عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 02-12-2018
الغريبة غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 2186
 تاريخ التسجيل : Apr 2016
 فترة الأقامة : 2919 يوم
 أخر زيارة : 07-12-2022 (05:49 PM)
 المشاركات : 13,322 [ + ]
 التقييم : 6639
 معدل التقييم : الغريبة has a reputation beyond reputeالغريبة has a reputation beyond reputeالغريبة has a reputation beyond reputeالغريبة has a reputation beyond reputeالغريبة has a reputation beyond reputeالغريبة has a reputation beyond reputeالغريبة has a reputation beyond reputeالغريبة has a reputation beyond reputeالغريبة has a reputation beyond reputeالغريبة has a reputation beyond reputeالغريبة has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 3,941
تم شكره 1,897 مرة في 1,149 مشاركة
صفحات مَنْسِيَّة من تاريخ الإسلام في مدينة باري بولاية بوليا الإيطالية






صفحات مَنْسِيَّة من تاريخ الإسلام في مدينة باري بولاية بوليا الإيطالية
صفحات مَنْسِيَّة من تاريخ الإسلام في إيطالِيَّة (13)


مدينة باري:


مدينة باري - المُسَمَّاة في المصادر العربية بمدينة بارة - تقع على البحر الأدرياتي، ولها ميناء مشهور، وهي عاصمة إقليم بوليا.



فتح باري:

ذكر البلاذري[1] أن حبلة[2] مولى الأغلب قد غزا مدينة تُدعى بارة على شاطئ البحر في الأرض الكبيرة[3]، فلم يقدر عليها، ثم غزاها خُلُفون البَرْبَري - ويُقال: إنه مولى لربيعة - ففتحها في أول خلافة المتوكل على الله، وقام بعده رجل يُقال له: المفرج بن سلام، ففتح أربعة وعشرين حِصنًا، واستولى عليها، وكتب إلى صاحب البريد بمصر يُعْلِمه خبره، وأنه لا يرى لنفسه ومن معه من المسلمين صلاة، إلا بأن يَعْقِد له الإمام على ناحيته، ويوَلِّيه إياها؛ ليخرج من حَدِّ المُتَغَلِّبين، وبنى مسجدًا جامعًا،انتهى.



وقال ابن الأثير[4]: وبالمغرب أرضٌ تُعْرَف بالأرض الكبيرة، بينها وبين بَرْقَة مَسيرة خمسة عشر يومًا، وبها مدينة على ساحل البحر تُدْعَى بارة، وكان أهلها نصارى ليسوا بروم، ثم ذكر نحو كلام البلاذري.



وقد ذكر أرشيبالد لويس[5] أنه في عام 841 م استولى عدد من مُرْتَزِقة رادلكيس - وهم جنود مُرْتَزِقة من مُسْلِمي شمال إفريقية وصِقِلِّيَّة على حَدِّ تعبير أرشيبالد - على مدينة باري، والأراضي المحيطة بها، مُتعاونين في ذلك تعاونًا كاملًا مع أساطيل قراصِنة، كانت تعمل قرب الشاطئ، وسرعان ما تكونت دولة إسلامية من المُغامِرين، تماثل الدولة التي تكونت فى بَلِرم - يقصد إمارة الأغالبة في صِقِلِّيَّة التي كان مَقَرّ حُكْمها بَلِرم - واستمرت أكثر من ثلًاثين عامًا.



أما حاكمها السودان أو السلطان، فكان على ما يظهر مُستقلًا استقلالًا ذاتيًا عن سيطرة كريت، وشمال إفريقية؛ لأنه طلب من بغداد مباشرة الاعتراف به، وبمركزه.



وذكر أنه كان من نتائج انهزام البندقية، وتأسيس حكومة إسلامية جديدة في باري، واستيلاء مُسْلِمي كريت على طارنت في وقت مقارب لقيام الإمارة الإسلامية في باري: أن تَعَرَّض البحر الأدرياتي لغارات الأساطيل العربية.



