفسكم عبادة الله عزّ وجلّ ، فإنّ المنبتَّ لا بلغ بُعْداً ، ولا أبقى ظهراً ، واعملْ عملَ امرىءٍ يظنّ ألا يموت إلا هَرِماً ، واحذرْ حذرَ امرىءٍ يحسب أنّه يموتُ غداً )
وقال ( لأن أكون عاشرَ عشرةٍ مساكين يوم القيامة أحبُّ إليّ من أكون عاشر عشرة أغنياء ، فإنّ الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة إلا من قال هكذا وهكذا ، يقول يتصدق يميناً وشمالاً )
وقال عبد الله ( ما أعطي إنسانٌ شيئاً خيراً من صحّةٍ وعِفّةٍ ، وأمانةٍ وفقهٍ )
وقال عمرو بن العاص لإبنه ( يا بُنيّ ، ما الشرف ؟ ) قال ( كفّ الأذى ، وبذلُ الندَى ) قال ( فما المروءة ؟) قال ( عرفان الحق ، وتعاهد الصنعة ) قال ( فما المجد ؟) قال ( احتمال المغارم وابتناء المكارم ) وسأله ( ما الغيّ ؟) قال ( طاعةُ المُفْسِدِ ، وعصيانُ المُرْشِدِ ) قال ( فما البله ؟) قال ( عَمى القلب ، وسرعة النسيان )
خشية الله
مرّ العلاء بن طارق بعبد الله بن عمرو بن العاص بينما كان يُصَلّي وراء المقام وهو يبكي ، وقد كَسَفَ القمر -أو خَسَفَ القمر- فوقف يسمع فقال ( ما توقفك يابن أخي ؟ تعجب من أنّي أبكي ؟ والله إنّ هذا القمر يبكي من خشية الله ، أمَا والله لو تعلمون علم اليقين لبكى أحدكم حتى ينقطع صوته ، ولسجد حتى ينقطع صلبه )
الوصية الغالية
رأينا كيف كان عبد الله بن عمرو مقبلا على العبادة إقبالا كبيرا ، الأمر الذي كان يشغل بال أبيه عمرو بن العاص دائما ، فيشكوه الى الرسول
صلى الله عليه وسلم كثيرا ، وفي المرة الأخيرة التي أمره الرسول فيها بالقصد في العبادة وحدّد له مواقيتها كان عمرو حاضرا ، فأخذ الرسول يد عبد الله ووضعها في يد عمرو بن العاص أبيه وقال الرسول له ( افعل ما أمرتك ، وأطِعْ أباك ) فكان لهذا العبارة تأثيرا خاصا على نفس عبد الله -رضي الله عنه- وعاش عمره الطويل لا ينسى لحظة تلك العبارة الموجزة
موقعة صفين
عندما قامت الحرب بين طائفتين من المسلمين ، علي بن أبي طالب ، ومعاوية بن أبي سفيان اختار عمرو بن العاص طريقه الى جوار معاوية ، وكان يدرك مدى حب المسلمين وثقتهم بابنه عبد الله ، فحين همّ بالخروج الى صِفّين دعاه إليه ليحمله على الخروج الى جانب معاوية فقال له ( يا عبد الله تهيأ للخروج ، فإنك ستقاتل معنا ) وأجاب عبد الله ( كيف ؟ وقد عهد إليّ رسول الله
صلى الله عليه وسلم ألا أضع سيفا على عنق مسلم أبدا )

وحاول عمرو أن يقنعه بأنهم إنما يريدون الخروج ليصلوا الى قتلة عثمان وأن يثأروا لدمه الطاهر ثم ألقى مفاجأته على ابنه قائلا ( أتذكر يا عبد الله آخر عهد عهده إليك النبي
صلى الله عليه وسلم حين أخذ بيدك فوضعها في يدي وقال لك أطِعْ أباك ؟ فإني أعزم عليك الآن أن تخرج معنا وتقاتل ) وخرج عبد الله بن عمرو طاعة لأبيه ، وفي عزمه ألا يحمل سيفا ولا يقاتل مسلما ، ونشب القتال حاميا ويختلف المؤرخون فيما إذا كان عبد الله قد اشترك في بداية القتال أم لا ، ونقول ذلك لأنه ما لبث أن حدث شيء عظيم جعل عبد الله يغير موقفه ويصبح ضد معاوية.


يتبع




 
 توقيع :


رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ أمنية على المشاركة المفيدة:
 (05-29-2018)