الموضوع: وجوه وأفواه
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 07-28-2019
لجين غير متواجد حالياً
Libya     Female
SMS ~ [ + ]
بك يا زمان أشكو غربتي
إن كانت الشكوى تداوي مهجتي
قلبي تساوره الهموم توجعاً
ويزيد همي إن خلوت بظلمتي
لوني المفضل Beige
 رقم العضوية : 2517
 تاريخ التسجيل : Sep 2017
 فترة الأقامة : 2425 يوم
 أخر زيارة : 12-21-2021 (10:56 AM)
 الإقامة : طرابلس عروس البحر والنهر
 المشاركات : 3,244 [ + ]
 التقييم : 1742357281
 معدل التقييم : لجين has a reputation beyond reputeلجين has a reputation beyond reputeلجين has a reputation beyond reputeلجين has a reputation beyond reputeلجين has a reputation beyond reputeلجين has a reputation beyond reputeلجين has a reputation beyond reputeلجين has a reputation beyond reputeلجين has a reputation beyond reputeلجين has a reputation beyond reputeلجين has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 33
تم شكره 485 مرة في 366 مشاركة
قصة وجوه وأفواه



[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://us.cdn4.123rf.com/168nwm/olgadrozdova/olgadrozdova1401/olgadrozdova140100052/25236738-seamless-golden-brown-striped-pattern-with-lacy-circles-and-branches-vector.jpg');border:10px ridge orange;"][cell="filter:;"][align=center]

[align=center][tabletext="width:80%;background-image:url('http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1385891206_387.gif');border:10px ridge orange;"][cell="filter:;"][align=center]
[align=center][tabletext="width:80%;background-color:black;border:10px ridge orange;"][cell="filter:;"][align=center]


مرة أخرى يستيقظ باكرا...تحت لهيب
خيوط أشعة شمس الصيف الحارقة
التي اخترقت غرفته عبر النافذة
المشرعة، كان الضوء باهرا وعنيفاً،
أجهز على البقية الباقية من أرقه
المحموم...لم ينم سوى دقائق معدودة..
نهض بصعوبة، بعد تردد وحيرة.. حالة
شبه الميت تثير إحساسا بالوحدة
القاتلة والضياع والتشتت حيث
القلق والخوف، نهر من القلق يفيض
داخله، الصمت لا شيء غير الصمت،
فما أشد تعاسة المرء حين لا يجد
من يؤنسه، يحاول استعادة صورته...
يحاول ترميمها من جديد في دواخله
المنكسرة..سماؤه وحدها ملبدة
بالغيوم والضباب.. يحمل عبء قلبه
وحده ويمضي، دون رغبة في الذهاب
إلى مكان بعينه ثم الرجوع إلى البيت
والجلوس والانتظار في عزلة وانطواء،
كان يلزم الصمت دائما ويظل بمعزل
عن الناس، ويبقى دائما منزويا على
نفسه دون أن يقوم بشيء، كما صار
لا يلبث في مكان بعينه..لم يكن هكذا
من قبل..لقد وقعت أشياء غريبة بعد
وفاة آخر من أحبهم وتعلق بهم بقوة..
تلك جدته التي كانت بمنزلة أمه والتي
عوضته حنان أمه كثيراً في غيابها
وفقدها منذ أن كان صغيراً..ثم يرحل
أبوه وعمته وفيما بعد أخواله وخالته،
فأعمامه وتستمر الفواجع وكأنه طويس
هذا الزمان، ثم ها هو يفجع في أحب
الناس إليه صديقه ورفيق دربه والذي
وضع حدا لحياته بانتحاره واستسلامه
لحالة ضعف، فلكأن من يحبهم يتساقطون
اتباعا كأوراق الخريف أمامه...نظرته الآن
للحياة صارت شبه معقدة، تخيف وتزعزع
وتبعث على الانطواء والانزواء وفقدان
الثقة...أصبح متوترا ويزداد صمتا أكثر فأكثر...

ومع كل الألم قد يبدو راضيا مكابراً،
يدندن، ويبتسم وحده غباء أو عبثاً ليس
يدري، وهو يعد لنفسه الغامضة كأس شاي
وهو ينشغل بنحريك السكر في كأسه..
وهو يتناول فطوره على عجل..ثم يغادر
شقته، عبرسلاليم العمارة..كان جسده
يسبح في أوهام يصطنعها الحر الزائد،
وتسيطر عليه هواجس محمومة عجز عن
إسكاتها، تقوده خطاه الواهنة نحو
البنايات الشاهقة الزجاجية الرابضة
على الضفة الأخرى في ذاك الشارع
المزدحم رغم شدة الحر، ليقف أمام
لافتة كبيرة وجد صعوبة في تهجيتها
في بادئ الأمر، دفن ألمه كالمعتاد،
وتوجه نحو مدخل المبنى الذي كان
يعج بالجلبة حيث امتلأ بالناس والأصوات
والروائح والوجوه الكالحة الشاحبة
التي تبعث على الغثيان، وقد صفعتهم
الأمراض والظروف...، ألقى نظرة على
لوحات بأسماء الأطباء واختصاصاتهم،
ازدادت دقات قلبه وهو يصعد بالمصعد
إلى أعلى ...يدخل قاعة الاستقبال ذات
الواجهة الزجاجية، تجلس خلفه شابة
حسناء رقيقة نحيفة ترفع وجهها وفي
عينيها بريق، تفرست وجهه..نظرت
إليه وهي تعدل نظارتها مرحبة..فيشعر
على الفور أن الوجه مألوف لديه..
تستفهم بعينيها، تبتسم...كأنها
تنتظر حواراً، يبتسم أخيراً لها...سرعان
ما همست له:ـ ارتح هناك حتى يأتي
دورك...ثم أخذت تدون في مذكرة
صغيرة، وشغلت نفسها بتقليب الأوراق،
فلكأنها ملَّت من السحنات المريضة
والتطلع إلى الوجوه نفسها...

كانت القاعة مكيفة باردة، والمرايا
تعكس بعنف صوراً لوجوه مبعثرة
باهتة بالية وأفواه متثائبة..

[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

المواضيع المتشابهه:



 توقيع :
الحروف تتهادى بكلماتها
لتجسد لك اجمل عبارات الشكر والثناء
حبيبة قلبي ملامح شفق






أنامل خَلقت التميز
الراقي ... والازاهير النادرة
روح يا اخت روحي سلمت يداكِ








روح .. ملامح شفق
أهديكما همسة شكر من الصميم ..










رد مع اقتباس