وقد أقام المسلمون في مدينة باري، وغيرها من مدن شاطئ البحر الأدرياتي، قواعد بحرية قوية، مَكَّنَتْهم من القيام بغارات على وسط إيطاليا، وجنوبها.[6]



وقد حاصر لويس الثاني الكارولنجي حاكم إيطاليا مدينة باري حصارًا طويلًا، ولم يَجْن من وراء حصاره لها شيئًا؛ بسبب سيطرة المسلمين على المسالك البحرية، بينما كان لويس الثاني لا يملك أسطولًا بحريًا يُمَكِّنه من أن يطرد المسلمين من مواقعهم الحصينة على الشواطئ، ومن هذه المواقع كانوا يوغلون بعيدًا في غاراتهم الداخلية.[7]



وقد ذكر أرشيبالد[8]: أن باسيل الأول إمبراطور بيزنطة قد أرسل حَمْلَة من مائة سفينة، بقيادة البطريق نكيتاس؛ لإنقاذ راجوزة - وهي تقع على ساحل البحر الأدرياتيكي من جهة البلقان - وكان تُحاصِرها قوات مُشتركة من أهل كريت وطارنت المسلمين، وأنه لما انتصرت تلك القوات البيزنطية في راجوزة على المحاصرين تحولت إلى إيطاليا، فظهر في عام 870 م أمام مدينة باري أسطول كبير، اشتمل على فِرَق بحرية[9] من: راجوزة، ودلماشيا - منطقة بالبلقان تقع معظمها في جمهورية كرواتيا حاليًا - وكانت قوات لويس الثاني تحاصر المدينة من البَرِّ[10]، وظهر في هذا الموضع أن تدخل العنصر البحري في الحصار كان حاسمًا، فسقطت مدينة باري آخر الأمر في يد الملك لويس الثاني الكارولنجي، غير أن النزاع نشب في تلك اللحظة ذاتها بين لويس الثاني وبين بيزنطة؛ بسبب ما أظهرته بيزنطة من عداء لمطامعه في جنوب إيطاليا، وعاد لويس الثاني وقد حَبِطَتْ أعماله إلى شمال إيطاليا، حيث أدركته مَنِيَّتُه، فنَعِم باسيل الأول وحده بجَنْيِ ثمار تلك الجهود.



ثم ذكر أن قوات الإمبراطور البيزنطي باسيل الأول نجحت في استعادة مدينة باري عام 876م[11].



فهل يُفْهَم من كلامه أن الحصار البيزنطي للمدينة قد دام ست سنوات، مُضافًا إليه ما سبق من طول حصار لويس الثاني؟ هذا بعيد جدًا.



وكانت تلك القوات البيزنطية ذاتها قد نجحت في استعادة مدينة أترانتو[12] أيضًا سنة 873 م.



وذكر الكتاني[13] أن مدينة باري قد فتحها المسلمون سنة 841 م، وأن النصارى استعادوها سنة 871 م، والظاهر موافقة هذا التاريخ الميلادي لفترة حكم المتوكل العباسي، التي ذكر البلاذري في فتوحه وقوع فَتْحها فيه، كما يظهر موافقة التاريخ الذي ذكر فيه استعادة النصارى لمدينة للتاريخ الذي ذكره أرشيبالد لاستعادتها في الموضع الأول.



وذكر المسعودي في مروج الذهب[14] أن مدينة بارة من المدن التي كان المسلمون قد غلبوا اللومبارديين - الذين سماهم بالنوكبرد[15] - عليها، ثم قال: إن النوكبرد أنابوا، ورجعوا على من كان في تلك المدن من المسلمين، فأخرجوهم عنها بعد حرب طويل، وما ذكرنا من المدن في وقتنا هذا - وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة - في أيدي النوكبرد،انتهى.



وكان الحسن الكلبي قد غزا قِلَّوْرِيَة، ونزل على جراجة - لعلها جراتشة الحالية - وحاصرها أشد حصار، وأشرفوا على الهلاك من شدة العطش، فوصلهم الخبر أن الروم قد زحفوا إليه، فصالح أهل جراجة على مال أخذه منهم، وسار إلى لقاء الروم، ففروا من غير حرب إلى مدينة بارة - أي باري - ونزل الحسن على قلعة قسانة، وبث سراياه إلى قِلَّوْرِيَة، وأقام عليها شهرًا، فسألوه الصلح، فصالحهم على مال أخذه منهم.[16]



وقد ذكر أرشيبالد لويس[17] أن المسلمين قد أغاروا على الجهات القريبة من مدينة باري في الأعوام: 994،991،988 م، وأنهم احتلوا - أي فتحوا - باري عام 1003 م.



قال: وبدا احتلالهم لها كما لو كان شيئًا دائمًا، وقد أزعج هذا البنادقة - أي أهل جمهورية البندقية التجارية المشهورة الواقعة في شمال شرق إيطاليا - أَيَّما إزعاج؛ فقد كرهوا تمامًا أن يكون للمسلمين مُلْك دائم في ذلك الإقليم، المُسَيْطر عل مَدْخل البحر الأدرياتي؛ ولهذا أرسلوا حَمْلة بحرية عام 1004 م إلى أبوليا، استطاعت طَرْد المسلمين من هناك،انتهى.



وذكر الدكتور محمد عبد الله عنان رحمه الله تعالى[18] أن المسلمين استقروا في مدينة باري حِيْنًا من الزمن، وذلك واضح مما ذكرناه آنفًا في أيام الأغالبة، والكلبيين.



والحمد لله رب العالمين.


---------------------------------
[1] في فتوح البلدان (1/234،233).

[2] كذا وقع فيه، ولعل صوابها (جَبَلة) بالجيم المعجمة التحتية. وقد وقعت في الكامل (حياة).

[3] قال شكيب أرسلان في هامش تاريخ غزوات العرب (ص152): إن الأرض الكبيرة هذه هي أرض إيطاليا التي تُقابل صقلية،انتهى. ومن الملاحظ أن هذا التعبير قد استخدم في المصادر التاريخية، والجغرافية العربية في حق أراض أخرى، كأرض فرنسا الكبيرة التي تلي جبال البرانس (البرينيه)، وهذا كثير في المصادر التي تتحدث عن الأندلس، ووجد في كلام ابن جبير في رحلته التعبير عن أراضي الدولة البيزنطية التي تلي الشام بالأرض الكبيرة أيضًا، والظاهر أنه أراد الأناضول، أو اليونان، والله أعلم.

[4] الكامل (6/67).

[5] القوى البحرية والتجارية (ص215). وينبغي مراعاة اعتماد المؤلف المذكور وغيره من مؤرخي أوروبا المعاصرين على المصادر التاريخية الكنسية، والتي تمثل المرجع الرئيس ـ وأحيانًا الوحيد ـ في معرفة العديد من جوانب تاريخ القارة الأوروبية في العصور الوسطى.

[6] انظر: المرجع السابق (ص218).

[7] انظر: الموضع السابق من المرجع الماضي.

[8] (ص218).

[9] ذكر في (ص221) أنه قد عاون تلك القوات حلفاء من الغرب ـ يقصد غرب البحر الأدرياتيكي والله أعلم ـ من البنادقة، وغيرهم.

[10] الظاهر أن لويس لما أعياه أمر طول الحصار ـ كما قَدَّمنا ـ استنجد بالبيزنطيين.

[11] انظر: المرجع السابق (ص219).

[12] ذكر أرشيبالد في (ص221) أن تلك القوة البحرية البيزنطية الكبيرة قد استطاعت أن تستعيد مديتني باري وطارنت من المسلمين، ولعل هناك خطأ؛ فإنه قد ذكر هنا أنها استعادت أترانتو، وأكد بقاء تارانتو ـ طارنت ـ بحوزة المسلمين، إلا أن يكون قد عنى وقوع ذلك فيما بعد، وذلك واضح في حكايته عقب الكلام المذكور أن تلك القوات قد استطاعت دعم إشرافها على أجناد قلورية، وأبوليا، وتمكنت من أن تعيد فرض نوع من السيادة على مجموعة المدن الكمبانية غير المخلصة لها، وهي: نابلي، وجايتا، وأمالفي. ثم قال: وبقي وَكْر المُغامِرين ـ يقصد من المسلمين ـ في مونت جاريليانو وحده شَوْكة تؤذي الريف الإيطالي في الجنوب من شبه الجزيرة، والله أعلم.

[13] انظر: المسلمون في أوروبا وأمريكا (ص156،155).

[14]انظر: مروج الذهب (2/39).

[15] في هامش (ص154) من تاريخ غزوات العرب لشكيب أرسلان نقلًا عن المسعودي (النوبرد) بدون الكاف.

[16] انظر: الكامل في التاريخ لابن الأثير (7/224).

[17] القوى البحرية والتجارية (ص308،307).

[18] دولة الإسلام في الأندلس (1/476).



رابط الموضوع: http://www.alukah.net/culture/0/25703/#ixzz51SwjbVfA


المواضيع المتشابهه:



 توقيع :



[media]https://www.youtube.com/v/ewzNjWgnLqw[/media]






رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ الغريبة على المشاركة المفيدة:
 (02-13-2018),  (03-19-2018)